الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية بين شقى الرحى

دينا عبد الحميد
(Dina Iraqi)

2010 / 8 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل ان نتكلم عن العلمانية والليبرالية والدولة المدنية يجب أن نعى الحقيقة المرة وهى اننا شعب متخلف جاهل عدو كل ما هو جديد وان كان في صالحه .شعب جعل من الشيوخ والكهنة ألهة له على الارض في اعتقادا منه انهم يملكون مفاتيح الجنة او الملكوت .فهل شعب كهذا رافض للحرية والعلم والتقدم ومتمسك جدا بالتخاريف بل ويعبدها ايضا من دون الله له أمل في حياة كريمة ؟ هل له امل ان يكون حرا ذات يوم ؟ للاسف الاجابة هى لا .. عندما بدأنا ننادى بالعلمانية اعتقدنا ان عدونا الاول والاخير هى المؤسسة الدينية الاسلامية و هذا لما لها من سطوة ملحوظة جدا في الدولة وعلى الشعب واعتقدنا ان اصحاب الديانات الاخرى سوف يكونون معنا في نفس الطريق لانهم المضرورون اولا وأخيرا من تسلط المؤسسة الدينية الاسلامية . وكانت المفاجاة المفجعة ان الكنيسة ايضا ضد العلمانية وهذا ما صرح به قداسة البابا شنودة في احد تصريحاته ان العلمانيين الاقباط قلة ولا يمثلون الاقباط في شئ واننا لسنا دولة علمانية . اذا المؤسسة المسيحية في مصر ايضا تخشى العلمانية والعلمانيين وترفضهم لان العلمانية والدولة المدنية تهدد وبدون شك السلطة الكنسية التى تمارسها الكنيسة على شعبها . واصبح العلمانيين كفرة زنادقة من قبل الجهتين وهذا يوضح لنا ما نحن بصدده وهو التحكم والسيطرة الجائرة من قبل المؤسسات الدينية في الدولة وان الدولة المدنية تضربهم في مقتل وتسحب من تحت ارجلهم بساط السيطرة والتلاعب بالشعب وتحريكه للجهة التى يريدونه ان يتجه اليها . عندما قلنا ان العلمانية هى حماية للدين وانها ليست ضد الدين تم تكفيرنا ولكنها هى الحقيقة ان العلمانية تحمى الدين من هؤلاء الذين يعتقدون انفسهم وكلاء الله على الارض وانهم فقط من يملكون الحقيقة المطلقة وان الجنة تحت أقدامهم ويتلاعبون بمشاعر الناس الدينية لتحكيم السيطرة عليهم ولان شعبنا يعانى من الفقر والجهل فإنه قد فقد الامل في حياة كريمة على الأرض مما جعله يتمناها في الاخرة ولهذا فقد كان لقمة سائغة لهؤلاء الدجالين المتحدثين باسم الله حتى لا يخسر الدنيا والأخرة معاً....
عندما طالب العلمانيين وكنت انا منهم بالدولة المدنية و فصل الدين عن الدولة هوجمت بشدة من قبل المتشددين المتأسلمين ولكن في الوقت نفسه رفعت على الاعناق من من الجهة الاخرى من اصحاب الدين المسيحي ورغم انه كان هناك قلة يرددون انها تقية وهذا ما لم افهمه الصراحة لانى ببساطة ما فائدة ان استميل الاخوة المسيحين لى أو ما الفائدة ان انافقهم لا توجد مصلحة البتة ولكنها المصلحة العامة ورغبتنا في جعل بلدنا اكثر تحضرا وأكثر تقدما . والان انقلب الاخوة المسيحين على وعلى كل علمانى كتب حرف على الكنيسة او على البابا شنودة او هاجم قانون الزواج الثانى الذي قدمته الكنيسة للدولة وهذا يوضح شيئا واحدا وهو ان ثقافتنا واحدة مسلمين مسيحيين تسطير عليهم الثقافة الوهابية التى غزت مصر في السبعينات وتوغلت وانتشرت حتى دخلت كل بيت في مصر حتى بيوت المسيحيين وهى ثقافة كره الاخر واذا كنت ضدى فأنت عدوى ثقافة اللانقاش ولا جدال، ثقافة من فكر تذندق ، ثقافة لا اجتهاد مع النص ، ثقافة اقصاء اى رأى مخالف لك واسهل طرق الاقصاء هى التكفير .. اسمحوا لى اعرض عليكم بعض من المشاكل اليومية التى يعانى منها مجتمعنا الفقير الجاهل المريض واذا لم تصدقونى افتحوا اى جريدة امامكم لتتاكدوا .....
1- النقاب هل هو فرض دينى ام عادة
2- هل الحجاب فريضة في الشريعة الاسلامية ام لا
3- احداث طائفية كل يوم الان في الجرائد المصرية
4- خطف بنات مسيحيات واسلمتهم بالقوة
5- القانون الثانى للزواج في المسيحية ( هل يحق لمن طلق فى المسيحية لعلة الزنا الزواج للمرة الثانية ام لا.....إلخ

أليست هذه الاخبار التى تتصدر جرائدنا اليومية وأتحدى اى شخص ان تخلوا جريدة واحدة من خبر او اثنين من هذه الاخبار التى لا تفيد ولا تساعد على شئ إلا تحويل شعبنا إلى دراويش خرقاء لا يعلمون في دينهم غير الحجاب والصليب ..والكارثة العظمى ان الهند صنعت سيارة محلية وان الصين تصدر لنا فوانيس رمضان هل هناك خبر واحد عن اختراع مصري يفيد الانسانية والتقدم العلمى او أى انجاز مصري عظيم تفوقنا به على العوالم الاخرى لا يوجد طبعا طيب بالذمة دى مش مهزلة .
في النهاية اسفة على الازعاج عارفة انكم نايمين في سابع نومة والعالم كله بيتحرك ويتقدم واحنا مازالت مشكلتنا هل يجوز تنفيذ فتوة رضاعة الكبير من اجنبية ام لا ..
أما الاخوة العلمانيين احب ان ابشركم ان حربنا لن تكون سهلة بالمرة انتم تحاربون جهل وتعصب عظيمين ولاننا جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع المريض انصحكم ان تتحروا انتم أولا من كل موروثات هذا المجتمع وأن تؤمنوا بالحرية بحق قبل ان تطالبوا بها الأخريين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا ما يريدونه
محمد البدري ( 2010 / 8 / 9 - 08:40 )
من يريد حكم الدين وتحكم المشايخ والكهنة والقساوسة فهو كمن يريد الانتحار، رغم قولهم ان الانتحار حرام. انهم يكذبون حتي علي انفسهم ولا يريدون التقدم بل ولا يشعرون بالغيرة من باقي الشعوب والمجتمعات، انهم يفضلون القبح علي الجمال والفقر علي الغني والجهل علي العلم والاستبداد علي الديموقراطية. تحياتي يا اخت دينا وشكرا علي شجاعة العقل ونزاهة القلم.


2 - شكرا لك استاذي وصديقى محمد البدرى
دينا عبد الحميد ( 2010 / 8 / 9 - 09:16 )
اتفق معك تماما اصبح القبح والكذب والخيانة من ضروريات حياتنا وطبيعتها ونسينا الجمال والوفاء والصدق لقد أصبحنا في كارثة حقيقية للاسف
تحياتى لك


3 - هذا هو قدرنا
فواز محمد ( 2010 / 8 / 9 - 10:26 )
عزيزي الكاتب من المنطقي والطبيعي ان يقف الشيوخ والقساوسة والحاخامات ضد العلمانية لانه تجردهم من الكثير من الامتيازات المادية والمعنوية وتفقدهم مرتبة الصف الاول في المجتمع وتدخلهم في حياة الناس الخاصة بزرع التقاليد البائسة بضرورة استشارتهم بكل صغيرة وكبيرة ولكن درجة المحاربة تختلف باختلاف الاديان والمكان ولكنهم الاشد ضراوة الاسلاميين لانهم يجيزون الارهاب وحتى القتل ولكن ما حقيقة الصحوة الدينية الحالية ما هي الا سحابة صيف وستمر مثلها مثل الشيوعية والقومية ولا مجال الا للعلمانية وان مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة والحقيقة العلمانية قطعت خطوات مهمة ولذلك تشعر جن جنونهم ففتحوا عشرات القنوات الدينية ودخلوا في صراعات وسجالات وكل واحد منهم يلقي اللوم على الاخر في تمكين مثيري الشبهات كما يسموننا وانهم الان يعانون ما كان يعاني منه القساوسة في بداية انهيارهم في اوروبا وهذا قدرنا ان نواصل تعريتهم حتى هزمهم


4 - تحياتى استاذ فواز محمد
دينا عبد الحميد ( 2010 / 8 / 9 - 10:50 )
وان مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة والحقيقة العلمانية قطعت خطوات مهمة ولذلك تشعر جن جنونهم ففتحوا عشرات القنوات الدينية ودخلوا في صراعات وسجالات وكل واحد منهم يلقي اللوم على الاخر في تمكين مثيري الشبهات كما يسموننا وانهم الان يعانون ما كان يعاني منه القساوسة في بداية انهيارهم في اوروبا وهذا قدرنا ان نواصل تعريتهم حتى هزمهم... متفقة معاك 100% وشكرا جدا لمشاركتك


5 - الاخت دينا والاخ ميخائيل جرجس
فاروق خالد ( 2010 / 8 / 9 - 13:18 )
اذا اردتي يا اخت دينا القضاء على الاديان والنجااح للعلمانية فانتي والاخ ميخائيل جرجس (محمد البدري) الى اربعمائةعام من الكفاح والدماء والدموع وان تكوني انتي والاخ مخائيل في صدارة الصفوف وليس خلف شاشة الكمبيوتر ؟!


6 - الدين في مصر أصبح معولي هدم الجمال والحرية
سامي المصري ( 2010 / 8 / 9 - 13:21 )
الأخت الرائعة دينا لأول مرة أقرأ لك، معذرة إذ تسللت إلى روضة موقعك بين خمائل الأفكار المزهرة فلم أملك أن أمنع نفسي من الارتشاف من رحيق زهرها البديع؛
لست أظن أنك دينا عبد الحميد الإعلامية الرائعة بموقع صباح دريم لكنك تكتبين بنفس قوتها الإعلامية وتحملين نفس تألق فكرها الحر البديع؛ أهنئ مصر بكما معا. عيبك الوحيد أنك بخيلة فتضِِني بكتاباتك على المحتاجين، مع المعذرة لهذا النقد. مقالك في الصميم ككل كتاباتك السابقة. محنة مصرنا الحبيبة بدأت يوم أن تربع الرئيس المؤمن أنور السادات على عرشها لينشر خرب الوهابية فوق تلها. وزادت الطين بلة، ِأنه بعد سنة واحدة فقط تربع الأنبا شنودة فوق الكنيسة القبطية ليكمم الأفواه الحرة وينشر الجهل باسم المعرفة الكاذبة، ويقتل كل إبداع على الجانب المسيحي، فتحول الدين في مصر إلى معولي هدم يعملان بكل نشاط في تخريب العقول التي كانت نضرة واعدة في أيام شبابي الذي ولى مع ظلمة الزمان ومظالمه. موقعي بالحوار يحمل الكثير من التأوهات والبكائيات حول الموضوع؛
سعدت جدا بمقالك وبموقعك المتألق؛
مع تحياتي؛


7 - ليكن الأمر واضحا
رامز محب ( 2010 / 8 / 9 - 19:04 )
نعم للدولة المدنية العلمانية...هذا لا خلاف عليه

المشكلة هي فيمن يخلطون الأوراق بسوء نية واضح فيطالبون رجال الكنيسة بتزويجهم رغم تعارض ذلك مع إيمان هذه الكنيسة

أعيد لمن لا يريد أن يفهم

نطالب بالزواج المدني ولا نطالب بارغام الكنيسة على فعل ديني غير مشروع في عقيدتها

لا يهمني ما تعتقده الكنيسة بشأن الزواج المدني فهذا رأيها ولا سلطة لها على الناس إن قرر أصحاب السلطة المدنية (الدولة) اصدار قانون علماني مدني متحضّر

نطالب بالدولة المدنية وبالزواج المدني

ونرفض في نفس الوقت كل مقال يهاجم الكنيسة لأنها ليست طرفا في هذه المسئلة فالمنوط باصدار قانون مدني علماني هو الدولة

من يستسهل أو يستهبل و يركب الموجة لمهاجمة الكنيسة لسبب في نفسه فهو كما يقول المثل المصري:
ما قدرشي عالحمار بيتشطّر عالبردعة


أنا مع دولة لا تتدخل بالدين وتسمح للمسيحي بالاقتران بمسلمة مع الابقاء على دينه

فهمتم أو أنكم تحتاجون للاعادة يا حضرات السادة


8 - العلمانيه والأسلام
فيصل بدر الملحم ( 2010 / 8 / 10 - 01:39 )
العلمانيه بمفهومه فصل الدين عن الحكم و الأسلام هو منهج حياتي متكامل تشريعه يأخذ من القرآن الكريم من هنا سنجد من يؤمنون بفكرة العلمانيه لن يلتقو فكريا مع أصحاب فكر تطبيق التشريع الألهي لأن مفهوم العالمنين بأنهم سأخذنونا إلي عصور الظلام وهذا خطأ من الناحيه الفكريه لمن تعمق وفهم ما معني تشريع الله عزوجل بين خلقه واهم ما يأمر الله عباده هو التواصل بكل خير لماذا الغرب تتطور عنا ليس بعلمائيته أو بالتتكنلوجيا الجديثه و عجزنا بعدم مجارات العالم الرأسمالي الصناعي السبب يكمن بمعرفة طريقه التواصل فيما بينهم ونحن عكس ذلك تماما أنقطع مفهوم التواصل الأنساني فيما بيننا و هنا ليست المشكله بالعلمانيه وان طبقت و ليس من يحكم ويقول بأنه يطبق حكم الله بين خلقه المشكله تكمن بأننا لا نعرف مفهوم في الحياة ألا بكلمه واحده مصلحتك أولأ و أخيرا نحن لسنا متخلفين ولا متحجرين نحن أناس فقدنا مفهم الأنساني مع بعضنا البعض لأننا لا نتواصل فيما بيننا


9 - يهوذا لم يكون رومانيا بل يهوديا ايضا
حكيم العارف ( 2010 / 8 / 10 - 03:48 )
الاخت دينا .... اذا كان العلمانيين يهددون الاسلام فلاينطبق هذاعلى المسيحيه .... العلمانيه فى الخارج لم تمسس المسيحيه والسيد المسيح يقول -اعطوامالقيصر لقيصر ومالله لله - ...

اما هؤلاء المعقدون والذين يصفقون فى كل هجوم على الكنيسه فيهوذا لم يكون رومانيا بل يهوديا ايضا....


10 - الى صاحب التعليق رقم 5
حكيم العارف ( 2010 / 8 / 10 - 04:03 )
اذا كنت انت ايضا خلف الشاشه وتغير اسمك من -سعد الدين احمد غانم- - -فاروق خالد - ... فهذا لايهمنا ... المهم انك ماتفجرش نفسك وتطرطش دم على الكمبيوتر بتاعنا...


11 - العلمانية هي الحل ....
محمد بودواهي ( 2010 / 8 / 11 - 01:19 )
استغلال الدين من طرف السلطة الحاكمة ورجال الدين على السواء هو الذي جعل الاثنان معا يقفان ضد العلمانية ويحاربانها . فهما يعرفان حق المعرفة أن العلمانية تجر البساط من تحت أرجل كل سماسرة الدين ، وهم طبعا كثر في مجتمعاتنا المتخلفة ، لهذا لا يمكن أن ينادي بالعلمانية ويطالب بها ويناضل من أجلها إلا شرفاء أوطاننا ومناضليها الحقيقيين الذين هم ملتصقين بقضايا شعوبنا وهمومهم
تحية للكاتبة الرائعة
علماني مغربي

اخر الافلام

.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ


.. المشهديّة | المقاومة الإسلامية في لبنان تضرب قوات الاحتلال ف




.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah