الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فارس يرحل وتبقى الكلمة

ابتسام يوسف الطاهر

2010 / 10 / 25
الصحافة والاعلام


بعد إطلاق بالون الحرية وتكسر القضبان التي كان الجميع يختنق خلفها. تناثرت الصحف وتكاثرت بعد ان كانت تقتصر على (ثورة) صدام على العراق.. و(جمهورية) الخوف! كذلك تكاثرت المحطات التلفزيونية التي كان القائد البائد يحرم حتى رؤيتها. فكان لابد ان تسود الفوضى لاسيما في مجال الصحافة .. فمنها من تمسك بإحياء الماضي بكل تخلفه وحقده تحت أسماء جديدة، ومنها من أصر أن يكون صوت الإنسان المتعب المتأمل مستفيدين من فسحة الحرية ومتحدّين كل الضجيج والفوضى والتهديد والتشويه.
برز اسم ستار جبار كعلم في ساحة الإعلام الشجاع، الإعلام الصادق في زمن شح فيه الصدق والشجاعة كمياه الأمطار في بلد الحضارات .. في بغداد وأنا أتطلع للصحف التي صارت لا تعد ولا تحصى! كنت بين الحين والآخر انتبه لمقالات ستار جبار في البينة الجديدة وإحساس بالفخر ينتابني. لشعوري بالأمل بان عراقنا فيه أصوات صادقة وشجاعة لم يتمكن الزمن الغادر منها. ولابد إن هناك من يقرأ ويهتز ضميره وينتفض ليتطلع لما يشير له الكاتب والإعلامي ستار جبار وغيره، ويسارع هذا المسئول أو ذاك لعمل ما يلزم لتحسين الوضع في العراق. شجاعة اعتقدت أن النظام البائد قد دفنها في إحدى المقابر الجماعية.. لكن الحمد لله ان شعب العراق يملك من الطاقات المبدعة والخلاقة ما يجعل الأمل يكبر وغيوم الظلام ستتبدد .
صرت اكتب لهم بين الحين والأخر.. فكثير ما ينشرون ما تعجز الصحف الأخرى من نشره! خوفا أو محاباة لتلك الفئة او ذلك المسئول! وواصلت الكتابة لهم ولو بأحيان متباعدة حين اضطرتني الظروف للعودة لوطن الغربة .
وفي يوم فرحت بأيميل وصلني من الأستاذ جبار والأخ علي العقابي.. كان مرفقا مع كتاب شكر وتقدير من رئيس تحرير البينة الجديدة ،الذي لم يمهلنا القدر للتعرف عليه عن قرب بعد تعرفنا عليه من خلال كلمته . كانت فرحة، ان كلماتي تلتقي بنفس الطريق الذي أردناه طريقا للحق والدفاع عن الإنسان العراقي..وان في عراق الفوضى والركض وراء المصالح الشخصية هناك من يقدر الجهود ويعبر عن ذلك التقدير بشكل حضاري جميل.
اليوم نفقد قلما شجاعا وجهه ضد أعداء الشعب والكلمة والحق. وعلما سيضل خفاقا في سماء الإعلام. فلم يثنه مرض ولا تعب، ولا تشويش البعض ممن كانوا يطعنون بصدقه، غير مصدقين أن هناك شجاعة مثل شجاعته وهم اعتادوا على النفاق والتزلف والركض فقط للمصالح الشخصية. وكم حاول الكثيرون لكسر كلمته وقد وجدوها شوكة حادة في حلوقهم فهددوه مرة وحاربوه مرات. ضاربين بعرض الحائط كل القيم والديمقراطية التي استغلوها للوصول للمناصب وما تدره من أرباح. لكنه واصل العمل والكتابة حتى من فراش المرض، فلا اعتقد ان من كتب عن تأخير تشكيل الحكومة في العراق" الصراع شخصي وكل المباحثات والحوارات كذب والساسة افاقون والصراع فقط على كرسي في المنطقة الخضراء بحماية نيبالية ".ولا يمكن أن يكون منافقا أو طائفيا أو انتهازيا! لكنه كان يسير في درب الحق الموحش لقلة سالكيه.
لفقيد الإعلام الصحفي المميز ستار جبار واسع الرحمة ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان، عزاءنا ان كلماته ستبقى خالدة في نفوس محبيه. عسى أن تبقى جريدته، التي قدم لها الكثير، تحمل اسمه وتواصل كلمة الحق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمات متأخرة
وسام صابر ( 2011 / 8 / 27 - 18:14 )
عزيزتي الكاتبة بالصدفة قرأت مقالك هذا بعد مدة من نشره ,صدقا ايتها الاخت الفاضلة ان ستار جبار كان صحفيا وكاتبا فريدا من نوعه فلم يجامل احدا وادان معظم رجالات الحكومة من كبيرهم الى صغيرهم وقد خشينا عليه من صدقه وصراحته لكن مرضه فتك به قبل ان تطاله اياديهم فكان الله ارحم به من عباده ولو اننا تمنينا على الله ان يطيل بعمره هو وامثاله فالبلد بحاجه لمن هم على شاكلته .

اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في