الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتابة للاطفال هي الاصعب!

نجاح العلي

2010 / 7 / 13
حقوق الاطفال والشبيبة


في معرض لرسوم الاطفال أقامته وزارة التربية واثناء ابداء بعض الملاحظات على مضامين هذه الرسوم وهل يتناغم محتواها عقل وفكر الطفل هذا الكائن الذي لايمكن لاحد ان يسبر غور عقليته مهما امتلك من مقومات العلم والادب، عرض علي الكتابة في بعض الاصدارات التي تقوم بطبعها وزارة التربية والتي تخاطب الطفل العراقي، وفعلا لبيت الدعوة بعد تردد كبير لان الكتابة للاطفال من اصعب انواع الكتابة _ من وجهة نظري على الاقل _ لان الطفل لديه رؤية في التفكير تختلف عن رؤية الكبار كما ان هذه الرؤية تختلف من طفل لاخر بل قد يفاجؤك طفل بسؤال وتحليلات حيرت الفلاسفة والعلماء مثل: اين يذهب الكائن انسان او غير ذلك عندما يموت؟ فكيف نوصل الجواب بتعقيداته الى الطفل بدون تضليل او خداع لان الطفل يتقبل كل شيء ويختزن ما نزوده به من معلومات حتى لو كانت خاطئة والتي ستشكل جءا من منظومته الفكرية وقاعدة بياناته في عقله عند تحليل الاشياء وهنا تكمن الخطورة ان تم التلاعب بهذه البيانات.
الكتابة للاطفال موهبة تغنيها الخبرات والثقافة والمعايشة، لهم لعالمهم الحافل بالالوان والرؤى والآمال، تستمد موادها من الواقع الغني بالابتكار والخيال والشفافية وبطريقة ادبية ذات خصوصية توصل الابتكار والمعرفة الى عالم الطفل وعقله المتحفزان دائماً للتلقي واستلهام كل مايقدم له بشغف ورغبة.
ومن خلال ملاحظة بعض الاصدارات العراقية المختصة بالطفل وجدنا ان هناك استسهالا كبيرا من قبل البعض عند الكتابة للطفل فبعض الكتابات والقصص لا تحتوي على فكرة او ثيمة معينة مجرد سرد حكائي دون قيمة فكرية او اخلاقية، كما يمكن ملاحظة ان المفردات لايتم انتقائها بعناية ففي احد ملاحق الاطفال التي تصدر عن جريدة الصباح الحكومية الذي صدر منتصف شهر حزيران من العام الحالي نجد ان هناك تعليقا على الرسوم وقد ظهرت صورة كلاب سائبة وكان نص التعليق (يلة شباب ناكل كباب) فهل تصح تسمية شباب على الكلاب وهذا ما لايرتضيه الكبير فكيف الحال بالصغير!! كما ان الكتابة للأطفال قليلة نسبيا في بلادنا، وهناك ابداعات متميزة، ولكن في الغالب هناك كتابات سطحية وكيفية والتي يتم نشرها نتيجة "المحسوبيات" دون الأخذ بعين الاعتبار مدى جودة ما ينشر أو عدمه، فضلا عن عدم وجود أو قلّة وجود رسامين مختصين للأطفال، فبعض الكتابات الجيدة صاحبتها رسومات رديئة، كما ان اخراج كتب الأطفال ليس بالمستوى المطلوب، ولايراعي المواصفات المطلوبة التي تحفز الطفل على القراءة.
ان من أهم اشتراطات الكتابة للاطفال تحديد الفئة العمرية المخاطبة، وصياغة العبارات والرسوم بشكل يتواءم واستيعابهم، وعادة يتم تقسيم مرحلة الطفولة لثلاث فئات من 2 الى 5 سنوات مرحلة الحضانة والروضة ومن 6 الى 12 سنة مرحلة الدراسة الابتدائية ومن 12 الى 17 سنة مرحلة الصبا والمراهقة وعلى هذا الاساس يتم اصدار المطبوعات وتجدر الاشارة هنا ان الاصدارات العراقية الرسمية وغيرها تركز على الفئة العمرية من 6 الى 12 سنة مع اهمال الفئات العمرية الاخرى او تكاد تكون منعدمة خاصة الفئة العمرية من 2 الى 5 سنوات.
والشرط الاخر والمهم ان تكون الكتابة تحمل فكرة ومضمونا واقعيا كان يكون حقيقة علمية او الحث على مكارم الاخلاق وليس فلسفيا يصعب فهمه او استيعابه مثل اصل الكون ونشوء الحياة.
ومن المهم مراعاة مستوي الطفل ودرجة نموه، واختيار الألفاظ السهلة الواضحة، الغنية بالصور البصرية والمعاني الحسية واستعمال أسلوب التكرار في الكتابة لتوضيح المعنى واستخدام اسلوب التشويق لجلب إهتمام الطفل وكتابة الفكرة الواحدة بأساليب متنوعة يُراعى فيها مستوى الطفل ومن الضروري الابتعاد عن اسلوب الوعظ والإرشاد والنصح المباشر واختيار العناوين المؤثرة وان تكون أسماء أبطال القصص مناسبة ومعبرة ومتداولة في التراث الشعبي.
كما لابد قبل الشروع بالكتابة للاطفال مراعاة إختيار مفردات واضحة وبسيطة وغير حمالة الاوجه تتناغم مع الصور المرفقة وتلائم الفئة العمرية المقصودة ومدى إستيعابهم لها، كما يفضل أخذ مجموعة من الاطفال (الفوكس كروب المعتمدة علميا سبعة أشخاص) وعرض المادة عليهم قبل النشر ومن ثم متابعة ردود الافعال وجوانب الغموض او سوء الفهم التي تكتنفها ثم القيام باعادة صياغتها بشكل يتلاءم منظومة الطفل اللغوية والمفاهيمية.
*اعلامي واكاديمي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نشرة إيجاز – برنامج الأغذية العالمي يحذر من مجاعة محتومة في


.. العراق يرجئ مشروع قانون يفرض عقوبة الإعدام أو المؤبد على الع




.. رئيسة -أطباء السودان لحقوق الإنسان-: 80% من مشافي السودان دم


.. إسرائيليون يتظاهرون عند معبر الكرامة الحدودي مع الأردن لمنع




.. الألعاب الأولمبية 2024: منظمات غير حكومية تندد بـ -التطهير ا