الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكان ماكان ..وقصص أ ٌخرى قصيرة جدا ً

بديع الآلوسي

2010 / 10 / 18
الادب والفن


وكان ما كان

حين اتصلت به منظمته الحزبية ، لم يتلكأ .. التحق بالثورة . كان يعي ان عبق الوطن بحاجة له .. لم يفكر بالشهادة كما يفهمها الأن ..يقينه إن لا ولادة بلا دماء جعله يشق طريقه بقناعة بين الصخور والنار .
قال لرفاقه : نحن ضيوف هنا ، سنعود يوما ً الى بيوتنا .
رد احدهم : العودة الى الأهل محفوفة بالجراح والآلام .
رغم ذلك بقى متماسكا ً ، فضل ان يكون ثوريا ً مرفوع الهامة .
وجاء زمن الخراب ، وأحرقت القرى ،، وضاقت الدنيا ، وهرب البشر ، وتفرق الرفاق ... انحصر وتحاصر وحيدا ً، دخل في دوامة ضغط الزمن .
أيقن حينها إن المقاومة غير مجدية ، وإن الفرار مستحيل ، رأى بأم عينيه الثورة مثخنة بالدماء والرماد .
اصغى الى غريزة الحياة والموت ، فكر : ماذا يعني ان اكون وطنيا ً .
في تلك اللحظة التي سبقت ترنح الروح . ردد :يوتيوبيا الفقراء خميرة الحالمين .
بدأ العسكر الغارقون في البلادة يضيقون الخناق ويغلقون الطرق ، سمع اصواتهم ،كلماتهم البذيئة ،كان الزمن ثقيلا ً وملعونا ً.
ـ ما الحرية ؟
أبتسم : أنها لحظة إختيار .
قبل ان يدخل في الضوء المترجرج ، وقبل ان تصرعه حكمة الإنتهاء او التشبث بالحياة ، وقبل ان تسقط روحه في خيانة الذات ، تسامى امام شريط التعذيب والتأنيب ، وضع فوهة البندقية في فمه .وكان ما كان .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحائط الممتلىء

أطلت الوقوف أمام ذلك الحائط المتصدع الذي شحن بالذكريات والإحتجاج . انتابني الفرح حين رأيت عبارة ً خطت على عجل وبعفوية : اني اكره امريكا .
مع إني اخشى السياسة وأحذرها لكني كتبت تساؤلي و بعلامة إستفهام كبيرة : لماذا ؟ .
، حين مررت في اليوم التالي حمل لي الحائط مفاجأة ً و جوبا ً : لأنها أرهبتنا .
كان الخيار صعبا ً بين ان أجيب او لا ،لكن اللعبة أيقضت عاطفتي ودونت بخط واضح : جنينا على أنفسنا ولم يجن ِ علينا أحد . وواصلت طريقي.
تسابق الزمن ولم يتسع الحائط لهواجسنا لكنه زادنا إختلافا ، لتمزقتنا التفاصيل الصغيرة .
منذ ذلك اليوم ! رأيت الحائط طلي بالقار وكتب عليه : خطر . لم أدل ِ بصوتي لأحد .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إرث

وقف جدي أمام الملأ وهو يمسك بوثيقة الملكية معلنا ً : صار الحقل لحفيدي منذ اليوم .
أنصَتُ مغمضا ًعيني وكأن رصاصة اخترقت قلبي .
بعد ان تفرق الحشد ، باغتني بنبرة مسامرة : ماذا في بالك يا بطل ؟
لم اعرف بماذا أجيبه ،،أستغرقت في الذكريات عسى ان اصحو من خيبتي وأحسست إن الوسواس شل لساني ، لم اجرُُُؤعلى ان أخبره ان ما اورثني اياه لا يحسدني عليه احد ، لأن الأرض ليست سوى حقل مليء بالألغام .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024


.. السجن 18 شهراً على مسؤولة الأسلحة في فيلم -راست-




.. وكالة مكافحة التجسس الصينية تكشف تفاصيل أبرز قضاياها في فيلم


.. فيلم شقو يحافظ على تصدره قائمة الإيراد اليومي ويحصد أمس 4.3




.. فيلم مصرى يشارك فى أسبوع نقاد كان السينمائى الدولى