الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنتكاسة

عصام شعبان عامر

2011 / 3 / 27
المجتمع المدني


انها المهزله الكبرى والإسهال الفكرى المريض المصاب بحمى ولوث وتعصب الأديان انها الفوبيا المرضية والمعدية فى آن واحد التطرف إلى أحد نقيضين عند إحدى حافتين متناقضتين الأرضية المشتركة بينهما تعصب أعمى لدين ولفئة غلبت بإعتقاد عددى على فئة أخرى فهى تحاول أن تقول لها أنها موجودة وذات تأثير .
حمى الاسلام السياسى لابد أن يقابلها مد مسيحى والتجاهل الاسلامى للآخر يولد عنف واحتقان داخلى يولد غضب لدى المسيحى وبالطبع انا لااقصد تجاهل الاسلام لا سمح الله بل أقصد تجاهل الفكر الإسلامى الحالى ونظرته الى الآخر انه تحت الوصاية والولايه والحمايه . ولكى نفهم ونعى جيدا ما يقال فى تلك المقاله حتى لاتتحول إلى اتهام بالتكفير أو بالعلمنه أو إلى آخره بمسميات الوصاية الأمامية الحاكمية فلابد أن أوضح شيئا حتى لايلتبث الأمر على القارئ . هناك فرق بين الدين والفكر الدينى فالدين سماوى نص مقدس لا يقبل المناقشه أما الفكر الدينى فهو اعمال العقل فى النصوص الدينية بما يتماهى ويتماشى ويتلاشى مع البيئه والثقافة والعصرنه يعنى هناك فرق فى التعامل بين (الإسلام كدين إلهى سماوى من عند الله لم يخضع لعملية تأويل وهو فى مرحلة تأسيسية وبين الفكر الإسلامى والذى يخضع لمعايير البيئة والثقافة والعقل الجمعى السائد فى عصر من العصور ولذلك فهناك اختلاف واضح وجوهرى بين المذاهب الإسلامية فى كل شئ فى الأصول والفروع ومن يقول بغير ذالك فهو يحاول ان يتجاهل هذا الإختلاف ويصوره انه فى الفروع فقط وهذا التباس واضح فالإختلاف واضح حتى فى العقائد وما نسميه اصوليات ولان مجال العقل فى الإسلام واسع اتاح ظهور العديد من المذهبيات القائمة على اج-تهادات حول النص وتحول فى مرحله تالية إلى خلاف فاختلاف ولأسباب سياسية ولوجستية انتصرت بعض الذاهب على الأخرى فصورت بنفسها انها هى الحق الذى لامرية فيه وانها هى الاسلام وما سواها زندقة وكفر .
هذه المقدمه لابد منها لكى نستطيع ان نوضح معالم انتكاسة الثورة المصرية بعد الإستفتاء المنصرم .
ماذا حدث ؟
من المفترض أن يصوت المستفتى بنعم او بلا على حسب رؤيته هو للتعديلات وهل هى تحقق طموح الشعب ام لا تحقق ما حدث كان على العكس تماما فمعظم من ذهبوا لم يعرفوا التعديلات أصلا ولم يكلفوا خواطرهم لكى يعرفوا الشعب المصرى 30% منه امى لايعرف يقرا ولا يكتب وتقرايبا عدد مماثل تحت خط الفقر لايجد قوت يومه يطلب الأستقرار والامن حتى يتمكن فى سعيه من سد حاجياته هو وعياله الجوعى ثم جاءت الثورة فزادته عبئا على عبئه ولأنه يعمل نفر باليوميه ضف على مثل هذه النسبه 20% من المؤمنين بنعم على حسب التصور بأن نعم هى الأفضل كحل دستورى يخرج مصر الى دولة مدنيه ليبرالية وأما بقية النسبه 27% فتيارات دينيه مختلفة ولها اغراض سياسية مع حمل الدعاية والشعارات الدينية متمثلة فى السلف والإخوان والجماعات الاسلامية .
قد تكون هذه النسب متفاوته ولكنه تكمن الأنتكاسة فى غياب الوعى فالتصويت أيضا بلا حمل شوائب ناتجه عن عدم الوعى من الأحزاب والتيارات المختلفة التصويت بلا يعنى محاولة للتصدى لسياسة من يقول نعم وخصوصا انهم يعلمون مدى تأثيرهم فى قطاع عريض من الشعب وذلك باستخدام العاطفة الدينية والشعارات الدينية والتى وجهت من قبل الطرق المسيحى برفض التعديلات من اجل اثبات انهم موجودون ايضا .........
إذا فهى لم يكن تصويتا على التعديلات الدستورية بل هو صراع سياسى ودينى لكسب الشارع ولمعرفة الى اى كفه يمل وهذه هى الديموقراطية العمياء ولأن الصناديق ليست هى الديموقراطية كما يدعى بعض اصحاب اللحى من أصحاب غزوة الصناديق وانما الديموقراطية ثقافة عامة كان من المفترض ان يتربى عليها الشعب وبما اننا حديثو عهد بالديموقراطية والليبرالية فإننا سنتخبط إلى ان يتحكم فينا مسستبد ولكن من نوع آخر مستبد يرى أن رأيه ليس فقط بديهيا ولكنه الحق الذى لا مرية فيه إنه الدين الذى نزل من السماء ليقيم الحياة على سطح الأرض وهذه هى الكارثة تلك النظرة العلوية وهذا الألتباس بين السماوى والأرضى فكلنا نحترم الأديان ونقدسها ولكننا نختلف فيما بيننا كل على حسب وجهة نظره ومن هنا كانت المذهبيات المختلفة داخل كل دين فهناك فرق بين الدين والفكر الدينى فالدين من عند الله والفكر الدينى عمل البشر وفهمهم للدين ومن هنا كانت نقطة الاختلاف .
وفى تاريخنا الإسلامى شهادة على مدى الصراع وإدارته عندما يتدخل الفكر الدينى وليس الدين فى الصراع فكل يرى ان رأيه هو صحيح الدين وان بقية الآراء هى كفر وزندقة .
إذا تحولت ثورة مصر من طورها المدنى إلى صراع سياسى مبنى على أيدولوجيا الدين فتلك هى الكارثة لأنه وللتركيبه الإجتماعية نتيجة الفقر والأمية وغياب الوعى السياسى الذى يلزم بأن يفصل بين نوعين من الفكر الدينى نوع يرى أن الدولة يجب أن تكون مدنية لها طابع دينى يتمثل فى مرجعية مبنية على مبادئ الأديان العامه وهى مبادئ يتفق عليها كل البشر وتتفق عليها كل الأديان فالمساواه والحرية والعدالة كلها قيم تحث عليها الفطرة السليمة وأما الإنحراف عن ذلك فهو أنحراف عن ثوابت التطور البشرى وأنحراف فى الأديان يسببه أصحاب المطامع والإستبداد والنوع الثانى يرى أن الأديان هى التى يجب ان تحكم وتتحكم فتنتقل الدولة من طورها المدنى إلى طورمن نوع آخر أن تكون دينية ذات مرجعية إمامية .
فالإمام يحكم ولا يحكم هو الدولة والدوله هو .
أو دولة ذات مرجعية تحتكم إلى حاكمية النص والنص يخضع للتحوير والتأويل وفى كلا الحالتين أنت أمام نوعيتين من الأستبداد ولكن من نوع آخر إنه استبداد فى التفكير والفكر فرض للرأى على أنه من عند الله وما هو من عند الله ولكنه تأويل بشرى يخضع للصواب والخطأ وهذا التصلب فى الفكر والجمود فى التفكير يخالف طبيعة الحياة ذاتها لأنها تتطور وهذا من سنن الله الكونية .
إذا أنت أمام دولة فقيه وفقيه الدولة وتلك هى الطامة الكبرى فى زمن لايعرف إلا التخصص فى مسائل فروع الفروع العلم والتكنولوجيا والطب والنانو والفيمتو نحن لسنا فى عصر الرسول ولا الصحابة لا يصح أن يفتى فقيه فى مسائل العلم لأن التفكير الدينى يختلف عن التفكير العلمى فالأول يعتمد على الإيمان بالغيب والثانى يعتمد على التجربة والتفكير العلمى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تدعو بريطانيا لمراجعة قرار ترحيل المهاجرين إلى


.. هل واشنطن جادة بشأن حل الدولتين بعد رفضها عضوية فلسطين بالأم




.. وزير الخارجية الأيرلندي: 100% من الفلسطينيين بغزة يواجهون شب


.. ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال




.. French authorities must respect and protect the right to fre