الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الاحتلال وعودة المقاومة العسكرية

محمد شفيق

2011 / 4 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


مع بدء العد التنازلي لموعد انسحاب القوات الامريكية من العراق نهاية العام الحالي بحسب الاتفاقية الامنية الموقعة بين الجانبين العراقي والامريكي في 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2008 . لمحت الادارة الامريكية الى امكانية بقاء قواتها الى ما بعد الموعد المقرر , رافق ذلك تحذيرات اطلقها بعض السياسين العراقيين الذين ابدو خشيتهم من الفراغ الامني الكبير الذي سيتركه خروج القوات الامريكية . التيارات والاحزاب السياسية المناهضة للتواجد الامريكي في العراق تعالت اصواتها بضرورة الاسراع في خروج القوات الامريكية ومنها تظاهرة التيار الصدري التي ينظمها كل عام في التاسع من نيسان حيث فجر ممثل زعيم التيار الصدري قنبلة في وسط الحضور عندما تلا بيان الصدر الذي هدد بعودة جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري اذا اخلت الولايات المتحدة بأتفاقها وكان جيش المهدي قد جُمد نشاطه بعد احداث ربيع 2008 .
دعوة السيد الصدر بعودة نشاط جيش المهدي لم تكن موفقة حيث سيساعد ذلك على ايقاظ العناصر النائمة لاستعادة نشاطها من جديد واستغلال بعض افرادها هذه الدعوة بشكل سلبي والعودة الى مزوالة اعمال العنف والتشدد الديني في المناطق والمدن التي يفرضون سيطرتهم عليها كما حصل في الاعوام الطائفية مما اثار استياء الشارع وغضبه على التيار الصدري لما جلبته تلك العناصر من سمعة سيئة للتيار وشخص زعيمه فقبل ايام اعلنت جماعات اعلنت انشقاقها عن خط مقتدى الصدرفي وقت سابق بأنها ستعود الى التيار الصدري من جديد في حال رفع التجميد عن جيش المهدي وهذه الجماعات توورطت بأعمال عنف وارهاب كما جماعة عصائب اهل الحق . كان الاجدر بالسيد الصدر ان يحافظ على الهدوء وعدم اثارة انصاره وان يعمل بالحكمة ( لكل حادث حديث ) حيث لايسبق الاحداث نظرا لحساسية الوضع الحالي وماتمر به البلاد . اما الدعوات المطالبة بخروج القوات المحتلة من البلاد فأعتقد انها دعوات غير بريئة ولست هنا بصدد التشكيك بنزاهة او وطنية اي من الاحزاب والتيارات السياسية الموجودة على الساحة فالكثير من الاحزاب لها اجندات خارجية ومصالح معينة , واخرى تريد فرض هيمنتها وسطوتها على المناطق والمحافظات التي تمتع فيها بشعبية واسعة .
خروج القوات الامريكية من العراق في الوقت الحاضر سيخلق ازمات كبيرة البلاد والعباد في غنى عنها وقد لاتحمد عقباها خصوصا ان البلاد لاتمتلك الى الان جهازا امنيا حقيقا يمكن الاعتماد عليه في حفظ امن وسلامة المواطنين وحفظ الحدود والاجواء , فالعراق الى الان لايمتلك طائرة واحدة بحسب ماذكره رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي الذي حذر بدوره من الفراغ الامني الذي سيتركه خروج القوات الامريكية , النجيفي الذي ابدى رغبته في تمديد بقاء الامريكان في العراق بعد نهاية العام الحالي قال ان القوات العراقية لاتسطير على الاجواء العراقية . اضافة لذلك فالفكر السياسي معطل في العراق والسياسين العراقين متصارعين فيما بينهم لم يتمكنوا من تشكيل حكومة بعد مضي اكثر من عام وشهرين على اجراء الانتخابات البرلمانية الاخيرة في اذار / مارس من 2010 والعملية السياسية والديمقراطية في البلاد لم تنضج بعد حتى ان السيد محمد بحر العلوم عضو مجلس الحكم السابق واحدى الشخصيات السياسية الكبيرة في البلاد قال في حواره الاخير مع صحيفة المواطن العراقية والمنشور في عدد يوم الثلاثاء 12 / 4 / 2011 ما نصه ( بصراحة كعراقيين لم نتهيأ بعد لقيادة الحكم وبناء الدولة ) اذن فأقل ازمة تنشأ في العملية السياسية تؤدي الى صراعات وتناحرات بين الكتل السياسية الامر الذي يستدعي وجود مناخ امريكي لفترة مناسبة حتى انضاج العملية السياسية والديمقراطية ووضعها في الطريق الصحيح .
اضافة الى ما تقدم فأن العراق سيصبح حلبة صراع بين الدول المجاورة التي سوف يزداد تدخلها في الشأن العراقي اكثر من ذي قبل عبر الاحزاب القوى المتنفذة في السلطة حاليا مما سيؤدي بالبلاد الى كوراث جديدة قد تكون اشد من الكوارث التي حلت به طيلة الثمانية اعوام السابقة .
ثم مالضير من بقاء القوات الامريكية في العراق ؟ اليابان الى هذا اليوم تحتضن الجنود الامريكان وهي من تطالب الى الان ببقاء قوات الولايات المتحدة على اراضيها . كذلك الحال في الخليج العربي حيث لاتزال الاساطيل والقواعد الامريكية تتمركز على اراضي ومياه دول الخليج العربي . لكن هذه البلدان تختلف عن العراق كونها غلبت العقل والحكمة في ادارة شؤون بلدانها ولم تستمع الى الاملاءات الخارجية , ولم تتعامل مع هذه الملفات بالعواطف والمشاعر , ولم تتحكم بها ثلة ممن يجهلون ابسط امور السياسة والحكم , وقدمت تنازلات في سبيل ايصال بلدانها الى بر الامان وتحقيق المنجزات الحضارية والعمرانية يكفينا ان ننظر الى ما وصلت اليه تلك البلدان التي تمتعت بعلاقات ستراتجية وعقدت اتفاقيات مع الولايات المتحدة والغرب الى ماوصلت اليه من تقدم عمراني وفكري . لذا نتمنى من الحكومة والبرلمان ان يتعاملوا مع هذا الملف بحكمة ورشد وان لايستجيبوا للضغوطات الداخلية والخارجية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص