الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسؤول الفضائي...مجلس محافظة بابل انموذجاً

كامل القيّم

2010 / 6 / 19
الصحافة والاعلام


في ظل الخطوات الجبارة التي تلوكها الحضارة ...وتختزل بها مفردات النشاط الإنساني ، وفي ظل التراكم المعرفي لثقافة ورقمية الصورة ...كان لازماً علينا ان ننظر الى تحديات التنمية بمستوى هذا التراكم والحراك .
وإذا كانت المجتمعات اليوم تُقاس على أساس امتلاك الميكا بايت لإدارة و معالجة وخزن المعلومات ، وسرعة إتاحتها وتبوبها وتصنيفها ، فان قادة الرأي التشريعي لدينا ( الحكومة المحلية ) لازالت تحبوا وسط تلك الدفقات الفائقة السرعة ، وإذا كان فرنسيس بيكون قد أشار منذ عقود بعيدة على ان (المعرفة قوة) فان ميزان القوى لبعض المسؤولين يشير الى التراجع والبساطة في التعامل مع قوى التأثير وسطوة رموز الحضارة التي أملتها الحتمية التقنية .
تلك ببساطة مقدمة عن أولويات الثقافة الرقمية ..الالكترونية سمها ما شئت، ولكن لا يمكنك ان تتجاهلها او تبدأ بها حيث أنت ، وكان في الحضارات الساحقة من يمتلكون زمام القيادة والزعامة يمتلكون مهارات التأثير والتغيير بالضرورة ...وهي تراوحت بين الشجاعة والحكمة والفصاحة والتعايش والتفاعل الاجتماعي...وهكذا سارت مفاعلات كسب الأتباع لجيوش او أحزاب او تيارات بقوة الدعاية وقوة الحضور ... وقوة الرموز .
واليوم ونحن نعيش عصر تبدلات وتوليد الرموز، كان لدينا نوعان من المسؤولين مع تكنولوجيا عصف الإعلام ، النمط الأول قد اختفوا منها وعنها ،بل وربما اساؤا لها، والآخر تشدق بالتسريع ويريد القفز الى الفضاء دون ارض صلبة ، هم لم يتعلموا من دروس التاريخ على ان الانطواء والتحفظ والغموض ليس بمهارة .والمهارة والنجاح وحدها تأتي من مخاضات الشفافية الحقيقية مع الناس ...ولأجل الناس ...ومن الناس .
سأدخل صلب الموضوع :
الأول : اشك ان مجلس محافظة بابل قد أدرج في سلم اولوياته فقرة تتعلق برعاية واحتضان ثقافة المدينة، وإذا كان قد أدرجها فحسبنا الله ونعم الوكيل .لا اعرف كيف يقضى يوم المسؤول التشريعي ...وما يمنعه من التواصل الثقافي والاجتماعي مع من استمالهم في يوم الانتخابات ووضع صوره وشعاراته بالقوة البصرية والمساحية على أعين الناس ...وبعدها سيارات بيضاء دون أرقام ....سادة منزلّين يمسكون زمام المدينة ( مشاريع المدينة ). في الوقت تزدان الحلة بمئات من أبناءها، يتواصل إبداعهم ويتحدون ويجاهدون كمفردات يومية معملية في الجامعة والدائرة والمدرسة وبيوت الثقافة وبسط الأمن، الكل حاضر ويعطي في اللغة والحضور والحوار والنظام بتراكم وتناغم جميل ...إلا شخصية المجلس فهي الحاضر الغائب الدائم ...وربما اكتفى ويكتفي ببعض الاجتماعات او الالتزامات الرسمية التي نحن ( كأبناء الحلة )لسنا معنيون بها لأنها نسخة مسموعة ...ومؤجلة الحلول في الغالب ، نحن نريد مخرجات شفافة، ووجوه نراها تحتضن الشوارع والدوائر والمدارس دون كلل .
ومن عظام الأمور انك تبدأ مبادراً بدعوة الأعضاء مستبشراً ليس بالضرورة من باب الاشتراك، ولكن من باب اللياقة والاحترام ان يكون أعضاء المجلس أول المدعوين في رحاب قاعة مؤتمر او فعالية ثقافية او تجمع جماهيري نوعي، ولأنهم قادة رأي ومهمين للضيوف او المشتركين...ويُضيف حضورهم مزجاً جميلاً وسياق فيه محبة ونتاج وتفاعل .ولكن بتكرار التجربة تكتشف انك مغفل، وانك تُطعن وفعاليتك واحترامك لهيبة ومقام المجلس حينما تكتشف ان لا احد يحضر ...ولا احد يتفاعل مع منظومة عملك الرقمية ، الثقافية ، الإعلامية إلا البعض وهم مشكورين. وأضيف حتى لا تشعر الآخر بهذه القطيعة ... ( لا نجرؤ ان نقول تعتذر ) بالاتصال او عبر مندوب ...او بصيغة أخرى .عشرات الدعوات المعطرة والجميلة وابلغ الجُمل ...ولكن لا حضور لا اتصال بالشكل الذي غدت عُرفاً...ربما نحن على خطأ .
ثانيا / كنت قد كتبت في سياق سابق على موقع المجلس( الحوار المتمدن ، كتابات) ...واستبشرت خيراً بالتغيير ...ولكن كانت مشاهدتي لموقعه الجديد كالصاعقة ...هل من المعقول لأعضاء المجلس ان يكون اتصالهم بالعالم بتلك الصيغة ...بتلك البساطة ...بتلك المعلومات فقيرة المضمون حد الدهشة والتعجب !! ما هذا التجاهل الرقمي وما هذا الفهم الفقير لقوى المعلومات واغناءها( ونحن نعيش عصرها وتفجرها وحربها) ...هل من المعقول ان يمليء موقع المجلس بـ 4 أخبار.
هل من المعقول ان يزودنا موقع المجلس بقراراته بتلك الطريقة التي لا تحترم قارئها ...أسماء وعضوية المجلس ...المجلس الاستشاري ...هيأة الإحياء ...مواقع صديقة ...واحد فقط( مجلس محافظة كربلاء) ...هل نحن استنفذنا الفضاء للدخول الى المتلقين ...وهل نحن نعمل حتى نعمل، ام نغّير .أليس المجلس عليه ان يضع جلسة خاصة لاستعراض الموقع ...ومناقشة محاوره ...أليس ممكن ان يكون منجماً لمعلومات عن الحلة وتاريخها مبدعيها موسوعتها التي يناضل الآخرون كيف تُستكمل، بطولات أطفالها وهم يتلقون الإرهاب وعوز الخدمات بكل صبر وبراءة .أين مدينتنا، ومواقع العالم تتكحل بصورنا وأبحاثنا وأخبارنا، بابل وحمورابي وجمال الحلة وعبق التاريخ ... .
اطلعوا يا سادتي على مواقع العالم ...العرب ...العراقيين ...قارنوا ما لديكم وما متوفر ...إذا انتم لا تتواجدون في حضورنا الثقافي الميداني ...فدعونا نراكم في موقعكم .
اذا كانت خطوة الموقع بائسة ...والتفاعل الاجتماعي دون وفرة ...واجتماعاتكم مكتظة ...والمدينة تئن بأمراضها الجمالية والتاجيلية ...وانتم أصبحتم فضائيون ...بتخصيصات أهل الحلة.
وأقول لأخوتي في المجلس ان من يوافق على دخول الفضاء يدخلها بحزمة وكفاءة وتفهم متوازي ، سواء أكانت ثقافية ام الكترونية ام فضائية .فلا يوجد مجلس سيفتتح قناة فضائية ...ولم يغني جمهوره بالاتصال ألمواجهي الموقعي.. ام بالمواقع الالكترونية .
وعجيب من القفز على واقع لا يحتاج الى فضائية بقدر ما يحتاج الى حضور شهري على الأقل في شوارع الحلة ...أو أن يرمم من مدينة أتعبتها الوعود.
فيحائنا تئن ...بالأتربة وصواري وجوه المرشحين ....شوارعنا لازالت مستباحة برموز السياسة ، علامات المرور،أعمدة الكهرباء جعلوها ثنائية الوظيفة ...دون رقيب او حسيب....علّق ...اكتب ...مزق ما يحلو لك مادام الشارع مفعم بكل غرائب وعجائب الغزو اللوني والبصري .
يا سادتي اخرجوا الى الناس وتمتعوا بالحراك الجميل ...بصبر وتحمل أهل الحلة ...كنا نتأمل ان نراكم بقبعات وبدلات العمل ...ونراكم واقفين على مصائب وافراح أهل الحلة اليومية ...ودائما جواب مُعلب ...سنعمل ...هناك دراسة ...سيتم ...حينما يصادق ...وهكذا دواليك ...واليوم تنشئون فضائية ...بأي جمال وأي نظام وأي موارد ستخرج الى العالم سفيرة الحلة ...كيف نُنشئ فضائية ولدينا موقع الكتروني ... لا يحمل غير الأسماء ...الفضائية عمل جبار ومال وخبرات ...فكيف وأين ..وماذا ..وبأي مضمون ستبث الفضائية وبأي أولوية ،على تراكم الديون بحسبما تقولون، كم مدرسة نستطيع ان نُبني وكم طفل مشرد يمكن ان نؤهل ، وهل لدينا مكتبة أرضية لائقة ، دار لثقافة الأطفال ، دور أيتام ، مطبعة ، ملعب ، متحف ،مسرح ، سينما حديقة تليق بأهل الجنائن المعلقة ، مقابل فضائية لا أولوية لها الان قياسا الى ضرورات عملاقة ...ووسط واقع إعلامي يشهد انحسار أعتى الفضائيات كونها انفعالية وكمالية ،وليس لها أرضية حقيقية ، المال العام لا يمكن ان نجعله مختبراً للتجريب وإذا كان لابد فلتدفع من رواتب المتحمسين لا من أموال مدينة مديونة، وهل كل شيء غدا ثانوي وفضائية المجلس قفزت لتغدوا عمودا فقرياً لمجد الحلة ....تريثوا يا سادتي فان الفضاء خطير وحضور مدينة الحلة بمبدعيها ومثقفيها ومخلصيها أكثر سطوة واتساع من أي فضاء مفترض، الفضائية سباق مع الزمن تستدعي بنية وأرضية وأموال طائلة لن تحسب او تبوب( بمليارين كما يقول المجلس ) لان إعلام الفضاء فخ اقتصادي كبير تارة ، وتارة متطلب دعائي وسياسي، أُبتليت به دولنا ومجتمعاتنا النامية ،لا نريد فضائية تصبح وسيلة القلة على حساب الكثرة ،ونذكر ان مضمون الفضائية ليس جريدة تفتح وتغلق ببساطة السابقات، وخسارتها أشياء أخرى غير أموال المدينة ....ولكن دعونا فقط نلتقي بكم عن قرب في مشهد ومصنع الحلة الثقافي المتواتر، بعد الاجتماعات المزمنة والمحصنة بالدلال، وأخيرا أقول سروري كبير لو استدعيت في إحدى اجتماعات المجلس لارفض فضائية المجلس وأُحيّ فقراء ومتسولي مدينتي ( الفيحاء).
وللحديث تواصل...
د.كامل القيّم / أستاذ الإعلام والاتصال / جامعة بابل
مركز حمورابي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص