الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تيري جونز والتهديد بحرق القرآن!

عارف علوان

2010 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


يبدو أن العيش في الصحراء أو الأدغال يؤديان إلى التخلف الطويل، ولم يحدث أن استثني شعب أو جماعة عن ذلك، والإسلام، الذي نشأ في الصحراء لم يعرف التسامح إلا حين اختلطت القبائل العربية بالحضارات في شرق وشمال الجزيرة العربية، والقرآن في الأصل لم يشر إلى كلمة التسامح، فهو مرة يدعو إلى العفو ويعود في أحيان كثيرة إلى البطش بالأعداء، بيدَ أن القبائل العربية التي اتجهت إلى سوريا وفلسطين، بلاد البيزنطيين واليهود، والشرق حيث امتدت الحضارات السومرية والبابلية حتى بلغت شواطئ البحرين وعُمان، عرفت هناك معنى التسامح والعفو، بينما بقيت الجزيرة العربية على تمسكها العنيد والطويل بتعاليم الإسلام.
وتوجد شعوب وجماعات ليست صحراوية ولا تمت للغابات الحارة بصلة، إلا أن طبيعتها تميل إلى التخلف وترتاح إلى ما فيه من ركود ويقينيات باتة لا يمسها الزمن.
عندما أعلن القس تيري جونز، التي وصفت كنيسته بالصغيرة لا يدخلها غير خمسين عضواً، بأنه ينوي إقامة مراسم لحرق القرآن، هبت جماعات إسلامية منددة ومنذرة، وأحرقت العلم الأمريكي لتبيان موقفها الصاخب، كالعادة، من نية جونز، ورغم أنه تراجع عن الحرق، بيدَ أنه اشترط لذلك تراجع المسلمين عن إقامة مسجد في كراوند زيرو، فلعب على وتر حساس للأمريكيين المعارضين لمشروع المسجد، وهم يقدرون بنسبة 75%، الذين يجدون فيه تحدياً فجاً من المسلمين لمشاعرهم.
لنتلافى أصحاب اللحى الكثة، ممن يسارعون إلى احراق الأعلام، ونحصر المسألة بالأمريكيين وحدهم، مثلاً:
- لماذا يصر المسلمون الأمريكيون على إقامة المسجد، وهو يحمل أكثر من معنى لاستفزاز مشاعر الأغلبية من الأمريكيين، إذ سيقول لهم، مع كل آذان، نحن هنا لتدمير حضارتكم من عقر داركم!
- ماذا ينفع المسلمون الأمريكيون إبقاء جذوة الأحقاد ملتهبة؟
- وهل نهضت في نفسياتهم، وقد عاشوا فترات طويلة في أمريكا، نزعة التخلف الذي يعود بأصوله الأولى إلى الصحراء المغلقة على ذاتها؟
- هل خلت نيويورك من مساجد ضخمة للمسلمين، وضاقت بهم الأرض، فلم يجدوا غير كراوند زيرو، أرض الكارثة، ليقيموا فيها مسجداً لهم؟ إن نيويورك تحتوي على 95 مسجدًا، منها 28 في حي كوينز، و27 في بروكلين، و22 في مانهاتن، و18 مسجدًا في جزيرة ستايتن، فهل يبغي المسلمون إضافة منارة جديدة في الكراوند زيرو، أم إنها خطوة أخرى نحو أسلمة نيويورك؟
يقول محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق للإخوان المسلمين، وهو يشير إلى مكتب الجماعة في مصر: من هذه الغرفة سوف نغزو العالم أجمع إنشاء الله!
إن تيري جونز ليس متعصباً إلا بما تقتضيه الحال، وفي البلدات الأمريكية توجد جوامع لا يؤمها أكثر من عشرين شخصاً، ولعل المتحمسين لإقامة المسجد، إضافة إلى أصحاب المشروع من التجار، وذوي المطامع بالثراء السريع، هم نوع من الرعاع الذي لا يفهمون وضعهم كمواطنين أمريكيين بالدرجة الأولى، ولا يقدرون معنى الاستفزاز لغيرهم، وهم يتصورون أنهم رعايا لدول إسلامية لا حق لأمريكا عليهم، وأن أغلب المتطرفين يلجأون إلى المساجد ليتعلموا فيها الأرهاب، وإن بن لادن فجر طائراته فوق برجي مركز التجارة العالمي باسم الإسلام المتعصب، وهو ما زال يخاطب بأعماله الإجرامية الرعاع وحدهم، فلماذا يصر بقية مسلمي أمريكا على استتفزاز الأكثرية من الأمريكيين، الذين ما زالوا يخشون المسلميين المتعصبين من تدمير حضارتهم!
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com//








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اين الاسلام المعتدل!؟
كوريا الرابن ( 2010 / 9 / 12 - 08:05 )
سئمنا من سماع العبارة -انهم المسلمون المتطرفون الذين لا يمتون بصلة للاسلام الحقيقي- ولكن اين الاسلام الحقيقي من بناء هذا المسجد؟ لم لنسمع منهم كلاماً مندداً واحداً سوى بعض الكتاب والذين لا يمثلون نسبة 1الى عشرات الملايين، بينما نرى العالم المسيحي باجمعه يندد ويدين العمل الاخرق الذي كان ينوي القيام به رجل دين مع 50 فرداً من حاشيته لا اكثر. الحكومة الامريكية ليست حكومة مسيحية لتتدخل ضد ما ينوي هذا الرجل بل ان تدخلها يلغي علمانيتها ربما حسب مفهومهم. على العالم الاسلامي ان يعي بان مئات الكتب والافلام والمسلسلات السينمائية والتلفازية تبث يومياً تطعن بالمسيحية ولم تستطع الحكومة التدخل ايضاً.0


2 - وقحووون وبجدارة
فرح مجيد ( 2010 / 9 / 12 - 17:19 )
الاشخاص الذين يريدون بناء المسجد في هذا المكان ينطبق عليهم المثل القائل (ان لم تستحي فافعل ماشئت )


3 - كلاب مسعورة
Hadya Falih ( 2010 / 9 / 13 - 02:33 )
هؤلاء المتطرفون ليسو اكثر من كلاب مسعورة تعيش في ظل الاستثناءات التي توفرها مؤسسات حقوق الحيوان.

اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت