الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم الإجتماع المغربي عبد الرحيم عنبي: على الأنظمة والقيادات السياسية العربية أن تتعامل مع شريحة الشباب كفئات منتجة وليس كمستهلكين.

لطفي الإدريسي

2011 / 3 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في ظل التحولات الهائلة التي تعرفها بلدان العالم العربي عموما والبلدان المغاربية على وجه الخصوص بادر منتدى ابن خلدون لعلم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة محمد الخامس بالعاصمة الإدارية للمملكة المغربية على تنظيم ندوة علمية حملت عنوان: الحراك السياسي في المجتمعات العربية و المغاربية ،، يومه الخميس 3 مارس2011 على الساعة الثانية بعد الزوال بحضور السوسيولوجي المغربي عبد الرحيم عنبي برحاب القاعة -1- العمارة -أ- بجامعة محمد الخامس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ملحقة العرفان السويسي.
في البداية اعتبرعالم الاجتماع المغربي عبد الرحيم عنبي أنه على الأكاديمي أن ينخرط وبقوة في تحليل هكذا إشكال، و أن يبادر قصد تحليل هذه الأحداث والوقائع المتسارعة، فمن واجب المنتمي إلى حقل علم الاجتماع أن يقدم تفسيرات وتحليلات لهذه الظواهر الاجتماعية.
وقد استند الأستاذ في مقاربته لهذا الموضوع على نوع من المماثلة التاريخية في عملية استقرائية للماضي، من أجل فهم ما يجري في الساحة المغاربية والعربية من انتفاضات وحركات احتجاجية, وقد اعتبر تدخل بعض المتغيرات والمؤشرات الجديدة والتي جعلت الأمر يختلف عما وقع في الماضي في انتشار المدار الحضري، وتشبع الأفراد بقيم المدينة "التحضر بكل أشكاله وألوانه" حيث أن المدينة تبصم الأفراد بعادات وقيم جديدة وسيما الثقافية منها. كتوفر المدارس، والمعاهد والجامعات، والمجالات الثقافية والترفيهية مع تسجيل ارتفاع سكان المدن والحواضر على حساب تراجع سكان القرى والبوادي والأرياف.
فالأفراد داخل الوسط الحضري أو المديني يحصل لهم نوع من التراكم المعرفي بحيث لا يعتبرون من الفئة المثقفة ولكن يمكن القول أنهم يتوفرون على نوع من الوعي النسبي ، مما يخلق ثقافة الاحتجاج والتظاهر والمطالبة بالحقوق و بمحاربة كل أنواع وأشكال الفساد, فالانتقال من مجتمعات قروية إلى مجتمعات شبه حضرية يمثل انتقالا جوهريا مكن الأفراد بطريقة غير واعية من اكتساب آليات تحليلية مكنتهم من التعرف على واقعهم المعاش.
واعتبر الأستاذ المحاضر أنه كان لتطور وسائل الإعلام والاتصال الدور الكبير في نشوء وتكون وعي ونضج فكري ساعد على تكسير حدود البنيات التقليدية. وكذا فعل الترويج والدعاية الإعلامية. والدور الكبير الذي لعبته المواقع الإجتماعية كالفايسوك. وتويتر ويوتوب(youtube, Twiter, Facebook) ، وبعض القنوات التلفزية وسيما الفضائية منها.
وأضاف السوسيولوجي عنبي عبد الرحيم أنه على الرغم من كل العوامل السالفة الذكر هناك مؤشر آخر هو المدخل الديموغرافي حيث أن هرم سكان غالبية البلدان العربية عرف انفجارا ديموغرافيا على مستوى بنية الأعمار بسبب تحسين ظروف العيش. وأشار إلى أن قاعدة هذه الأهرام مشكلة من غالبية شبابية، وهي من قامت بصناعة الحدث والتغيير، في ظل الانتفاضات التي عرفتها هذه البلدان العربية والمغاربية على حد السواء.
ونص الأستاذ عنبي على مسألة كون أن العالم العربي شهد مثل هذه الانتفاضات والحركات الاحتجاجية وليس كما كما تروج لذلك بعض وسائل الإعلام كون هذه الأفعال الإحتجاجية سابقة وظاهرة جديدة بالنسبة للأقطار العربية ، أصر على مسألة جوهرية وهي أن القاسم المشترك بين هذه الانتفاضات هو ارتفاع المطلب الاجتماعي الخبزي بهذا المعنى على حساب نظيره السياسي، فجل المجتمعات العربية والمغاربية التي عرفت مؤخرا بروز حركات احتجاجية ما يجمعها جميعا هو تواجد مجموعة من التفاوتات والاختلالات من تردي الأوضاع المعيشية كارتفاع الأثمان، والبطالة أي أن المطلب الاقتصادي حاضر إلى جانب المطالب الاجتماعية على حساب السياسة، حيث أن النخب السياسية ويقصد بها الأحزاب تم تدجينها في غالبها، و التي بقيت تبنت أطروحات وتوجهات النظام وأصبحت تردد ما يردده، أو تلك التي اقتصرت على نظام الحزب الواحد، مما ساهم في اتساع الهوة بين النظام الحاكم وآلياته ونخبه التقليدية التي ظلت لأزمنة طويلة أسيرة تصورات وبراديكمات كلاسيكية على مستوى مؤسسات صناعة القرار وتدبير الشأن العام لهذه البلدان، وبروز فئات مناهضة تتبنى قيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان ممثلة في فئة نخبوية من الشباب الذي في غالبيته شباب جامعي، هذه الفئة التي لم يتم احتظانها من طرف من يملكون وسائل الإنتاج والإكراه. هذا الشباب العربي المتعلم لم نوفر له ذلك الفضاء المناسب ليبرز كفاعل على مستوى مجموعة من الميادين والمجالات، سواء الاقتصادية وسيما السياسية منها، فمطالب الشباب لا تنحصر فقط في خلق دور للشباب، وبناء مرافق الترفيه من ملاعب رياضية و غيرها، هذا الشباب فقد الثقة في نخبه السياسية. هذا الشباب يود الجلوس في كراسي صناعة القرار، فبحسب الأستاد عنبي بروز الفعل الاحتجاجي لدى هذه الفئة من الشباب جاء نتيجة الاستبعاد.
وأضاف الأستاذ أنه كان لانهيار دعائم بعض مؤسسات الدولة أنها لم تستطع بناء دولة المواطنة، دولة الحق والقانون المدني، خاصة بعد حصولها على استقلالها، فالعلائقية في التعاملات بين الأفراد، والقرابية في كل مناح الحياة، وانعدام روح الديمقراطية بالإضافة إلى تفشي بعض الأمراض والمعيقات الاجتماعية كالرشوة، والمحسوبية والزبونية... والتزوير وتوريث المناصب، هي المهيمنة على مستوى صناعة القرار عربيا.
كذا وأخيرا اقترح السوسيولوجي المغربي عبد الرحيم عنبي أنه من المفروض أن يتم التعامل مع فئات الشباب كعناصر فاعلة لها من الإمكانية والقدرة على صنع التغيير والرخاء والتقدم والازدهار وإنشاء قنوات للإصغاء والتواصل معه. وإدماجه في مؤسسات الدولة من إدارات وهيئات وزارية، وكذا مشاركته على مستوى جمعيات المجتمع المدني من أحزاب وجمعيات حقوقية، وليس في الاكتفاء في التعامل معه كمستهلك، وبل كطاقة فعالة قادرة على الخلق والإنتاج والإبداع.
إن مجموع التغيرات التي عاشها وسيعيشها العالم العربي والمجتمعات المغاربية هي تغيرات داخل النسق القيمي والثقافي حيث نسجل وبارتياح ارتفاع الطلب الاجتماعي على مفاهيم المجتمع الحداثي من قبيل العقلانية، والحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وبناء عليه فمن واجبنا كفاعلين في المجال الثقافي عموما والسوسيولوجي خصوصا القيام بدراسات وبحوث ذات طابع أكاديمي علمي نتوخى من ورائها تفكيك وفهم الظواهر والأحداث الاجتماعية اللصيقة بالحركات التحررية والتغير الاجتماعي داخل بنيات المجتمعات العربية والمغاربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي