الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آينشتاين يفضح فاشية حزب بيغن الصهيوني

صادق البلادي

2011 / 4 / 10
القضية الفلسطينية


في ذكرى دير ياسين


آينشتاين يفضح فاشية حزب بيغـن الصهيوني


في كانون أول/ديسمبر 1948 نشرت صحيفة نيويورك تايمز
رسالة مفتوحة وقعها عدد من المثقفين الأمريكان اليهود من بينهم
البيرت آينشتاين يفضحون فيها الطابع الفاشي لحزب مناحيم بيغن
وما ارتكبه من جريمة في دير ياسين في التاسع و العاشرمن نيسان
وفي ذكرى هذه المجزرة الصهيونية تُنشر ترجمة هذه الرسالة،
و هي من تحرير الفيلسوفة هانا آريندت.
صادق البلادي




يشكل ظهور " حزب الحرية " في دولة إسرائيل المُقامة حديثا، ظاهرة مثيرة للقلق جدا. فهذا الحزب
من حيث بنيته التنظيمية، و أساليبه، وفلسفته السياسية، وجاذبيته الإجتماعية يرتبط بآصرة قرابة
وثيقة مع الأحزاب الإشتراكية القومية *، والأحزاب الفاشية. إنه يتكون من أعضاء ومؤازرين في
منظمة أرغون، زفاي ليومي سابقا، المنظمة الإرهابية، اليمينية المتطرفة، والشوفينية في فلسطين.

إن الزيارة الحالية لتي يقوم بها فوهرر** هذا الحزب الى الولايات المتحدة الأمريكية يراد لها، كما
يبدو، أن تعطي الإنطباع بأن الولايات المتحدة الأمريكية تساند حزبه، وأن توطد في نفس الوقت
العلاقات السياسية مع الآوساط الصهيونية المحافظة في الولايات المتحدة الأمريكية. و كثير من
الأمريكيين الذين يحظون بسمعة جيدة على نطاق البلاد أعطوا أسماءهم للترحيب علنا بهذه الزيارة.
و لا يمكن أن نتصور أن أولئك الذين قاوموا الفاشية في كل أرجاء العالم سيقدموا أسماءهم و مساندتهم
للسيد مناحيم بيغن لو كانوا مطلعين إطلاعا صحيحا على ماضيه السياسي.

و قبل أن تتسبب المساعدات المالية و التأييد العلني للسيد بيغن في إحداث أضرار لا يمكن إصلاحها
و ينشأ الإنطباع في فلسطين أن قسما كبيرا من السكان في أمريكا يساندون العناصر الفاشية في
إسرائيل يجب أن تطلع أمريكا على ماضي وأهداف السيد بيغن وحركته.

إن التصريحات العلنية لحزب بيغن لا تعطي أية إشارة عن طابعه الحقيقي. فاليوم يجري الحديث
فيها عن الحرية و الديمقراطية و معاداة الإمبريالية، بينما كانت ولحد قريب تدافع علنا عن عقيدة
دولة فاشية. وأفعاله تكشف الطابع الحقيقي لهذا الحزب الإرهابي، و يمكننا الحكم على ما يُتوقع منه
في المستقبل بمعرفة ممارساته في الماضي.


الهجوم على قرية عربية

مثال مثير للفزع على ممارسات هذه الحركة هو سلوكها في القرية العربية دير ياسين. هذه القرية
النائية و المحاطة بأراضي و عقارات يهودية لم تشترك في الحرب.، وحتى أنها منعت دخول العصابات العربية التي كانت تريد إتخاذ القرية قاعدة لعملياتها. وفي التاسع من نيسان( أبريل)، وكما ذكرت نيويورك تايمس، هاجمت عصابات إرهابية هذه القرية المسالمة، والتي لم تكن هدفا عسكريا أثناء القتال،
وقتلوا غالبية سكانها، 240 شخصا من الرجال و النساء والأطفال، و تركوا فقط بضعة أنفار كي يعرضوهم في القدس. القسم الأعظم من الطائفة اليهودية أصابه الفزع و قدمت الوكالة اليهودية
إعتذارا برقيا الى الملك عبد الله، ملك مملكة شرق الأردن. وبعيدا جدا عن الشعور بالخجل من فعلتهم
كان الإرهابيون فخورين بالمجزرة، وبذلوا جهودا لنشرها إعلاميا بشكل واسع، فقاموا بدعوة جميع
المراسلين الأجانب ليشاهدوا أكوام الجثث و الخراب العام الذي أحدثوه في القرية.

إن ما حدث في دير ياسين يوضح طابع و ممارسات حزب الحرية.

كانوا يبشرون داخل الطائفة اليهودية بإيديولوجيا خليطة من نزعة فوق قومانية و صوفية دينية
ودعوة التفوق العنصري. و مثل الأحزاب الفاشية الأخرى كانوا كانوا يُستخدمون لكسر الإضرابات
و كانوا يصرون على تخريب النقابات الحرة. وحسب مقترحهم كان ينبغي أن تحل محلها جمعيات
مهنية على غرار الفاشية الإيطالية. وفي السنوات الأخيرة من أعمال العنف المتباعدة، والمعادية
لبريطانيا أقامت مجموعات ارغون وفاي لومي و شتيرن سيطرة إرهابية على الطائفة اليهودية في فلسطين. فقاموا بضرب المعلمين لتفوههم ضدهم ، وقتلوا البالغين لأنهم منهوا أبناءهم من الانتماء
الى هذه المجموعات. و بأساليب عصابات الغانستر من ضرب و تحطيم الشبابيك، و اعتداءات منظمة
أدخل هؤلاء الإرهابيون الرعب في القلوب و طلبوا دفع اتاوات عالية.
و ليس لأعضاء حزب الحرية قسط فيما تم بناؤه في فلسطين، فهم لم يعمروا أرضا، ولم يبنوا مستوطنة
بل عرقلوا جهود الدفاع اليهودية فقط. أما محاولاتهم الموعودة عن جلب مهاجرين فما كانت تستحق الذكر، فقد كانت تهدف بالأساس إدخال أكثر ما يمكن من رفاقهم في الفكر الفاشي.



تناقضات واضحة

إن التناقضات بين المزاعم الوقحة التي يطرحها حاليا وبيغن و حزبه و بين قائمة أفعالهم الماضية
في فلسطين تقدم شهادة بليغة على أن هذا الحزب ليس حزبا سياسيا عاديا. فهو يتسم بالسمة الواضحة لحزب فاشي و سيلته الإرهاب ( الموجه ضد اليهود و العرب والإنكليز) و قلب الحقائق، و هدفه إقامة
دولة الفوهرر*.


وعلى ضوء ما تقدم فإن من الضروري واللازم أن توضح في هذه البلاد حقيقة السيد بيغن و حركته.
وإنها لمأساة أن القيادة البارزة للحركة الصهيونية الأمريكية رفضت إتخاذ موقف ضد مساعي بيغن،
أو على الأقل أن تكشف لأعضائها المخاطر التي قد تنشأ لإسرائل من وراء مساندة بيغن.

و لهذا السبب لجأ الموقعون الى هذه الوسيلة ليوضحوا بشكل خاص بعض الحقائق البارزة عن بيغن
و حزبه ومن أجل أن يحثوا جميع المعنيين على عدم تقديم المساندة لأحدث أشكال الفاشية.



البيرت آينشتاين سدني هوك ايسدور ابراموفيتس

*إشارة الى الإسم الرسمي للحزب النازي الهتلري : " حزب العمال الإشتراكي القومي الألماني "

** فوهرر ( القائد ) لقب هتلر ، مثل لقب صدام السيد القائد ، و الكايد القذافي (ك فارسية )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وبعدين ايه؟؟؟
سالم الشيخلي ( 2011 / 4 / 10 - 18:58 )
وماذا تقولون عن مفتي القدس أمين الحسيني الذي الحق كتيبته العسكرية بجيش هتلر النازي، و كان يتنقل بين برلين وروما مستميتا في سبيل نصرة النازية ؟
هل تعتبرون هذا الشيخ مناضلا و شيوعيا عربيا خالدا؟

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء