الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجزئة السودان ليس الحل !!

فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)

2010 / 8 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


المتتبع للأوضاع في السودان يشعر بالحزن والآسي لما وصلت إليه الأوضاع في جنوب السودان بدءاً مما يسمى باتفاق السلام لعام 2005 والذي نتحفظ عليه لكونه مقدمه لتجزئة السودان إلى دويلات صغيرة تجزئة بلد يعتبر عمقاً استراتيجيا للوطن العربي في أفريقيا والمؤسف هو هذا الاستعجال من قبل الحركة الشعبية في جنوب السودان إلى إجراء الاستفتاء والواضح كما يبدو أنها تتعجل الانفصال فلو كانت حريصة على الوحدة لما اخذت تهدد بالويل والثبور عندما طلبت مفوضية الاستفتاء التأجيل لضيق الوقت.
من يعتقد أن انفصال جنوب السودان هو الحل لمشاكل الجنوب أو الشمال في السودان فهو مخطئ لان الجنوب سوف يكون دولة صغيرة وبالتالي سوف ترتبط بشكل أو بآخر بالدول الاستعمارية كما أن انفصال الجنوب سوف يشجع كل اقلية دينية أو قومية للمطالبة بالانفصال وهو ما يعني نهاية السودان كدولة واحدة وفي نهاية المطاف يجد السودانيون أنفسهم في كنتونات صغيرة لا توجد فيها مقومات دولة وتعيش على المعونات الأمريكية والغربية، هذا الوضع يخدم مصالح الاستعمار الغربي ويعيد إنتاج اتفاقية سايكس- بيكو بشكل آخر عربية !!، لذلك علينا أن نقف ضد تجزئة السودان تحت أي مسمى تقرير مصير أو أي شكل آخر فلا تقرير مصير داخل الوطن الواحد.
ان إلغاء معاهدة 2005 وإلغاء الاستفتاء هو السبيل لتحقيق حقوق الجنوبيين كاملة في إطار سودان واحد وبالتعاون والتعاضد مع أبناء كل السودان الذين قد يكونون محرومين في الشمال أو الشرق هذا هو منطق العمل الوطني من اجل الوطن وليس تجزئة الوطن لأسباب دينية أو سياسية.
الأجواء السياسية الحالية في السودان تشير إلى انفصال الجنوب لو تم الاستفتاء حالياً فلا الحكومة الجنوبية وهي من الحركة الشعبية قد قامت بأي خطوات ولو بسيطة تنموية أو غيرها لجعل الخيار الجنوبي هو الوحدة بل على العكس الحكومة الجنوبية أصبحت سلطة سياسية تسير بالجنوب نحو الانفصال باستعجالها الاستفتاء.
والمؤسف أن بعض الدول العربية والأفريقية لم تساعد السودان على الحفاظ على وحدته فلا يوجد مشاريع تنمية في الجنوب وهناك وعود من بعض الدول ولكن المؤسف أن بعض الوعود لا تنفذ في فلسطين فكيف بجنوب السودان؟!، على الرغم من أن خطر انفصال الجنوب سوف يمتد لدول الجوار.
السودان من أوائل الدول الإفريقية التي نالت استقلالها وله تاريخ وطني كبير وكانت الحركة الوطنية السودانية من الجنوب والشمال تناضل من اجل أبناء السودان ولم يكن في هذا التاريخ دعوات للتجزئة و الانفصال ولكن الحركة الشعبية في الجنوب التي قامت بأهداف مطلبية سرعان ما تحولت لأهداف تجزئة السودان والتاريخ لن يذكر كل من يساهم في تجزئة الوطن العربي وخصوصاً السودان بخير كما حصل مع اتفاقية سايكس – بيكو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حرية تقرير المصير أولاً
رعد الحافظ ( 2010 / 8 / 28 - 20:20 )
عزيزي الكاتب المحترم
إسمح لي بالإختلاف معكَ في وجهة نظركَ حول إنفصال الجنوب السوداني
في ظنّي كل عوامل الإنفصال متوفرة
مع مشاركتي لكَ الرأي في ضرورة التحضير بدّقة لكل التفاصيل كي لاتنجم مشاكل مستقبلية
***
كذلك تصح التجربة في أجزاء أخرى مما يٌسمى بالوطن العربي
حرية الشعوب أفضل من التسميات والكيانات الهزيلة البائسة
ماذا يهم أن تكون دولة السودان بمساحتها تعادل 50 مرّة أو أكثر من مساحة البحرين مثلاً؟
المفروض حتى دارفور تحصل على إستقلالها
كذلك في المغرب هناك / مشكلة جمهورية الصحراء
حتى في العراق عندنا لو أختار شعبنا الكردي الإستقلال فهذا حقّهُ التأريخي
الشعوب المقموعة أفضل لها أن تستقل أولاً ثم تدخل في تعاون على مختلف الأصعدة مع جيرانها على غرار الإتحاد الأوربي
حرية تقرير المصير يجب ان تسبق الإتحاد والوحدة القسرية
***
من جهة ثانية الغرب حالياً هو المُعيل الدائم للدول الفقيرة وعكس ما يقال في تراثنا العقيم
تقبّل تحياتي


2 - انفصال السودان
اقبال حسين ( 2010 / 8 / 29 - 13:57 )
لماذا حذفتم تعليقي،اكيد هنالك خطأ ما،ذكرت اني حزينة علي تمزق بلادي،والانفصال لن يحل مشاكلنا وسنضيف للعالم دولتين فاشلتين،وشكرت الكاتب والاستاذ رعد

اخر الافلام

.. رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكران


.. متظاهرون يحتشدون أمام جامعة نيويورك دعما لاعتصام طلابي يتضام




.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان