الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السويد لا تزال بخير

درويش محمى

2010 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


الانتخابات التشريعية السويدية الاخيرة, التي جرت يوم الاحد الماضي, فاز بها التحالف اليميني المؤلف من حزب المحافظين وحزب الشعب والحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الوسط, حيث حصل التحالف المذكورعلى 172 مقعداً, مقابل ما مجموعه 157 مقعدا للتحالف الاحمر ¯ الاخضر, والذي يضم بدوره ثلاثة احزاب, في مقدمتهم الاشتراكي الديمقراطي وحزب اليسار وحزب الخضر, اما الحزب الديمقراطي السويدي المعروف بعدائه المفرط للمهاجرين فقد دخل الانتخابات لوحده وفاز بعشرين مقعداً.
لتشكيل الحكومة يتطلب الامر الفوز ب¯ 175 مقعداً من اصل 349 مقعداً برلمانياً, اي بنصف زائد واحد, والتحالف اليميني رغم فوزه, الا انه لا يستطيع تشكيل الحكومة السويدية المقبلة من دون التحالف مع احد احزاب التحالف الخاسر, او التحالف مع الحزب السويدي الديمقراطي العنصري.
الانتخابات السويدية الاخيرة لم تكن مفاجئة بأرقامها فقط, فللمرة الاولى في تاريخ المملكة السويدية, يفوز حزب عنصري معروف بعدائه الصريح للاجانب, بنسبة عالية من الاصوات مقارنة بالدورات السابقة, سواء في الانتخابات المحلية او البرلمانية.
كذلك, وللمرة الاولى في تاريخ السويد, يفوز تحالف اليمين السويدي للمرة الثانية على التوالي في الانتخابات التشريعية, فلم يحدث من قبل ان فاز اليمين لاكثر من دورة واحدة, على عكس الحزب الاشتراكي الديمقراطي اقوى الاحزاب السويدية على الاطلاق, والذي طالما احتفظ مع حلفائه بالحكم لدورات متتالية.
وللمرة الاولى في التاريخ السياسي السويدي, يكاد حزب المحافظين الحاكم "مودراتنا", ان يكون في حجم الحزب الاشتراكي الديمقراطي, ويقلص الفارق بينه وبين الاخير, الى نسبة تقل عن الواحد في المئة, بعد ان كان الفارق بين الحزبين يتجاوز ما نسبته ال¯ 15 في المئة على مدى التسعة عقود الاخيرة.
لكن يبقى الحدث الاهم على الاطلاق في الانتخابات السويدية الاخيرة, هو الموقف الحاسم الذي اتخذه التحالف اليميني الفائز, على لسان زعيمه رئيس الوزراء الحالي فريدريك راينفيلد, بعدم التعامل مع الحزب السويدي الديمقراطي "العنصري" بأي شكل من الاشكال, حتى اذا اضطر لاجراء انتخابات جديدة, هذا الموقف بحد ذاته, يحفظ للسويد ولفترة مقبلة على الاقل, مكانة الصدارة بين الدول المعروفة بتسامحها وعدائها للعنصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راسمال+ازمة=صعود الفاشية
سامر اسيد ( 2010 / 9 / 25 - 21:26 )
قد يكون السويد نجا هذه المرة من كارثة اليمين المتعصب لكن من يضمن عدم سقوطه بين مخالبه لاحقا،فالمنحى العام اوروبيا يشير الى صعود اقصى اليمين الفاشي.الازمة الاقتصادية الحالية تشكل منبتا خصبا للتيار العنصري،والوضع يذكرنا بعشرينيات القرن الماضي

اخر الافلام

.. الإنفاق العسكري العالمي يصل لأعلى مستوياته! | الأخبار


.. لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م




.. ألفارو غونزاليس يعبر عن انبهاره بالأمان بعد استعادته لمحفظته


.. إجراءات إسرائيلية استعدادا لاجتياح رفح رغم التحذيرات




.. توسيع العقوبات الأوروبية على إيران