الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سجل الشيوعيين العراقيين حافل بالتهميش والمضايقات !

أمير أمين

2011 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



منذ تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في الحادي والثلاثين من آذار عام 1934 ولحد الآن وهو يتعرض للمضايقات والتهميش سواء كان في العمل السري وهي الفترة التي أخذت من سنواته الكثير أو من خلال عمله العلني أو شبه العلني والغرض من ذلك هو تكميم أفواه الشيوعيين لكي لا يدافعوا عن المظالم التي يتعرض لها الشعب العراقي من قبل المتسلطين على رقابه وإبعاد خيرة الشبيبة الواعية المثقفة من الإلتحاق بصفوفه ورفده بدمائها النضرة من أجل إنتزاع الحقوق العادلة التي يتمناها الشعب وتعيش في أحلامه... ونتيجة لنضاله الدؤوب وسعيه لإحراز مكتسبات شعبية ومطلبية عادلة قدم الشيوعيون خيرة بنات وأبناء الشعب قرابين على مذبح الحرية وزجت الحكومات الملكية والجمهورية الرجعية بألوف منهم في زنازين المعتقلات والسجون وتعرض المئات منهم للفصل من الوظيفة والجامعة ومن التشريد ومصادرة الممتلكات وخلال تاريخه الممتد لأكثر من ثلاثة أرباع القرن تعرض الحزب الشيوعي الى نوعين رئيسيين من التهميش والمضايقة هما :
أولاً : الطريق المباشر أي القمعي وثانياً الطريق غير المباشر.. والمباشر هو الذي إتبعته السلطات الملكية العميلة بتحريم حرية العمل العلني وحتى السري للحزب الشيوعي ومنعه إصدار الصحف والنشريات وعدم فتحه للمقرات وهنا كانت السلطة تقوم بشكل مستمر بالتحري عن نشاطات الحزب وتتبع أثره في كل مكان وإصطياد قادته وكوادره وزجهم في السجون وتصفيتهم تحت طائلة أحكام وقوانين تعسفية تسنها السلطات الجائرة والتي تقوم بقمع التظاهرات والإضرابات والإعتصامات وكسرها بالقوة وإغتيال قادتها وزج بعضهم بالسجن ونفي الآخرين داخل أو خارج الوطن كما كانت تفعل في منطقة بدرة بالكوت حينما تقوم بعمليات نفي واسعة لهم وتضعهم تحت الإقامات الإجبارية كذلك ما تقوم به السلطات من زرع بعض المندسين في التنظيم أو محاولة تسقيط بعضهم بالقوة أو بالإغراءات المادية الكبيرة من أجل إرباك العمل التنظيمي وتخريبه وكانت تراقب كل مواطن في دائرته الوظيفية أو في سكنه أو في مكان دراسته الجامعية مستعينة بالمخبرين السريين المبثوثين في كل بقعة من أرض العراق والذين يزودون السلطة بالتقارير التي تحدد حركة الناس لكي تستهدف من تراه بوضع مريب من قبلها ! وبنفس الوقت كان الحزب يحصن تنظيماته بسرية ويبتدع التنوع في التنظيم من خلال التنظيم الخيطي لإبعاد يد هؤلاء عن الشيوعيين وكان الشهيد فهد يؤكد أن على الشيوعي أن يشم رائحة الخطر قبل وقوعه لكن السلطة إستطاعت النيل منه ومن عدد من الكوادر وأعدمتهم في شباط عام 1949 وإستمر الطريق القمعي المباشر لحين إنبثاق ثورة 14 تموز عام 1958 والتي ساندها الحزب ودعمها بكل ما يمتلك من قوة وكان يناصر قائدها الشهيد الفريق عبد الكريم قاسم حتى آخر يوم من حياته حينما أعدم على يد إنقلابيي8 شباط عام 1963 وأعدم في التاسع منه وبدون محاكمة كما هو معروف وخلال هذه الفترة الممتدة ما بين ثورة تموز وإنقلاب شباط تمتع الحزب بالعمل شبه العلني وكانت منظماته الحزبية وصحافته تتعرض للمضايقة كذلك جرت مضايقة نقابات العمال وجمعيات الفلاحين وإتحادات الطلبة والشبيبة ورابطة المرأة وجرى إستبعاد عدد من الكوادر العسكرية المتقدمة من المراكز الحساسة وإستبدلوا بعناصر بعثية وقومية ولم يمنح الشهيد عبد الكريم إجازة العمل العلني للحزب الشيوعي بل أجاز جماعة داود الصايغ بإسم الحزب الشيوعي العراقي ولم يوافق على إجراء إنتخابات عامة للبلد بزعم أن الشيوعيين سيفوزون بها بسبعين بالمئة كما ذكر ذلك الزعيم نفسه مما كان له الأثر السلبي في إضعافه لنفسه ولقيادة الثورة وتغلب القوى الرجعية عليهم فيما بعد وبهذه المرحلة يكون الحزب قد تعرض الى التهميش غير المباشر أو غير القمعي عبر التصفيات الجسدية قياساً للفترة السابقة أو اللاحقة على يد الحرس القومي والذي بدأها ببيان رقم 13 الذي يبيح سفك دماء الشيوعيين وعلى الرغم من قصر فترة تسلط الحرس القومي على الحكم والتي دامت تسعة شهور إلاّ أن الحزب قدم خيرة الشهداء وفي المرتبة الأولى منهم سكرتيره الأول الشهيد سلام عادل ونخبة متميزة من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وأكثر من خمسة آلاف من كوادره ورفاقه..نساء ورجال ومطاردة الشيوعيين في كل مكان والبحث عنهم لغرض تصفيتهم ودفن بعضهم أحياء كما حصل للشهيد سيد وليد في الناصرية وغيره وفي 18 تشرين الثاني تخلص عبد السلام عارف من الحرس القومي بالإنقلاب عليهم لكنه إستمر بسجن الشيوعيين والتضييق عليهم ومنع أي نشاط علني لهم ومراقبة إعلام الحزب وتحركات أنصاره من الكتاب والفنانين والمفكرين ورصد نشاطاتهم في الجوانب الإبداعية..ثم جاء إنقلاب 17 تموز عام 1968 وهنا إمتازت سياسة السلطة التي كان يقودها حزب البعث بالتخبط فأولاً أطلقت سراح عدد من الشيوعيين الذين كان عدد منهم محكوم بالإعدام ثم قامت لاحقاً بتصفية آخرين كانوا من الكوادر المجربة في عمل الحزب في الظروف السرية ومنهم ستار خضير وشاكر محمود وعبد الأمير سعيد ومحمد الخضري وغيرهم ثم بدأت تحاور الحزب للدخول في جبهة موحدة ضد القوى الرجعية ومن أجل بناء الإشتراكية بعد تخطي وإنجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وأعطت للشيوعيين وزيرين أحدهما كان وزير دولة عام 1972 وإقتنعت قيادة الحزب الشيوعي بذلك ودخلت في جبهة مع البعثيين في تموز عام 1973 وهنا بدأت بشكل جلي مرحلة التهميش غير القمعي والمضايقات بدون تصفيات جسدية إلاّ ما ندر وإنصبت بالدرجة الأساسية على الطلاب والمثقفين عموماً والعمال وتحركاتهم وإستمرت السلطة في هذه الحقبة والتي إمتدت لأكثر من خمسة سنوات بإتباع سياسة مزدوجة ومبطنة ففي الوقت الذي سمحت فيه بفتح مقرات للحزب في العاصمة بغداد وفي جميع المحافظات ومنحت الحرية للصحافة الحزبية اليومية والإسبوعية والشهرية وسمحت للكتاب والأدباء والشعراء الشيوعيين بطباعة ونشر نتاجاتهم إلاّ إنها صارت تراقب مقرات الحزب وتنذر صحافته بشكل خطي وشفهي وتحاول تسقيط المبدعين وطلبت من الحزب أن يجمد المنظمات الديمقراطية في عام 1975وهي إتحاد الطلبة والشبيبة ورابطة المرأة أو أن يتخذ إجراءاته القمعية هو بذلك وصادرت لقب العامل وإستبدلته بالموظف ثم منعت على خريجي الثانويات من دخول المدارس العسكرية في الجيش والشرطة إلاّ للبعثيين ثم أصبحت كلية التربية لا تقبل غير البعثيين وصارت معاهد الفنون وكلية التربية الرياضية وأكاديمية الفنون مقتصرة على الطلبة البعثيين وأخيراً أصبحت كل الكليات والمعاهد لا تقبل في صفوفها إلاّ لمن كان بعثياً أو منتمياً للإتحاد الوطني لطلبة العراق وإقتصرت البعثات لبلدان العالم للطلبة البعثيين ثم أطلقوا بصريح العبارة سياسة تبعيث التعليم ولم تخلو المعتقلات من الشيوعيين خلال فترة الجبهة ثم تصاعد التهميش والمضايقات للشيوعيين في كل مؤسسة رسمية وشبه رسمية وبدأت المضايقات على الرزق وفي أماكن عملهم الخاصة الى أن تحولت الى الطريق الأول والأرهب وهو القمعي المباشر بتطويق مقرات الحزب في بغداد وجميع المحافظات وإرغام الحزب على غلق صحيفته ومقراته وجرت حملة هستيرية ليس لها مثيل شملت كل مناطق الوطن وإستهدفت كل تنظيماته وكانت سريعة جداً ومكثفة راح ضحيتها مئات الأعضاء والمؤازرين شهداء وزج النظام بعشرات الألوف منهم في السجون وإستطاع وتحت تعذيب وحشي بأن ينتزع البراءات من عدد منهم بينما إستطاع الوف منهم من الهرب خارج العراق وعاد لاحقاً قسم كبير منهم للمساهمة بحركة الأنصار المسلحة في كردستان حيث إضطر الحزب الى اللجوء مجدداً للعمل السري وفي نفس عام الهجمة الشرسة عليه وهو عام 1979 إستطاع الحزب من لملمة وتضميد جراحه والإستعداد لخوض الكفاح المسلح في منطقة كردستان التي تصلح لأرقى أشكال الكفاح وكان تنظيمه في كردستان والخارج يعمل بشكل علني وله صحافة وإذاعة بينما بقي داخل الوطن مقتصراً على تنظيمات سرية جداً وخيطية تم إستهداف الكثير منها من قبل البعثيين وراح ضحيتها عدد من الرفيقات والرفاق وبلغوا المئات وقدم في كردستان أيضاً أكثر من 1400 شهيد راح أكثر من مئة شهيد منهم ضحية هجوم الإتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده جلال الطالباني ونوشيروان ضد الشيوعيين ومقراتهم القيادية والإعلامية في إيار عام 1983 في منطقة بشتاشان وهنا تعرض حزبنا للتهميش والمضايقة الدموية المباشرة من قبل حلفاءه في الكفاح المسلح وبمباركة السلطة وحزب البعث في ذلك الوقت من التاريخ الأليم ولو من بعيد , ثم جاءت الحرب الكيمياوية التي قامت بها السلطة ضد مواقع الحزب في الخامس من حزيران عام 1987 وحملات الأنفال وحرق القرى والمقرات والتي إستطاعت أن تقوض عمل الحزب كثيراً وتحد من فعاليته ولو بشكل مؤقت ثم ما لبث الحزب أن إستعاد عافيته مع بقية الأحزاب الوطنية العاملة على الساحة الكردستانية وإشترك بشكل فعلي في إنتفاضة آذار عام 1991 في جميع مدن العراق وخاصة في كردستان وقامت كوادره بمساعدة الأهالي وبقية البيشمركة بتحرير عدة مناطق من كردستان وحينما تحررت كردستان وأصبحت محمية بغطاء جوي دولي عملت الأحزاب جميعاً على تكوين حكومة شارك بها الشيوعيون بوزير واحد وإستطاع أن يفتح مقراته في جميع محافظات ومدن كردستان وفتح محطات إذاعية وتلفزيونية وقام بإصدار صحيفته المركزية وبعض الصحف المحلية الأخرى لكنه أيضاً وفي ظل حكومة الإقليم لم ينعم بالديمقراطية الحقيقية وحينما جرت أول إنتخابات كانت مزورة بإعتراف المسؤولين من الأحزاب الكردية قبل غيرهم وكان تمثيل الشيوعيين فيها وفي الإنتخابات التي جرت في المرة الثانية هامشياً بينما تقاسم الحزبان الحاكمان الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني الكراسي في السلطة والبرلمان ورموا بفتات موائدهم الى الشيوعيين والمسيحيين والكتل الصغيرة بوزير واحد لكل منهم ونفر قليل من البرلمانيين وأصبحت الحقوق والإمتيازات بشتى أنواعها مقتصرة على المنضوين تحت لواء هذين الحزبين فقط.. وكان الشيوعيون يمولون من رفاقهم في تنظيمات الخارج بالمال والكوادر الإعلامية في كثير من الأحيان ويعززون بشكل سري جداً تنظيمهم داخل الوطن بحيث حينما سقطت السلطة في 9 نيسان 2003 كانت قيادة الحزب وسط العاصمة بغداد وسارع الشيوعيون فوراً الى فتح مقراتهم في جميع أنحاء البلاد وكانت جريدة طريق الشعب الصحيفة الأولى في العراق التي تتلمسها يد المواطن العراقي ولأول مرة بعد التغيير وهي ضد النظام السابق الذي ولى الى غير رجعة ومنذ ذلك التاريخ والآن يتصاعد تهميش الحزب الشيوعي من قبل القادة الجدد الذين كانوا معه بالأمس القريب في صفوف معارضة النظام وللأمانة أقول أنهم لم يكونوا معه في سوح الكفاح المسلح في كردستان حيث كنا نحن فقط الوحيدون كحزب عراقي ومعنا عدد من الأحزاب الكردستانية أما الأحزاب الإسلامية الحاكمة الآن فإما أنها تشكلت بعد سقوط النظام وهي معروفة أو أنها كانت موجودة على الساحة الإيرانية والسورية وفي بلدان المهجر والتي أصبحت اليوم تتسيد المشهد السياسي والإعلامي والحكومي والبرلماني الحالي وتحاول النيل من الشيوعيين وحزبهم من خلال المضايقات وإصدار تعليمات غير محسوبة العواقب على مستقبل العملية السياسية أو على الديمقراطية الفتية في المجتمع العراقي ..بغلق مقرهم الرئيسي في بغداد أو مقر جريدتهم الرسمية وهي ومنذ عدة سنوات صارت تقلد النظام السابق في الكثير من الأمور بل أنها في نواحي عدة فاقت بها ما كان يفعله النظام السابق وجعلت الكثيرين من بسطاء شعبنا يترحمون عليه ! كالسرقة للمال العام بشراهة والفساد المالي والإداري ومحاولة إبعاد الشيوعيين والتيار الديمقراطي عن البرلمان والوزارة والمسؤوليات الكبرى بسن دستور مبتور وبحاجة للتعديل وتغيير عدد من مواده وبتشكيل مفوضية للإنتخابات غير حيادية وغير مستقلة وإستخدام المال العام والقنوات الفضائية الرسمية والرشاوى وغيرها في تغطية حملاتها الإنتخابية وبث الرعب في نفوس الناخبين ومحاولة تضليلهم بالأكاذيب والوعود الفارغة وحماية المزورين والدفاع عنهم وإصدار عفو عن مزوري الشهادات الجامعية والعليا وتجفيف المنابع التي ينشط بها الشيوعيين ومحاصرتها كالنوادي الثقافية والفنون والآداب.. ويبدو من خلال إصدار رئيس الوزراء قراره بمحاصرة المقرين وتبليغهما بالإخلاء خلال 24 ساعة أنه نسي أو تناسى دعم الحزب الشيوعي العراقي الكبير له في ولايته الأولى حينما كان الحزب له وزير ضمن القائمة العراقية التي كان منضوياً تحت لواءها وإنسحب وزرائها من الحكومة لكن الوزير الشيوعي بقي لآخر لحظة هو وحزبه يدعم المالكي وحكومته التي كانت تحيط بها وبالوطن الأخطار الجمة من كل جانب وظل يسند هذه الحكومة على إعتبار أنها حكومة وحدة وطنية ولكن حينما رأى الحزب أن الوضع الحالي برمته يحتاج للإصلاح خاصة بعد نتائج الإنتخابات الاخيرة وعسر تشكيل الحكومة وعدم إيفاءها حتى بالقليل من تعهداتها أمام الناخب العراقي الخ ..خرج يتظاهر في ساحة التحرير مع بنات وأبناء شعبنا العراقي في مسيرات جماهيرية سلمية وفي عدد من المحافظات ..سارع رئيس الوزراء لإصدار قراره المرتجل هذا بوجه أنزه حزب على الساحة العراقية برمتها ولم يدري أن هذا القرار وضع عدة نقاط ضعف عليه وعلى حكومته ووضع الديمقراطية على المحك , بينما تمتع الحزب الشيوعي بدعم ومناصرة كل الطيبين في وطننا العراق وفي الخارج ..إن مقرات الشيوعيين هي في قلوب بنات وأبناء الشعب الميامين الذين يدعمون الحزب ويسندوه كما كانوا دوماً في المحن والشدائد غير عابئين بالإمتيازات والأموال التي توفرها الأحزاب الحاكمة لمنتسبيها ومثلما ذاق الشيوعيون الحرمان فأنهم الآن يذوقون المرارة في كثير من الأمور ومنها التعيينات والتي غالباً ما تقتصر على منتسبي الأحزاب الحاكمة وأصحاب الأموال الذين يشترون التعيين بالرشاوي وخاصة في سلكي الشرطة والجيش بالإضافة الى تعيين خريجي الكليات التي تتم عبر المحسوبية والمنسوبية وبهذا يستبعد تعيين الشيوعيين ويجري التهميش والإقصاء للشيوعيين حتى لضحايا النظام السابق الذين ماتت معاملاتهم في المحاكم ومنذ أكثر من سبعة سنوات ومنها أسرتنا بينما تمت إعادة أغلب الممتلكات للأسر التي تنتمي للأحزاب الإسلامية الحاكمة وجرى أيضاً منحهم قطع أراضي ومكافئات مادية..وفي جانب الوظائف الإدارية جرى وبشكل ملفت للنظر إبعاد الشيوعيين منها حتى قبل بدأ الإنتخابات وظهور نتائجها فلو فتشنا العراق من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب فأننا لا نجد شيوعياً واحداً يشغل منصب مدير ناحية أو قائممقام قضاء أو محافظ أو مدير تربية أو غيرها والأمر نراه متجسداً بوضوح أشد حينما نبحث عنهم في المواقع العسكرية بحيث تخلوا دوائر الأمن الوطني والمخابرات العامة والإستخبارات وقيادات الألوية والأفواج والفيالق وغيرها من الشيوعيين ولم نرى أن هنالك شيوعي واحد يشغل منصب مدير شرطة في أية مدينة أو محافظة !!! أو مدير مطار..! فأين هم الشيوعيون !! ولماذا هذا الخوف منهم..!! وأين يجب أن يعملوا..!!أي في أي مجال..إذا كانت كل المجالات مسدودة بوجههم ويتم التعامل معهم بحذر وريبة !! في الوقت الذي نرى فيه إعادة تأهيل البعثيين من جديد وتبوئهم المناصب الحساسة في الدولة ومفاصلها المتنوعة وفي مرافق الحكومة المدنية والعسكرية..كذلك جرى ويجري على قدم وساق تعيين أشباه الأميين والرجعيين والمتخلفين في وظائف مرموقة لا يفقهون منها شيئاً ووصل بعضهم الى قبة البرلمان وآخرين أصبحوا وكلاء للوزارات بشهادات دنيا أو مزورة وبدون خبرة في المجالات التي جرى تعيينهم فيها بينما أصبح عدد من قادة الأحزاب أو الكتل وزراء وهم ليسوا من التكنوقراط المزعوم..! في الوقت الذي يعج فيه الحزب الشيوعي داخل الوطن وخارجه بالكفاءات العلمية العالية جداً وفي جميع الإختصاصات وله الآن خارج الوطن بضعة مئات من الأعضاء من حملة الماجستير والدكتوراة وهنالك عدد منهم من يحمل شهادة علمية أعلى كالبروفيسور والهابيل لكنها على ما يبدو لا تساوي شيئاً أمام الشهادة المزورة والتي ترتقي بصاحبها الى أرقى المناصب بشرط أن يكون من كوادر هذه الكتلة أو تلك عكس ما هو جاري في البلدان المتقدمة والتي تزجه ومن منحه إياها في السجن..أن إقصاء الشيوعيين وتهميشهم لا يشرف أحد وهو وصمة عار أبدية في وجه أية حكومة عراقية تدعي أنها تسير بالبلاد في رياح الديمقراطية..إرفعوا أيديكم عن الشيوعيين العراقيين..إنهم ثروة علمية وسياسية وطنية هائلة وهامة يجب الإستفادة منها إن كنتم وطنيون حقاً وأعيدوا لهم ممتلكاتهم وحقوقهم التي صادرها النظام السابق كأفراد وأسر وكحزب كانت له مطابع ومقرات وسيارات وممتلكات لا تقدر بثمن وقد إمتلكها بتبرعات بنات وأبناء الشعب العراقي الغيارى على حزبهم ووطنهم ولم يستولي عليها من أحد كما يفعل عدد من المتنفذين الآن..أن وجود الحزب الشيوعي على الساحة العراقية وعمله دون تهميش وإقصاء وضغط من أحد وزج أعضاءه ومناصريه في العملية السياسية الحالية بشكل صادق وشفاف وفاعل لهو صمام الأمان لديمومة أية حكومة وطنية تسعى لخير الشعب العراقي وتعمل من أجل مصلحته ولقد عرف عن الشيوعيين أنهم أناس شرفاء غيورين على وطنهم محبون لشعبهم ومتفانون في اللوذ عن مصالحه ويطمحون ويناضلون بقلب حار من أجل تغيير واقع شعبهم المأساوي بكل صوره القاتمة والمحزنة..لذلك أدعوا الحكومة ورئيس وزراءها أن يعتذروا للحزب على خطوة إرسال قواتهم لإجبار الشيوعيين على إخلاء مقراتهم وكأنها ملاذاً للإرهابيين وليست مدارساً للتنوير الثقافي والمعرفي للشعب ..ومحاولة الإستفادة من خبرة الشيوعيين العظيمة وإتخاذهم كمستشارين في كافة مفاصل الدولة الحيوية وخاصة في السياسة والإقتصاد بدل تهميشهم وإقصائهم لأي عذر كان.. ورد الإعتبار لشهدائهم مادياً ومعنوياً وفي جميع المحافظات التي إستشهدوا فيها في جميع المراحل من تاريخ حزبهم المجيد. ... إن الشيوعية قوية وراسخة الجذور في بلاد وادي الرافدين وستبقى كذلك لكي تحقق سعادة الشعب برمته في وطن ترفرف فوق سماءه حمامات السلام البيضاء الجميلة ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بلع ألأذلال وألمهانة مرة أخرى
طلال ألربيعي ( 2011 / 3 / 18 - 08:48 )
للأسف أنك تردد بسذاجة سياسية لا تغبط عليها,حالك حال سكرتير حشع, عندما يتسائل -أهكذا يجري التعامل مع رفيق كفاح لسنوات طويلة ضد الدكتاتورية والاستبداد ومن اجل حرية الشعب العراقي؟- بصدد أغلاق مقرات ألحزب . ولا أدري لمذا يقوم ألسكرتير بتقديم هذه ألتزكية وألمجانية ألى القوى ألساسية ألدينية, وبألأخص حزب ألدعوة, وألذي وصل للسلطة على متن ألدبابات ألأمركية, وألذي لم يكن همه, كما أثبتت ألأحداث لاجقا, بناء الديموقراطية أو حرية ألشعب ألعراقي, بل بناء دولة دينية شمولية وبألتعاون مع ألعديد من ألبعثيين ألسابقيين.
أنها ليست قضية عواطف وأن أزمة ألحكومة وألنظام برمته لن تحل بألتباكي ألمهين كألصبايا وكأن ركل وضرب ألشيوعيين في مقراتهم لم تكن أذلالا كافيا لهم وللحزب بمجمله. ومما يزيد ألطين بلة, فأن قيادة ألحزب قد بلعت هذا ألأذلال وألمهانة مرة أخرى عندما تخلت عن حقها بل وواجبها في أعادة ألأعتبار ألى ألحزب بتخليها عن مقاضاة ألمالكي بسبب أستخدام قواته للعنف ألجسدي وأللفظي ألمهين وغير ألمبرر مع منتسبي ألحزب وذلك بعد موافقته لاحقا على تأجيل أستعادة ألمقرات


2 - بلع ألأذلال وألمهانة مرة أخرى
طلال ألربيعي ( 2011 / 3 / 18 - 08:50 )
وكأن هذه ألبنايات أهم وأثمن بكثير من كرامة رفاق ألحزب وأذلالهم بهذه ألشاكلة علي يد قوات ألمالكي. أم هو ألأدمان على ألذل؟ وكيف ستحترم ألجاهير ألحزب أذا كان هو نفسه لا يطلب ألأحترام أو حتى يتوقعه في تعامل ألسلطة معه؟
ان ألمسألة لا علاقة لها بتاتا بألعواطف أو ألمشاعر. أنها قضية صراع طبقي, ومن لا يدرك ذلك فلا يجب أ يسمي نفسه شيوعيا, وحتى على قبيل ألمزحة


3 - تحية للاخ امير امين ولاخ طلال االربيعي
اكرم سامي ( 2011 / 3 / 18 - 13:30 )
واقول للاخ طلال الربيعي
من حقك النقد وابداء وجهة نظرك بل مايكتب على موقع الحوار المتمدن الموقر وغيره من مواقع الصحافة المتنوعة بغض النظر عن الأختلافات بوجهات النظر المختلفة فكريآ وطبقيآ وسياسيآ ولغويآ شرط الابتعاد عن النقد المشخصن الجارح والمجير لمواقف مسبقة تجاة الكاتب او الحزب الشيوعي العراق واعتقد استعمالك لكلمة سذاجة ونعت الكاتب بها هذا لايليق بسياسي ملتزم بخط الوطنية مثلك ومنحاز لحزب الكادحين وبالنتيجة يحرف التعليق عن مضمونه وهدفة البناء واستعمال الكلمات السوقية ليس من شيمنا كيساريين وديمقراطيين وطنيين نحرص على حزب الكادحين ورفاقة الذين قدموا الكثير من الشهداء وعائلة امين من هؤلاء الذين يعتز بهم العراق والشعب العراقي وهم رمز الوطنية الحقة وابناء الناصرية والكثير من ابناء العراق يعرفونهم جيدآ
مع التحية والشكر


4 - شيوعيون يستخدمون نفس ألتعبير
طلال ألربيعي ( 2011 / 3 / 18 - 15:19 )
عزيزي ألسيد اكرم سامي
شكرا على ملاحضتك وأن كنت لأ أتفق معها. ولا أعتقد أن مصطلح ألسذاجة ألسياسية تعبير سوقي, وأنا أيضا غير معني هنا بألشخص نفسه بل فقط بموقفه ألسياسي. ولذلك أشرت بألظبط ألى ألسذاجة ألسياسية.كما ولا أعتقد أن لذلك أية غلاقة بموضوعة ألنضال. كما وأني لو كنت قد خالفت ألقواعد لما نشر ألحوار ألمتمدن تعليقي, وأذا لديك مشكلة بهذا ألخصوص فلربما عليك متابعتها مع محرر ألحوار ألمتمدن.
وأذ تعترض على أسيتعمالي لهذا ألتعبير, فما رأيك بأستعمال السيد رضا الظاهر له في معرض رده في ألحوار ألمتمدن ألأن على تعليق لرفيقه ألسيد سمير طبلة.
ونصه كألأتي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=250387
-ألعدد: 225079 28 - رد الى: سمير طبلة
2011 / 3 / 15 - 10:57
التحكم: الكاتب-ة رضا الظاهر
شكرا على التحية.
الكثير من الملاحظات لا علاقة له، للأسف، بجوهر المقالة ومحتواها. ولذلك من الطبيعي أن اتناول ما له صلة بالمحاور التي طرحت في الحوار.
في ما يتعلق بالجوانب السياسية كان هناك، في المؤتمر الثامن وقبله وبعده ايضا تقييم شامل لكل جوانب سياسة الحزب. ويمكن العودة الى التقرير السياسي للمؤتمر


5 - شيوعيون يستخدمون نفس ألتعبير
طلال ألربيعي ( 2011 / 3 / 18 - 15:22 )
الوطني الثامن للحزب المنعقد في ايار 2007 في ما يخص تناقضات العملية السياسية وموقفنا النقدي منها. الادعاء بأن الحزب -مدافع مستميت- عن العملية السياسية ادعاء قاصر وساذج. فوثيقة المؤتمر الثامن تتناول بتحليل عميق تناقضات هذه العملية وثغراتها الجدية وفي مقدمتها نهج المحاصصة البغيض وقضايا اخرى.-

أن مشكلة ألسكرتير أو ألآخرين ليست معي ولا ينبغي ألتهرب. ألمشكله هي مع ألمالكي وقواته ألتي أهانت ألحزب ورفاقه وألتى لحد ألآن لم نسمع منه أي أعتذار بهذا ألصدد أو أنباء عن مقاضاته من قبل ألحزب.
مع تحياتي


6 - الى عزيزي أكرم سامي مع التحية
أمير أمين ( 2011 / 3 / 18 - 20:35 )
الأخ العزيز أكرم سامي تحية طيبة وألف مبروك لخطبة الغالية ولخطيبها
حول نظام التعليقات أكيد أنك تعرف أن الحوار المتمدن يترك الحرية للكاتب فيما يخص السماح للتعليق أو عدمه وأيضاً فأنه يشعر الكاتب بالتعليقات الواردة له ويمكنه حجبها إن أراد هو أي الكاتب وأنا من طبعي هو أن أترك المعلقين يكتبون ما يشاؤون لكني أحتفظ بالرد على المداخلات الغنية والمفيدة والتي تخدم مضمون المقالة وليست التي تتفق كلياً مع وجهة نظري أما الإساءات فهي لن تنقطع لا سيما وأن هنالك أناس يتهجمون عليك فقط لمجرد إستمرارك بالحزب وعدم تركك له وهم بالعشرات..
تحياتي ومودتي لك مجدداً وسلامي لأسرتك الكريمة ودمتم بخير..
أمير أمين

اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على