الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيمفونية الحب و الكذب.....ب

ريم الربيعي

2010 / 8 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لا نتذوق الحب كثيراً !
لاننا لا نعرفه ، و نربطه بغيره ، و الجنس اكثرها شيوعاً ، و هما مختلفان في الهدف و التعبير عنهما مختلف ايضاً . الحب هما حرفين كما يطرب وديع الصافي لكنهما يفعلان العجب بالانسان و الذي دق قلبه ليس شرطاً لحبيب ، قد يكون بولعه لعلمه او شوقه لأهله أو فدائه لوطنه ، و مشكلة الحب انه اتخذ وسيلة فهو ما يكون عادةً في الواجهة و من الصعب ان يكون في مضمون الامر تماماً الا في حالة صدق المرء مع نفسه ، و من اين نأتي بالصادقين ؟

صدق المرء مع نفسه ينشأ من لحظة تحمله لعواقب فعله و ادراكه لمسؤولية ما يقوم به على حياته منذ ان كان طفلاً ، فالطفل كائناً ليس غبياً كما نعتقد لكنه لا يفهم و مطلوب منا كبالغين في حالة صلتنا به ان نرفع من وعي هذا الكائن و من تعميق ادراكه للحياة المحيطة به ، و هي في الحقيقة أدوار لا تكفي لوحدها اذ يتطلب الامر سياسة دولة بأكملها في نشر مفهوم الحب و معنى الحياة لتجعل من كل فرد فيها فرداً حقيقياً لا تابع و لا متبوع.

ان الانسان الذي يجعل الحب وسيلة لتحقيق المآرب او لإيذاء المشاعر هو مُفرغ في الداخل ، قيمة كل واحد منا يتوقف على مقدار " صلاحيته " الطويلة الأمد لبيئته - اذا صح التعبير – و الصلاحية هنا ليس وسيلة انتاجية في الصناعة فهناك الكثر من الصناعيين الذين لا يملكون هدفاً سامياً لأجل اوطانهم لكن في المقابل منهم و حتى لا نظلم الجميع ، يوجد من حققّ الرفاهية لابناء جلدته ، لكن المقصود بالصلاحية في الاشارة اليها هي مدى فائدة هذا الفرد الحقيقية لمجتمعه حتى لو اقتصرت فائدته على محيطه الصغير و قدرته على منح معنى او اضفاء اهمية في تواجده معهم و مدى امكانية تحقيق تغيير بوجوده .

لا يستطيع الانسان المخادع في الحب ان يمنح تغييراً ، اول دليل على عطائية الانسان مدى قدرته على الحب لأن صعوبة الحياة تولّد شرارة في النفوس تنتج من احتكاكنا المتواصل بها و هي اشبه بالاحتكاك بين قضبان سكك الحديد حتى بلحظة واحدة غير واعية ينفجر الكثيرون و ينحرفون عن مسار السكة الحياتية بسبب هذه الشرارة ... الحب الحقيقي هو المـُلطّف و الحـامي لحدوث هذا الانفجار ، عندما يدرك الانسان مدى تأثر من حوله بغيابه سيدرك ان الانفجار غير لائق بحقهم ، و عندما يعلم القاتل انه بالامكان ان يُقتل ولده في حادث مشابه بدلاً من غيره سيعلم ان انفجاره غير صائب ، و عندما يتخيل الحاكم ان اهماله قد يقع عليه و يجعله يشتم قادته و يلعنهم عندها سيدرك ان الخيانة امر قبيح ... لكن لا نعلم لاننا لا نحب ...

و يصل حدوده الاقصى في الكذب ان هناك من يدّعي و يستهزء بشعور المقابل في الحب متخيلاً مدى قدرته على قهر النفوس ، ناسياً ان متعة الشر قصيرة الأمد دوماً و التلاعب بمن حوله لن يحلّ او يخفّف من وطأة الخلل الحاصل بداخله ... نتيجة الشرارة !

الحب فعلاً مدرسة ، نحتاج جميعاً الى تدريب روحي اولاً عليها فليس سهلاً العطاء ابداً و دوماً اللذة في اليُسر ، لكن سهولة الاشياء لا تعطيها قيمتها و لن نحقّق من خلالها حاجتنا للظهور و التميز على الآخر ، حتى هذه الاشارة الاخيرة توحي اننا نستعمل الحب لتحقيق التميز لا لأننا نؤمن به . سيؤمن كل منا بالحب الحقيقي عندما لا نجد من يطعننا صباحاً بكلمة قاسية لاتليق او بمظلومية كبيرة من اعز اصدقائنا او من اهانة علنية لا تحترمنا .......... نحن ضحية فهم الحب الخاطيء ... فلنتوقف عن أداء دور الضحية... و لنعلّم على الأكثر أنفسنا فهي انطلاقة لكل خير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 8 / 27 - 07:04 )
أختي الكاتبة المحترمة ، تحية لك وصباح الخير ، نحن فعلاً ومعظمنا ضحية الفهم الخاطئ للحب ، ما أجمل الإنسان الذي يحب دون شروط ولا مطمع في الحصول على غنيمة أو لهدف ما غير الحب . تحية لك


2 - تحياتي
ريم الربيعي ( 2010 / 8 / 29 - 01:05 )
تحياتي لك ايضا اخ سيمون خوري و شكرا لمرورك

اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا