الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الإرادات وسر استهداف المدرسة الشاملة -أ-

مهدي سعد

2010 / 11 / 3
المجتمع المدني


يثير الاستهداف المتكرر للمدرسة الشاملة "أ" العديد من التساؤلات ويطرح مجموعة من علامات الاستفهام حول الطرف المخفي الذي يقف وراء عمليات الحرق التي تعرضت لها المدرسة ثلاث مرات في غضون عام واحد. والواضح للعيان أنه بات من شبه المؤكد وجود مؤامرة تحاك ضد هذه المدرسة من أجل فرض أمر واقع عليها يتمثل في الحصول على حصة معينة في هيئتها الإدارية. ويبدو لي أن هناك جسم سياسي محلي له ثقله الطائفي في شفاعمرو يسعى إلى تحقيق ما عجز عنه في الطرق القانونية عن طريق استعمال القوة والعبث بأمن واستقرار المدينة.

لفهم حقيقة ما يجري يتوجب علينا عدم عزل هذه القضية عن السياق العام الذي يحكم طبيعة العلاقات بين القوى السياسية الشفاعمرية وصراع الإرادات فيما بينها حول تقاسم الحصص في سلة الوظائف والمناصب المعروضة على الساحة البلدية. ولا بد من الإشارة في هذا الإطار إلى بروز عدة محاولات منذ بداية العهد الحالي في بلدية شفاعمرو قبل سنتين تهدف إلى تقويض أركان الوضع القائم الذي اتفق الشفاعمريون على الاحتكام إليه لضمان استمرار التوازن النوعي بين مكونات المجتمع الشفاعمري في الحيز البلدي العام. وتجلت هذه المحاولات في رغبة قائمة ذات صبغة طائفية متشددة في الحصول على مناصب إدارية في عدد من المدارس التي تعتبر معاقلا لطوائف أخرى.

وما يحدث في المدرسة الشاملة "أ" لا يشذ عن الأجواء العامة التي تمر فيها مدينة شفاعمرو، فهناك صراع دائر في أروقتها حول هوية الأشخاص المرشحين لتولي مهام إدارة المدرسة، ويتبين لنا أن الصراع أخذ بعدًا طائفيًا خطيرًا على ضوء مطالبة إحدى القوائم بتعيين مدير للمرحلة الإعدادية في المدرسة ينتمي للطائفة التي تمثل شريحة كبيرة منها، وقد أثارت هذه المطالبة امتعاض طائفة معينة تعتبر المدرسة ملكًا حصريًا لها، وبالتالي يرفض قادة هذه الطائفة تولي شخص من خارجها مهام إدارة القسم الإعدادي من المدرسة. وبالرغم من ذلك يدور الحديث حول إعلان أحد القيادات العائلية في الطائفة المشار إليها موافقته على تعيين مدير من طائفة أخرى مقابل تعيين زوجته مديرة لقسم الثقافة والفنون في بلدية شفاعمرو، وذلك ضمن صفقة قام بعقدها مع القائمة المذكورة يلتزم بموجبها الطرفان بتنفيذ التزاماتهما تجاه بعضهما البعض.

لست بصدد اتهام جهة ما في الوقوف وراء عمليات الحرق، لكني أرفض إضفاء الطابع الفردي على هذه المسألة وإظهارها أنها من فعل شاب منحرف ومتهور، وأعتقد أن القضية أعمق مما يتصور البعض ويجب عدم استبعاد الجانب السياسي والطائفي في هذا الموضوع. بناءً على ذلك مطلوب من كافة الجهات الفاعلة في شفاعمرو طرح الهواجس التي تنتابها على طاولة البحث والشروع بطرح السبل والخطوات التي من شأنها إخراجنا من الأزمة البنيوية التي نعيش في ظلالها.

ولا شك أنه تقع على النخبة المثقفة والقوى الوطنية الناشطة في شفاعمرو مسؤولية كبيرة في العمل على تلطيف الأجواء وإعلاء الصوت الوحدوي على الأصوات الطائفية التي تعمل على إثارة الغرائز والنعرات من أجل تحقيق مآرب ضيقة لا تعود بالنفع على أحد. نحن بأمس الحاجة لأوسع وحدة صف وطنية حتى نتغلب على المشاريع الخبيثة التي يريد مروجوها أن يقوضوا النموذج الشفاعمري القائم على التعددية والتسامح والعيش المشترك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدور حسن باحثة في منظمة العفو الدولية: يستمر عقاب الفلسطينيي


.. تدهور الوضع الإنساني في غزة وسط تقارير بشأن عملية برية مرتقب




.. احتجاجات واعتقالات وشغب.. ماذا يحدث في الجامعات الأميركية؟


.. كابوس رواندا يؤرق المهاجرين.. بريطانيا تعدّ العدّة لترحليهم




.. برنامج الأغذية العالمي يحذر: غزة ستتجاوز عتبات المجاعة الثلا