الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق شدة ورد 1 الارمن

صباح حسن عبد الامير

2011 / 1 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الأرمن من الشعوب الآرية(الهندواوربي ) و يعود وجودهم في ارض أرمينيا التاريخية – الهضبة الارمنية – إلى الإلف الثالث (ق.م) وتمتد أرمينيا التاريخية من المنابع العليا لنهر الفرات و حتى بحر قزوين و إيران وذكرت مدونات سرجون الاكدي و حفيده ترام سين (في الالف الثالث ) التاريخ المشترك من التحالف و الحروب و التجارة بين الدولة الاشورية و أرمينيا –أرارات – و بحكم هذه العلاقات التجارية كان هناك تواجد للأرمن في العراق للتجارة و نقل البضائع ، ذكر المؤرخ هيروتيوتس (القرن الخامس ق.م ) ان الارمن كانوا ينقلون البضائع عبر نهر الفرات الى بابل .
وأستقر الكثير منهم في بابل مكونين جالية ارمنية كبيرة فيها ، و استقر كثير منهم في العصور اللاحقة في مناطق أخرى من العراق و على الأخص بعد خضوع أرمينيا للحكم العربي أيام الخليفة عثمان بن عفان .
وتشير المصادر التاريخية إلى وجود أبرشية ارمنية في كردستان العراق أواخر القرن العاشر الميلادي وفي البصرة 1222م و تشير المصادر إلى وجود أرمنية في بغداد لها رئيس روحي عام 1354م ، وكشف عن وجود مخطوطة أرمنية في الموصل فى 1352 بشير إلى وجود طائفة ارمنية فيها وفي القرن الرابع عشر الميلادي كانت هناك جالية ارمنية في اربيل وكانت هناك هجرات للأرمن من إيران في القرن السابع عشر الميلادي في أيام حكم الشاه عباس الصفوي .
وأنشئت كنيسة مريم العذراء للأرمن الأرثوذكس عام 1640 في محلة الميدان فكانت سببا لاستقرار الكثير من الأرمن في بغداد، وفي القرن الثامن عشر كانت للارمن جالية كبيرة في البصرة وكانوا يسيطرون على حركة التجارة في البصرة و بغداد .
وفي وباء طاعون بغداد في 1831 لم يبق للأرمن في بغداد سوى 27 بيت من أصل 130 بيت في بغداد ،حدثت كبرى الهجرات الارمنية الى العراق اثر تعرض الأرمن لحملة إبادة ومذابح في تركيا العثمانية 1914 .
و اليوم فان الأرمن في العراق قسمين :-
1- الطائفة الارمنية الأرثوذكسية
للمطرانية الارمنية أربعة كنائس في بغداد و كنيستان في الموصل و كنيسة واحدة في البصرة و زاخو و كركوك وكنيسة جديدة في قرية أفزروك الارمنية القريبة من زاخو ، و ترعى الطائفة أربع جمعيات ثقافية و رياضية في بغداد فضلا عن الجمعيات الثقافية في المدن المذكورة انفا ،ويراس الطائفة المطران الدكتور أفاك أسادوريان .
ويقدر تعداد الطائفة في العراق 19 – 20 ألف نسمة منهم حوالي 13-14 ألف في بغداد والبقية موزعون بشكل رئيسي زاخو (1500 ) والموصل (1350 ) والبصرة (1000 ) وكركوك ( 600) .
2- الطائفة الارمنية الكاثوليكية
يبلغ تعدادها 2000نسمة منهم حوالي 1700 في بغداد و البقية في الموصل و سنجار ، رئيس الطائفة من العام 1983 المطران بولس كوسا و تمتلك الطائفة ( كنيسة قلب يسوع الأقدس ) في بغداد المشيدة عام 1937 فضلا عن كاتدرائية العذراء سيدة الزهور (ناريك ) في بغداد

مشاركتهم في الصناعة و التجارة
أدخل الأرمن في بغداد صناعة الكاشي و المزاييك و الحواشي المزخرفة و الصناعات الموسيقية وصناعة العجلات ( الربلات ) و التصوير الفوتوغرافي و الصناعات الدقيقة و والصياغة وميكانيكية السيارات
برع الأرمن في التجارة و تفوقوا فيها و كان لهم دور كبير في العراق فقد اخذ التجار الأرمن يتوافدون من اسطنبول الى العراق منذ الربع الاخير من القرن الثامن عشر وكتب جان باتست قنصل فرنسا في بغداد ( ان نصارى بغداد سواء كانوا كاثوليك او غير كاثوليك يعيشون عيشة عديمة الرفاه و هم يتعاطون البيع و الشراء الداخلي و يزاولون مهنة الصباغة على الأقمشة ( البصم ) و غيرها من المهن اليدوية ، و أما العدد اليسير من التجار ذوي اليسار فيهم فمعظمهم أرمن من أستنابول قد اغتنوا بمعاطات التجارة بالأحجار الكريمة و الشال مع إيران و الهند و يتحدث الرحالة الانكليزي جاكسون عن الأرمن انهم كانوا يتحكمون في الاقتصاد و التجارة في بغداد وان النحاس الذي كان من قبل التجار الأرمن من الموصل الى بغداد و البصرة كان من النوع نفسه الذي يجري صنعة في انكلتره و يتحدث عن مشاهداته في المدينة فيقول والمعامل المستعملة في بغداد قليلة وهي محدودة .. ويبعث الأرمن الموجودون في الموصل عن طريق دجلة بكميات كبيرة من النحاس تنقل في أرماث من الأخشاب التي تشد إلى بعضها بعضاً ومتى وصل الرمث إلى بغداد بيعت أخشابه فيها لأنها جد نادرة هناك .ومن ثم يشحن النحاس إلى البصرة في سفن شراعية ..ويكون النحاس ...من نفس النوع الذي يجري صنعه في انجلترا. إن هذه التجارة التي لم يكن احد قبلا يمارسها قد ازدادت بسرعة فغدت تجري بنطاق واسع , و انأ مقتنع أن هذه السلعة ستثير بمرور الوقت سخط أصحاب المعامل الانجليزية ، فالعمل في هذه البلدان اقل نفقة بكثير مما هو عليه في أوربا وهذا ما يساعد الصناع على نقل مصنوعاتهم إلى السوق بسعر ارخص و يهيئ ربحا أوفر للمشتغلين فيها .
و كان الأرمن مع اليهود يشكلون غالبية موظفي الشركة الانكليزية التي تحولت أليها ملكية شركة بغداد للقوة الكهربائية بعد الاحتلال البريطاني للعراق عام 1917
التربية و المدارس الارمنية
أول مدرسة ارمنية في بغداد ( تاركما نجاتس ) و تعني المترجمون ( تأسست في 1852 ) اندمجت عام 1917مع المدرسة الزابيلية( أول مدرسة للبنات تأسست في 1901 ) لتتكون اول مدرسة مختلطة في العراق، وفي 1921 فتحت مدرسة للارمن في منطقة كمب الكيلاني سميت مدرسة سفنجيان و دمجت مع تاركمانجاتس عام 1948 لتتكون مدرسة الأرمن المتحدة الأهلية المختلطة و كانت تضم كافة المراحل الدراسية للجنسين من الروضة و حتى الإعدادية استمرت حتى تأميمها في 1974واعيد افتتاح المدرسة الابتدائية المختلطة في 2004 و المتوسطة في 2003 وكانت مدرسة الأرمن الأهلية تصدر صحيفة كايدز – الشرارة – و كتاب سنوي باسم ماشدوتس و الذي وثق منذ ستينات القرن الماضي و حتى تاميم المدرسة نشاط المدارس الارمني و إخبار و نشاط الأرمن في العراق
وكانت قد فتحت أول مطبعة ارمنية في بغداد 1874 والتي كانت تطبع كتب المناهج المدرسية و صحيفة بونج بعد صدورها عام 1890 و اسمها مطبعة تونيك طاويطيان
الثقافة و الآداب و العلوم
في 1911 تأسيس الجمعية الخيرية الارمنية القومية في العراق و كانت تضم فرقة للغناء الشعبي الارمني و تأسست جمعية الشبيبة الارمنية عام 1926 و تضم فرقة كوميداس الكورالي للغناء الشعبي الارمني 1954، وصدرت أول صحيفة ارمنية 1890 باسم بونج – الباقة – استمرت سنتين وصحيفة ديكريس – دجلة
1924 وتوقفت بعد اعداد و صحيفة كويامارد –صراع الوجود –الأسبوعية 1948-1958
وفي مجال التصوير عرف المصور خاجيك ميساك كيفوركيان من أوائل رواد التصوير و المصور الصحفي أمري سليم لوسينيان شيخ المصورين العراقيين والذي ارشف تاريخ العراق و المصورين أرشاك (ستوديو أرشاك)جان (أستوديو بابل ) وفي مجال الفنون برز الفنان الرائد بهجت عبوش الذي أنجز صورة عماد يسوع المسيح في سقف كنيسة الأرمن و الفنان التشكيلي ارداش كاكانيان و الذي خلدت موسوعة لاروس الفرنسية اعماله مع الفنان جواد سليم و ساران فارتان الكسندريان الفنان السريالي الذي الحركة السريالية في باريس 1947
ومنهم راهبة المسرح المبدعة أزادوهي صموئيل والمثلة و المغنية و المخرجة سيتا هوكوبيان و المخرج القدير كارلو هارتيون و في الموسيقى برزت العازفة بياتريس اوهانسيان وفي مجال المقام العراقي برز اسم الاب نرسيس صالغيان البغدادي -1878-1953- الذي ارخ المقام العراقي ومؤديه وله مؤلفات في التاريخ و اللغة و دراسة اصول و نسب العائلات المسيحية البغدادية نشرت في مجلة لغة العرب ونشرة الأحد و النور
وفي مجال الأدب الكاتب و الباحث يعقوب سركيس الذي ألف كتاب مباحث عراقية الكاتب المسرحي يوسف عبد المسيح ثروت وفي السياسة ارا خاجادوريان عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي والقائمة تطول..............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة