الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اداء شبكة الاعلام العراقي في الميزان

نجاح العلي

2010 / 11 / 8
الصحافة والاعلام


مسلسل استهداف العراقيين الآمنين مستمر دون اجراء رادع واخرها ــ وليس اخيرها كما اتوقع ــ هجوم الثلاثاء الماضي باكثر من 12 سيارة مفخخة الذي راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح في وقت المساء مما يدلل على تغير في التكتيكات الارهابية مع جمود وعدم فعالية تكتيكات واداء قواتنا الامنية التي لم تستطع ان تكشف او توقف هذه العمليات الاجرامية التي جاءت باحزمة ناسفة وسيارات مفخخة وتزامنت في وقت واحد وباماكن متعددة لاحداث اثر اعلامي ودعائي للتنظيمات الارهابية لاثبات الوجود والقدرة على الوصول الى اهدافها في زمان ومكان.
اما الموقف الاعلامي الرسمي فجاء بشكل لاينسجم مع واقع الحال عبر قناة العراقية شبه الحكومية على لسان وزارة الصحة بتصريحها بخروج ثمانين بالمئة من الجرحى وان المستشفيات العراقية لاتعاني من نقص في قناني الدم وان المستشفيات العراقية بامكانها استيعاب الجرحى.. وهو تصريح غريب لا اعرف ما المقصود من ورائه !! وتزامنا معه ياتي تصريح بتمكن قواتنا الامنية من ابطال مفعول عبوتين ناسفتين في حين ان عدد الانفجارات اكثر من 12 دون الاشارة اليها.. وكان حري عبر اداء اعلامي مهني اطلاع الناس على الحقائق كما هي دون مبالغة او تهويل وليس غض الطرف عن اعداد الضحايا.
وقد سبق هجوم الثلاثاء بيومين الهجوم الذي استهدف كنيسة النجاة في حي الكرادة ببغداد والذي جاء نتيجة التقصير الامني من خلال عدم الدقة في نقل المعلومة الاستخبارية مما ادى الى دخول المسلحين الى منطفة الكرادة المحصنة امنيا ومن ثم الهجوم على الكنيسة التي كانت تحتفل وتؤدي طقوس العبادة ولقي ثلث الموجودين داخل الكنيسة مصرعهم والبقية اغلبهم مصابون.
الغريب والملفت للنظر هو التعامل الاعلامي عبر التصريحات الاعلامية التي اكدت اطلاق سراح الرهائن بعد ثلاث ساعات من العملية دون مشاركة القوات الامريكية مع خسائر بسيطة!! وهو ما تناقلته وسائل الاعلام نقلا عن الناطقين الاعلاميين للقوات الامنية العراقية التي منعت دخول وسائل الاعلام المحلية والعالمية حتى تلك التي لاتبعد سوى بضعة امتار عن مكان الحادث.
ولشرح مضامين هذا التصريح نتساءل: هل مقتل ثلث الرهائن البالغ عددهم ما يقارب 135 رهينة هو خسائر بسيطة؟ وهل ستصدق وسائل الاعلام والمواطنين تصريحات الناطقين الاعلاميين عن القوات الامنية العراقية؟ وما هو المغزى في تأخير اعلان ملابسات الحادث والاعداد الحقيقية للضحايا التي سترى النور وتتسرب لوسائل الاعلام بطريقة او باخرى؟
ان الاعلام الحكومي المتمثل بشبكة الاعلام العراقي وبضمنها قناة العراقية وجريدة الصباح واذاعة جمهورية العراق وغيرها من المؤسسات الاعلامية التابعة لها يتمتع بميزة استقطاب اهتمامات الجمهور لانه يمثل وجهة النظر الرسمية فضلا عن استخدامه من قبل المسؤولين في ايصال رسالتهم الى الجمهور العراقي، لكن هذا الاستقطاب والاهتمام غير كاف للاحتفاظ بالجمهور في ظل عدم تقديم الحقائق والمعلومات مما يضطر المتلقي اللجوء الى وسيلة اعلامية اخرى قد تبالغ في اعداد الضحايا او تحرف المضامين الاعلامية وتسيسها وبالتالي يخسر الاعلام الحكومي الرسمي جمهوره.
*اعلامي واكاديمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا