الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومات العربية لم تكن تخفي رغبتها في ضرب النظام الإيراني!

عارف علوان

2010 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


صدرت أمس الأول عن موقع ويكيليكس الإلكتروني حوالي ربع مليون وثيقة عن مراسلات الدبلوماسية الأمريكية مع الكثير من المسؤولين في الدول الحليفة، تتبادل فيها الإدارة الأمريكية مع حلفائها وجهات النظر حول مشاكل عصية على الحل، برأي أمريكا، ومنها الصراعات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.
وبقدر ما يخص توسع النفوذ الإيراني في بعض الدول العربية، أبدت أمريكا انزعاجها من هذا التسريب، لأنه يشير إلى النفاق في السياسة الأمريكية، وتهوين الأمور الخطيرة والملحة على المسؤولين العرب، لاستغلالهم من ثم في بيع الأسلحة بمبالغ طائلة بدل اجتثاث الخطر قبل تفاقمه.
لا شك أننا حين نكتب ونلوم أمريكا على استغلال مشكلة إيران كشبح تخيف به دول المنطقة، كنا ندرك الحيلة الخبيثة لإدارة أوباما في تضخيم الخطر الإيراني على الرأي العام، لكنها في المقابل تتجاهل، أو تهون من أبعاده القريبة والبعيدة عن المسؤولين العرب. وفي كلمة بسيطة فهي تلعب على عقول الطرفين، الرأي العام والمسؤولين، وتبيع المزيد من الأسلحة لتتكدس في عدد من الدول المجاورة لإيران، بحجة أن هذه الأسلحة ضرورية لأمن تلك الدول، بما في ذلك منشآت نووية للطاقة، بينا تراقب الإدارة التمدد الإيراني في المنطقة وكأنه لا يعنيها، إلى درجة قامت بصنع دولة طائفية في العراق وسلمت أمرها لحكام طهران كجزء من التوسع الإقليمي، وقيمت الأوضاع في سوريا كما لو كانت تسير في اتجاه الاعتدال والابتعاد عن النظام الإيراني، بينما ظلت سوريا تزداد قمعاً لشعبها، وتدفع بالمزيد من الصواريخ إلى حزب الله في لبنان، بحيث أصبح قادراً على الإطاحة بالنظام الديمقراطي فيه وإقامة حكومة موالية لإيران وسوريا في بيروت!
ولم يكن الأمر في إيران نفسها أفضل من السابق، لأن النظام فرض سيطرته الكاملة على ما كانت يوماً معارضة قوية، فلعن الشعب الإيراني أمريكا بعد أن شجعته على المقاومة، ثم فجأة تخلت عن مجرد تأييده، حين أعلنت واشنطن سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية!
لذلك، فانزعاج الإدارة الأمريكية من ويكيليكس لنشره الرسائل المتبادلة مع المسؤولين العرب في المنطقة هو نفاق آخر، ويصبّ في مصلحة النظام الإيراني، لأنه سيزيد من توسعه الإقليمي من خلال الضغط على الأنظمة العربية، وتصويرها كعدو يسعى إلى الإضرار بمصالح الشعب الإيراني في بلده وضمن حدوده!
ولعل الرئيس أوباما يضع قدميه على طاولة الاجتماعات في البيت الأبيض، سعيداً بما حققه ويكيليكس نيابة عنه، إذ رفعت الأثقال الأخلاقية عن كاهله، ورمتها في الملعب العربي، وهو الذي يقلد الرؤساء الأمريكيين في كل شيء إلا في الشجاعة، ويمكنه بالتالي بيع المزيد من الأسلحة للدول العربية للدفاع عن أمنها القومي.
قبل أن يكشف ويكيليكس عن الرسائل العربية إلى الإدارة الأمريكية لم يكن خافياً على أحد موقفهم من سياسات طهران، إذ أعلنوا مراراً على أمريكا أن إيران تمثل خطراً على أمن العرب، وهم يعرفون أيضاً أن حصولها على القنبلة النووية سيحمل الإدارة الأمريكية على الطلب منهم التعايش مع القوة النووية الإيرانية، وبالتالي قبول توسعها الإقليمي كشر لا راد له، وينبغي التعايش معه أيضاً! ويبقى للإدارة الأمريكية أن تتدخل في أمور عربية تافهة مثل الانتخابات المصرية عبر هيومن رايتز، وتطالب بإرسال مراقبين للإشراف عليها بصفتها مدافع أخلاقي عن ضمير عاجز عن التحرك تجاه الأخطار الحقيقية، ونابض على صعيد الدفاع عن الإخوان المسلمين، الذين يهددون الأمن ويحرقون كنائس المسيحيين!
للمزيد انظر: http://www.arif-alwan.blogspot.com//








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ضربة أصابت قاعدة عسكرية قرب أصفهان وسط إيران|#عاجل


.. القناة 12 الإسرائيلية: تقارير تفيد بأن إسرائيل أعلمت واشنطن




.. مشاهد تظهر اللحظات الأولى لقصف الاحتلال مخيم المغازي واستشها


.. ما دلالات الهجوم الذي استهدف أصفها وسط إيران؟




.. دراسة جديدة: اللحوم النباتية خطرة على الصحة