الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملف جريدة النداء في عيدها ال52

الحزب الشيوعي اللبناني

2011 / 1 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



صفحات من الصحافة الشيوعية والعمالية والديمقراطية
صوت الشعب أقوى

كتابات الملف في مجلة النداء رقم 153

· شعلة الخمسين ( بقلم خليل الدبس*)

· النداء( بقلم خليل نعوس*)

· النداء ( بقلم يوسف خطار الحلو*)

· "نداء" الامس... "نداء" اليوم!.. وحكاية حلم عليه أن يتجدد ( بقلم محمد دكروب*)

· حكاية "النداء" جريدة شكلت لصوت الموحد في برية الطائفية ( بقلم ماري ناصيف –الدبس*)

· العمل في "النداء" حلم جميل ( بقلم عزيز طاهر*)

· " النداء" بين الامس واليوم، دروس ومغامرات وتجربة جميلة ( بقلم كاترين ضاهر*)

شعلة الخمسين

خليل الدبس*

العيد الخمسون للحزب الشيوعي اللبناني ليس عيداً للشيوعيين وحدهم. إنه عيد الطبقة العاملة، عيد لجميع الكادحين في بلادنا. إنه عيد للحركة الوطنية عندنا. عيد للفكر التقدمي. عيد للنضال.

انه، الى ذلك كله، عيد للصحافة العمالية والتقدمية الحرة الشريفة في لبنان. ولا أبالغ إذا قلت: في لبنان والعالم العربي.

قام الحزب في تشرين الاول (اوكتوبر) 1924. ونشأت أول جريدة عمالية في لبنان بعد سبعة أشهر، في أيار 1925.

ومنذ ذلك التاريخ استطاع الشيوعيون أن يذللوا العقبات والصعوبات طوال هذه الفترة، واستطاعوا أن يصدروا ـ مع انقطاعات تطول أحياناً أو تقصر ـ بدأب ومثابرة، صحفاً ومجلات ومطبوعات تغيرت أسماؤها دون أن يتغير اتجاهها، ودون أن يخف التزامها بقضايا الشعب والبلاد وبقضية الاشتراكية.

وهذه الصحف والمطبوعات والمجلات جاءت لتحمل شعلة الحرية والتقدم وتنقلها من جيل الى جيل. حملت شعلة طانيوس شاهين والجمهورية اللبنانية التي أنشأها في أعقاب العاميات الفلاحية عام 1848. حملت شعلة أحمد فارس الشدياق والفكر الحر المتقدم (وكان أول من صاغ كلمة اشتراكية في اللغة العربية) حملت شعلة المفكرين الاشتراكيين اللبنانيين من فرح أنطون الى نقولا حداد وغيرهما من كبار رجال الفكر الذين هجروا لبنان الى مصر وبلاد ما وراء البحار هرباً من الطغيان العثماني وظلاميته.

وجاءت هذه الصحف والمطبوعات والمجلات، على اختلاف اسمائها وتسمياتها، لتضيف الى هذا الفكر الجديد الجديد الضارب جذوره في أرض بلادنا اللبنانية والعربية والمنفتح على كل جديد متقدم ثوري في الفكر العالمي، جاءت لتضيف ممارسة جديدة، محولة وسائل الإعلام من مجرد وسائل الإعلام إلى وسائل تنظيم... محولة الفكر إلى فعل يغير المجتمع ويغير البشر.

وللمرة الأولى في لبنان أصبح للفكر الثوري أداة إعلام ثورية، لأنها في نفس الوقت أداة تنظيم ثوري، أداة تغيير ثوري.

وقليلة قليلة هي الصحف والمطبوعات في لبنان التي تعرضت لما تعرضت له المطبوعات والصحف الشيوعية والعمالية أو التي كانت بإدارة الشيوعيين وعمال طليعيين ومثقفين ثوريين.

ذلك أن الجرائد التي ظلت تزعج الاستعمار والانتداب، ثم الحكومات المتعاقبة بعد الاستقلال، وظلت تزعج الرجعيات العربية، كانت هي أيضاً، قليلة قليلة. وفي أحيان كثيرة انحصر هذا الدور، بالصحافة الشيوعية أو التي كانت بإدارة شيوعيين.

فكانت على مر خمسين سنة بالمرصاد للاستعمار ومخططاته، وكانت بالمرصاد للانتداب على لبنان وسوريا وفلسطين. وفضحت الاستعمار الذي يستعبد الشعوب العربية الأخرى وأعوانه من الطبقات الرجعية في العالم العربي.

ووقفت، أحياناً كثيرة وحدها، تناضل من أجل الاستقلال والتحرر، ناقلة الى الشعوب العربية وطلائعها الحقيقية عما يجري في العالم. نقلت حقيقة التغير الحاسم الذي حصل في بناء أول دولة اشتراكية. بعد ثورة اوكتوبر، على سدس الكرة الأرضية، وحقيقة ما يجري في هذا البلد، الاتحاد السوفياتي – حين كانت هذه الحقيقة تشوه أفظع تشويه – وحقيقة سياسة بلد الاشتراكية – حين تعرضت هذه السياسة للهجمات المسعورة من كل حدب وصوب بغية طمس مدى أهمية الروابط بين سياسة بلاد لينين وبين نضال شعوبنا، وهي هجمات لم تتوقف يوماً وإن تغيرت الأشكال والأساليب. نقلت هذه الصحافة حقيقة ما يجري في أوروبا وآسيا وأميركا وأفريقيا من تغيرات كانت تحول مسار التاريخ ووجه الجغرافيا، وتقيم توازناً جديداً، متقدماً باستمرار، لمصلحة طموح كل شعوب الدنيا إلى التحرر والتقدم والاشتراكية.

نقلت هذه الصحافة باستمرار تجارب الحركات الثورية في أربعة أنحاء المعمورة لتفيد شعوبنا العربية بها، وتعطيها أسلحة جديدة أبقى وأشد فعالية، في نضالها من أجل الأهداف نفسها.

فكان من الطبيعي إذن أن تزعج. وكان من الطبيعي أيضاً ان تخنق باستمرار أصواتها، على مرّ السنوات الخمسين. ولا بد من ملاحظة هامة حول ميزة أساسية للعمل الدعائي للشيوعيين والعمال الطليعيين في لبنان، وهو أنهم باستمرار سعوا إلى أن يكون لهم منبر علني مهما كانت التطبيقات في استخدام هذا المنبر. دون أن يكون عندهم، بشكل عام، أوهام حول امكانيات استمرارية العلنية. وهم لم يتركوا أية مناسبة تمر من أجل الاستفادة من كل امكانية، مهما تضاءلت، من أجل الوصول إلى الجماهير. فما أن تعطل إحدى الصحف حتى تراهم يبحثون عن إمكانية إصدار صحيفة أخرى، أو استخدام صحيفة تصدر لوضع بعض المقالات ونشر بعض الأخبار، مع إصدار صحف سرية تتحدث بصرامة عما لم يكن مباحاً الحديث عنه في الصحف العلنية.

وبهذا كان تاريخ الصحافة الشيوعية والعمالية تاريخاً للنضال من أجل حرية الرأي وحرية الفكر. ومن هنا لم يكن من قبيل الصدف أن الصحافة الشيوعية، على مرّ السنوات الخمسين، المنبر الذي طل منه خيرة مفكري ومناضلي شعبنا المخلصين، ونخبة من أبرز المفكرين والمناضلين الطليعيين العرب، على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية وقد رأى هؤلاء جميعاً في الصحافة الشيوعية، الممثلة الحقيقية للنضال التحرري والتقدمي في بلادنا.

ولا شك أن ما يقترح في هذا المجلد من جرائد ومجلات لا يعطي فكرة كاملة عن "الصحافة الشيوعية والعمالية والديمقراطية" في لبنان، أولاً من حيث عدم شموله كل الصحف العلنية التي يمكن أن تدخل في هذا الاطار. ثانياً من حيث أنه لا يشمل الصحافة السرية التي أصدرها الحزب الشيوعي وعدد من المنظمات الديمقراطية في مراحل القمع الاستعماري والرجعي. ثالثاً لأنه لا يعكس تماماً الصحف والمجلات المعروفة في المجلد. ولهذا قصة أيضاً لا بد من ذكرها ولو بايجاز. فالانتداب ومن بعده الرجعية لم يكتفيا بأن يضيقا ذرعاً بصدورها. بل ضاقا كذلك ذرعاً ببقائها حتى في الأرشيفات. فالمكتبة الوطنية ليس فيها أية مجموعة كاملة. وكذلك مكتبة الجامعة الأميركية. والمجموعات التي كانت متوفرة لدى الحزب الشيوعي صودر قسم كبير منها من قبل رجال الأمن العام، الفرنسي واللبناني، ولا ندري اذا كانت موجودة، بعد، في أرشيفات الأمن العام، وذلك أثناء حملات الاعتقال التي كان يتعرض لها المناضلون الشيوعيون باستمرار. ولم يستطع الحزب أن ينقذ إلا مجموعات ناقصة من "صوت الشعب". كما أنقذ الحزب وبعض الشيوعيين والمثقفين التقدميين مجموعات ناقصة من "الدهور" و"الطليعة". ونحن مدينون للمؤرخ الكبير الأستاذ يوسف ابراهيم يزبك بانقاذ مجموعات كاملة وفريدة من "الانسانية" و"صوت العمال" و"العمال" (فوق ما أنقذه من وثائق أساسية وصور فريدة تتعلق بتاريخ الحركة العمالية والحركة الشيوعية في لبنان).

وجل ما نبتغيه، من نشر هذا المجلد، أن يغذي نضال الأجيال الجديدة من المناضلين، ويساعدهم على حمل الشعلة التي حملها آباؤهم وأجدادهم، ورفعها أعلى فأعلى، وأن يكون في نفس الوقت أداة عمل للمؤرخين الشباب، ودافعاً لهم ليعطوا جهودهم في دراسة وتعريف هذه الفترة الفائقة الغنى من تاريخ شعبنا. ونشر هذا المجلد جزء من العمل في هذا الطريق.

***

تبقى كلمة أخيرة لا بد من قولها. كلمة تتعلق بالحرية بالذات. حرية الصحافة وحرية الكلمة في لبنان. لقد صدرت الصحف الشيوعية والتقدمية باستمرار بفضل دعم القراء المادي والمعنوي. وبهذا الدعم وحده استطاعت جريدة مثل "صوت الشعب" أن تكون، لفترة، الجريدة الأولى في لبنان، رغم كل التضييقات والتعطيل المتكرر. والآن، وبعد تعزز الحريات بفضل النضال الطويل، فإن محاولات القوى الظلامية لخنق الحرية تمر عبر حجب الاعلانات عن الصحافة التقدمية، في فترة تحولت فيه الصحافة إلى "صناعة".

وما من جريدة في لبنان إلا وتعيش، اذا كانت تعيش، إلا من الاعلانات، إلا الصحافة الشيوعية التي تستند أساساً على دعم القراء. وبظننا أن القراء التقدميين قادرون على حماية صحافتهم الحرة من خطر الاختناق بسبب حجب الاعلانات، الوسيلة الجديدة لخنق الحرية. وذلك بالاقبال على توسيع نشر هذه الصحف، وفرضها على شركات الاعلان في آن معاً. وهم بذلك يكونون يساعدون عملياً على حمل الشعلة ونقلها من جيل إلى جيل أشد لمعاناً وأكثر إنارة وأعظم جاذبية.

* الرفيق المناضل المرحوم خليل الدبس : عضو مكتب سياسي في الحزب الشيوعي اللبناني وسكرتير تحرير جريدة النداء.

النداء

خليل نعوس*

عندما صدر العدد الأول من "النداء" في 21 كانون الثاني 1959، كان كل شيء في لبنان والبلاد العربية بحاجة إلى صوتها وإلى حقيقتها ومنبرها الثوريين:

صدرت "النداء" ولما ينقضٍ عام على 14 تموز العراق وعلى قيام الوحدة بين مصر وسوريا.

صدرت ولما ينقضٍ عام على توجيه ضربة قاصمة لسياسة الأحلاف الاستعمارية ولسياسة التبعية الوقحة، وجهتها انتفاضة 1958 في لبنان.

صدرت وكانت ثورة الجزائر على أبواب انتصارها.

صدرت "النداء" في فترة كانت فيها حركة التحرر الوطني العربية بحاجة إلى صوت الشيوعيين، وفي وقت كان الشيوعيون فيه بحاجة إلى منبر يومي يساهمون به ومن خلاله في إغناء حركة التحرر الوطني العربية.

واستمرت "النداء"، مع جماهير الشعب اللبناني، مع الجماهير العربية، في مختلف معاركها طيلة خمسة عشر عاماً، رافقت نضالاتها، وقفت دون تردد، بصلابة الثوريين، في اقسى الظروف كما في أحلاها.

كانت أحياناً وحدها، حين عزّت المواقف، بوجه القمع، بوجه كبت الحريات، بوجه التآمر لخنق المقاومة الفلسطينية، يرتفع صوتها كل صباح حاملاً الحقيقة، كاشفاً ما تم إخفاءه، دافعاً للنضال، للأمل.

فقد عرفت "النداء" معنى أن تستمر صحيفة يومية على مدى تلك السنوات في وقت أصبحت فيه "صناعة" الصحافة في لبنان على ما أصبحت عليه. وهي تعرف أن معركتها المستمرة على هذا الصعيد صعبة وغير متكافئة.

وقراء "النداء" معها في الحفاظ على هذا الصوت يشق طريقه صباح كل يوم، عبر صفحات قليلة – تكاد تكون الوحيدة في بيروت التي تصدر بأربع صفحات فقط – فهي وهم بحاجة إلى متابعة المعركة معركة فرضت وتفرض على الشيوعيين عمل المستحيل – على عثراته – كي يظل للكادحين صوت واضح النبرات.

* الشهيد خليل نعوس: عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني – سكرتير محافظة بيروت.



النداء(*)

يوسف خطار الحلو*

قرر الحزب الشيوعي التوجه لوجود أداة اعلامية يومية. لأن الأداة الاسبوعية، مهما بذل عليها من جهد، ومهما أتقن ما ينشر فيها من مادة، تبقى غير كافية لإعطاء جماهير الشعب، ولاسيما العمال والفلاحين منهم، ما هم بحاجة اليه من أجوبة على اسئلتهم. ولذلك تقرر إصدار جريدة يومية، وكانت "النداء" وقد صدر العدد الأول منها في 20 كانون الثاني سنة 1959.

وعلى امتداد تسع وعشرين سنة(**) انقضت على صدور "النداء" لم تتوقف هذه الجريدة ، بالرغم مما تعرضت له أحياناً، سواء من مداخلات سياسة الدولة ضدها، أو من حيث توفر الامكانات المالية، أو لجهة تسهيل مرورها من منطقة الى أخرى، ومنع توزيعها في هذه المنطقة دون سواها. بالرغم من كل ذلك، فقد حافظت "النداء" على الصدور بأوقاتها المحدّدة. وندرت المرات التي لم تصل فيها صباح كل يوم إلى قرائها، من مشتركين وشراة.

"النداء" بالنسبة الى معظم قرائها، والى كل وطني منصف وبالرغم مما تظهر فيها من هنات، مدرسة توجيهية في القضايا الوطنية الأساسية. فهي لا تضع سياستها، ولا توجه أخبارها، انطلاقاً من هاجس تجاري وحسب، بل وفي الأساس، من هاجس وطني. وما دام الأساسي هو النضال ضد الاستعمار والصهيونية، وتحرير بلادنا من وجودهما، وكل تدخلاتهما، فإن هذا الهاجس سيظل مهيمناً على نشاط "النداء" في جميع المجالات وكل المصادفات والمناسبات.

إن تشكيل جبهة وطنية لبنانية واسعة جداً في لبنان لتحقيق الأهداف الوطنية في التحرير، ووحدة الأرض، وعروبة البلد، ستظل، كما كانت دائماً، في صلب توجهات "النداء" وهاجساً يومياً من هواجسها المتعددة.

وعلى الصعيد القومي رفعت "النداء" بقوة واستمرار وبأشد ما يكون من الالتزام راية الوحدة والتحرر، ودعم حركات النضال ضد الاستعمار والصهيونية والدعم غير المحدود لقضية الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه وتأسيس دولته الوطنية.

و"النداء" ليست بالنسبة للملتزمين الشيوعيين صحيفة عادية تنقل اليهم الخبر عن الوكالة، أو تنشر رسالة من منطقة، أو تنشىء تعليقاً حول قضية دولية وحسب، بل هي وبالأساس مدرسة لا بد لكل من يتابع العمل السياسي الحزبي من المرور فيها، واذا ألقينا نظرة على الملاكات الرئيسية القائدة في الحزب الشيوعي، نجد أن معظمها مر بمدرسة "النداء"، وهذه الصفة هي ميزة في جميع الأحزاب الشيوعية الجدية التي تضع نصب عيونها موضوع التغيير، عبر الحصول على أوسع تأييد جماهيري لها من العمال والفلاحين والطلبة وأهل الفكر والإبداع.

وإذا أعدنا مراجعة مجموعات "النداء" منذ عددها الأول الذي صدر صبيحة العشرين من كانون الثاني 1959، حتى العام 1986، نرى أسماءً عديدة من كبار الشخصيات السياسية، والأدبية والعلمية، قد أنشأت مقالات فيها. ولا سيما في الميزة التي تفرّدت بها، وأعني بإصدارها الأعداد الخاصة المميزة، في المناسبات الوطنية الكبرى. ومنها ما طبع منه زهاء مئة ألف عدد، وهو رقم ضخم بالنسبة لبلد صغير كلبنان، ولجريدة رأي كما "النداء".

"النداء" هي بحق تتابع وتواصل لشقيقاتها "الإنسانية"، و"صوت الشعب" و"الأخبار" و"الطليعة" و"الدهور" ولـ"الصرخة" في إحدى الفترات. إنها جزء لا من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني وحسب، بل ومن تاريخ شعبنا اللبناني. فأي باحث، أو مرشح لنيل ديبلوم في بعض نواحي القضيتين الوطنية والاجتماعية، ملزم بحكم الواقع، أن يعود الى مجموعات "النداء" كي ينال مبتغاه، سواء عن أوضاع الفلاحين والمزارعين أو أوضاع العمال والنقابات، أو عن تحركات الطلبة، ونضال المعلمين، ودور المرأة في الكفاح الوطني، والتغيير الاجتماعي. فعلى صفحات "النداء" تسطرت مقررات مؤتمرات الحزب الشيوعي الثلاثة: المؤتمر الثاني 1968 والمؤتمر الثالث 1972 والمؤتمر الرابع 1979، هذه المؤتمرات ولا سيما الثالث والرابع اللذان شكلا مظاهرتين وطنيتين قوميتين، وأمميتين كان لهما أوقع الأثر في الصف الوطني.

"النداء" صحيفة تتعاطى مع قراء في أكثر من أربعين بلداً في العالم، ويجدون فيها ما يتوقون لمعرفته عن أوضاع لبنان، بالنسبة للسياسة العامة، بل وبخاصة بالنسبة للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي تشكل القاعدة الرئيسية للتحرك الاجتماعي الهادف الى التغيير الديمقراطي.

(*)- أوراق من تاريخنا. صحافة الحزب الشيوعي حلقات متماسكة من "دهور" سليم خياطة 1934 الى "النداء" 1959.

(**)- من تاريخ صدور أول عدد من "النداء" الى عام 1988 تاريخ صدور كتاب "أوراق من تاريخنا" للراحل الكبير يوسف خطار الحلو.

*الرفيق المناضل المرحوم يوسف خطار الحلو- كاتب سياسي ونقابي معروف – عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني.



عن الحزب وتاريخه

"نداء" الأمس ... "نداء" اليوم!..

وحكاية حلم عليه أن يتجدّد ...

محمد دكروب*

قديماً – (في مطلع العام 1979)- نشرت لي "النداء" الاسبوعية، مقالة تحدثت فيها عن "النداء" نفسها، بعنوان "شيء عن الحلم، وتاريخه... وأسماء: النداء"، احتفالاً بحدث شبه اسطوري إجترحته "النداء"، أو بالأصح: إجترحه العاملون في "النداء" والمشرفون على إصدارها في ذلك الزمان- الحدث هو: ان توزيع "النداء" تجاوز المئة ألف نسخة.

الآن، وبمناسبة مرور 52 عاماً على إصدارها، ولأنني لا أحب إرسال المديح الاحتفالي في غير موضعه، رأيت أن أعود الى مقالتي القديمة تلك أقرأ فيها، وأستعيد أجواء ذلك الزمان، فرأيت عجباً: وقائع أراها الآن أشبه بقصص الخيال العلمي!. ثم رأيت أن أعيد نشر تلك المقالة الاحتفالية فعلاً، ليس حنيناً رومانسياً الى الماضي، بل تحريضاً من أجل المستقبل، وطرحاً لتساؤلات آمل أن تستثير محرري "النداء" الآن، والمشرفين على إصدارها... لعل الذكرى تنفعهم أجمعين، آمين!

شيء عن الحلم، وتاريخه..

وأسماء "النداء"

عرفت "النداء" قبل سنوات طويلة من اتخاذها لنفسها اسمها هذا:"النداء"!.

وعملت فيها محرراً.. ووزعت أعدادها في شوارع بيروت.. قبل أن تصدر باسمها هذا نفسه: "النداء"!

وليس في هذا ما يدعو للدهشة أو العجب.. فقد كنت في تلك الأيام في زمرة الحالمين..(وأعتقد انني لا أزال انتمي الى هذا النوع من الناس.. وآمل أن يظلّ للأحلام مكانها الأثير في الروح حتى آخر العمر...)- وإليكم الحكاية:

***

كنت إذن، من الحالمين. وكنت – وأنا في بلدتي "صور" – قد بدأت أكتب بعض الأشياء، وأنشر بعضها هنا وهناك، وأحلم.

وكان عام 1950 عندما تركتُ صور وجئت الى بيروت أعمل أجيراً في دكان بائع ورق، وأفتش عن منابع ومصادر لتلوين الحلم. وما كنتُ أدرك انني بهذا كنت أفتش، فعلاً، عن حالمين آخرين، أفيء الى ظلّهم وأدخل معهم في حلمهم الكبير.

كنت، بالطبع، قد عرفت في صور بعض الشيوعيين، وكذلك في بيروت. وكنت أيضاً قد بدأت أقرأ بعض الكتب المترجمة، والموضوعة، عن الشيوعية والشيوعيين. كما كانت تشدّني الى حسين مروه علاقة ثقافة وتعارف وتعاطف، وتربطني بكريم مروه، منذ أيام المدرسة في صور، صداقة عمر وأحلام. وكنت لا أزال في جو قراءة رواية غوركي "الأم" ذات التأثير الرومنتيكي الكفاحي المدهش، المشحونة بسحر الحلم وسحر الفعل.

.. وكان عصر يوم أحد لا أنساه، من عام 1951.

كنّا نتمشى. لا أذكر مع من. ولكنني أذكر الحدث الذي لا يزال تأثيره الباهر حارّاً طازجاً في وعيي وذاكرتي، ومصيري.

وأذكر المكان: رأس بيروت، الطريق الممتد على شاطىء البحر حيث "الحمّام العسكري" الآن.. والناس يتنزّهون.. السيارات قليلة، نادرة.. وثلاثة شبان ينبثقون، كالفكرة الجميلة، من بين الناس، يحملون أعداد جريدة يعرضونها على الناس. وكان واضحاً انهم ليسوا باعة جرائد.

واتضح لي، بعد قليل، انهم باذرو أحلام وأفكار، يبسطون أيديهم بالجريدة، وبالمستقبل.

- انهم شيوعيون

اشتريت الجريدة. اسمها: "الصرخة".



(.. كان اسمها، قبل أكثر من نصف قرن "الانسانية"، ثم "صوت العمال".. صار اسمها، منذ أواخر الثلاثينات، "صوت الشعب".. بعدها ظهرت بأسماء أخرى: "الأخبار"، وكذلك "الثقافة الوطنية".. ومنذ أواخر الخمسينات صار اسمها "النداء".

وفي سنوات الارهاب، والمنع والمصادرة، كانت تتخفـّى، وتجد سبيلها الى الناس بشكل آخر وطرق أخرى، فتصدر سرّية، باسم "الفجر الأحمر" في البدء.. وباسم "صوت الشعب" نفسه فيما بعد.. توضع في الجيوب، أو فوق القلب، بين القميص والصدر، وتصل الى حيث ينبغي.. فكانت دائماً تتمّيز عن غيرها من الجرائد، ليس فقط بمضمونها، بل بالطريق الانساني لإيصال هذا المضمون الى الناس: مناضلون يبسطون لكَ أيديهم بالجريدة، والمعرفة، والمستقبل...).

بهرني هؤلاء الشباب. فهم ليسوا باعة جرائد. شيء آخر يحرّكهم.

شيء آخر، اتضح لي، فيما بعد، انه هو ما كنت أفتش عنه وأسعى إليه.

كنت أحلم، وأبحث عن حالمين آخرين.

ولم يكن في البال أن حلمي هذا سيوصلني الى ما لم أجرؤ أن أحلم به لنفسي: أن أصير يوماً محرراً في هذه الجريدة – ذات الأسماء المتعددة – وأن أشارك، في الوقت نفسه، بتوزيعها، مع أمثال هؤلاء الشبان الذين ذات يوم عام 1951، على شاطىء البحر، في رأس بيروت – أنبثقوا من بين الناس، مثل الفكرة الجميلة، فأعطوني الجريدة، ومستقبلي، وواصلوا الطريق..

ولكن هذا قد حدث، وبأسرع من الحلم:

فقد كُلفنا (حسين مروه وأنا) بمسؤولية تحرير واصدار مجلة "الثقافة الوطنية" – جريدة اسبوعية ثقافية سياسية – فصدر عددها الأول يوم الجمعة 19 كانون الأول 1952.

سلّمني الحزب هذه المسؤولية/ المغامرة ولم أكن بعد قد صرت عضواً فيه.. (على ان لهذا حديث آخر لا بد أن يأتي في مجال آخر).. ما يهمّني الآن، من هذا كله، هو هذا التقليد النضالي الباهر: توزيع الجريدة باليد، سلوك الطريق الانساني لتوصيل مضمونها الى الناس.

كتبنا، حسين مروه وأنا، أكثر مواد العدد الأول. خطّطت أنا "ميزامباج" العدد. صلّحت البروفات كلها. سهرت طول الليل (في "مطبعة دار الكتب"، صاحبها اسمه حسن عيتاني. مكانها في مركز المدينة- البناية المركزية، تجاه سينما التياترو الكبير).. قبيل الفجر أنهكني التعب. نمت فوق كومة من قصاصات الورق. حلمت بأنني واحد من الشبان الثلاثة، أوزّع "جريدتي" في الشوارع والأحياء وعلى شاطىء البحر في رأس بيروت، تحت عين شمس باهرة باهرة. أفقت. كانت المطبعة بدأت تعطي النسخ الأولى للعدد كاملاً. وكان لا بدّ من طوي النسخ باليد (8 صفحات أكبر بقليل من قياس صفحات هذا العدد نفسه من "النداء")... فأخذتُ مع آخرين أطوي النسخ بسرعة كما لو أنني مارست هذا العمل منذ زمن طويل. وكياني كله مشحون بالنشاط، وبقايا التعب الجميل، وفرحة العيد (- مرحباً أيها الزمن الرومنسي!). مشاعر عذبة نقية صافية كابتسامة طفل، ستبقى نكهتها طازجة طول العمر.

ومع الصباح، ومع الرفاق، انطلقت فعلاً (في اليقظة لا في المنام)، أوزّع الجريدة – "جريدتي"- وأقول في نفسي: أكيد ان واحداً، أو أكثر، سوف يرى، فينا نحن، ما رأيته أنا، منذ عام، في أولئك الشبان الذين انبثقوا من بين الناس، كالفكرة الجميلة، فوهبوني الجريدة، وعجّلوا في وصولي الى الحزب.

كلٌّ يصل الى الحزب بطرق مختلفة.

وسيبقى النموذج الانساني الموصل، حدثاً لا يُنسى.

ومهما تعدّدت أسماء هذا النموذج، فلا بد أن يكون معناه واحداً: بشارة!

هكذا دعاه عمر فاخوري.

فاسمحوا لي أن أنقل اليكم – بالكامل تقريباً – ما رواه عمر ذات يوم، قال:

- (... في صيف 1940 كنت – كل اسبوع مرّة أو مرّتين – أستقبل في منزلي، سرّاً كأننا على موعد لقاء، جريدة لا توحي بشيء من صفات الجرائد الضخمة الرنّانة التي يُلوّح بها، وينادى عليها في السوق، بأصوات تصم الآذان، وتُطاير من كل مكان.

.. ما كان أعجلني عهدذاك الى قراءة الجريدة الحرام، تأتيني أعدادها كالمواد الخطرة المهرّبة، وإلى قراءتها من الألف حتى الياء!. كان يجيئني بها فتى ولا كالفتيان: ليس تفارق الابتسامة ثغره، والعزيمة الصادقة نظره. يناولني "بضاعته" من كوّة الباب، ثم ينصرف معّجلاً، ولم يكد يجيبني أو يسمع مني كلمة الشكر. لكن بعد أن "تعاملنا" مدّة من الزمن، وأنس كلٌّ بصاحبه، صرتُ أدعوه الى فنجان قهوة، فيقبل الدعوة، فنجلس ساعة، أو بعض الساعة، نتجاذب أطراف الحديث. فكان يخيّل اليّ دائماً أن الفتى ليس سوى "عدد ممتاز" من الجريدة التي ينشرها، بل "يُبَشّر" بها كأنما الصحيفة تحيا فيه لحماً ودماً، فكراً وشعوراً، حميّة وإقداماً، ثقةً وأملاً في المستقبل، كما يريده وسيكون.

لقد كنتُ أجهل اسم ذلك الصديق الجديد – الجديد بكل معاني الجدّة – كنوع مستحدث من الآدميين. فكنت، ولا أدري لماذا، أدعوه بيني وبين نفسي: "بشارة..". اليوم يقولون لي بلطف: "أجل، هو إدوار(1).." وأنا أحتج بشدّة: "كلا هو بشارة!" وليس في هذا خسارة..

لو سألتموني عمّا كنت أجد في تلك الصحيفة المتواضعة برغمها، والتي كانت تُحمل إلي كرسالة خاصة، مرّة أو مرّتين كل اسبوع لاختلطت في ذهني صور، وأفكار شتى، فلا أعرف كيف ابتدىء ولا كيف أنتهي. حتى الحوادث (أو الأخبار) كان لها في تلك الصحيفة معنى جديد، وصدى غريب، كأنما يُنظر إليها من زاوية غير مألوفة أو مبتذلة، لكنها الزاوية "المستقيمة" الصحيحة، منها يُسعى في السبيل الأقوم، الى الغاية الأسمى. تلك الصحيفة هي آخر مدرسة تعلّمتُ فيها سداد الفكر وصدق العمل، سواء أفي إعلانها على النازي حرباً لا هوادة فيها، يوم كان النازي كل شيء، أم في صمودها للدفاع عن خبز الشعب وحريته وسلامته.. وكانت تقول في كل مناسبة، ما لا بدّ من قوله، ما يجب أن يُقال، ببساطة لا بساطة وراءها. أعني انها لم تكن بحاجة الى تضخيم صوتها، إذ لا صوت يعلو على صوتها.. هو "صوت الشعب"..).

(عمر فاخوري: "الحقيقة اللبنانية" 1945 ص 32-35).

.. وصار عمر فاخوري من كتّاب جريدة "صوت الشعب" الكبار.

وكان للنموذج الانساني – "إدوار" – دور معيّن في هذا.

والحزب كان يعرف جيداً دور النموذج الانساني، الصلة الانسانية – بكل معانيها – في نقل أفكار الحزب الى الناس، وجذب الناس الى أفكار الحزب.

الحزب كان يعرف، والواقع يؤكد: ان هذا التقليد النضالي، أدى وبإمكانه دائماً ان يؤدي دوراً معيّناً في تنامي الحزب، وتنامي نفوذه، واتساع مدى وصول أفكاره، ودخولها مختلف البيوت والقلوب والعقول. وكذلك مدى إسهام هذا التقليد في العملية المستمرة لتحويل الحزب الى حزب جماهيري فعلاً.

فهل هذا من الأحلام؟

ومن طبيعة أحلامنا انها قابلة للتحقق، ودائمة التجدّد، وفي يقيني انها ستبقى..

فعندما كنا، يوم الأحد من كل اسبوع، نوزّع "الأخبار" في أحياء بيروت، وأحياء مختلف مدن لبنان وقراه، ويصل التوزيع الى عدة آلاف تتجاوز أحياناً أصابع اليد الواحدة، كنا نفرح، نتبادل التهاني والمدائح. ثم نحلم ونقول: يأتي يوم، وتصير العشرة عشرات.

على أن هذا النوع من الحالمين، هذا "النوع المستحدث من الآدميين" يتميّز عن جميع الحالمين الآخرين بأنه يناضل، يحارب، يفكر، ينتج فكراً وفناً ومعرفة، يبدع، ويعمل، يومياً يعمل، في تحقيق حلمه.

وكلما تكاثر وتنامى عدد هذا النوع من الحالمين، تنامت قدرات التحقق اليومي للحلم، وقدرات الوصول بالحزب وبالبلاد وبالتاريخ، الى التحقق الأشمل للحلم الكبير.

فلا بأس، لا بأس ان نزعج بعض الشعراء بالقول: ان حقيقة الحلم، هنا، هي هي: حقيقة العلم.

فهل كنا نحلم، عندما كنا نوزّع عشرات فقط من نسخ "النداء" يوم كان اسمها "الفجر الأحمر" ومئات منها يوم صدرت باسم "الانسانية" و"صوت العمال" وآلافاً معدودة يوم صدرت باسم "صوت الشعب" ثم "الثقافة الوطنية" و "الأخبار" وكذلك آلافاً معدودة يوم صدرت باسمها هذا نفسه "النداء"؟ - هل كنا نحلم أيام كان يقفز توزيع الأعداد الممتازة من "النداء" الى عشرات الألوف، ويوم تجاوز التوزيع – في العيد العشرين للنداء، مثلاً – المئة الف نسخة؟..

وهل كنا نحلم عندما كانت الجريدة تقوم أحياناً على محرر واحد فقط، وأحياناً على ثلاثة، ونادراً على خمسة، لا أكثر.. فاذا هي، الآن (أي: في العام 1979) مثل بيت النحل، وصفحاتها أكثر، وأحياناً أجمل، وتطبع بالأوفست، وأحياناً بالألوان، ثم تُصفّ بواسطة الكمبيوتر؟!.

هنا، الحلم لم يكن وحده... والعلم لم يكن وحده.. بل والعمل التنظيمي لم يكن وحده.. والحزب صار ملء العين والقلب والأفق الرحب لم يكن وحده..الأساس الأساس هو: الارتباط الدائم بالجماهير، والأساس الأساس هو أن تراك الجماهير دائماً، في القلب من معركة التحرير ومعركة التغيير، وكذلك في معركة التنوير ونشر الوعي والمعرفة.

والصحيح، هنا أيضاً، ان تنامي الوعي الشعبي ليس ينفصل أبداً عن تنامي جيش المناضلين المكافحين، باذري الأفكار والأحلام، الباسطين أكفّهم وقلوبهم بالجريدة، والمستقبل، ودماء الشهداء.

اسمحوا لنا ان نواصل الحلم، لنواصل التقدم.

إستفزاز تحريضي

... وبعد، فهل باستطاعة هذه المقالة (التي نُشرت في عدد "النداء" الصادر يوم الأحد 28 كانون الثاني 1979) أن تشكّل عامل استفزاز وعامل تحريض معاً، لمحرري "النداء" الآن، وللمشرفين على إصدارها: ان يحلموا، هم أيضاً، ويدخلوا في منافسة رفاقية مع محرري "نداء" ذلك الزمان، ليس اعتزازاً بالماضي وحنيناً إليه، بل محاولة راهنة لاقتحام المستقبل.

* المناضل محمد دكروب: مؤلف وكاتب وصحفي- مؤلف كتاب جذور السنديانه الحمراء – سكرتير تحرير مجلة الطريق



حكاية "النداء"

جريدة شكلت الصوت الموّحد في برّية الطائفية

د.ماري ناصيف-الدبس- نائب الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني

حكايتي مع "النداء" حكاية لقاء طويل بدأ في أواخر ستينيات القرن الماضي ولا يزال مستمراًً، دون انقطاع يذكر، حتى اليوم، وإن يكن إسهامي قد خف كثيراًً، وبالتدريج، منذ ذلك اليوم البعيد الذي تم استدعائي فيه ليُطلب إلي الإنخراط في مغامرة إنتاج "جريدة من نوع جديد" تعكس ما قرره الشيوعيون في مؤتمرهم الثاني التاريخي من ضرورة انفتاح صحافتهم على محيطهم الديمقراطي، وتبرز انخراطهم في مقاومة المرحلة الجديدة من المشروع الأميركي-الإسرائيلي الذي تجسد في الحرب الثانية على العرب، وتشكل مع أختيها "الطريق" و "الأخبار" فسحة للنقاش ولتواصل الآراء...

كانت "النداء"، يومها، لا تتعدى الصفحات الأربع. وكانت هيئة التحرير فيها، الى جانب خليل الدبس (رئيس التحرير)، لا تتعدى الأربعة أيضاًً: فؤاد كحيل للمحليات، وسهيل طويلة ونضال خوري وأنا للباقي، كل في مجال يمتد من الشؤون النضالية للطبقة العاملة والحركة الطلابية والنسائية وتنتهي عند الأوضاع العربية والدولية... مع مساعدة شبه يومية كان يغدقها الرفيقان مصطفى العريس ويوسف خطار الحلو في "زوايا" ومقالات ظريفة طريفة تستمد حبرها من الواقع اليومي للناس، بدءاًً بمشاكل العمل وسوقه والأكل والطبابة ووصولاًًً الى "السرفيس" والنقل المشترك... ولا ننسى، بالطبع، إسهامات العديد من الرفاق (والرفيقات) المثقفين والمهنيين التي كانت تردنا "غب الطلب"، أي عندما نكون بأمس الحاجة الى الإضاءة على مسائل محددة في مجالات الانتاج الفكري.

وبالرغم من قلة عددنا، كنا كـ "الأوركسترا". كل منا يعرف بدقة دوره المحدد، بالإضافة الى الدور العام في تحرير الصفحة الثالثة التي حولناها من "صفحة للتتمات" الى صفحة رأي جذبت العديدين، كتابا وقراء، حول النضالات التي كنا نخوضها في مختلف المجالات، وفي مقدمتها التحضير لمقاومة الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القرى الحدودية الجنوبية، فنشرنا فيها، على التوالي وبالاضافة الى مقال رئيسي يتضمن رأياً لأحد قادة الحزب آنذاك، قصصاً عن المقاومات البطولية المختلفة، إن إبان الحرب العالمية الثانية أم في فيتنام وجنوب-شرق آسيا. وأذكر في هذا المجال الإهتمام الخاص الذي أبداه القراء، من شيوعيين وغير شيوعيين، بالمقابلات التي أجريتها مع الرفيق المرحوم فؤاد قازان حول انخراطه في المقاومة الفرنسية ضد الإحتلال النازي والمعلومات القيّّّّمة التي مدّّّنا بها عما كان يسمى "حرب العصابات" في دحر الإحتلال وفي تأمين الإستقلال والسيادة الوطنية...

كنا كالأوركسترا. نعم. نلتقي مرتين في اليوم بمسؤولية رئيس التحرير. المرة الأولى باكراًً في الصباح، لنحدد بعض المواضيع الداخلية الآنية التي بحاجة الى المتابعة أو الإستشراف، والثانية مع نهاية النهار، لنرسم لوحة الصفحة الأولى، وبالتحديد الخبر الأساس والإفتتاحية... علماً أن هذه الصفحة غالباًً ما كانت تبقى حتى آخر الليل غير مقفلة بوجه خبر مهم من الداخل اللبناني أو تطور مفاجئء من العالم العربي المحيط أو من العالم الأوسع. وكان خليل يعيد صياغة الصفحة كلها في بعض الأحيان، إذا كان الحدث المفاجئء يرتدي أهمية كبرى، الأمر الذي لم يكن دوماًً يعجب العاملين في المطبعة، خاصة وأن عمل "اللينوتيب" بطيء إذ أنه ينتج المقالات أسطراًً ، كل منها على حدة، محفورة بالرصاص، مما يتطلب، بالتالي، وقتاًً للإعادة.

كانت "النداء" يومها الصحيفة الناطقة بإسم الحركة الشعبية اللبنانية وقوى التغيير في لبنان والعالم العربي. ولا نتحدث هنا فقط عن الأخبار اليومية التي كانت تعكسها، بل عن المقالات والتحليلات التي كانت صفحاتها الأربع تتضمنها، بدءاًً بالإفتتاحية التي لم تنقطع- تقريباًً- عن تحديد الموقف اليومي للحزب من أحداث الداخل والخارج، والتي كان لها الدور الأول في توحيد موقف الشيوعيين والوطنيين في بدايات الحرب الأهلية التي شنتها يومذاك "القوى الإنعزالية المرتبطة بالمشروع الأميركي-الصهيوني على قوى التغيير في لبنان، بالإستفادة من "الإنتشار المسلح" للمقاومة الفلسطينية في بعض مناطق بيروت والداخل البعيد عن حدود المواجهة مع إسرائيل.

رب قائل: ولماذا العودة الى تلك الأيام، خاصة وأن الصحافة المكتوبة قد تراجعت كثيراًً في لبنان، نتيجة تطور تقنيات إعلامية أخرى، وخاصة أيضاًً أن المبيعات قد تقلصت نتيجة الأزمة المعيشية وعجز الناس عن شراء الصحف والإستعاضة عن ذلك بمتابعة قراءتها عبر "الأنترنت"؟

نعود الى تلك الأيام، ليس للذكرى بل للإستفادة من دروس الماضي في استشراف عملنا الإعلامي المستقبلي. نعود إليها لنقول أن الصحافة الشيوعية، وبالتحديد اليومية، استطاعت رغم الحصار الإعلاني، من جهة، ورفض "الإستعانة" بالمال السياسي، من جهة أخرى، أن تكون وجه الوطن والمعبّّرة الأولى عن قضايا العرب، وفي مقدمتها قضية فلسطين والصراع العربي-الإسرائيلي.

كانت "النداء" صحيفة الطبقة العاملة بامتياز وكذلك صحيفة الطلاب (وملحقها "نداء الطالب" يشهد على ذلك) وصحيفة المرأة (وملحقها "نداء المرأة" يشهد على ذلك). كانت صحيفة المثقفين، تفتح لهم صفحاتها لنقاش آرائهم. كانت صحيفة المقاومة من فيتنام الى فلسطين ولبنان. كانت صحيفة الصمود في وجه المؤامرات العاتية التي حاولت الإنقضاض على وطننا وتشريد شعبنا. وكانت، أخيراًً، صحيفة وحدة لبنان وعروبته وتطوره الديمقراطي.

وإذا لم يستطع الشيوعيون الإستمرار في إصدار "النداء" كصحيفة يومية لأسباب متعددة، إلا أن الإصرار على إصدارها كمجلة أسبوعية أو نصف شهرية ليس من قبيل المكابرة، بل من قبيل تمثيل رأي الديمقراطيين واليسار في ظل تقاسم أمراء الطوائف وقادتها لوسائل الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، خاصة، كون هذا الأخير هو الذي يصنع الرأي العام ويقرّّّب فيما بين آرائه وتطلعاته.

لذا، كانت "النداء" وستبقى صوتاًً صارخاًً في "البرية" التي خلقتها البرجوازية اللبنانية وحلفاؤها، بقايا الإقطاع السياسي.

ستبقى تطرح، كما كانت عليه الحال منذ العام 1959، قضايا الوطن والمواطن، وتواجه الفاسدين والمفسدين وأصحاب المشاريع الهادفة الى ربط لبنان بالخارج، القريب منه والبعيد.

ستبقى صحيفة المقاومة الوطنية في وجه العدوان الأميركي-الإسرائيلي.

ستبقى تحتضن آراء كل مناضل وثائر ومفكر من المحيط الى الخليج.

فتحية لكل من قاد مسيرة هذه الصحيفة منذ الأيام الأولى أو أسهم في جعلها مميزة.



العمل في "النداء" حلم جميل

عزيز طاهر*

للحديث عن العمل في جريدة "النداء" نكهة خاصة لأن "النداء" لم تكن فقط مؤسسة صحافية أو جريدة حزبية، ولأن العاملين فيها لم يكونوا كسائر الموظفين, بل لأن النداء كانت العائلة الكبيرة لنا التي وحدّت أحزاننا وأفراحنا وجمعتنا مع حلمنا بالتغيير، إن كان من خلال الكتابة الهادفة للتغيير أو الصورة الصادقة المعبرة عن هموم الشعب ومعاناته...

كان كل شيء بـ "النداء" له معنى وطعم. كانت تجربة كل رفيق ملك للجميع. فكنت ترى الكبار في المهنة والعمر والقيادة يقفون ويصغون للذين هم أصغر منهم، عمراً وتجربة، بإهتمام وملاحظة ويشرحون ويناقشون ويعلمون لكل من يطلب مساعدة ما أو حل لمسألة أو أمر ما.

لا مراكز ومناصب في "النداء" لا مدراء، لا رئيس ولا مرؤس، انما عائلة جمعها الاحترام والتضحية والقضية وهموم وطن وأحلام شعب.

كانت "النداء" والعاملون فيها رفاق المقاومين وصوتهم وصورهم. كانت المقاومة وأبطالها, الأحياء والشهداء لهم كل الصفحات وفي أي وقت أتوا. المقاومة كان لها الأولوية المطلقة على كل المواضيع رغم أهمية بعضها, كنا نفرح ونهلل لكل عملية أو بيان لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول). كنا نبكي لسقوط الشهداء, نطبع صورهم بفخر لنوزعها على كل الصحف ليرى العالم كله هؤلاء الأبطال الذين سيصنعون النصر, وقد صنعوه بالفعل، كلما سقط شهيد أو جرت مواجهة أو أتى بيان لـ"جمول" فالشعار كان دائماً ان المقاومة وجدت لتنتصر وستنتصر. ونردد دائماً شعارات رمز الثوار المناضل الارجنتيني تشي غيفارا "ان الطريق مظلم وحالك فاذا لم تحترق انت وانا فمن ينير الطريق".

في "النداء" لكل شخص دوره. واعتبر أن تجربتي في "النداء" تجربة غنية جداً، ومن حسن حظي أنني انتميت الى هذه العائلة التي أعطتني كل شيء وخصوصاً في قسم التصوير الذي جمعني مع زملاء اعزاء أعطوني كل خبرتهم وصداقتهم، وما زالت هذة العلاقة مستمرة الى اليوم وستبقى الى النهاية. ان تعمل مع جمال السعيدي وجمال فرحات فهذا يعني انك ستكسب الاحتراف وعدم الانانية وهذا ما كان يميز قسم التصوير في "النداء". لأن اهم المصورين عملوا وتخرجوا منها وتوزعوا على كل العالم، ونادراً ما تلتقي بأحد المصوريين لم يمر بـ"النداء". لقد دخلت القسم وكان فيه جمال السعيدي وجمال فرحات ونضال وكان قد سبقهم ميشال برزغل ونبيل اسماعيل وكامل لمع وآخرين... ومن ثم أنضم للقسم جيل آخر منهم علي علوش ومحمد حيدر ومحمد عقيل وماهر ابي سمرا وغيرهم... وقد كان كل زميل يحتضن الجديد ويقدم له كل شيء. ولحسن حظنا فان كل من عمل في "النداء" تعلم الكثير الكثير وكوّن صداقات كثيرة، وانا من هذا الجيل الذي كان له الحظ بأن عمل في "النداء" واكتسبت من خبرتها ولي صداقات ما زالت حتى اليوم وافتخر بها وأحافظ عليها، لأن من دخل "النداء" وعمل فيها لن ينسى أبداً هذه المدرسة التي خرّجت آلاف من الاعلاميين الموزعين في كافة بقاع الدنيا والذين ما زالوا كما كانوا عائلة واحدة.

لقد كانت أفراحنا وأحزاننا كثيرة في النداء وقد وقفنا معاً بكل اللحظات الفرحة منها والمحزنة. ان العمل في النداء كان بالنسبة لي كالحلم الجميل الذي ما زلت أحلمه كل يوم.



* عزيز طاهر: مناضل شيوعي عمل في قسم التصوير في جريدة النداء اليومية في الظروف الصعبة .



"النداء" بين الأمس واليوم، دروس ومغامرات وتجربة جميلة

كاترين ضاهر*

ونحن في صدد تحضير وإعداد العدد 153 من "النداء"، حاولنا أن تكون أغلب مقالاته مختصّة بكتّاب ومبدعين ومصورين..، ساهموا في ولادة وتأسيس واستمرار "النداء" منذ اصدار عددها الأول في 21 كانون الثاني 1959، كجريدة يومية.

52 عاماً، من العطاء والنضال والتحدي والاستمرارية.

"النداء" لم تنطلق وتبدع وتستمر وتناضل بفضل كتّابها وموظفيها فقط. لقد حضنها العديد من الرفاق سواء أكانوا إداريين أو موظفين أو متطوعين؛ قراءً أو أصدقاءً.. وحزباً يدعمها ويصر على الحفاظ على وسيلته الاعلامية، التي حملت راياته في النضال، بدءاً بالإهتمام بأوضاع الفلاحين وعمال المصانع وتحركاتهم، وصولاً الى تشجيع وتفعيل الحركة النقابية والطلابية والنسائية، ونشر الفكر الماركسي، والى أبرز حقبة في تاريخ نضالات الحزب الشيوعي اللبناني، ألا وهي انطلاقة "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول)، ومتابعة أبرز نضالاتها وعملياتها وشهدائها وأسراها.

أسماء لامعة، كنت أسمع صدى مناقشة إبداعاتها وتاريخها في أحاديث الأهل وحواراتهم مع رفاقهم عندما كنت صغيرة. كبرت وأنا أتلذذ بسماع تلك القصص المشوقة عن تاريخ هذه المطبوعة الحزبية، ومغامرات توزيعها، لاسيما أيام وجود الميليشيات.

كبرتُ وزادت "حشريتي" وشغفي للاطلاع على تلك الجريدة. بدأت أجمع ما استطعت إليه سبيلاً من مقالاتها وأرشيفها المثمر، لا سيما الخاص بعمليات "جمول" وأبطالها.

ومع بداية إعادة اصدارها كمجلة اسبوعية في 15 كانون الثاني 2005، لم يخطر ببالي يوماً أنني سأكون من أسرة "النداء"، أو انها ستصبح أسرتي يوماً، وطفلي المدلل.

كنت أسمع بـ "دكروب" صاحب "جذور السنديانة الحمراء" وكانت تدهشني كتاباته، ولم أَخَلْ يوماً انني سألقاه وسأناديه بـ "دكروبتي" صديقي "المشاكس". في النداء تعرفت عليه، واستمتعت بذكرياته وتشجيعه لي دوماً على القراءة والمزيد من الكتابة "يلعن دينك اكتبي يا بنت".

مغامرات توزيع النداء في الاحياء

في السبعينيات، كانت "ناهدة" ورفاقها في منطقية بيروت بأعمار لا تتجاوز الخامسة عشر، يلزمون أنفسهم بحفظ ومناقشة التقرير السياسي الصادر عن الحزب المنشور في "النداء". وكانوا يتمتعون بتوزيع "النداء" نهار الأحد، والأجمل الحملات التي يقومون بها أثناء المناسبات الحزبية، حيث يرتفع عدد التوزيع عن الأيام العادية من 250 عدد الى 1000 عدد في كل منطقة. "كنا نعيش جواً جميلاً في منافسة رفاقنا، كنا نسرع في البيع ونتعدى على منطقة ثانية مخصصة لرفاق آخرين، ونسرق زبائنهم. وكنا ملزمون بالإطلاع على الوضع السياسي لنكون مجهزين للرد عن أي سؤال من القرّاء. كان يفرز شب وصبية للتوزيع في كل منطقة خاصة أيام الميليشيات، وكنا أحياناً نصل لمناطق خطرة ونصر على توزيع كافة الأعداد". وقد كان الموزعون الصغار يعانون من "حلّ الحبر الأسود على أيادينا، مما كان يعرضنا للقصاص من أهالينا والذين كانوا يفضلون شراء جميع الأعداد على ان نجول بها في الشارع".

وآخر الثمانينيات، كانت "زينب" ورفيقتها "نهاد" توزعان "النداء" في منطقة الجناح، والتي كانت معروفة بسيطرة طرف سياسي معيّن عليها. كانتا تجولان خلسة على أربعة منازل شيوعية ومنها منزلنا، يخبئون المجلة في أكياس الخضار بين ربطات البقدونس.

للصورة في النداء نكهة خاصة

لم يكن المصوّرون الذين مروا على "النداء" مجرد مصورين عاديين، فبمجرد انخراطهم بها أصبحوا مميزين. "علي علوش" عمل بداية بمختبر التصوير وبمجرد دخوله "النداء" تنبأ له رفاقه بمستقبلٍ واعدٍ وهذا ما كان. اختصر وفاءه :"أحن الى النداء كالحنين الى أمي". مع ان مروره كان قصيراً (3 سنوات) ما زال يمد يده لتلك المؤسسة، فعلاقتهما جدلية، لا يمكن لكليهما التخلي عن الآخر".

وحدثنا عن جانبين: الأول له علاقة بالعاطفة، "كنا كالعائلة الواحدة، وكل من مرّ على "النداء" وجد جوّاً رفاقياً حميماً". وعن الجانب المهني شبهها بالمدرسة الكريمة بأبعاد كثيرة، "فالوافد إليها يشعر بالتقصير لعدم إيفاء هذه المؤسسة حقها لكثرة كرمها، فعلاً "النداء" تربي وتعلم وتلعب دور الأم".

"النداء" أيام الاجتياح

حدثنا أحد الرفاق، الذي عمل والعديد من الرفاق في هذه الجريدة الوطنية منذ انطلاقتها، عن أحلك الظروف التي عايشتها البلاد، وقال"رغم الأحداث التي مرّت بها البلاد، إلاّ اننا كنّا نصرّ على ايصال الكلمة مهما كلف الثمن، إذ لم تنقطع "النداء" يوماً عن الصدور، حتى يوم اجتياح بيروت 1982. ولم تقف كلمتنا، ولا صوتنا. بالرغم ان المطبعة كانت بالقرب من خط التماس في منطقة البربير، إلا ان العمال لم ينقطعوا يوماً عن المجازفة بحياتهم حفاظاً على استمرارية الجريدة".

اما بالنسبة الى توزيعها أيام الحرب الأهلية، "فكان عدد من الرفاق يؤمن إيصالها الى كافة المناطق، رغم كل الأوضاع الصعبة، وكانوا يجولون لبنان عبر طرق طويلة غير مباشرة بهدف ايصال الجريدة فمثلاً كانوا يوصلون أعداد الجريدة الى الشمال عن طريق البقاع".

تحية "صيداوي" الى النداء

رافقت "النداء" منذ ولادتها جريدة يومية بمستهل الستينيات من القرن الماضي، حركة النهوض القومي والوطني، وساهمت الى حد بعيد بنشر الفكر التقدمي واغنائه بأقلام العديد من الكتّاب والمفكرين، لبنانيين وعرباً، على مدى عقدين من الزمن.

وغدت مدرسة اعلامية للعديد من الأقلام الشابة التي لمع أصحابها في غير مجالٍ من مجالات الاعلام سواء في لبنان أم في البلدان العربية. ونأمل ان تتوافر للنداء، هذا المنبر الاعلامي العريق، ما يعزز دورها السياسي والثقافي في هذه الظروف الملتبسة والخطيرة لبنانياً واقليمياً وعالمياً.

* كاترين ضاهر: مديرة تنفيذية حاليا في مجلة النداء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نداء
فؤاد النمري ( 2011 / 1 / 28 - 15:17 )
أنا فؤاد النمري الشيوعي البلشفي منذ العام 1951 أهيب بالشيوعيين اللبنانيين عزل الأمين العام الحالي للحزب الشيوعي اللبناني لأن خطابه عار على الشيوعية والشيوعيين وهو لا يفقه ألف باء الماركسية اللينينية وهو من جنس حزب الله أو الحزب القومي السوري الإجتماعي


2 - لماذا ؟
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 1 / 29 - 04:39 )
الصديق والاستاذ النمري
تحية لك ولك القراء
نحن القراء نسأل لماذا تنادي بعزل الأمين العام ؟
نريد ان نعرف الاسباب والتفاصيل ...
مع فائق التقدير والاحترام


3 - الرفيق جاسم
فؤاد النمري ( 2011 / 1 / 29 - 11:22 )
هذا الرجل لا علاقة له بالعلوم الماركسية . استمعت كثيراً لخطابه وقرأت كتاباته فلم أجد عبارة واحدة يقولها ذات معنى ماركسي، بل يسيء لأبسط المفاهيم الماركسية ــ مشكلة الماركسية أنها علم وليس حكايا دواوين

اخر الافلام

.. أهلا بكم في أسعد -أتعس دولة في العالم-!| الأخبار


.. الهند في عهد مودي.. قوة يستهان بها؟ | بتوقيت برلين




.. الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين تزداد في الجامعات الأمريكية..


.. فرنسا.. إعاقات لا تراها العين • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أميركا تستفز روسيا بإرسال صورايخ سراً إلى أوكراينا.. فكيف ير