الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسقاط النظام الاردني : اختراق التابوهات

خالد الكساسبه

2011 / 3 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


لسنا مدسوسين وآخر مرة مارست الاندساس كنت طفلا ، لم أكن أملك ثمن التذكرة لحضور مباراة كرة قدم في ستاد عمان فاندسست بين الجمهور ، ولا أجندة لي ، واخر اجندة امتلكتها كانت ايام المراهقة ، كنت اكتب فيها كلمات العشق لفتاة لم اراها في حياتي قط ، و لست عميلا ، والمرة الوحيدة التي كنت فيها عميلا كانت لشركة الكهرباء والماء ، اعتذر للسخرية ولكن كيف لنا ان نطعن في اتهاماتهم التي اصبحت تشبه مسلسل كوميدي ،لا يبعث على الضحك بمقدار ما يبعث على الغباء ، بلا سخرية
نتحدث و نكتب ونقول مايدور في عقولنا حتى لا تضيع البوصلة من المواطن فيبحث عن الوطن في الفكرة ، بينما يتسرب من بين يديه الوطن و الارض والتاريخ ، لكن ما يتناساه البعض ، وهم يزوّرون التاريخ ، انهم لا يقولون للناس أن طريقة الحكم قد تحولت ، باستخدام الدستور الى ديكتاتورية ، قد لا تشبه ديكتاتورية الحكم الليبي او النظام السوري ،لكنها ديكتاتورية ناعمة يمتلك عبرها الملك لوحده كل السلطات وفي الوقت نفسه فانه فوق المساءلة ، و ان المكاشفة استحالت وباستخدام الات النظام الاعلامية البالية الى خيانة ، وان قول الحقيقة و باستعمال نظريات ميكافيلي اضحى فقط طريقة ل المصالح لا تعبيرا عن مبدأ ، وان تعريف حقوق المواطنة باستعمال نظرية التخوين من الخارج ما هو الا بدفع من جهات اجنبية مدسوسة رغم ان النظام هو الذي يرتبط بامريكا ،وهو ،لا نحن ، الذي ينهل من ملايين امريكا
عندما كتبت قبل اشهر عن الملكية الدستورية كانت الكلمة بالنسبة للجميع مثل بعبع يخشون حتى النطق به ، اليوم ان بحثتم عن الملكية الدستورية فستجدون مئات بل الاف المقالات حول الموضوع بعد ان اصبحت الكتابة عن الفكرة سواء سلبا او ايجابا خارج رحم التابوهات ،وعندما كتبت انتقد الملكة رانيا قال لي البعض لا تحرق سفنك فقلت لهم البوعزيزي احرق نفسه من اجل تونس أولا نحرق السفن ، واليوم نرى ان من كان يخشى ان يذكر حتى اسم الملكة يكتب عنها ،وبالامس عندما كتبت عن اسقاط النظام فانني بديت للجميع كمن يتكلم لغة هيروغليفية لم ينطقوا بها مرة في حياتهم ، طرح الموضوع للنقاش لا يعني التخلي عن خيار الاصلاح ولكنه الى جانب انه محاولة لكسر الخطوط الحمراء واختراق التابوهات ، فهو ايضا إخطار للنظام بوجود خيارات اخرى لدى الشعب
مارس النظام (التفكيكية) بين مكونات المجتمع في كل فرصة لاحت له وسعى لاقناعنا انه الحالة (التوفيقية) بين هذه المكونات وانه الضامن لوحدة الشعب الاردني وبدونه فان البلد يصبح معرضا للخطر فاضحى الاردني مثل الفتاة المتمنعة يريد التغيير ولا يريده ، ومثل شخص جائع جدا لكنه غير قادر ان يمد يده على الطعام الموضوع امامه ، اضحى مثل مريض بانفصام لا يدري ماذا يريد ولهذا تعددت افرقة المعارضة و تعددت مطالبها وانقسمت مسيراتها مما اصابها بالضعف بعد ان استطاع النظام عبر وعود على الورق احتوائها ، وقد كشف لي مصدر موثوق ان الملك طلب بحزم من رئيس واعضاء لجنة الحوار الوطني عدم التطرق لاي تعديلات في الدستور لاسيما فيما يخص صلاحياته
بعكس والده الملك حسين فان الملك عبدالله مارس سياسة مناكفة للشعب الاردني وارادة الشعب الاردني بدءا من اختياره ل سمير الرفاعي واصراره على الاحتفاظ به رغم كل المسيرات التي طالبت باسقاطه وكلنا نذكر ان الملك حسين استجاب لمطالب الشعب بعد ان طالب باسقاط زيد الرفاعي مباشرة ، و في دليل اخر على مناكفة الشعب الذي يطالب بمكافحة الفساد وعدم التوريث فانه عين عصام الروابدة مستشارا
كتبنا بعتب ولم يسمعونا ، كتبنا بغضب ولم يسمعونا ، خرجنا بمسيرات غضب ولم يسمعوننا ، فماذا نفعل ، شخصيا اؤمن تماما ان الثورة لا تكون ثورة الا خضبت بالدم والثورة لا تكون ثورة ان ابقت على ما انقلبت عليه
حراك الاردنيين سبق كل الحراكات في الدول العربية عندما بدأت مسيرات واعتصامات عمال المياومة والمعلمون قبل ان يخرج العسكر ببيانهم الشهير ، هذا على صعيد الحراك السياسي ،على الارض اعلن الاردنيون عن يوم الغضب في الرابع من شهر كانون الثاني الماضي اي قبل اسبوع من سقوط زين العابدين بن علي وقبل ثلاثة اسابيع من بدء يوم الغضب المصري وبهذا فان الاردنيين في خروجهم لا يتبعون احدا ولا يقلدون أحدا انما خرجوا قهرا وفقرا
في المقال السابق كنت واضحا تماما فانا لم ادعو لاسقاط النظام وانما قلت انني لا استبعد ان يرتفع سقف المطالبات ليدعو الى اسقاط النظام ان بقي مصرا على عدم تعديل الدستور و اعلان الملكية الدستورية ، ونقضي لسيكلوجية النظام انما هدفت منه الى ايصال رسالة مفادها انه لا احد مصان من ثورة الشعب سواء أكان نظاما جمهوريا او نظاما ملكيا، وانه في حالة الاردن فان هذا الاحتمال ليبدو اكبر مع ما تم اثباته من افتقاد هذا النظام لما يسمى بالقدسية او الشرعية او عدم الدموية ، و انني لا زلت على الاقل حتى الان اصر على ان الحل للخروج من المأزق وانقاذ البلد يكمن في الملكية الدستورية
ان التنظير عن الفكرة كثيرا يفقدها رونقها ويجعل منها شيئا منغلقا على نفسها وتدور حول نفسها وتبقى مجرد فكرة لن تخرج لمرحلة التنفيذ ابدا ، وهنا لن اذكرمبررات الملكية الدستورية او المكتسبات التي ستتحقق بتنفيذها لانني عرضت ذلك في مقالي (الملكية الدستورية هي الحل) ، اليوم لا نحتاج لمناقشة ما ناقشناه مطولا بل نحتاج لان نتحرك على الارض من اجل تحقيق افكارنا
شئ وحيد اريد ان اقوله حول الفكرة و هو ان الذين يعارضون الملكية الدستورية هم :النظام وحاشيته لان تطبيقها يحد من سلطاتهم وفسادهم ، الاردنيون الشرقيون خوفا من سيطرة الاردنيين من اصل فلسطيني ، ، المتخوفون من مشروع الوطن البديل ،المتشبعون بخرافة عدم جاهزية الاردني العشائري على حكم نفسه بنفسه ، و اخيرا فئة رابعة لا تعي ماذا تعني الملكية الدستورية ، وهنا فانه لفت نظري ان بعض من يدعون الثقافة السياسية قد خلطوا بين الملكية الدستورية والحكم بموجب الدستور ولا ادري هل هو خلط نابع من جهل او نابع من دهاء سياسي لتخويف العامة من الملكية الدستورية
بعد عامين على المطالبة بالملكية الدستورية لازال النظام خائفا جدا من الفكرة ولكن لم يعد الشعب خائفا من المناداة بها و قد كشف لي احد المطالبين ب الملكية الدستورية قبل عامين انه واخرين تلقوا تهديدا مباشرا من المخابرات ان واصلوا طرح الفكرة بل وانه تم تهديدهم بتلفيق قضايا لهم ان لم يتراجعوا وهذا ادى الى اعادة الفكرة الى الادراج مؤقتا ولم يعد احدا في الاردن ينادي بشكل علني بالملكية باستثناء جمال الطاهات الذي صمد لفكرته ودافع عنها في اكثر من ندوة ومقال فيما عاد من تقهقر لطرح الموضوع من جديد بعد التغييرات التي طرأت على الساحة
اخيرا فلنتذكر ان حركة الانسان دائما قابلة للتغيير وقابلة لتعديل مساراتها واتجاهاتها واهدافها فمثلا الزوجة التي تحاول الدجفاع عن نفسها ان ضربها زوجها قد تضطر سواء عن طريق الخطأ او القصد لقتله ان لم تنجح محاولاتها في ابعاده عنها ، قصدت ان عدم الاستجابة لمطالب الاصلاح قد يؤدي الى فقدان الشعب للثقة بالنظام ونواياه والتوصل الى قناعة ان الاصلاح والتغيير لن يتحققا الا عبر اسقاط هذا النظام..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر