الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق تقرير المصير في جنوب السودان حلالاً لهم وحق تقرير المصير للكورد في شمال العراق حراماً عليهم

نهاد القاضي
كاتب

(Nihad Al Kadi)

2011 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ايام بل ساعات سيعلن انفصال جنوب السودان رسميا وسط ترحيب دولي دون ان نسمع نحيب الدول العربية والاقلام الباكية على اقتطاع جزء حيوي من الجسد العربي المنهك أو تقديم المبرر للانفصال. وقد يكون هذا اعترافا صامتا على غياب العدالة في نظام الحكم المركزي في السودان وعدم الاعتراف بالتعددية وبثقافات وأديان ومكونات مواطنيها وفرض الشريعة الاسلامية على غير المسلمين في دولة عربية مسلمة.
هذا هو حال السودان بلد واسع تقدر مساحته بمليونين ونصف كيلومتر مربع يشكل جنوبه خُمْس مساحته يقطنه سبعة ملايين نسمة أغلبها من القبائل الافريقية التي تشكل نسبة 58% لها من الديانات المختلفة والوثنية في حين يمثل المسلمون فيها حسب احصائية 2008 24% والمسيحيون نسبة 17% . يمتاز جنوب السودان بثروات كبيرة نفطية تحتوي على 85% من مخزون نفط السودان فيها أضافة الى المنتوجات الزراعية.
تعالت فكرة تقسيم السودان الى جزئيين الشمالي والجنوبي على اسس الخلافات العرقية والاثنية والدينية ومن حيث التفرقة وعدم الانصاف في نشر التعليم والثقافة بين الجزئين وتنامت في الجنوب شعور بالمهضومية وعدم المساواة وتأهيله نفسيا بان الشمالي السوداني متعالي عليه وهاضم لحقوقه. وحاول الجنوبيون المطالبة بحكم الاقاليم والنظام الفيدرالي بعد جلاء الاستعمار البريطاني وفصل السودان عن مصر، ورُفض الطلب من قبل الحكومة المركزية آنذاك بحجة التخوف من الانفصال بعد الحصول على الحكم الفيدرالي ونظام الاقاليم. وظهرت في 1955حركات تمرد في الجيش الجنوبي داعية للانفصال نتيجة أتباع سياسة المركز التذويب بالقوة ضد الجنوبيين وضربهم عسكريا وإخضاعهم للسلطة على اثرها بدأ الجنوبيون وأحزابهم بالمطالبة بالانفصال ليتحول في 1963 الى ضغط عسكري جنوبي على الشمال وعقد على أثره اتفاقيه أديس أبابا في 1972 واعطاء الجنوب الحكم الذاتي الذي لم يدم طويلا ونُقِضَت الاتفاقية من قبل حاكم السودان وأستمر الصراع لينتهي باتفاقية السلام الشامل 2005 في نيفاشا وأهم بنودها استفتاء حق تقرير المصير للجنوب في 2011 (وهذا ماحدث فعلا وبأقبال فاق ال 98% مؤيدا للانفصال ) وتقاسم السلطة والثروات بين الشمال والجنوب.
من الجدير بالذكر أن اقليم كوردستان الجنوبي بلد واسع تقدر مساحته ب 84000 كيلومتر مربع يشكل خُمْس مساحة العراق والتي هي 438317 كم مربع و يقطنه خمسة ملايين نسمة أغلبهم من الكورد و من الديانات المختلفة مثل الاسلامية والمسيحية والايزيدية. يمتاز الاقليم بثروات كبيرة نفطية ومعدنية فيها أضافة الى المنتوجات الزراعية.
من يراقب الاحداث والتاريخ يرى تقارب الاحداث بين حركة جنوب السودان وحركة الكورد في اقليم كوردستان في شمال العراق وتزامن تواريخ الاتفاقيات والانقضاض عليها. ففي أربعينيات القرن الماضي طالب الكورد بحق تقرير المصير وبدء حركة التحرر القومي، وفي الخمسينيات والستينات من القرن الماضي ضُرِب الكورد بالقوة العسكرية وتشكلت الحركة الثورية الكوردية المسلحة والمنظمة ومنح الحكم الذاتي للشعب الكوردي على أثرها في1971 لتلحقه اتفاقية الجزائر لضرب الشعب الكوردي ومحاولة أبادته الجماعية واستخدمت ضده كافة الاسلحة المحرمة، لتنتهي في 2003 بالاتفاق على نظام فيدرالي في ظل حكومة تعددية فيدرالية عراقية.
أن انفصال جنوب السودان مرحب به دوليا وعلى ما أظن عربيا فلم نسمع لهم تعليق على الانفصال أو رفع شعارات تندد وتتهم السودان بالعمالة ولم يسمي ذلك بالتواطؤ والاستعمار والامبريالية وتدخل الصهيونية واسرائيل وغيرها من الشعارات الرنانة التي تُشترى بها عواطف الناس البسطاء من الشعوب ولم نسمع من احد ان جنوب السودان قد أستقطع من جسد الشعب العربي ولم تكلل هذه العبارات بآيات قرآنية مثل التي نسمعها دائما بقوله تعالى " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ولكن حينما أقترح رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني الرئيس مسعود البارزاني طرح فكرة تحقيق المصير للشعب الكوردي في أقليم كوردستان الواقع في شمال العراق في مؤتمر الحزب الديمقراطي الكوردستاني الثالث عشر، تعالت أصوات الشو فينين العراقيين وهبت رياح سوداء عربية عاتية لسان حالها قائلة " لا انفصال ولا حق للكورد في تقرير المصير " ولا يمكن ذلك لأن العراق عربي ومن مؤسسي الجامعة العربية وعاشقت هذه الرياح السوداء العربية رياح صفراء تركية واخرى هوجاء فارسية صارخين بوجه الكورد والقومية الكوردية لا يجوز لكم حق تقرير مصيركم هذا لا يجوز فأن العراق عربي وعليكم ان تبقوا مع العرب وإن فكرة حق تقرير المصير سوف تكون سببا بتحريك الشعب الكوردي في ايران وتركيا وسوريا وسوف يطالبون هم أيضا نفس المطلب على غرار ما حصل في العراق وعليه تكاتف الفرس والترك والعرب على أن يكون حق تقرير المصير للشعب الكوردي وفكرة الانفصال عن العراق عمل استعماري ومسنود من الغرب وامريكا وإسرائيل وحتى اصابع الشيطان دخلت فيه والى أخره من هذه الخرافات وحينما يكون حق تقرير المصير للشعب العربي والانفصال من جسد الشعب العربي وفي جنوب السودان كان الله غفورا رحيما لهم واذا أقترح حق تقرير المصير للشعب الكوردي في شمال العراق أصبح عملا إجراميا وكان الله حسب قولهم شديد العقاب للكورد.
من كل هذا نرى كيف أن هذه الدول الاقليمية تكيل بمكيالين غير متوازنين وغير متساويين حرام على الكورد حق تقرير مصيرهم وحلال على العرب والترك والفرس ذلك.... متى سيستيقظ الضمير في هذه الدول .... ومتى سيكون الانسان متساويا في أفكارهم حتى وأن أختلف في قوميته معهم متى سيكون الحق والانصاف والقانون سائدا فيها ... متى يحترمون حقوق الاخرين ويحبون لهم مثلما يحبون لأنفسهم ألم يدرج هذا في شريعتهم ودياناتهم .....نقول للجميع
إن حق تقرير المصير للكورد آتٍ لا محال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصعيد إسرائيل في شمال قطاع غزة هو الأعنف منذ إعلان خفض القوا


.. طفل فلسطيني برفح يعبر عن سعادته بعد تناوله -ساندويتش شاورما-




.. السيناتور ساندرز: نحن متواطئون فيما يحدث في غزة والحرب ليست


.. البنتاغون: لدينا بعض المخاوف بشأن مختلف مسارات الخطط الإسرائ




.. تظاهرة مؤيدة لفلسطين في بروكلين للمطالبة بوقف تسليح إسرائيل