الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخارطة السكانية العراقية تتغير والحكومة اخر من يعلم

ضياء ثابت السراي

2010 / 7 / 16
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


الخارطة السكانية العراقية تتغير والحكومة اخر من يعلم
اختلفت البيئة في العراق وتغيرت بشكل كبير لكنه غير محسوس الا لمن اثرت بهم تلك التغيرات وعاشوها بكل تفاصيلها ،فوزارة التجارة ،مركز التموين الرئيسي والمراكز الفرعية المسؤولة عن التنقلات الخاصة بالبطاقات التموينية للعوائل العراقية ، سجلت نسب تنقلات فاقت ال3 ملايين حالة تنقل من مكان الى اخر خلال الاعوام 2008 وحتى هذا الوقت...فما علاقة البيئة العراقية بهذه التنقلات ؟.
الاجابة عن هذا التساؤل هو ان هذه التنقلات كلها كانت بخط واحد من الريف الى المدينة ،من اطراف القرى والاقضية الى مراكز المدن ،والعلاقة هنا هو ان البيئة التي قلت امطارها خلال السنوات الاخيرة ،فضلا عن انسحاب نسب مياه نهري دجلة والفرات واثر ذلك على خصوبة التربة وصلاحيتها للزراعة شكلت النكبة الحقيقة للمواطن العراقي الذي يسكن الريف ويعتمد على الزراعة وتربية الحيوانات.
القرى التي هجرها اهاليها زاد عددها على 600 قرية ،من بينها قرية الفهد التي لم تعد تصلح للسكن كما يقول احد وجهاء هذه القرية الواقعة في اطراف مدينة واسط بمحاذاة محافظة ميسان ،الشيخ مزعل الحمود يؤكد ان قريتهم التي سكنوها منذ مئات السنين وعرفت باسم عشيرتهم قد اصبحت الان ارض مهجورة لاتصلح الا للاشباح كما يقول،فمنذ ثلاث سنوات بدات الانهار الفرعية الممتدة عبر اراضيهم بالجفاف لاسيما بعد ان قللت الحكومة المحلية حصص المياه الخاصة بالجانب الشرقي من المحافظة ،ونسيان دائرة الري والزراعة لهذه المناطق ،مما ادى الى ان تنزح اغلب العوائل الى المدن لتعيل افرادها بالاعمال المختلفة من التنظيف الى العتالة وصولا الى البيع على الارصفة واعمال البناء،وعانا اهالي القرية خلال السنتين الماضيتين من انهيار صناعة الزراعة التي كانوا يعتمدون عليها كمصدر يعيلهم ويوفر لهم مصدر رزق اخر هو تربية الحيوانات ولم تعد الارض تنتج لانها اصبحت بفعل شحة المياه غيرصالحة للزراعة .
مزعل الحمود ابدى المه وحزنه بسبب الحالة التي اصبحوا عليها ،واضطرارهم لهجرة اراضيهم التي الفوها والفتهم وولدوا فيها .
اما السماوة فتعد من المحافظات الاكثر تضررا من هذه الكارثة البيئية ،حيث تشكل نسبة التنقلات الاكثر في الحركة السكانية للنزوح من الريف الى المدينة ،وفي هذه المحافظة المترامية الاطراف فاق عدد القرى التي هجرت 120 قرية تقريبا بسبب الجفاف التام للروافد والانهر المتفرعة من نهر الفرات التي شكلت مصدر حياة ومعيشة لسكان تلك القرى .
وزارة البيئة لم تعمل على الموضوع من الجانب الذي تطرقنا له لكنها اكتفت بالعمل على انجاز دراسات تبين الاثر السيء للجفاف وتلاشي مصادر المياه على البيئة في تلك المناطق ،المهندس علوان نجم السراي مسؤول مركز بحوث البيئة في الوزارة يقول ان الاثر البيئي على النشاط السكاني هو من اختصاص وزارات اخرى لكن وزارة البيئة عملها يتركز في تقديم القراءات المستقبلية للاثر البيئي اضافة الى تقديم المقترحات والحلول لمعالجة تلك التغيرات والتنبيه لها .
وزارة التخطيط لم تكن هي الاخرى بالمهتمة بهذا الشان لانها تحمل اعباء كثيرة واعباء الوزارات الاخرى كلها كما يقول مدير مركز التخطيط والدراسات فيها الدكتور سردار موسى الجاف ،وان الوزارة الاخرى عليها ان تقدم ما لديها لكي تقوم وزارة التخطيط بانجاز اعمالها المتعلقة بالشؤون المرفوعة لها من قبل تلك الوزارات ،فمن اين للوزارة كما يقول الجاف ،ان تعلم بهذه النسب ان لم ترفعها لها وزارة التجارة ، لذا فانه يعرج على مسالة التنسيق والتعاون بين الوزارات وغيابها الذي سبب كل تلك المشاكل للحكومة ،وهو بذلك يول بطريقة غير مباشرة ان الوزارة لاتملك اي حل لهذه المشكلة.
وما بين التنصلات الحكومية والاهمال تنكمش الحياة في مدن وقرى العراق فيما يقف المسؤولون يتفرجون على مايحل بسكان هذا البلد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف


.. وسائل إعلام أميركية: واشنطن لم توافق على هجوم أصفهان أو تشار




.. مقتل بلوغر شهيرة بـ 4 رصاصات في ظروف غامضة يثير ضجة عارمة في


.. تفاصيل جديدة حول خريطة الأهداف استهدفتها إسرائيل داخل إيران




.. رويات متضاربة حول الهجوم الإسرائيلي داخل عمق إيران