الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الظاهر والباطن عوالم أخرى

عصام شعبان عامر

2011 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دراسات عليا فى التربية
إن المدركات لا تدرك إلا بواقع الحس المشترك فهل هى موجودة بالفعل أو موجودة بفعل خارجى عن ذاتيتها او موجوده فى مخيلة عقولنا فهى واقع الخبرة المشتركة وهى تعبر عن مكنونات ذواتنا أكثر منها تعبيرا لما يوقع من واقع المواقعة .
أى أن أى قلقلة او تحريك لهذه المدركات عن مدلول وجودها قد يجعلها مجرد تخيل من الذات المجرد فمجرد إنفصال الذات عن مكنونات الإدراك الواقعى ومحاولة القوقعة والتقعير لها قد يصبح النموذج الظاهر هو الاكثر واقعيه والاكثر تأنقا ورونقا حتى أنك بالكاد تستطيع أن تشير إلى ماهو جزء وما هو كل تستطيع ان تؤلف سيمفونية كسيمفونيات بيتهوفن من اجزاء مقطعة مهلهلة بل تظل تحلم بعالم المثالية المجردة وتحاول جاهدا أن تركب فى ذهنك أشتاتا ممزقة فتصنع منها ماهو أشد خيلا ومخايلة ولكن هل يظل هذا العالم هكذا عالما من الظاهر مثاليا لا تشوبه شائبة ألا تحتاج السيمفونيات إلا من يحل لغزها . الكون سيفونية اللغز الكبير وذاتنا هى أداة حل اللغز وما ندرى أذواتنا متصلة مع الفناء الكونى أم منفصلة عنه هل نحن خالدون خلود الزمن أم نحن لا شئ يذكره الزمن فلماذا هذا الإدراك الواعى الذى يؤرق علينا حياتنا بأننا( أناأنا) إذا كنا لا شئ لماذا كل هذه العبقرية وهذا الجمال وهذا العقل الكنز.
اترى نحن جزء من كل أم كل من جزء أيهما يسبق الأخر المنطق أم الحدس إن هذا الإلتواء والتقوقع مؤاده إلى متاهة لا تنتهى إلا بالتساؤل والحيرة . بل هى الهروب الكبير هروب من الواقع إلى الخيال أو من الخيال إلا الواقع المهم أن العبقرية الإنسانية تجيد الهروب لا يهم كيف لأنك لو سألت كيف لتحول العالم أمامك من ظاهرة إلى باطنة ولانقلب العالم داخلك ولأصبحت مواقعته إدراكا ذاتيا بحتا فنحن نهرب من ذواتنا عالم الباطن إلى كينونات العالم عالم الظاهر فننغمس في الظواهر محاولين تلفيقا إيجاد بديلا عن عالم الباطن .
إن هذا مؤداه إلى الإنفصام عن الذات ومحاولة الفصل بين الكينونة والهوية ولا تحدد الهوية إلإ بإدراكنا الواقعى لظواهر العالم وظواهر العالم متغيرة فالهوية متجددة متغيرة إلا أنه تبقى الكينونة لتحدد الذات خالة باقية تطل على عالم الباطن على استحياء خفى وتحالول جاهدة ان تحيل عالم الظاهر إلى عالم الباطن .
وطالما لذواتنا كينونة فإن للعالم كينونة منفصلة عن كينونتنا فإدركنا منفصل عن الكينونة الكامنة فى الاشياء لأنه مبنى على تصور تخيلى من ذواتنا فرؤيتنا للأشياء مبنية على تصورنا وتصورنا يتوقف على ذاتيتنا وذاتيتنا متمركزة حول ماهية كينونتنا وماهية كينونتنا مجهولة لأننا نحاول الهرب منها إلى عالم الظاهر حيث الأشياء تأخذ مدلولاتها من ذواتنا .
الكينونة والذات أيهما يسبق الأخر ؟ تساؤل محير لا يمكن الإجابة عنه لأن الإرتباط القائم بينهما ارتباط الوجود ذاته فهو يشبه إلى حد ما الإرتباط بين عالم الظاهر وعالم الباطن .
فالكينونة من عالم الباطن والذات من عالم الظاهر وكلاهما من المقولات التى حيرت العلماء على مر تاريخ البشرية .
إن إى محاولة تلفيقية للتوفيق بينهما أى محاولة هيجلية جبارة للتوفيق بينهما تعتبر تلفيقا لأنه ما زال هناك الكثير فى جعبة البشر حتى يتثنى لهم أن يفكو لغز السيمفونية .
من هنا ندرك أن بين عالم الظاهر وعالم الباطن عوالم أخرى لا ندركها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبكات | مكافآت لمن يذبح قربانه بالأقصى في عيد الفصح اليهودي


.. ماريشال: هل تريدون أوروبا إسلامية أم أوروبا أوروبية؟




.. بعد عزم أمريكا فرض عقوبات عليها.. غالانت يعلن دعمه لكتيبه ني


.. عضو الكنيست السابق والحاخام المتطرف يهودا غليك يشارك في اقتح




.. فلسطين.. اقتحامات للمسجد لأقصى في عيد الفصح اليهودي