الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزوة الكتيبة ..!!

أكرم الصوراني

2011 / 3 / 16
القضية الفلسطينية




قبل أيام نشرت مقالاً عنوانه الخامس عشر من آذار ، اقتبست في سياقه بعضاً مما ورد في برنامج حركة حماس الانتخابي ، من تشجيع الحريات السياسية ، واعتماد لغة الحوار ، وتحكيم العقـل ، واحترام الحريات العامـة ، ورفض مصادرة الـرأي ، ووقف الممارسات الخاطئة والتعسفية وضمان حريات المواطنين ، وضمان حقوق الأقليات واحترامها في جميع المجالات على قاعدة المواطنـة الكاملـة ، وأن الحوار فقط هو المنهج المقبول لحل الخلافـات ..!!
وقد اتضح "المنهج المقبول .." جلياً في "غزوة الكتيبة" ، حينما اعتمد أصحابه "لغة الحوار ..؟" ، "وتحكيم العقل ..!!" في تعاملهم مع الشباب ، حيث صدقونا الوعد في "احترام الحريات العامة ، ورفض مصادرة الرأي .." فكان "الحوار فقـط .." سيد الموقف ، حوارٌ بالعصي ، وبالهراوات ، تُوّج بحرق خيام الاعتصام السلمي ، الذي لم يردد فيه الشباب الفلسطيني إلا شعاراً يتيماً تحشرجت فيه حناجرهم وهم يصيحون (الشعب يريد إنهاء الانقسام) ..!

وكنت قد طمأنت الشباب الحريص على إنهاء الانقسام ، أن " .. خروجه في اعتصام آذار هو استخدامٌ طبيعي لحقه في التعبير عن رأيه ، ذلك أن حقوق المواطن مكفولة بالقانون ، وببرامج مرشحيه ، ومنهم الأخوة في كتلة التغيير والإصلاح الذين أكدوا في برنامجهم على تحقيق مبدأ مساواة المواطنين أمام القانون ، وأنّ أمن المواطن وتوفيره من الأولويات ، فلا يتعرض أحد للاعتقال التعسفي أو التعذيب أو الانتقام ، لا بل العمل على ترسيخ ثقافة الحوار ، واحترام كل الآراء ، وضمانة حق الصحفيين في الحصول على المعلومة ونشرها ، والاعتراف بالقوى السياسية وتشجيعها ودعم مؤسسات المجتمع المدني المختلفة ..! " .
وحقاً هذا ما كان ، فقد تبين للعامة أن حقوق المواطن مكفولة بالضرب ، وبالشتائم ، وأن أمنَه محفوظٌ بالمطاردة في شوارع وأزقة الكتيبة التي اصطبغ لونها بلون الشباب ورائحة عرقهم الأزكى من رائحة الانقسام ..! ، هذا إلى جانب تجلي مفهوم ترسيخ ثقافة الحوار ، واحترام كل الآراء ، في ساحة الكتيبة ، بعد تكميم أفواه المتظاهرين وملاحقتهم ، وضمانة حق الصحفيين في الحصول على المعلومة ونشرها ومصادرة كاميراتهم وأشرطتهم وملاحقتهم حفاظاً على سلامة سمعة القامعين ..!


كتب د.أحمد يوسف القيادي في حركة حماس قبل ثورة الشباب بأيام " .. لقد تصدرت كوادر حماس وبعض فصائل العمل الوطني حركة النزول إلى الشارع ، مطالبة بإنهاء الانقسام والحصار والاحتلال ، وهذا –بلا شك- يقطع ألسنة كل من يحاول التحريض والإدعاء بأن الأجهزة الأمنية في غزة تتصدى لكل مظاهر الاحتجاج والتظاهر وتمنعها بالقوة ..!" . عزيزي د.أحمد بعد "غزوة الكتيبة" ، لم يعد هناك تحريض ، ولم يعد هناك ادعاء ، بل باتت هناك حقيقة ، أغنتها صور الصحافة ، وتقارير الجزيرة وغيرها من وكالات الأنباء إلى جانب ضلوع الشباب المتكسرة ، هذه الحقيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ، أن الأجهزة الأمنية في غزة تصدت لمظاهر الاحتجاج والتظاهر ومنعتها بالقـوة ..
وكنت قد أضفت يا دكتور في مقالتك التي تساءلت فيها (هل ينجح الشباب في إنهاء الانقسام ؟) " .. أن ساحات الجندي المجهول والمجلس التشريعي وفضاءات الشوارع الملاصقة لهما ستشهد في الخامس عشر من آذار/مارس أوسع حشود طلابية تنادي بإنهاء الانقسام ، في مسيرات هي أشبه بالعرس الوطني ، تعكس روح التآخي وحركة الوعي لهذا الشعب الفلسطيني العظيم .." ، ويؤسفني هنا مشاطرتك الحزن ، فالعرس الذي أردته أنت وأردناه نحن وطنياً تحول إلى بيت عزاء ومأتم لحرية الرأي والتعبير ..!
وقد أضفت " .. أن الشارع سيقول كلمته في الأيام القادمة .. " ، لكنهم وأدوا صوتنا يا دكتور، وإن كان فينا بقية من حناجر ما زالت صالحة للأيام القادمة ، لنقول من جديد أن الشعب يريد إنهاء الانقسام ، وما أتفق معك فيه كما ورد في مقالتك أن " ..غضب الشارع سيتهدد الجميع ، وسيخرج جيلٌ من صميم واقعنا المرير قويُّ البأسِ جبّارٌ عنيد ، يمتلك الزمام لطرح مبادراته ويفرض بطريقته التغيير المطلوب على الجميع .." .

في كل الأحوال بقي أن نتقدم بالشكر من الأخ أبو العبد هنية الذي أشار إلى أن " .. حكومته أعطت التعليمات الواضحة لإنجاح فعاليات الحراك الشبابي ، وتوفير المناخ الميداني اللازم حتى تعكس الوجه الحضاري للشعب وتؤكد على الرغبة الوطنية الصادقة بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الجغرافية للشعب .." !
وهنا أتنحى جانباً لأترك التعليق لفصائل العمل الوطني ، ومنها حركة الجهاد الإسلامي التي أدانت بشدة تفريق الاعتصام السلمي في ساحة الكتيبة بغزة بالقوة من قبل شرطة "حكومة غزة" ، فقد صرح القيادي في الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش " .. إننا ندين فض التجمع بالقوة ، معتبراً انه يستهدف إجهاض مبادرة الأخ إسماعيل هنية لاستئناف الحوار و تجاوزاً للوفاق الوطني بحماية المتظاهرين من قبل الشرطة " ، مطالباً " بإجراء تحقيق ومحاسبة الجهة التي أصدرت القرار .." .
إلى جانب ذلك ، أدانت الجبهتان الشعبية والديمقراطية "قمع حماس للاعتصام السلمي واستخدام القوة ، والاعتداء بالضرب على المعتصمين في ساحة الكتيبة ".
كما استنكر حزب الشعب الفلسطيني بشدة قيام " الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة باقتحام التجمع السلمي الشبابي والاعتداء على المواطنين وحرق خيام الاعتصام ، الأمر الذي يتنافى مع كل الأعراف والتقاليد الفلسطينية " ، واعتبر الحزب في بيانه " أن هذه الخطوة تتعارض بشكل كامل مع التصريحات الإيجابية التي أطلقها الأخ إسماعيل هنية ظهر اليوم " .

بقي أن أقول لكم ، وبرغم أية عوامل ، وبرغم أحداث الخامس عشر من آذار ، والتعب والنعاس الذي أصابني وأصابكم أنّ الشعب ما زال يريد إنهاء الانقسام ..






16/آذار/2011 أكرم الصوراني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرعاع
كنعان الكنعاني ( 2011 / 3 / 16 - 18:45 )
تحياتي للسيد الكاتب
هؤلاء الشباب هم نواة المستقبل، خرجوا مطالبين بالوحده بنوايا طاهره وأرواح تواقه وقلوب جريحه، لم يستحقوا أن يخرج عليهم هؤلاء الرعاع الذين يفتقدون لمقومات التربيه الإنسانيه والوطنيه بمثل ما رأيناه على شاشات التلفزه. من أبجديات عمل الأجهزه الأمنيه هي حرصها على حقوق المواطن وإحترام كرامته حتى لو كان مذنبا، فما بالك بحقوق أناس وطنيين شرفاء همهم توحيد الوطن. هؤلاء الرعاع ربما يكون مكانهم المناسب بين قراصنة الصومال، أما أن يؤتمنوا على شعب فلسطين وشبابها فهذا يفوق بكثيرقدراتهم ، ثقافتهم وأفقهم. وشكرا


2 - الاستبداد والكذب نهجهم
بشارة خ. ق ( 2011 / 3 / 17 - 05:23 )
ألا تعلم يا سيد أكرم أنهم يسيرون على نهج دينهم الازدواجي؟
كل هذا البرنامج الكاذب ما هو الا ايات ُنسخ حكمها وبقي حرفها واما التعسف والاستبداد والتفرقة والعنصرية والعنف والقسوة والتناحر والانقسامات والشقاق وغل صدور المؤمنين فما هو الا ايات نسخ حرفها وبقي حكمها .قطاعستان يعيش احلك فترات تاريخه,لو اتيحت انتخابات حرة في القطاع لفضل الغزيين اليهود على سفاحي حماش تجار الدين وسراديب التهريب.هم يريدون ايهام العالم ان ما يعانيه الناس هناك سببه الحصار على المواد فقط لا الحصار على الحريات ودعس كرامة الناس بجزم الفاشية الدينية القذرة

اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا