الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديقة جبران

محمد الخمليشي

2010 / 6 / 28
الادب والفن


في الحديقة...

أخذتُ صورة لتمثال من حجر، يتصدر الحديقة. لم أبال لمن تكون الصورة. اقتربت من التمثال، وكان الاسم المحفور على قاعدة التمثال ، بالعربية، مُلفتاً؛ جبران خليل جبران.وأسفل التمثال شجرة الأرز محفورة تشي بحضور لبنان في "يريفان" الأرمن . فأسميت الحديقة: "حديقة جبران".
خطوت خطوات وسط الأشجار السامقات، وأكشاك متناثرات ، وأطفال وأجسد نساء ورجال .. ركنت في مكان في حديقة جبران ؛ طاولة تحيطها كراس، بلاستيكية، ومظلة الكوكاكولا؛ تنتظرني لأقاسمها الألفة. رسمت دائرة حولي، بقصب وهمي؛ فأنا سيد الأسماء، في يريفان.
حضرت النادلة .
-صباح الخير .. من فضلك قهوة أرمينية؟
( في الحقيقة، كنت أخفي بمكر، معرفتي بنزاع الأرمن والأتراك، حول أصل نكهة "القهوة العربية".)
بابتسامة أجابت النادلة:
-هيلو.. نعم
راحت برهة ، ثم عادت ، ناولتني القهوة .
سألتها : ما اسم المكان ؟
أجابت، بكلمات أرمينية لم أدركها.
ناولتها قلماً ودفتراً . أشرت بكتابة الاسم على صفحة بيضاء، ابتسمت، بشفتين وعينين يرسمان علامة التعجب، وقالت:
- أبالأرمينية؟
- نعم..نعم.
- رسَمَت الاسم بأناقة . وراحت.
فقلت لظلي: لمن يكون الأزميل والمطرقة الذي نحت، صورة واسم جبران على الحجر؟
ومن تورط في الاسم العربي، حتى يكون لحب جبران مكان في يريفان؟
أهو الهولوكوست الأرمينيُّ، من دفع أحداً للهرب نحو الشام، فوقع ضحية الحب لأَناشيد جبران؟
أم هو دخان نار، في حرب إستراتيجية التسمية، لنكهة القهوة والكونياك، بين الأرمن والأتراك والعرب؟

يريفان: 20-6-2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه