الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تناقضات الصحافة المتأقبطة

محمد عبد الفتاح السرورى

2010 / 7 / 18
المجتمع المدني


--------------------------------------------------------------------------------

الصحافة المتأقبطة
على صفحات جريدو وطنى وتحديدا فى العدد الصادر بتاريخ 11/7 /2010 كان هناك مقالا بعنوان (هكذا تكلم نصر حامد أبو زيد ) وما إن شرعت فى قراءة المقال وما إن إنتهيت منه إلا وقد أخذتنى الدهشة والحيرة وبلغ بى العجب مداه وبطبيعه الحال كانت هناك سببا لهذه الحيرة ولهذا العجب يتجلى فى هذه الإزدواجية العجيبة التى تعاملت بها جريدة وطنى مع وفاة الأستاذ الدكتور نصر حامد أبو زيد وهذه المقالة التى تنعى فيها فكرة وأراءه وبين موقفها من الحكم العادل الذى حكمت به محكمة القضاء الإدارى والذى أعطت به الحق الفطرى لأى أنسان كان فى أن يتزوج ويكون أسرة إذا صادفة الفشل فى زواج سابق وحتى لانتهم باننا نرمى الصحيفة بالباطل لنقرأ سويا ما سطرته الصحيفة فى مجمل حديثها عن المفكر الراحل ...
كتبت جريدة وطنى ما نصه (ويبدو أن اعتماد المفكر الكبير أبو زيد على "النظرية الهرمنيوطيقا" المعنية بقضية التفسير أو التأويل، سبب أزمته التي كانت مشتعلة دائما. فجوهر المشروع الفلسفي للدكتور أبو زيد هو الاعتماد على المناهج الحديثة والمعاصرة في فهم النص الديني. وهو الأمر الذي يؤدي إلى إنجاز مرحلة الإصلاح الديني ومن ثم دفع تحول المجتمعات العربية والإسلامية نحو النهضة. والمناهج الحديثة هنا تشمل بالإضافة إلى "الهرمنيوطيقا": تحليل الخطاب، والبنيوية، والألسنية، والتاريخانية، إضافة إلى علم تاريخ الأفكار وعلم اجتماع المعرفة
وتكمل الجريدة حديثها عن نصر حامد أبو زيد بأن تستشهد بكلام الدكتور عبد الصبور شاهين ضد المفكر الراحل والذى يقول فيه عن حامد أبو زيد أنه ( يدعو إلي التحرر من سلطة النصوص، بل من كل سلطة تعوق مسيرة التنمية في عالمنا )
عفوا .... كان الاجدر بجريدة وطنى أن توجه هذا الخطاب الى نفسها والى إدارتها التحريرية وهى التى وقفت قلبا وقالبا مع الكنيسة الارثوذوكسية وتبنت نفس الموقف الذى تبناه قداسة البابا شنودة والذى يتجسد فيه اشد ما يكون التجسد سطوة النص وعد الرغبة فى التزحزح عن حرفياته وهى المدرسة التى عاش المفكر الراحل يعانى من وطأتها على حياتنا ودفع ثمن ذلك غاليا من التفرقة بينه وبين زوجته أثناء حياته ومن شماته البعض فيه بعد وفاته
كان من الاجدر على جريدة وطنى ألا تستخف بعقولنا هذا الإستخفاف وأن تعلم جيدا أن هناك الكثير من القراء يتابعون ويقراون ولا ينسون ما يقرأونه خاصة إذا تعلق الأمر بموضوع يشغلهم شخصيا
لماذا لا تطبق جريدة وطنى وتتبنى أراء المفكر الراحل وتدعو مثله الى التحرر من سلطه النصوص لماذا لا تدعو الى الاعتماد على المناهج الحديثة فى فهم النص الدينى وهى التى تشنجت مع كل المتشنجين ضد حكم القضاء الذى يكاد يكون أقرب الى ما يدعو اليه المفكر الراحل
ويا ليت الامر توقف عند هذا الحد بل إن الجريدة وفى نفس العدد تستهجن موقف الفكر المتأسلم من أراء المفكر الراحل وتنسى أو تتناسى وتجهل او تتجاهل أنها كانت أول من يتبنى منهج الفكر المتأقبط فى الحكم القضائى المذكور ولا زالت تتبناه حتى كتابه هذه السطور
إن التأبين الذى أبنته صحيفة وطنى للدكتور نصر حامد أبو زيد تأبين مرفوض شكلا وموضوعا مرفوض لأنه يتناقض مع موقف الجريدة وهيئتها التحريرية من فكرة التعامل مع النصوص كما كان يدعو نصر أبو زيد
فإذا كانت الجريدة ترى فى افكاره طوق النجاة فلماذا لا تتبنى خطابا تنتهج فيه منهج نصر أبو زيد لماذا لا تدعو الجريدة المذكورة الى التعامل التاريخى والتحليلى مع النصوص الدينيه وأولها النص الذى يؤكد أنه لا طلاق إلا لعله الزنا ؟
إذا كانت صحيفة وطنى عابت على المتاسلمين موقفهم من أفكار الدكتورأبو زيد فلقد ضربت هى أروع الامثله فى تبنى موقف المتأقبطين
لو أن جريدة وطنى طبقت منهج الدكتور نصر أبو زيد على نفسها وعلى خطابها الصحفى لأدى هذا الى تبنى موقف مناهض لموقف الكنيسة المصريه التى إتخذت من المدرسة النصية (تفسيرا) موقفا رسميا لها
إن ما كان يدعو اليه نصر أبو زيد قد ذاب وأريق على أعتاب المنهج السلفى الذى إتخذته الكنيسة المصريه وأيدتها فيه جريدة وطنى ثم تاتى بعد ذلك لتأبن وتترحم على افكار نصر أبو زيد وهى نفس الأفكار والأراء التى تناصبها عداءا سافرا فأى تناقض هذا ؟
رحم الله الأستاذ الدكتور نصر حامد ابو زيد الذى ظل ردها من عمره يدفع ثمن أراءه المستنيرة حتى مات وربما يكون قد مات كمدا من هؤلاء وهؤلاء الذين لا هم لهم إلا الإستخفاف بالعقول هؤلاء الذين يجيدون الكيل بمعيارين أو بمعيار واحد شريطة ألا يصيبهم قرح منه
رحم الله المفكر الراحل ورحم الله المجتمع من هؤلاء وهؤلاء









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا تناقض ابدا هذا هو مشروع كنيسة شنوده الثالث
خالد جادالله مرزوق ( 2010 / 7 / 19 - 10:20 )
لا اوافق على الاطلاق على مقولات الدكتور نصر ابوحامد وارى انها شكل من اشكال التطرف العلماني ذي الصبغة الماركسية البعيدة عن العقلانية العلمية والموضوعية ، ولست استغرب موقف الجريدة النصرانية في مصر فهناك اتفاق لدى المشروع القبطي على التصفيق لكل ناعق ضد الاسلام من ابناء المسلمين واحتفاء به على صفحات مطبوعاتهم ومواقعهم وحتى داخل كنائسهم ولذلك عندما يقول ابوحامد ان القرآن منتج بشري واحكامه تاريخية فهذا امر يسعد بلا شك الاقباط عفوا المسيحيين عفو التيار الكنسي المتطرف داخل الكنيسة المصرية وخارجها قساوسة ومثقفين
ولذلك لا تستغرب هذا التناقض بين العض بالنواجذ على المعتقدات الكنسية ومحاربة العالم من اجلها وبين الاحتفاء بالمغفلين من ابناء المسلمين
فكل من يطعن في دين الاسلام اهلا وسهلا به في دولة الكنيسة المصرية محل تقدير واحترام وتبجيل وما فيش مانع نعمل له ايقونه كمان ؟!


2 - الازدواجية والتناقض منهما تعجب يالطيبتك ؟!
خالد المصري ( 2010 / 7 / 19 - 10:32 )
كنت تتساءلت عن الازدواجية لدى المسيحيين المتعصبيين بين يوسف زيدان والقمني بالطبع فيوسف زيدان كشف التعصب الكنسي الذي يحالون اخفاءه والعداء السافر للمصريين المسلمين وللاسلام وما تخفي صدورهم اكبر
ولماذا يصطفون مع القمني حتى ولو مس قليلا بعض معتقداتهم من باب ذر الرماد في العيون لان القمني يهاجم الاسلام ويهجوه ويقذع ويزعم مزاعم يصفق لها التيار المتعصب في الكنيسة وفي المهجر وفي النخبة المسيحية المثقفة
طبعا لوطالوا يوسف زيدان وهو لا اصولي ولا مربي دقن ولا حاجه خالص
لاتعجب اخي الكاتب من تعصب هؤلاء ومن بذاءة ردودهم انهم طابور يلتصق مثل قراد الماشية في الميديا وفي النت وجاهز لقدح الاسلام والمسلمين والتطاول والبذاءة على رسول الاسلام وانت ترى تعليقاتهم على كل موضوع احقاد وتشفي وكذب وتزوير وتضليل وقلة ادب وبذاءة
هؤلاء لا يفرقون بين مسلم ملتزم ومسلم غير ملتزم فالنظرة واحدة ولكن يحدد رضاهم تكيكيا عنه مادام يهاجم عقيدته ويصطف معهم ببلاهة ولكن مشروع الذبح الاستراتيجي سيطال جميع المسلمين المصريين ان استطاعوا ولن يفرقوا بين ليبرالي او غير لبرالي كلهم مشاريع للابادة او التنصير

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد


.. حريق يلتهم خياما للاجئين السوريين في لبنان




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تجتاح الجامعات الأميركية في أ


.. السعودية تدين استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم الحرب ال




.. ماذا ستجني روندا من صفقة استقبال المهاجرين غير الشرعيين في ب