الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رمضان زمان ورمضان الآن

محمد عبد الفتاح السرورى

2010 / 8 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


رمضان زمان ورمضان الآن
لا زلت أذكر شهر رمضان فى أواخر السبعينات وهى تمثل مرحلة الطفولة لجيلنا لا زلت أذكر ه جيدا وكأنه بالأمس كان فكيف كان رمضان وكيف أصبح ؟
رمضان الذى كان
تحتفظ الذاكرة بقدوم الشهر الكريم وأول ما يتبادر الى الذهن تلك الأغنية التى صارت جزءا لا يتجزء من تكويننا النفسى تجاه رمضان والتى كان ولا يزال الجميع يحفظونها عن ظهر قلب (رمضان جانا ) المفارقة أن الجميع يحفظ كلام الاغنية كمقدمة فقط ( رمضان جانا أهلا رمضان . قولوا معانا أهلا رمضان ) ولكنى أستطيع أن أدعى أن الغالبية العظمى لا تكاد تعرف ولا تحفظ ما تبقى من كلمات هذه الاغنية التراثية وعلى ما يبدو أننا كما إعتدنا أن نقرأ العناوين دون المتون فإننا أيضا نحفظ المقدمات دون أن نلتفت لباقى الكلمات
وكان الإحتفال بقدوم رمضان يتم بالبدء فى تجهيز زينة رمضان و زينة رمضان كانت وقتها زينة بدائية للغاية قياسا على زينة اليوم فكانت عبارة عن قصاصات من الورق يتم قصها بعدة أشكال مختلفة وبعد ذلك يتم تثبيتها على الخيط حتى نتمكن من من تعليقها وكان هذا التثبيت يتم ب (الكلة ) وطريقة صناعىة الكلة هى الأخرى شديدة البساطة فهى عبارة عن دقيق او نشا مبلل بالماء ويتم تسخينة حتى يصبح الخليط لزجا ويتم رفعة من على النار الى الشارع حيث ميدان العمل ( بالمناسبة طريقة عمل الكلة هذة هى نفس طريقة عمل الكلة المستخدمة فى صناعة الطائرات الورقية آنذاك )
ووسط الزينة كان يتم تعليق الفانوس أو المجسم للكعبة الشريفة أو مجسم آخر للسفينة التى تمثل سفينة النجاة لنبى الله نوح ومن معه وكان يكتب على كل مجسم الكلمات أو الآيات القرآنية المناسبة له فمثلا يكتب على الفانوس ( شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن ) وعلى الكعبة ( وعلى الناس حج البيت ) وعلى مجسم السفينة (بسم الله مجراجا ومرساها )
وأستطيع ان اقول ان كما زينة رمضان والمجسمات السابقة من فانوس معلق أو غيره كان أيضا يمثل الطبقة الإجتماعية والسكانية للمنطقة فالمتجول فى الاحياء الشعبية سوف يجد فوانيس ومجسمات بسيطة الصنع على عكس المناطق السكنية الأكثر ثراء
وعلى ذكر الفوانيس لقد بدأ الفانوس الذى يعمل بالبطارية فى الظهور وقتها وكان له أشكال عدة ولكنها كانت جميعها فوانيس ثابتة وصامته فلم يكن الفانوس الذى يتحرك ويغنى قد ظهر بعد وغنى عن الذكر ان نقول انه لم يكن أى وجود للفانوس (الصينى ) آنذاك

وعلى ما اذكر أن شهر رمضان فى نهاية السبعينات كان يأتى فى فصل الصيف كما يحث الآن وبطبيعة الحال كان ذلك من حسن حظنا نحن الاطفال لأن هذا معناه ان لنا مطلق الحرية فى أن ننطلق بعد الإفطار مباشرة الى الشارع حيث تبدا الطقوس اليومية للشهر الفضيل من بمب و استغماية ولمن هم اكبر سنا قليلا يشرعون فى تنظيم السداسى وهو لمن لا يعرف يعد الدورى الشعبى للشباب فى مصر آنذاك وللأمانة (التاريخية) فلقد كان موعدنا دائما بعد الفوازير وقد لا يعرف أبناء الجيل الحالى أن الفوازير فيما مضى كان لها مكانة كبيرة فى نفوس المشاهدين وكانوا ينتظرونها بالفعل وكان الصغار أمثالنا يحفظون كلمات تترات المقدمة والنهاية لها عن ظهر قلب قبل ان ينتصف الشهر الكريم ثم فى إحدى السنوات متغير كبير كان له أكبر الأثر فى تغير موعد نزولنا جميعا الى الشارع وكان الحدث هو عرض مسلسل ( رحلة المليون ) للفنان محمد صبحى والذى عرف شعبيا بمسلسل (سنبل ) فلقد تناقص عدد النازلين الى الشارع ولم يعد موعد إنتهاء الفوازير هو المعيار
ورويدا رويدا بدأ التلفزيون يسحب البساط من الشارع ويقلل من جاذبية الرغبة فى التجمع بعد الإفطار وأذكر أن هذا الأمر قد آلمنى بشدة وقتها لأننى كنت احب اللعب والإنطلاق بشدة وقتها
ومما زاد من جاذبية التلفزيون لدى المشاهدين هو أن التلفزيون الملون بدأ يأخذ طريقة الى البيوت المصرية على إختلاف طبقاتها مما زاد من جاذبية مشاهدة الفوازير على سبيل المثال
وتغير الحال وتبدلت الاحوال مع مرور الأيام والزمان فلم يعد الامر الآن قاصرا على مسلسل واحد أو إثنين بالإضافة الى المسلسل الدينى وبرنامج منوعات شهير (يا تلفزيون يا )
هذا بالإضافة الى بعض الافلام التى كان التلفزيون المصرى ينتجها خصيصا للعرض فى شهر رمضان والتى كان ينتهى عرضها مع إقتراب موعد السحور
بل اصبح الوضع الآن كما نعايشة جميعا عدد هائل من المسلسلات تعرض على عدد كبير من القنوات تدعى كل قناة أن هى الوحيدة صاحبة الحق الحصرى فى العرض على الرغم من تعدد عرض نفس المسلسلات على عدة قنوات مختلفة وهى مفارقة أو لغز غير مفهوم ولم يعد الامر أيضا قاصر على برنامج منوعات شهير بل أصبحت برامج كثيرة تتفق فى الافكار وفى السطحية أيضا وتتبارى جميعها فى إستضافة الفنانين والفنانات وغيرهم من نجوم المجتمع ( أو لنقل من نجوم الإعلام )
ولكن لايزال من عبق الماضى شئ فحتى الان يحرص الكثيرين وخاصة فى الأحياء الشعبية على الإلتزام بتعليق زينة رمضان صحيح أن الأمر قد طرأ علية شئ من التغيير وهو جمع بعض المال من السكان الذين يقطنون الشارع وهو شئ لم يكن يحدث فى الماضى وكذلك الحرص على تعليق الفوانيس الكبيرة فى الشوارع وإن كان عددها قد قل نسبيا
أما بخصوص الأطفال لقد تغير الامر بالكلية فالغلبة الآن للفانوس المتحرك الذى يغنى ويرقص يغنى اغنيات تكون فى كثير من الاحيان لا علاقة لها بشهر رمضان من قريب او من بعيد تجسد شخصيات مشهورة فنية كانت او كرويه
تغير الحال وتبدلت الاحوال ولكن الشىء الذى لم يتغير هى تلك البهجة التى لازلنا نستقبل بها الشهر الكريم منذ القدم وحتى الآن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي