الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بلاغ سياسي صادر عن اللجنة المركزية حول الوضع الداخلي

الحزب الشيوعي اللبناني

2011 / 1 / 16
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ناقشت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني التطورات السياسية، واتخذت بشأنها المواقف الآتية:

ـ يواجه لبنان منعطفاً خطيراً يتهدد امنه واستقراره بفعل التدخل الاميركي السافر والمتمادي في اوضاعه الداخلية، يطل علينا اليوم عبر المحكمة الدولية لاستغلالها واستخدامها آداة ابتزاز وفتنة داخلية وتخريب بهدف النيل من المقاومة، ومن موقع لبنان السياسي، وذلك خدمة للمشروع الاميركي ـ الصهيوني في المنطقة الذي يحاول جاهداً، بعد التعثر الذي أصاب مشروعه في كل من لبنان والعراق وفلسطين، أن يسعى لإستكمال خطته الرامية الى تفتيت المنطقة، من خلال اللعب على العوامل الطائفية والمذهبية، تمهيداً لإخضاعها تحت قبضة هذا المشروع ، وبما يفسح المجال امام الاستعدادات والتحضيرات اللوجستية الصهيونية لشن عدوان إسرائيلي يجري الاعداد له منذ الهزيمة المدوية لجيش العدو في لبنان خلال عدوان تموز 2006.

ـ ان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني، اذ تدين لجوء رئيس الحكومة السابقة سعد الدين الحريري الى تغطية التدخل الاميركي المباشر، وخضوعه الكامل لإملاءات الإدارة الاميركية بعيداً عن معالجة داخلية لازمة المحكمة الدولية، فإنها تحذر من المواقف والتصريحات التي تطلقها بعض القوى السياسية اللبنانية التي تدور في فلك اللعبة الاميركية، والتي لا تزال تراهن على المشروع الاميركي، او تتماهى معه سعياً وراء تحقيق مكاسب فئوية ضيقة على حساب مصالح لبنان، وعلى حساب وحدة شعبه وسلمه الاهلي، والاهم في ذلك محاولة ضرب المقاومة الوطنية فيه، والقضاء على دور لبنان وموقعه العربي المقاوم.

ـ تحذر اللجنة المركزية من مخاطر انزلاق البلد الى مناخات التوتير الامني، او محاولات جر البلد الى فتنة طائفية ومذهبية حيث سيحاول المشروع الاميركي – الصهيوني إطلاق يد أدواته وأبواقه في الداخل لإحداث مثل هذا الوضع. وتدعو اللجنة المركزية كافة القوى الحريصة على لبنان العربي الديمقراطي المقاوم والمستقل الى ضرورة الاستفادة من عِبًر الماضي وتجاربه المريرة في عدم الانجرار الى التسويات والمشاريع الطائفية، التي شكلت على الدوام العنصر الذي افقد لبنان مناعته وحصانته الوطنية واستقراره السياسي والامني.

ـ وفي هذا المجال ترى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني أن قوى "المعارضة" تتحمل ايضا مسؤولية عما وصلت اليه البلاد في ظل الحكومة السابقة( التي سميت زورا بحكومة الوحدة الوطنية) والتي تعطل دورها بسبب تكوينها وبرنامجها، وتدعوها الى الاستفادة من أخطاء الماضي عند تشكيل اية حكومة جديدة، بحيث ينبغي ان يكون ذلك مناسبة ومدخلاً لانتاج حياة سياسية جديدة في البلاد، تقوم على برنامج وطني ديمقراطي شامل تتكامل فيه عناصر المقاومة والمواجهة ضد المشروع الاميركي – الصهيوني من جهة، مع عناصر تثبيت السلم الاهلي، وتعزيز الوحدة الوطنية من جهة ثانية، مع التأكيد على أن حوارا وطنيا شاملا خارج المحاصصة الطائفية، بات ضرورة وطنية، لضمان إستقلال القرار والسيادة الوطنيين، في مواجهة كل اشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية ، إن من خلال المحكمة الدولية المسيسة، والمستخدمة كسيف سياسي وأمني مسلًط على لبنان، والتي لا يمكنها، بسبب بنيتها وتركيبتها والهيمنة الاميركية عليها، لا كشف الحقيقة ولا إحقاق العدالة . حيث عبر حزبنا عن ذلك باكرا بدعوته الى تشكيل محكمة لبنانية برعاية عربية تستطيع فعلا الوصول الى كشف المستور في عملية إغتيال الرئيس الحريري. وسبق أن اعتبر حزبنا أن القرار الدولي 1559 ومنذ لحظة صدوره فخا اميركيا لتدويل الازمة اللبنانية، كما حذر أيضا من مندرجات بنوده. وصولاً الى تنفيذ الاصلاحات الديمقراطية التي وردت في إتفاق "الطائف" التي تشكل الحد الادنى ،غير الكافي، في عملية تغيير النظام السياسي- الطائفي، والتي تمنعت الحكومات المتعاقبة منذ الطائف عن تنفيذها: من تشكيل الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية الى اقرار قانون انتحاب عصري وديمقراطي قائم على النسبية وخارج القيد الطائفي تحصيناً لوضع لبنان وتمكيناً له في حشد كافة الطاقات في مواجهة أي عدوان اسرائيلي محتمل.

ـ تحذر اللجنة المركزية من تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية أكثر فأكثر، والتي تنعكس فقط على الطبقة العاملة وذوي الدخل المحدود، وتدعو كافة الشيوعيين واليساريين والقوى السياسية الديمقراطية، وكافة النقابات والهيئات العمالية والشبابية والمهنية والنسائية وكل مكونات المجتمع المدني الى التكاتف والتعاضد في وجه كل محاولات النظام السياسي دفع شعبنا الى الانتحار مرة بالحروب والصراعات الطائفية والمذهبية ، ومرة من خلال الجوع والفقر والضرائب والهجرة. والتحضير لمعركة إنتاج حكومة وطنية تحمل برنامجاً سياسياً- إجتماعياً يلتزم المقاومة ووحدة المواطنة والاستقرار والاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربوية...

- قررت اللجنة المركزية إبقاء جلساتها مفتوحة لمتابعة ومواكبة التطورات والمستجدات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الجارية لإتخاذ الخطوات العملية المطلوبة تباعاً.

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني

بيروت 16 كانون الثاني 2011









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعزية
فؤاد النمري ( 2011 / 1 / 16 - 18:33 )
نعزي الطبقة العاملة اللبنانية باهتراء الحزب الشيوعي اللبناني


2 - تعليق
سيمون خوري ( 2011 / 1 / 16 - 19:04 )
الأخوة في الحزب الشيوعي اللبناني ، هل تعتقدون حقاً أن محكمة لبنانية عربية قادرة على الوصول الى نتائج ما بصدد ملف إغتيال رفيق الحريري أو سمير قصير أو جبران تويني أو أي شخص أخر ..؟ ثم دائماً لا نسمع سوى أن حزبكم العتيد يحذر من تفاقم الأوضاع الإقتصادية .. ترى ما هو دوركم؟


3 - الى فؤاد النمري
امين بدح ( 2011 / 12 / 3 - 20:18 )
يا رفيق انت ينطبق عليك المثل الذي يقول لابعجبك العجب ولا الصوم في رجب

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن