الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل فتيات كردستان

وجيهة الحويدر

2010 / 10 / 12
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


رفيقتي سارا

لا ادري كيف اُخرج نفسي من هذا الكابوس الذي يلاحقني ليل نهار! لا افهم لماذا لم يُكتشف بعد مادة نستنشقها ان نتعاطاها فتمسح ذكرياتنا المؤلمة الى الابد، وتبقي لنا الذكريات الحلوة فقط! لا اعرف كيف اتخلص من هذا الألم الساكن في داخلي من بعد فقدان رفيقتي سارا. كل شيء يُصر على ان يجعل اوجاعي حاضرة في الذاكرة، حتى الجروح المندملة في عضوي التناسلي مازالت غائرة ، والتي كانت نتيجة عملية الختان التي اُجريت لي ولسارا.

سارا رفيقة الطفولة كانت جارتي. بيوتنا كانت تتقاسم نفس الحيطان المتهالكة التي تكاد تتهاوى في اي لحظة. انا وسارا كنا نقطن في حارة فقيرة في احدى قرى المنطقة الجنوبية في السعودية.

كنت انا وسارا نخرج كل صباح مع بزوغ الشمس نلعب ونمرح معا. لم يكن في قريتي ساحة للعب او حديقة للراحة واللهو. كل ما هنالك اتربة وبيوت متهدمة ندخل فيها ونمثل ادوار الكبار. ونضحك ونجري بين الاطلال.

كان لدينا مساحة من الوقت، فالصباح كله كان لنا، لأن اهلي واهل سارا قرروا لنا ان ندرس القرآن اولا مع الشيخة نورة، قبل ان يـُزج بنا بين قطعان طالبات المدارس الحكومية، فكل مساء كنت اذهب لسارا واناديها من بيتها لترافقني الى دار الشيخة نورة لنحفظ القرآن ونتعلم ترتيله.

في صباح يوم باكر ايقظتني والدتي على غير العادة من نومي، وأخذت بي الى الحمام وغسلت جسمي بدون ان تخبرني عن نيتها. والبستني ثوبا ابيضا اشبه بأردية الموتى، وبعدها ارغمتني على تناول فطورا ثقيلا من بيض وعسل وخبز ساخن. اسقتني شرابا طعمه كان غريبا لم اعرف ما هو حتى هذا اليوم.

قالت لي سنذهب مع سارا وامها الى دار الولادة ام شداد من اجل ان تطهر اجسادنا انا وسارا. لم تشرح لي امي ماذا تعني بالتطهير ولماذا؟

جرتني من يدي والتقينا بمنتصف الطريق بسارا وامها حيث كانت سارا مرتدية نفس الثوب وبنفس البياض الشاحب. كنت قد حاولت ان اسألها ان كانت تعرف ما الذي سيجري لنا وما هو التطهير، لكن تقاسيم وجهي كل من امي وامها الصارمة، لم تشجعني على فتح اي نوع من الحديث.

بعدها وصلنا الى بيت الولادة ام شداد. كان دارها موحشا بالرغم من نظافته وترتيبه. دخلنا غرفة فيها خمس امهات ومعهن بناتهن اللواتي كن في سني او ربما اصغر مني بقليل.

اتت امرأة ضخمة وذات ملامح صلبة وعرفت حينها انها ام شداد، تحدثت مع والدتي ووالدة سارا واتفقن على مبلغ من المال والذي تم دفعه مقدما.

طلبت امي اجراء الختان لي انا اولا لا ادري لماذا. سألتٌ امي مرة اخرى ماهو الختان ولم تجبني. دخلت مع امي وانا خائفة في غرفة فيها طاولة مغطاة بقطعة قماش داكنة. مددوني على الطاولة امرأتان مخيفتان بمعالم شرسة وامي معهما تساعدهما. رفعوا ثوبي عن جسدي وغطين به وجهي، ثم نزعن لباسي الداخلي عني، وفتحن رجليّ بقوة، فأرتعبت وبدأت ابكي بشدة صرت اصرخ بصوت عال: ماما انقذيني منهن..اخرجني من هنا؟

اثناءها شعرتُ بيد جافة تضع مادة ساخنة على بظري وتتحسسه ثم تفركه وتمده بقوة، ثم تدعه وتعاود مده من جديد وكأنها تحاول ان تستمنيني وتثير شهوتي.

كررت تلك الحركة عدة مرات فأنتصب بظري وفجأة قُطع بشفرة حادة وهدر دمي. داهمني ألم قوي افقدني وعيي، ورحتٌ في غيبوبة لم استيقظ منها الا بعد ساعات. بقي وجع يمتد في احشائي ويلوك مشاعري، وامي ممسكة بقطعة قماش وتضغط بشدة على فرجي لكي لا يزداد النزيف.

بقيت مسجية على فراش المرض لايام تكاد تكون سنينا حيث بكيت فيها ليل نهار الى ان جفت دموعي، وندبت حظي ولمت الله كثيرا على ما جرى لي لأنه لم يخلقني فتاة طاهرة .

بعد اسبوعين تقريبا تعافيت، فسألتُ عن رفيقتي الحبيبة سارا فأخبرتني والدتي بحزن عميق بأني لن ارها ابدا مرة اخرى، لأنها بعد عملية الختان نزفت بشدة ففارقت الحياة.

لذلك حتى هذا اليوم ذاك الكابوس مازال يراودني، ويأبى ان يفارقني فقد اخذ جزءا من جسدي وحقي في الاستمتاع بغريزتي التي وهبني الله اياها، واختطف رفيقة طفولتي سارا التي قُتلت لانها لم تكن طاهرة كما يدّعون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صراحة تحطم القيود
ماجد البصري ( 2010 / 10 / 12 - 10:47 )
ياسيدتي المحترمة أم عماد...
كما عهدتك من خلال متابعتي لما تكتبين , الجراة والصراحة والعمل على تمزيق ثوب الحياة المتفسخة بأوهام القرون المظلمة ,التركة التي تخلفها تقاليدنا المتوحشة لاتجعل منا غير أشباه انسان , غير ان الغوص في بحار الثقافة والوعي تجعلنا ندرك بأن هذا الواقع يجب أن يتغير ويجب أن يطمر .سافرت من البصرة الى السليمانية (منطقة اقليم كردستان) للراحة والسياحة والاطلاع على المدينة بعد فراق دام ثلاثون عاما وجدت ان البناء قد تغير والشوارع قد امتدت وتوسعت الا ان الفقر والظلم هو نفسه رغم تغير وجوه الحكام والسلطة , الختان لازال شائعا وقد فتحت موضوعه مع الكثير من الناس ,لكنهم لايجيبوني بالصراحة التي اتمناها الا بعض الشباب الذين يطمحون لالغاء وتدمير هذا العرف البدائي المتخلف .لازال الختان عرفا شائعا وسط الاسرة الفقيرة والمتوسطة الحال الا انه لايجري الا في الخفاء بعيدا عن علم الاب او الاخ ولذلك طالما وجد الفقر وجد التخلف واستشرى الختان .شكرا لك سيدتي الجليلة فصراخك سوف لن يذهب في مهب الرياح .


2 - طلب للنشر على جريدة عراقية
ينار محمد ( 2010 / 10 / 13 - 01:56 )
كم هي مهمة هذه الكلمات التي تنقل لنا الذكرى الحية للممارسة البشعة لبتر الاعضاء التناسلية الانثوية. كان بودي ان اعرف خلفية الظروف التي جمعت عائلتك مع عائلة سارة في تلك المنطقة من السعودية التي ليس معروفا كونها تمارس ما يسمى تجاوزا بـ ختان الاناث. بعد اذنك، أود ان انشر هذه القصة على جريدتنا المساواة والتي تصل الى الآلاف من القراء في العراق، والى عشرات الألاف على الانترنت، ونحاول ان نوزعها ايضا في كردستان في المدينة التي اتت منها سارة ان اردتِ.


3 - جريمة بشعة
امين يونس ( 2010 / 10 / 13 - 06:54 )
سيدتي
كلماتكِ أبرزتْ إحدى الجوانب المظلمة من واقعنا التعيس
لكنني أعتقد بأن هنالك بعض المبالغة في حجم إنتشار هذه الظاهرة في كردستان العراق
على حّدِ علمي ، لاتوجد اية حالة من هذا القبيل في محيط محافظة دهوك على الأقل وحتى في مناطقها الجبلية
علماً ان حصول هذه الجريمة ولو في قرية واحدة او منطقة نائية ، لا يعفي المجتمع والحكومة والدولة من المسؤولية الكاملة
فائق إعجابي وخالص الود


4 - أختنا العزيزة السيدة وجيهة الحويدر المحترمة
ليندا كبرييل ( 2010 / 10 / 13 - 08:25 )
صدقيني , قرأت كثيراً عن موضوع الختان لكني لم أتأثر كما تأثرت بمقالك , شيء مفزع حقاً ,أشد على يدك الكريمة على صراحتك وجرأتك في إثارة هذه المشكلة , ولا يهمني أن تكون هناك مبالغة في حجم انتشار هذه العادة الهمجية في كردستان أو غيرها , يجب محاربة هذا الفكر الشرير , والنفسية الشيطانية , لكني أستغرب فعلاً أن تكون عادة الختان موجودة في السعودية إذ لم يُعرف عنها ذلك . سيدتي صاحبة الفكر الثائر : لك أطيب تحياتي واحترامي


5 - الكاتبة القديرة وجيهة الحويدر
مكارم ابراهيم ( 2010 / 10 / 13 - 08:45 )

تحية طيبة وتقديري الكبير لقلمك الذي جعللك تشركينا معك في ذكرياتك الاليمة هذه
اتمنى ان ياتي اليوم وننتهي من قصة الختان اتمنى ان الوعي العلمي ينتصر في نهاية المطاف
لدي سؤال فضولي استغربت انك قلت انك حتى اليوم لاتعرفين ماهو الشراب الذي قدمته لك امك قبل الذهاب الى ام شداد ففكرت هل لان مرارة الالم في نفسك حول هذه الحادثة تجعلك تبتعدين عن اي شئ يتعلق بها حتى السؤال عن ذلك الشراب لانه سيفتح جرحا كبيرا تحاولين استطبابه الى الان؟
تقديري واحترامي الوافر لجراتك في طرح قصتك
مكارم ابراهيم


6 - شقياتي الخمسة أهتكوا بهذه الطريقة البربرية!
حميد الكركوكي ( 2010 / 10 / 13 - 13:39 )
تحياتي عندما قرأت شكواك ، كأنني أشاهد تكرار عين الذكريات القذرة ، كنت اشاهد شقيقاتي الخمسة في الفراش وجوههن كالصخرة من الفزع والألم ، و حين سألتهن لماذا البكاء أو الرقاد في الفراش ؟ من الحياء جوابهن كانت الكذب الأبيض ! نحن مرضى و عندما سألت الوالدة جاوبتني ( الله أمرهن بأن تطهروا لكي تكون الأكل والطبخ بأيدهن فيما بعد حلالا !) لم أفهم كثيرآ لأن عمري لم تناهز العاشرة ، لكن بعد سنين شاهدت والدتي تقوم بهذه العملية ( المقدسة !) للأقارب و الجيران ، لأنها كانت (ملايّة ) قاريئة القرآن وكذلك قابلة للولادة و غاسلة الميتات من المسلمات قبل الدفن (غصل الميتة )! بصراحة كانت العون الكبير في أمرار المعاش.
أتذكر في محلتنا جميع الصغيرات كانوا خائفات من والدتي (الختانة )، ملا حليمة كانت اسم لأسكات الأطفال من البكاء ! حقآ إنها بربرية إسلامية. على حكومة كوردستان للحد من هذه الخرافة البشعة ؟ يجب على كل كوردي مثقف إرسال رسائل السخط لوزارة الصحة و رئيس الأقليم ، وعلى إجبار الحكومة الكردية ترجمة القرارات إلى عمل، وقصاص العاملين في هذه المهنة القذرة بالسجن.


7 - عادات يجب ان تقتلع من جذورها
نور استنبولي ( 2010 / 10 / 13 - 17:24 )
عزيزتي وجيهة- أود ان اوجه لك تحية عميقة علي مشاركتك لنا بهذه القصة المؤثرة.
شكرا لك


8 - اوقفوا قتل النساء وتدميرهن
إقبال حسين ( 2010 / 10 / 13 - 19:58 )
تتكرر نفس ماساة سارا يوميا في السودان،واكاد اجزم ان الالاف من الفتيات يمتن في القري السودانية ولكن لاتوجد معلومات،متي تجد الحكومات في القضاء علي هذه المصيبة التي تقتل
وتدمر النساء
يعمل رجال الدين علي نسف كل مجهودات الجهات التي تعمل علي محاربتها ويأتون بما يسندهم من الاحاديث


9 - حرمان
طلال سعيد دنو ( 2010 / 10 / 14 - 14:39 )




المجتمعات المتخلفة دائما لها عادات متخلفة حيث لم نقرأيوما ان هذه العادة موجودة في الوصاياالدينية بشكل عام وفكرة التطهر مقابل حرمان المراءة من لذتها التي خلقت بشكل طبيعي معها شيء ترفضه كل القيم والاعرافوبالوعي تزول اشد على يدك وعلى صراحتك وان غدا لناظره قريب


10 - الكاتبة وجيهه الحويدر ومعاناتها
يحيى النهاري ( 2012 / 5 / 11 - 14:35 )
لم يعد لديك بذر ينتصب هاذا قدرك المحتوم بسبب عاداة جاهلية عشتها أنتي وأهلك وجماعتك البائسة في تلك الحقبة من التاريخ وليس غريب عليكم هاذا التصرف الأحمق لعادات مجتمعك الرافضي البغيض ولا زال مجتمعك الرافضي البغيض يمارس كل عادة قبيحة فلومي عزيزتي مقطوعة البذر هاذه الطائفة الشاذة عن القاعدة المتبعة في وطننا الغالي فلا يوجد أبدا لدينا هذه العادة التي عندكم وبما أن بناتنا ونسائنا ولله الحمد يستمتعن بما وهبهن الله من نعم كثيرة ومن ظمنها ما افتقدتيه ولا زلت تندبين وتطبرين على فقده فلماذا لا تكوني مقتنعة راضية بقضاء الله وقدره على فقيدك الغالي
المرأة عندنا ولله الحمد معززة ومكرمة في الإسلام ولا يختلف على ذلك العقلاء حتى حتى عقلاء الغرب ولكن أعداء الأمة وجنودها الذيين يعيشون بيننا ومن بينهم أنتي وسلاحك الوحيد قلمك الحقير وقد دخلو علينا من باب فتنة حذرنا رسولنا الحبيب المصطفى منه وهو فتنة النساء عندما قال صلى الله عليه وسلم (ماتركت فتنة بعدي أشد من النساء على الرجال) الحديث وما المطالبة بخروج المرأة وقيادتها للسيارة الا للمحاولة البائسة من قبل أعداء الأمة للوقوع في هذه الفتنة

اخر الافلام

.. هل يعاني علم المصريات من الاستعمار الثقافي؟ • فرانس 24 / FRA


.. تغير المناخ.. تحد يواجه المرأة العاملة بالقطاع الزراعي




.. الدكتورة سعاد مصطفى تتحدث عن وضع النساء والأطفال في ظل الحرب


.. بدء الانتخابات التمهيدية الخاصة بالمرأة في الحسكة




.. ضجة في مصر بعد اغتصاب رضيعة سودانية وقتلها