الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة جندي

عميرة هاس

2010 / 8 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


هآرتس 11/8/2010: يرمي الاولاد في الضفة الغربية المراكب العسكرية وسيارات الاسرائيليين ولا سيما المستوطنون بالحجارة. هذه حقيقة لا يمكن انكارها. فرمي الحجارة طريقة تقليدية ليقال للمحتل المسلح من أخمص قدميه حتى أعلى رأسه أنه فرض نفسه على المحتل. يكون هذا أحيانا جزءا من حركة مقاومة شاملة، ويكون أحيانا أثرا مراسميا من تلك المقاومة، لا يعوزه تظاهر الشبيبة ومللها، وهو في الآن نفسه تذكر للبالغين بأنه لا يحل تكييف النفس. إن المحتل المسلح يصرخ بأن الحديث عن عنف وعن مخالفة لا يفصل بينها وبين استعمال السلاح سوى خطوة. إن عنف المحتل هو المعيار الذي لا يعترض عليه حتى أصبح غير مرئي. لكن الرد على هذا المعيار فقط يعرض ويرى على أنه مخالفة، والشعب المحتل يتلهى بلذة بشعوره الخالد بأنه ضحية من أجل أن يسوغ أعماله العنيفة.
يوجد للجيش بعامة والجهاز القضائي العسكري بخاصة قدر موفور من الوسائل التي ترمي الى ردع الشبان عن المشاركة في مراسم عدم تكييف النفس: مثل الدهم في جنح الظلام، والبنادق المسددة، والاعتقال المصحوب في أحيان كثيرة بالضرب والركل والشتم والتقييد المؤلم الطويل. وهذا سلوك عادي لأولاد اسرائيليين في بزات عسكرية يسلكون سلوكا معياريا خالصا. يؤخذ الاولاد الفلسطينيون من ظروف الاعتقال المخيفة هذه الى التحقيق مباشرة. وهو أيضا مصحوب بالتخويف والتهديد والضرب أحيانا، والاغراء أحيانا أخرى: اعترف بأنك رميت الحجارة وستسرح. وبسبب طول الاعتقال حتى نهاية الاجراءات يفضل أحيانا الاعتراف بشيء لم تفعله.
رفض ثمانية فتيان من أبناء السادسة عشرة يدرسون في المدرسة الزراعية في العروب دخول احصائية الاعتراف تحت ضغط الجهاز العسكري المسمى قضائيا. شهد ثلاثة جنود اعتقلوهم في تشرين الاول 2008 في الشرطة على أن المعتقلين رموا الحجارة في الشارع 60، وأنهم ضبطوا في الشارع بعد مطاردة. خيطت لوائح الاتهام على حسب مزاعم الجنود. لكن الحقيقة أن الفتيان استلوا من فصولهم الدراسية، على أيدي جنود دخلوا حرم المدرسة في المراكب. لم تجهد الشرطة نفسها في مساءلة مدير المدرسة ومعلميه، ولم تضم النيابة أدلة خارجية على وقوع "حدث رمي الحجارة" (مثل التسجيل في الشرطة أو في الشرطة السرية). ومع ذلك أطال قاض عسكري اعتقال الثمانية حتى نهاية الاجراءات. كلمة جندي بازاء كلمة ولد فلسطيني.
كان قاضي الاستئنافات حرجا قليلا من الشهادات الغامضة التي سلمها الجنود للشرطة، وأمر بتسريح الفتيان بكفالة عالية جدا. حاولت النيابة العسكرية كالعادة اغراء المحامي (من منظمة أدمير) ليوقع على صفقة ادعاء (تعترفون ونطلب اعتقالا مشروطا وغرامة) لتوفير وقت الجميع ولا سيما وقت المحكمة. وأصر الفتيان على الرفض. وهكذا اضطر الجنود الثلاثة الى الشهادة في المحاكمة بعد أن حذروا كي يقولوا الحقيقة وكانوا غير مقنعين جدا. في 12 تموز من هذا العام، بعد ما يقرب من سنتين من "اضاعة وقت المحكمة"، طلبت النيابة محو لوائح الاتهام. ورد عن متحدث الجيش الاسرائيلي قوله "لم يقرر أي جهاز قضائي أن الجنود كذبوا في شهادتهم"، أما الصحيح فهو أن "الموافقة على الغاء لائحة الاتهام ليس فيه ما يشكك في شهادة الجنود". لنفرض ذلك.
أجل، سلك الجنود كما سلك خريجون كثيرون قبلهم. ولا يخلو عمل الجنود من تبجح البالغين، الذي يقبله مجتمعهم المعياري بود ومغفرة. وهم في الأساس يطيعون أوامر عسكرية غير مكتوبة تقول أنه ينبغي ردع مقاومي الاحتلال المحتملين. إن الضرب، وتشويه الحقيقة والتخويف جزء من الطريقة التي لم يوجدوها هم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #


.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان




.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال


.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا




.. مسؤول أمريكي: الإسرائيليون يبحثون جميع الخيارات بما فيها الر