الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذا بعدالسجن والاعتقال ؟

اسامة نعيسة

2004 / 10 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


ماذا بعد السجن والاعتقال؟
إن مرحلة القمع المستمرة وكبت الأفواه وتعميم حالة الخوف وسياسة الاندحار الذاتي
عمت كل جوانب الحياة الاجتماعية و لابد أن تترك أثارا على كل جوانب الشخصية
الإنسانية وقد تنحدر إلى حدود جدية وتصبح جزءا من الشخصية الإنسانية للبشر الذين
يعيشون ويقعون تحت نفس المؤثرات السلبية 00000 في العالم هناك معاهد خاصة تدرس مثل
هذه الظواهر0000 وهناك من يدرس نفسية الشعوب والأمم كلها وتعطي في النهاية
المواصفات النفسية لكل شعب0000 وليس غريبا إن أحدى هذه الدراسات قد تطرقت إلى
النفسية العربية000 وبعضها حددها بعدة خواص منها- الخوف الدائم والممالقة والكذب
والانفعالية 000 بالتأكيد إن الظروف الموضوعية التي أحاطت بنا لعبت الدور الأساسي
والمهم في بروزها و الظروف القاهرة التي مريها شعبنا أطنانا من الذل و العذاب أدت إلى
اضمحلال القيم لن نتعامل بالحساسية تجاه هذا التقييم 000 فطرق التعذيب
النفسي متطرق إلية قليلا في الأدبيات والدراسات وهو مهم جدا وقد اعتبرت التعذيب
النفسي بعض منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية جريمة كغيرها من الجرائم
أما التعذيب الجسدي وطرقه تتجاوز المئة طريقة تبدأ من الضرب والكرباج إلى الصعق
بتيار كهربائي والى الكرسي الألماني وغيرها لأتعد ولا تحصى ولكن لابد لنا أن ننوه
بان التعذيب النفسي مثل عزل المعتقل وتكميم فاه أو ربطه وتكبيله والشتائم البذيئة و
ومنع الزيارات والتحدث إلى أي كان أو الانفرادية وعدم السماع إلى الأخبار وقراءة
الكتب والجرائد وغيرها مع التعذيب الجسدي كلها لابد أن تترك فجوات وانحرافا في
النفسية البشرية0000 وفي الدول المتحضرة فان من يعان من هذه الحالات يخضعونهم
للمعالجة النفسية وقد تطول إلى سنوات وهي تعتبر إعادة تأهيل لكي يستطيع أن ينسجم مع
المجتمع الذي سيعيش فيه بعد الحرية0
إن حالة المعتقل الذي يؤخذ من بين ظهرا نية أهله و أصدقائه يقع في عالم مختلف تماما
عما نحن نعرفه بغض النظر على إن عالمنا هو سجن كبير لكننا مازلنا نتواصل مع الأهل
والأصدقاء ونرى الشمس والقمر ونتنسما هواء طلقا حتى ولو كان ملوثا00000 في هذه
الحالة البائسة التي يتعرض لها كل معتقل وبينما هو محجوب عن العالم يصبح العالم كله
عقله وخياله وتتضخم عنده الحالات ويبقى القلق يعشش في دماغه المتوتر وينتظر كل لحظة
لتكسر الروتين الأبدي حينما تتداخل اللحظات مع الأيام مع السنوات يصبح تأويل
الحوادث وحتى كلمات السجان تكون مصدرا للمناقشة وأكثرهم تفاءلا يحاول إن ينحى
نحو الاايجابية في أي خطوة قد تعطية بارقة الأمل نحو الحرية ؟
هناك سؤال 000 أليس لهؤلاء علينا حقا00000 أن نحترم تضحياتهم وان نصمت في أدنى
تقدير ولا نقوم بما قد يثبط همتهم وإرادتهم التي تكون مهزوزة ومهما كان الإنسان
قويا حتما سيمر بلحظات ضعف كما تمر به لحظات قوة وإذا كنا متا كدين بان غاية كل
نظام قمعي هو ارضاخ الضحايا وتحطيم إرادة المجابهة لديهم وتشويش نفسيتهم حتى إذا
ماخرجوا إلى الحرية تبقى إرادتهم مسلوبة ويبقى هاجس السجن والاعتقال يلاحقهم 0
لقد لوحظ بان الاجهزة تحاول حتى بعد خروجهم من السجن ان تستمر بالقمع النفسي
والمادي عن طريق رموز تبدا بنشر الشماتة و الازدراء لمثل هؤلاء ويصبح التنظير
الأمني هو راس احاديثم والاتهام تارة بالتواطؤ مع الأجهزة وتارة بعدم اختيارهم
الموقف الأصح ولولاه لما حصل معهم ما حصل وهذه الرموز هي نفسها من اتهم رياض
الترك وعارف دليلة ورياض سيف ومأمون الحمصي و بعضهم يبرر الحالات القمعية بان رياض
الترك مثلا الذي شتم وأطلق تهمة الديكتاتورية من على الفضائية وهذا نوع من البطولة
الدينكشوتية وأخر إن عارف دليلة مرتبط خارجيا أو انه حديا أكثر من اللزوم؟ أو إن
رياض سيف ما كان علية الدخول في مجابهة ويتهم احد أركان الرأسمال المجهول؟ وهذا
حتى وصلت أخيرا إلى نبيل فياض وجهاد نصرة وأنه ليس من العقل القول مثلا إن سوريا
محتلة من قبل البعث؟ أو أنهم وخاصة نبيل يتعامل مع الخارج وأنهم بالأصل غير
ديموقراطيين؟
المستهجن في الموضوع إن هذه الاتهامات لم تبرز إلا بعد تعرضهم للاعتقال ومن نفس
النوعية التي تزايد عاى الجميع الملفت للانتباه أيضا بأنها تتوافق مع ما يروجه النظام

من تشهير عبر رموزه و
لياته في الشارع ومن خلال الوسائل الرسمية قد تكون مصادفة لكن
عندما تتكرر ومن نفس الرموز فأنها تدعو للتساؤل؟ هناك طبعا من ينجر إلى أحاديثهم
فهم مازالوا محسوبين على المعارضة وهم متفذلكين بعقلية السفر برلك حينما كان
الإنسان يمضي ساعات ذهابا وإيابا لكي يجد أحدا يقرا له رسالة؟ وهم يتعايشون على
طريقة ذلك الوجيه الديني الذي كان في مجلس وكان احد أولاده قد تخرج طبيبا وسال احد
الجالسين: كيف حال ولدك000 !
-والله عم يدرس طبيب
رد عليه الوجيه:
ما يكفي طبيب واحد للمنطقة- ويقصد ابنه نفسه والله بيكفي؟
هذه هي حالة هؤلاء الذين يوزعون الشهادات والتعليمات في الوطنية والأخلاق وقوة
الصمود في المعتقلات بينما بعضهم كان تاريخه حتى الأمس القريب لن نقول اسودا وإنما
رماديا من تحركه ومشاركته في لجان إصلاح البعث ودعمه للبعث العراقي وغيرها الله
وبعضنا يعلم؟
إن دخول السجن والتعرض للاعتقال ليس مثل الخروج منها وليس من يده في النار مثل الذي
يده مع كاس ويسكي ومسامرة ليلية مع 0000 ؟
لقد كتب القليل من الأشخاص الذين تعرضوا للاعتقال والسجن عن تجربتهم الخاصة
والأغلبية ترفض الكتابة ليس خوفا00 حكما وإنما الكتابة ستعرضهم إلى تذكر الآلام
والمهانات والتعذيب الذي تعرضوا له ؟
ان نفسياتهم قد أصابها العطب وكل حسب طاقة احتمالهم الجسدي والنفسي 000 اعرف شخصا
مر بهذه التجربة وحتى بعد خروجهم من السجن بفترات طويلة تصيبه هواجس ليلية وتلاحقه
كوابيس حتى هذه اللحظة وأحيانا لا يستطيع النوم إطلاقا؟
وشخص أخر يذرف دموعا لاإرادية عندما يتذكر تلك اللحظات البشعة التي مر بها 0000
والبعض منهم مازالت عقدة الأمن والسجن تلاحقهم 000 لقد كتب احدهم بعد خروجه من
السجن وبعدها توفي: لقد خرجت من السجن ولكن السجن لم يخرج مني؟
الكل متفق على طريقة الاعتقال وهي عن طريق الاستدراج في اغلبمنك شيئا ثم التغييب ؟
كان يدخل إليك احد الأشخاص إلى مكان عملك أو إلى بيتك ويطلب منك شيئا ما وعندما
تبتعد قليلا يكون كمينا مهيئا لك هنا يبرز الفن والخبرة هذا ما حدث مع كما اللبواني
وما حدث مع نبيل فياض ومع كثيرين أو يقوموا بعملية اختطاف من الشارع – لقد استدعي
كمال وهو الطبيب من اجل مساعدة امرأة ليلا ومن ثم اختفت اثارة ثم تبين انه اعتقل
وقدم للمحاكمة وتبقى أسرهم حائرة؟000 أنا شخصيا بقيت ابحث عن أخي لمدة تتجاوز
التسع أيام وأنا متأكد انه قد طلب إلى الأمن واعرف من اتصل فيه وطلبه باستدراج
سوقي كلهم أنكر وجوده وحتى بعضهم من قال بأنهم لم يسمعوا به أو باسمه؟

ما يراد قوله إن الأجهزة مازالت تتعامل مع المواطن بشريعة الغاب ومازالت تتبع
الأساليب القديمة نفسها بينما الناس بمصائبها وتتدهور حالة عائلات بأكملها فقد يكون
العائل الوحيد لها هو ذلك الإنسان المغيب والمعذب وقد لا تنتهي حتى بعد خروجه فقد
يحرم مدنيا وهي عند الغالبية العظمى منهم وبعضهم الان وهو الذي يحمل شهادات عالية
يقوم بأعمال يدوية أو في المطاعم يغسل الصحون أو يقدم الاراكيل للزبائن هذا السعيد
الحظ منهم لأن بعضهم خرج مريضا عاجزا بدون دخل أو مساعدة؟
إن من ابسط الأمور آن نتضامن مع كل معتقل مهما كانت فترة اعتقاله طويلة أم قصيرة
خرج بصحته الجيدة أم بصحة سيئة ولا نقم بتبرير القمع وتجميله ودعونا نحترم تضحياتهم
وكل حسب طاقته واحتماله ولنتضامن مع من بقي مأسورا كعارف دليلة وعبد العزيز الخير
ورياض سيف ومأمون الحمصي ونبيل فياض وغيرهم وان لم نستطع مساعدتهم فلنصمت وكل من يدخل باب
المزايدة على معتقل هو مع الأجهزة والأمن وهو خارج الإطار الوطني والديموقراطية ولن
نسامحه لا اليوم ولا غدا 0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا