الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفارقات إسلامية

محمد عبد الفتاح السرورى

2010 / 8 / 16
المجتمع المدني



حدثان متزامنان حدثا للعالم الإسلامى مؤخراتجلى فيهما طبيعة العقلية العامة التى تحكم وتتحكم فى مجريات الامور والتعامل مع الاحداث ويتجلى فيهما أيضا أشد ما يتجلى السمة العامة التى تتسم بها طبيعه ردود الافعال عندنا نحن معشر المسلمين فرادى كنا أو جماعات أشخاصا كنا أو مجتمعات والحدثان هما الاول هو القرار الخاص بتوحيد الآذان فى مساجد القاهرة والثانى هو إقدامله عليه وسلم انه كان يطلب من بلال بعض المسلمين فى الولايات المتحدة الامريكية على الشروع فى الترخيص لبناء مسجد ومركز إسلامى بالقرب مكان احداث الحادى عشر من سبتمبر
ولنبدأ بالحدث الأول ..... من المعروف أنه كانت هناك كثير من الأصوات التى تطالب بالسيطرة على عملية رفع الآذان من المساجد سواء فيما يخص مكبرات الصوت و ما يتعلق أيضا بطبيعة صوت المؤذن الذى يقدم على رفع الآذان فمن المأثور عن النبى صلى الله أنه كان يطلب من بلال أن يرفع الآذان لأن بلال كان الأندى صوتا ولنلاحظ سويا التعبير النبوى أندى صوتا ) فبالله عليكم جميعا كم من المؤذنين الذين يقمون لرفع الآذان لهم صوتا يمكن أن نصفه بأنه صوت ندى ) ؟ هذا من ناحية الصوت الطبيعى ونعلم جميعا ما تفعلة الميكروفونات فى تغيير الاصوات ونعلم جميعا أيضا ان مع تنامى عدد المساجد والزوايا أصبح فى كل شارع عددا لا بأس به من مكبرات الصوت تتحول مع كل ميقات صلاة الى ما يشية المباراه فى رفع الآذان وكل مؤذن وما يحلو له من تلحين الآذان وتنغيمة كما يشاء مما يؤدى الى ضياع هيبة الآذان وعظمة الغرض منه هذا غير التداخل فى الأصوات وما إن شرعت الدولة فى عمليه توحيد الآذان (وكان هذا مطلبا قديما ) إلا وكالستثناء عادة إذا بالأصوات تتعالى والنفوس تتنمر ضد القرار والمفارقة التى أسوقها ها هنا هى ان توحيد الآذان هو الأصل والتعدد فيه هو الإستثناء فمن المعروف أن لكل منطقة جغرافية توقيت خاص بها و عندما يحل موعد الصلاه فيها يرفع الآذان فيها وليس هذا فحسب بل أنه على حد علمى أنه يجوز شرعا من باب التيسير ان تقام الصلاة جامعة فى مكان رغم عدم رفع الآذان فيه وهذا معناه ان الصلاة تجوز فى جميع مساجد القاهرة حتى ولو رفع الآذان فى مسجد واحد فقط فيها لأن القاهرة تمثل منطقة جغرافية واحدة تخضع لتوقيت واحد فى وجوب دخول موعد الصلاة وهذا معناه أيضا أن عمليه توحيد الآذان عملية مشروعه وسليمة ولكن مع من نتحدث و نحن نعلم جميعا مدى تغلغل المشاعر الطفولية فى نفوس العامة والذى كان أغلبيتهم ضد القرار اللهم لا لشئ إلا لأنه يتعارض مع ما وجدوا عليه أباءهم وتلك - لعمرى لآفة كبرى - ولم يخلو الامر بالطبع من ان هناك من المشايخ من رفض القرار من باب الرفض ليس إلا وكان القرار ضد رعف الآذان وليس ضد العشوائية فيه كما هو واضح
أما المفارقة الثانية وهى التى تخص ذلك القرار الأرعن والذى وافقت عليه جميع الجهات الأمريكية المختصة بسرعة وبسهولة تحسد عليها والخاص بإقامة مسجد ومركز إسلامى بالقرب من احداث الحادى عشر من سبتمبر -والذى تحل ذكراه بعد ايام قليله- وهو القرار الذى لقى تأييدا واسعا بين صفوف المسلمين هناك من ناحية إنقيادا وراء الحجج الامريكية التى تحججت بحرية الاعنقاد والتسامح لدى المجتمع والإدارة الأمريكية تجاه جميع الاديان !!
ولا أدرى اين عقول هؤلاء المؤيدين لهذا القرار المشبوه الذى يفيض غلا وحقدا على الاسلام وعلى الجاليات الإسلامية فى أمريكا فماذا سيكون موقفهم عنما يمر الامريكيين يوميا من اما هذا المسجد الذى يقع على بعد أمتار من أكثر الاحداث مأساوية فى نفوس الامريكيين وإننى فى هذا المقام أتساءل عن دور كبار العلماء وكبرى المؤسسات والمنظمات الإسلامية فى الغرب تحديدا من هذا التجنى على الإسلام واهله ؟ لماذا لا ترتفع أصواتهم مطالبه بمنع إقامة هذا الصرح الذى سوف يربط احداث الحادى عشر من سبتمبر بالإسلام والى الأبد
لا أريد الإطالة -فخير الكلام ما قل ودل - ولكنى لا اجد أفضل من الآيه القرءانية الكريمة التى تلخص الحال وتجسد الاحوال والتى تقول فى سورة التوبه:
( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ)
الآيه 107








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب