الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفراشات يٌحلقن الى العلا فى يوم المراة العالمى

باسمة موسى

2011 / 3 / 6
ملف 8 اذار / مارس يوم المراة العالمي2011 - دور المرأة في صنع ثورات الشعوب وقراءة الواقع والمستقبل والتحديات التي تواجهها


يجيىء شهر مارس هذا العام حاملا معه العديد من الاحتفالات والفاعليات خاصة بالمرأة بداية من اليوم العالمى للمراة فى 8 مارس والذى بدا منذ عام 1910 ثم الاحتفال يوم 16 مارس بيوم المرأة المصرية حيث الذكرى الاثنين وتسعين لانتفاضة المرأة المصرية مطالبة بالحرية والعدالة عام 1919، ثم يأتى عيد الأم فى واحد وعشرين مارس من كل عام والذى أبدعه الكاتب الكبير الراحل على امين كيوم يسعى فيه الابناء للاحتفاء بامهاتهم فى يوم أصبح عيدا لها وحدها امتنانا وعرفانا بدورها الكبير فى التربية والتنشئة وهناك اقتراح من العديد من النشطاء لمليونية لامهات الشهداء فى هذا اليوم بميدان التحرير عرفانا لما قدمه بناتهن وابنائهن من تضحيات تسمو فوق اى وصف .

واليوم الدولى للمرأة هو قصة المرأة العادية صانعة التاريخ فى نضال على امتداد القرون الماضية من أجل المشاركة فى المجتمع على قدم المساواة مع الرجل وفى صناعة حلم السلام العالمى . ففى اليونان القديمة قادت ليسستراتا إضرابا من أجل إنهاء الحرب؛ وخلال الثورة الفرنسية، نظمت نساء باريس الداعيات لـ “الحرية والمساواة، والأخوة” نظمن مسيرة إلى قصر فرساى مطالبات بحق المرأة فى الاقتراع. وظهرت فكرة اليوم الدولى للمرأة لأول مرة في19 مارس 1910 وتم الاحتفال به فى عدد من الدول الاوروبية حيث شارك ما يزيد عن مليون امرأة فى الاحتفالات. طالبت النساء بالحق فى العمل و الحق فى التصويت ، والتدريب المهنى وإنهاء التمييز فى العمل. وما كاد ينقضى أسبوع واحد حتى أودى حريق مدينة نيويورك المأساوى فى 25 مارس بحياة ما يزيد عن 140 فتاة عاملة. وكان لهذا الحدث تأثير كبير على قوانين العمل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وأثيرت ظروف العمل التى أسفرت عن هذه الكارثة خلال الاحتفال باليوم الدولى للمرأة فى السنوات اللاحقة.

ولان طبيعة المرأة تميل الى السلام, اخذت حركة السلام فى الظهور عشية الحرب العالمية الأولى، واحتفلت المرأة الروسية باليوم الدولى للمرأة لأول مرة فى فبراير 1913. وفى الأماكن الأخرى من أوروبا نظمت المرأة فى 8 مارس من السنة التالية، تجمعات حاشدة للاحتجاج ضد الحرب أو للتعبير عن التضامن مع أخواتهن.

وفى عام 1917 منيت روسيا بخسائر كبيرة فى الحرب ، والتى بلغت مليونى جندي، فنظمت المرأة الروسية من جديد اضرابا من أجل “الخبز والسلام”. وعارض الزعماء السياسيون موعد الإضراب، غير أن ذلك لم يثن النساء عن المضى فى إضرابهن. واُجبر القيصر بعد أربعة أيام على التسليم، ومنحت الحكومة المؤقتة المرأة حقها فى التصويت. ووافق هذا يوم 25 فبراير من التقويم اليوليوسى المتبع آنذاك فى روسيا، والذى وافق يوم 8 مارس من التقويم الغيرغورى المتبع فى دول أخرى. ومنذ تلك السنوات الأولى، أخذ اليوم الدولى للمرأة بعدا عالميا جديدا وساعدت الحركة النسائية الدولية المتنامية، التى عززتها أربعة مؤتمرات عالمية عقدتها الأمم المتحدة بشأن المرأة، ساعدت على جعل الاحتفال فرصة لحشد الجهود المتضافرة للمطالبة بحقوق المرأة ومشاركتها فى الشئون السياسية والاجتماعية والاقتصادية. واصبح اليوم الدولى للمرأة يشكل فرصة لتقييم التقدم الذى احرزته المراة، والدعوة إلى التغير والاحتفال بما أنجزته المرأة العادية بفضل شجاعتها وتصميمها فى تاريخ حقوق المرأة.

ثم جاء ميثاق الأمم المتحدة، الذى وقع فى سان فرانسيسكو فى عام 1945، أول اتفاق دولى يعلن المساواة بين الجنسين كحق أساسى من حقوق الإنسان، ومنذ ذلك الوقت، ساعدت المنظمة على وضع مجموعة تاريخية من الاستراتيجيات والبرامج والأهداف المتفق عليها دوليا بهدف النهوض بوضع المرأة فى العالم. و اتخذ عمل الأمم المتحدة من أجل النهوض بالمرأة أربعة اتجاهات هي: تعزيز التدابير القانونية؛ وحشد الرأى العام والعمل الدولي؛ والتدريب والبحث، بما فى ذلك جمع الإحصاءات المصنفة بحسب نوع الجنس؛ وتقديم المساعدة المباشرة إلى المجموعات المحرومة. واليوم أصبح عمل الأمم المتحدة يستند إلى مبدأ تنظيمى رئيسى يقول بأنه لا يمكن التوصل إلى حل دائم لأكثر المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية خطرا الا بمشاركة المرأة وتمكينها الكاملين على الصعيد العالمي.

وعلى النطاق الوطنى فى مصر كان هناك ملكات حكمن مصر فى العصر الفرعونى وحفرن أسماءهن فى ذاكرة التاريخ أما فى العصر الحديث فقد قادت المرأة المصرية نضالا كبيرا بداية من صفية زغلول وهدى شعراوى والمطالبة بالحرية والعدالة فى عام 1919 وفى نفس هذا اليوم وبعد مرور أربعة أعوام نادت السيدة هدى شعراوى بمظاهرة كانت الأولى من نوعها لتأسيس أول اتحاد مصرى للمرأة وكان هدفها هو تحسين مستوى تعليم المرأة وضمان المساواة الاجتماعية والسياسية. أما عالمة الذرة المصرية الراحلة الدكتورة سميرة موسى التى حصلت على شهادة الماجستير من القاهرة بامتياز، ثم سافرت إلى إنجلترا واستطاعت أن تحصل على الدكتوراة فى أقل من عامين، فكانت أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه، وأطلقوا عليها اسم "مس كورى المصرية، واستغلت الفترة المتبقية من بعثتها فى دراسة الذرة وإمكانية استخدامها فى الأغراض السلمية والعلاج وكانت تقول: "سأعالج بالذرة كالعلاج بالأسبرين"، وقد تطوعت لمساعدة مستشفى قصر العينى فى محاولة علاج مرضى السرطان بواسطة الطاقة الذرية. وكان يحدوها الأمل فى تسخير الذرة لخدمة البشرية ولكن لم يمهلها القدر لتنفيذ ذلك .

وخاضت سيدتان نضالا فى تعليم المرأة هما السيدة ملك حفنى ناصف وهى أول فتاة تحصل على الشهادة الابتدائية وحصلت على شهادتها العالية ثم اشتغلت بالتعليم فى مدارس البنات الأميرية، وكانت أول امرأة مصرية جاهرت بالدعوة العامة إلى تحرير المرأة، أما نبوية موسى فهى إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعى وأول سيدة تحصل على شهادة الثانوية العامة، وفى هذه الفترة بدأت نبوية تكتب المقالات الصحفية التى تتناول قضايا تعليمية واجتماعية أدبية، وألفت كتابا مدرسيا بعنوان "ثمرة الحياة فى تعليم الفتاة"، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية فى مدارسها. وهما الاثنتان تعتبران من أبرز رائدات الحركة النسائية المصرية.

اما الكاتبة الروائية، والأديبة المعروفة السيدة لطيفة الزيات كانت قد أولت اهتماماً خاصاً لشئون المرأة وقضاياها ثم أصبحت عضو مجلس السلام العالمي, وقد حولت السينما المصرية روايتها الباب المفتوح الى فيلم سينمائى جسدته على الشاشة السيدة فاتن حمامة كأروع تجسيد للمرأة التى استطاعت اتخاذ القرار فى مصير حياتها بعيدا عن أسر التقاليد والهيمنة، وإظهار طاقاتها الكامنة فى القدرة على المشاركة المجتمعية، وبقوة إرادتها فى الدفاع عن الحقوق التى منحها الله لها، وكانت لبطلة القصة ليلى إطلالة جديدة فى حملة إلكترونية على الانترنيت باسم "كلنا ليلى" والتى نشأت منذ سبع أعوام لمجموعة من المدونين والمدونات نساءا ورجالا من مصر والوطن العربى كتبوا فيها عن كل ما يخص المرأة وكيفية دفع تقدمها فى كل مناحى الحياة وكان لى شرف الاشتراك معهم ..

وكانت السيدة سهير القلماوى ايضا من البنات الرائدات الذين دخلوا الجامعة وأول بنت مصرية تحصل على شهادة الدكتوراه فى الأدب. حيث كانت البنت الوحيدة بين 14 زميلا من الشباب فى قسم اللغة العربية بكلية الآداب وكانت تتفوق عليهم. كانت عقليتها المتفتحة سبباً وراء رعاية عميد الأدب العربى، وهذا ساعدها إلى أن تكون محررا مساعدا فى مجلة الجامعة المصرية، ثم أصبحت رئيس تحريرها. وقد أسهمت فى إقامة أول معرض دولى للكتاب بالقاهرة عام 1969 والذى شمل جناحا خاصا بالأطفال وهو ما استمر بعد ذلك ليصبح فيما بعد المعرض السنوى لكتب الطفل. وفى عام 1979 أصبحت عضواً بمجلس الشعب عن دائرة حلوان، وشاركت فى عضوية مجلس اتحاد الكتاب، واختيرت عضواً بالمجالس المصرية المتخصصة وكان لها السبق الأول فى إنشاء مكتبة فى صالة مسرح الأزبكية لبيع الكتب بنصف ثمنها.

ثم قدمت وردات التحرير فى اطلالة هذا العام نموذجا رائعا فى طلب الحقوق سلميا وبطريقة حضارية جنبا الى جنب الشباب بطريقة ابهرت العالم بشجاعتهن تحية واجبة الى كل هؤلاء الفراشات اللاتى حلقن بخدماتهم لمصر الى العلا ودفع بعضهن حياتهن فداء لهذا الوطن ..

ومن الان فصاعدا يابنات بلدى يجب ان تركزوا على المفهوم الشامل للسلام الاجتماعى من تعليم جيد للفتيات خاصة فى الارياف , ومن ازالة كل الصور السلبية عن المراة فى اجهزة الاعلام المختلفة واتاحة فرص العمل فى الوظائف العامة خاصة فى اماكن صنع القرار لهن وان يرسخ فى الاذهان ان المراة مشاركة صبورة وشجاعة ومعطاءة ومن منطلق أن السلام هو الطريق لحياة أفضل للجميع حيث التنمية والمشاركة الفاعلة فى جميع مناحى الحياة، وان تفتحوا مجال الاتصال مع كل العاملين من أجل إقرار العدل والسلام فى الوطن ثم العالم وبناء مجتمع آمن للإنسانية. وتفعيل دور المرأة التى تتخذ من القيم النبيلة وسيلة لصنع السلام. وتوسيع دائرة المشاركة مع الاطفال والشباب أيضا لتحفيز طاقاتهم الابداعية التى تؤهلهم لأن يصبحوا صانعى السلام فى المستقبل من خلال الثقافة التى تعتبر أفضل وسيلة لنشر قيم العدل فى المجتمع والذى سيوصلنا الى السلام الاجتماعى الذى نرنو اليه جميعا لمصرنا الحبيبة.


فالمرأة هى الأم الحنونة التى تستحقّ أن تكون كلّ أيامها أعياداً. وهى الزوجة التى بدونها لا تكون الأسرة ولا يكون المجتمع. وهى الأخت الحنون والأبنة التى تزيّن البيت. وهى كذلك زميلة العمل التى تشارك الرجل فى بناء المؤسسات وبناء الوطن. والمرأة هى نصف المجتمع العالمى. ولو أردنا إكرام المرأة حقاً، لهيأنا لها الظروف التى تجعلها تتمتع بالحقوق التى منحها لها الله سبحانه وتعالى, وهذه هى المساواة الحقيقية. فآدم وحواء عليهما واجبات، ولكل منهما حقوق. ومن هنا اتمنى ان ياتى اليوم الذى تنول فيه كل فتاة صغيرة حقها فى التعليم لانه لو تعلمت المرأة تعلم كل العالم لانها المربية الاولى للبشرية . وهى قادرة على توجيه دفة الانسانية تجاه السلام واذا تمكنت المرأة ستنهار اسس الحروب تماما لانها لن توافق على شنها.

كل عام والمرأة فى كل مكان بالعالم بخير وسلام, لها ولاسرتها وكل عالمها و تحية إعزاز وإكبار لكل مصرية ساهمت وتساهم فى كل المجالات فى تحقيق العدالة والحرية لمصر قلب الدنيا ..
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي