الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بين ثورتين

طارق قديس

2011 / 2 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أكثر من أسبوعين من ترقب المشهد المصري، أصبح بمقدوري أن أنام، وأن أغط في نومٍ عميق، والفرح مرسوم على محياي بعد أن أعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان على شاشة التلفزيون تنحي الرئيس المصري عن منصبه مساء يوم الجمعة الموافق 10/02/2011.

أصبح الآن بإمكاني أن أمسك قلمي لأكتب على صفحة بيضاء مرحلة جديدة من تاريخ مصر الحديث، وأقول فيها أن مصر لم تعد خارج التاريخ بعد اليوم بعد أن أسقط الشعب المصري رئيسه محمد حسني مبارك في يوم مشهود لم يشهد مثله الشعب العربي من قبل ، وأن العرب لم يعودوا بعد اليوم مجرد ظاهرى صوتية ، وقد استطاع شباب تونس ومصر أن يغيروا التاريخ ، ويقلبوا الطاولة على حكامٍ جثموا على صدر الأمة العربية أعواماً طويلة.

أصبح بإمكاني الآن أن أقول أن الشعب المصري بعد ثورته الجديدة صار أقوى مما سبق، صار أقوى من الشعب عام 1952 عندما حدث التغيير آنذاك.

وهنا أرى من الواجب أن أقول وقد عاش الشعب المصري بين ثورتين أن ثورة 2011 هي أهم بأضعاف مضاعفة من ثورة 1952 رغم أنها أفرزت لنا الرئيس جمال عبد الناصر، ولعل الأهمية تكمن في عدة نقاط هي :

- إن ثورة عام 1952 كانت ثورة الجيش وحده أما ثورة 2011 فهي ثورة الشعب بكل أطيافه.
- إن ثورة عام 1952 ألغت وجود الأحزاب بينما ثورة 2011 عززت وجود الأحزاب في المجتمع الداخلي.
- إن ثورة عام 1952 كان على نظام متهالك في ظل الاستعمار الغربي الذي كانت الشعوب العربية في خضم الثورة عليه ، أما ثورة 2011 فكانت ثورة على نظام محلي بوليسي مستبد عزز وجوده طيلة 30 عاماً متتالياً.

لذا ومع أهمية كل الثورات السابقة في تاريخ مصر إلا أن ثورة 2011 ستظل الأهم لأنها ثورة نبض الشارع، وقلب الشعب المصري، و قد تناغم فيها الغني والفقير، القبطي والمسلم، الحزبي والمستقل بيد واحدة في كل المدن المصرية طيلة 18 يوماً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجرب التاكو السعودي بالكبدة مع الشيف ل


.. لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس




.. بعد 200 يوم.. كتائب القسام: إسرائيل لم تقض على مقاتلينا في غ


.. -طريق التنمية-.. خطة أنقرة للربط بين الخليج العربي وأوروبا ع




.. سمير جعجع لسكاي نيوز عربية: حزب الله هو الأقوى عسكريا لأنه م