الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا قطعت رأس أمي؟

بسام البغدادي

2010 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الغريب, بل من الغريب جداً هو وجود كون بهذه الروعة و الاتساع و أفتراض ان وجوده جاء من بقعة متناهية الصِغر وساحقة القِدم في رحم العدم. بل أتفق مع غالبية المتدينين في هذه النقطة بأنه يكاد من المستحيل للعقل تخيل مثل هذا الشئ اللامعقول بعد. لكن من الاغرب... بل من المثير للضحك أفتراض أن هذه الغرابة الكونية مُستحيلة لدرجة أننا يجب أن نختلق شئ ما أكبر في لامعقوليته لحل لامعقولية مشكلتنا الوجودية الاولى. بل لأستيعاب أننا كائنات غبية لدرجة أننا لانفهم الكون نفترض وجود قوة أذكى مننا و أكبر من الكون كانت السبب وراء وجود الكون وفي نفس الوقت تمنعنا هذه القوة بدورها حتى من التفكير فيها وبهذا نلقي بسبب غبائنا على تلك القوة التي ترفض أن نكون أذكياء. هل رأيتم طريقة للتهرب من السوآل أغبى من هذه الطريقة؟ لنعطي مثالاً لتوضيح الصورة أكثر.

الطفل الاول: لماذا قطعت رأس أمي؟
الطفل الثاني: بابا طلب مني هذا.
الطفل الاول: لماذا طلب منك البابا قطع رأس أمي؟
الطفل الثاني: بابا يفعل مايشاء ولا يحق لنا سؤآله مثل هذه الاسئلة.
الطفل الاول: لكن لماذا؟
الطفل الثاني: أذا أستمريت بالسوآل لماذا فسيقتلك البابا أيضاً, فهو أدرى بمصلحتنا.
الطفل الاول: لكنني أريد أن أفهم.
الطفل الثاني: عقولنا قاصرة وصغيرة ولانستطيع أن نفهم حكمة البابا مهما حاولنا.

وهلم جراً من الاسباب و المسببات و الهروب من الاجابة الحقيقية الى إجابة هي اللاإجابة بعينها.

المشكلة الاساسية في هذا الاسلوب أنها تعطي الله عدد كبير من العاهات الكونية و تلصق بهِ عدد كبير من الرذائل لدرجة أن الفكرة السامية عن هذا الإله الرفيع القدر و المتسامي مادياً و أخلاقياً تتلاشى بمرور الزمن مع استمرار تلك الفكرة السطحية في تبرير الاشياء ومسبباتها و أعطاء للشرور القاب تمويهية بدل من أجابات حقيقية لعلاجها. من أهم هذه العاهات التي أكتسبها الله على مر التأريخ الديني والتي كان سببها الاول رجال الدين هي.

1. البلادة: الله بليد لدرجة إن اروع خلائقهِ التي خلقها هي مجموعة من الكائنات الغبية و الشريرة التي لاتستطيع إدراكه أو إدراك حكمته من الاشياء الشريرة و المريضة و القاسية التي تصيبهم دائماً.
2. المحدودية: الله موجود في أماكن معينة في السماء كالعرش او على سطح الارض كبيوت الله أو الكعبة أو الكون.
3. العبثية: الله موجود منذ الازل دون سبب أو غاية يقرر صدفة أن يخلق السموات و الارض دون أي سبب أو غاية كذلك ودون أي فائدة تذكر لهُ أو لمخلوقاته.
4. القسوة: الله قاسي لدرجة أن قسوته تفوق كل المجرمين و القتلة و السفاحيين على سطح الارض منذ وجودها وحتى اليوم. فهو يشهد كل شئ دون أن يحرك ساكناً.
5. الشرانية: الله شرير لدرجة إنه يقوم بخلق كائنات حية تأتي لتعاني أمر العذابات في حياتها ثم يصليها في جهنم مدى الابدية. يخلقها رغم أنه يعرف نهايتها الأليمة.
6. العنصرية: الله عنصري لدرجة أنه يميز نوع معين من الكائنات عن سائر مخلوقاته, ثم يميز هذا النوع بعضه على بعض, ثم يميز أجناس هذا النوع على بعضها وهلم جراً الى أدنى درجات العنصرية التي ملأت التأريخ دماء.
7. الخبث: الله يخلق كائنات لاخيار لها مُصابة بعاهات خلقية دائمة لكن غير مميتة فيؤدي هذا بها الى عذاب يمتد طوال الحياة.
8. الدموية: الله يخلق الكائنات لتعتاش على أشلاء بعضها البعض وفي أغلب الاحيان من خلال دورة حياة قاسية جداً تنتهي بنهاية دموية مُمزقة و مؤلمة.
9. السطحية: الله سطحي جداً لدرجة أنه بعد أن خلق هذا الكون العظيم المعقد وهذا الإنسان المعقد التكوين والغير مدرك لخواتم الامور يحاسبهُ حِساباً أليماً على ابسط تفاصيل حياته مثل البول و نوع الأكل و جنس الشريك في الفراش و الخ.
10. العجز: الله عاجز كلياً عن الحديث مع مخلوقاته لهذا يختار كل كذا الف سنة رسولاً أو نبياً واحداً يرسل معهُ رِسالة واحدة يجب ان تصلح لكل زمان ومكان وعلى الغالب لاتصلح فيرسل مرة اخرى بنفس الطريقة وفي زمن آخر وهلم جراً.
11. الجهل: الله جاهل كلياً بعلوم الفيزياء والكيمياء والطب البشري بل والجغرافية والتأريخ والادب بل وحتى الاخلاق الإنسانية أو الحيوانية الطبيعية. التوارة والانجيل والقرآن خير شاهد على جهل الله بكافة العلوم الإنسانية.
12. جنون العظمة: الله مصاب بجنون العظمة الدائم والمتقيح والخطير لدرجة أنه يخلق مخلوقات لاتأكل ولاتشرب و لاتنام لهدف واحد فقط هو تسبيحهُ والسجود له ليل نهار.
13. عقدة النقص المركب: الله يمتلك ذهنية رجل شرقي مصاب بعقدة النقص المركب التي تسبب له مشاكل الحقد المُستمر على المرأة والغيرة المستمرة من جسدها وكل مايتمثل بها ويهوى محاربتها و أثبات تفوقهُ الدائم هو وجنسهِ عليها.
14. الغضب: الله غاضب دائماً, بل ويغضب بشدة ولابسط الاشياء بل ويهتز عرشهُ أذا احدنا مارس الجنس مع الشخص الخاطئ.
15. الوحدة: الله يعاني من وحدة أزلية دائمة والتي من خلالها ربما نستطيع فهم نوبات غضبهِ الهستيرية و أساليب تعذيبه المعقدة ونزعاتهِ المرضية تجاه خلائقه و طلباته الغريبة منهم.

هذه كانت بشكل بسيط و مختصر لأهم العاهات التي أعتقد أنا شخصياً أن الله اليهودي المسيحي الاسلامي يعاني منها, و المشكلة تزداد و تتفاقم كلما تركت الشعوب الباب مفتوحاً أمام رجال الدين للحديث بأسم الله هذا.

نصيحتي المتواضعة كمؤمن سابق لجميع المؤمنين الصادقين بإيمانهم, اذا كنتم تريدون الوصول لله فأبحثوا عنه بأنفسكم ولاتتركوا أحداً يشوه الله لكم و يعلبه و يغلفه ويقدمه على طبق من ذهب فيكون الله تلك الوجبه الشهية للعقول العاجزة عن البحث او القرآءة أو التنقيب عن الحقيقة. اذا كان الله موجوداً ويهتم بكم أساساً فهو لايحتاج الى واسطة ليعرفكم بهِ, يكفي أن تكونوا صادقين في بحثكم لتكتشفوا الحقيقة بأنفسكم.

بسام البغدادي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحق نفسك عالجها من عاهاتها
وجدي وهبه سمير ( 2010 / 8 / 20 - 03:09 )

صدقني لا احد يعاني من العاهات النفسية سواك
والعيادات النفسية متوفرة والاطباء المهرة بحمدالله


2 - رد
حمورابي سعيد ( 2010 / 8 / 20 - 08:52 )
يا سيد وجدي...هكذا انتم ,عندما يصيبكم الافلاس في الرد على اية مقالة تقومون بالشتم والاهانة .شفاكم الله .


3 - أرايت يا أستاذ بسام
مايسترو برتو ( 2010 / 8 / 20 - 09:33 )
لماذا الكاتب يفضل أحياناً عدم الكتابة، وتوجيه أسئلة محرجة لله ومخلوقاته، نعم ما عليك سوى قراءة التعليق رقم واحد للمدعو وجدي، وحينها سترى كم هذا الإله ومخلوقاته أغبياء، واعذرني للقيام بالرد عنك على هذا المعلق، لكن بعد كل الكلمات النيرات التي سطرتها في مقالتك المميزة هذه، يأتي شخص من أتباع رجال الدين ، ليصفك بصفة هو وشيوخه الذين يستحقون أن يوصفوا بها، وسلمت يداك على على هذه الدرر والتي نستمتع بقراءتها رغم أنك تطيل الغيبة علينا، وكل فترة وأخرى تطل علينا بمقالة مميزة، ونرجو أن لا تطيل غيابك عنا، فمثل هذه المقالات الرائعة، يود المرء أن يقرأها بشكل يومي غن امكن، وأرفع لك القبعة احتراماً على هذه الكلمات الراقية.


4 - لا دين
صالح السعد ( 2010 / 8 / 21 - 21:45 )
أختر أن تكون قرد حر ينتقل بين الاشجار خير من ان تكون عبد لدين


5 - الصدمه
اياد أبو أمين ( 2011 / 1 / 8 - 12:31 )
يحتاج المؤمن لصدمه توقضه من سبات دام قرونا ونصوصا لايزال النقاش دائرا حول تفسيرها اما ان الاوان للعقل والمنطق والانسانيه ان تحل محل الخرافه والدجل والكذب والرياء والنفاق والدماء الالهي؟؟

اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص