الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قائمة -الفجر- وإستراتيجية الهيمنة

مهدي سعد

2010 / 12 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شكل ظهور قائمة "الفجر" على الساحة الشفاعمرية وحصولها فيما بعد على مقعدين في المجلس البلدي وترؤسها لأقسام ولجان أساسية في البلدية حدثًا مؤسسًا في مسيرة العمل البلدي الشفاعمري، فلقد أدرك الجميع أننا أمام مرحلة جديدة لم نعهدها من قبل، وأثبتت التطورات اللاحقة صحة هذا التوقع. والمتابع للمشهد السياسي الشفاعمري لا بد أن يلاحظ رغبة "الفجر" الجامحة بالسيطرة على المناصب الرفيعة والمؤسسات الهامة في المدينة، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على الخلفية الأصولية والنهج الطائفي لهذه القائمة التي تسعى إلى الهيمنة على كافة مرافق الحياة في شفاعمرو، تمهيدًا لجعلها مرتعًا خصبًا لتنفيذ مشروعها الذي بشرتنا به في الانتخابات الأخيرة.

وتجسيدًا للرؤية التي تتبناها قائمة "الفجر"، قامت بعقد اجتماع لمجلسها الاستشاري بحثت فيه ما أسمته "إعادة هيكلة الائتلاف البلدي"، وصرح الناطق بلسان القائمة "أن الفجر وقوائم أخرى ترى نفسها جديرة بهذا المنصب"، في إشارة إلى رغبة "الفجر" بالحصول على منصب نائب رئيس البلدية بعد الإطاحة بنائب الرئيس الحالي كمال شاهين. ويأتي هذا الهجوم على كمال شاهين بسبب عدم خضوعه لإملاءاتهم ورفضه قبول طلباتهم، والتي كان آخرها تصميمه على إجراء مناقصة لانتخاب مدير جديد لقسم الرياضة في البلدية، في حين تريد "الفجر" أن يكون قسم الرياضة تابعًا للمركز الثقافي الذي يديره كارم صبح المدعوم من قبلها.

لا شك أن قائمة "الفجر" لم تعد تحتمل وجود كمال شاهين في منصبه لأنه يقف عقبة كأداء أمام تنفيذ مشاريعها، وأميل للاعتقاد بأنها تبحث عن شخص درزي آخر لتولي هذا المنصب يكون خاضعًا لإرادتها، وذلك لأنه ليس باستطاعتها الحصول على هذا المنصب المخصص للطائفة الدرزية وفق المعادلة الطائفية الشفاعمرية، ولا يوجد خيار أمام "الفجر" إلا التوجه لعضو البلدية فرج خنيفس وعرض هذا المنصب عليه لأنه يبدي في الآونة الأخيرة مرونة في التعامل معها، وهذا ما بدا واضحًا في موافقته على تعيين مدير مدعوم من "الفجر" للمرحلة الإعدادية في المدرسة الشاملة "أ"، واستجابته للطلب الذي قدمته له قائمة "الفجر" باعتباره رئيسًا لقسم التطوير بخصوص تعبيد الشارع الموصل للمدرسة الشاملة "ج".

استهداف كمال شاهين يعتبر استمرارًا للحملة المسعورة التي تشنها قائمة "الفجر" على قيادات شفاعمرية لا تدور في فلكها، ويندرج في هذا الإطار الهجوم العنيف الذي يطلقه قلم فجراوي على اللجنة الشعبية ورئيسها أحمد حمدي بحجة أنه يرفض إدخال عناصر جديدة إلى اللجنة، وغالب الظن أن هذه العناصر محسوبة على "الفجر" وتسعى إلى السيطرة على اللجنة الشعبية التي تتميز بطابعها الوطني الوحدوي.

مشروع "الفجر" الذي يهدف إلى الهيمنة على مدينة شفاعمرو ومؤسساتها يتطلب من كافة القوى الفاعلة على الساحة الشفاعمرية أن تتوحد وتتضافر جهودها لمواجهة المؤامرات التي تحيكها هذه القائمة ضد مدينتنا الحبيبة ونسيجها الاجتماعي المميز الذي لطالما تفاخرنا به أمام الآخرين. ونحن بأمس الحاجة لأن نتحلى بالجرأة والتحدي من أجل صد وعزل "الفجر" لكي نضمن استمرار وجود النموذج الشفاعمري الحضاري المتميز بتعدديته وتسامحه وقبوله للآخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هو رصيد الكاتب الوطني
sary ساري ( 2010 / 12 / 7 - 21:25 )
بودي ان اطرح تساؤل بنضري شرعي ,لم اسمع عن كاتب المقالة ابدا , ما اعرفة من اسم العائلة انها درزية اشتبكت مؤخرا مع المسيحين

اخر الافلام

.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا


.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد




.. يديعوت أحرونوت: أميركا قد تتراجع عن فرض عقوبات ضد -نتساح يهو


.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي




.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل