الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للنهوض بالواقع الصحفي والاعلامي في العراق

محمد شفيق

2011 / 4 / 17
الصحافة والاعلام


لم تكن الفضائيات العراقية بمعزل عن احداث الوطن العربي من تظاهرات واشتباكات مسلحة واعتصامات تطالب بالاصلاح وتغيير الانظمة , فخصصت مساحة كبيرة من برامجها لهذا الشأن وبعثت بمراسلين ومندوبين الى قلب الحدث واستظافت العديد من رموز المعارضة العربية في نشراتها الاخبارية وبرامجها , واصبح شريط العاجل لايفارق اسفل شاشتها . لكن تغطية الفضائيات العراقية لاحداث الوطن العربي لم تكن بريئة كون السواد الاعظم من وسائل الاعلام مملوكة لاحزاب وشخصيات سياسية ودينية والمستقلة لاتتجاوز اصابع اليد واحدة وبالتالي هي تخدم مصالح واجندات تلك الاحزاب والشخصيات , وهذا ما بدا واضحا على الكثير من الفضائيات والصحف حيث غضت الطرف عن التظاهرات التي يشهدها العراق واصبحت تمر على حدث التظاهرات مرور الكرام وبتقارير وتحليلات خجولة ومتواضعة . بينما رمت كل الثقل على احداث ليبيا واليمن والبحرين ظنا منها انها ستؤثر في الشارع العراقي وتجعله ينشد الى تلك الاحداث كما افتقتدت بعض الفضائيات والصحف الى الحيادية في نقل التظاهرات والمسيرات من بلد لاخر . وكانت سياستها غير ضائبة وموفقة في هذه النقطة والسبب يعود في ذلك الى ان وسائلنا الاعلامية تفتقد الى خبرة اعلامية وصحفيين سياسين حتى تعرف كيف توجه الاحداث وتوظفها لصالح العراق والتأثير في المتابع العراقي .
الاعلام العربي في البلدان الدكتاتورية استطاع وبخبرة فائقة ان يوظف احداث العراق لصالح تلك الانظمة وان يؤثر في الشارع, وشوهت صورة الديمقراطية في نظر مواطنيها كونها جلبت المآسي والويلات على ابناء الشعب العراقي وبالتالي خلقت حالة من الرعب في بين مواطنيها من التغيير والمطالبة بالديمقراطية . ولم تكتفي بذلك فلقد عمدت الى فتح قنوات عراقية مسيسة لصالحها وقد نجح مشروعها واستقطبت هذه القنوات ملايين المشاهدين في داخل العراق وخارجه وكانت في غاية الذكاء في تعاملها مع الحدث العراقي وفق ما يصب في صالح تلك الانظمة , كذلك ساهمت بشكل فعال في تأجيج الطائفية واذكاء اعمال العنف .
اعلامنا وصحافتنا في العراق بحاجة الى اعادة بناء حقيقة وتلافي التدهور الذي حل بالاعلام والصحافة بعد 2003 ووضع حد للسماسرة والمرتزقة والدخلاء وضمان استقلالية الصحفي و الاعلامي واعطائه فسحة من الحرية وفق الضوابط القانونية والدستورية وللنهوض بالواقع الاعلامي والصحفي والحاقه بركب اعلام الدول المتطورة اقترح ما يلي

1- سن قانون من شأنه ان يضمن مورد مالي للصحفي والمؤسسات الصحفية المستقلة , كأن تتكفل جهة كنقابة الصحفيين مثلا بطبع الصحف المستقلة مجانا بمطابع تعود للنقابة . وتخصيص راتب اكبر مما تخصصه النقابة شهريا لاعضائها

2 - التشديد في منح اعتمادات لوسائل الاعلام في نقابة الصحفيين و هيئة الاعلام والاتصالات . ولاتمنح رخص الا لوسائل الاعلام التي تريد اضافة شيء جديد او ايصال رسالة معينة , لامجرد مزاحمة او الاكثار من الصحف والاذاعات والفضائيات فأن الفضاء العراقي اصبح لايطيق هذا العدد الهائل من الصحف والفضائيات , واي وسيلة اعلامية تستحدث اعتبرها من وجهة نظري مجازفة وخسارة للاموال يمكن ان توظف في مشاريع اخرى

3- معاقبة الصحف والمجلات التي تخل في موعد الاصدار ولاتلتزم بالضوابط المهنية المعمول بها . حيث تكتب ( يومية ) وهي تصدر في الشهر عددا او اثنين وتضع المادة السياسية في الصفحة الثقافية او العكس وتعتمد على موادها من الانترنت بشكل كامل

4- التغيير الجذري في مناهج كلية الاعلام بما يتلائم مع التطور الحاصل في دنيا الاعلام والصحافة . ولاتمنح كلية الاعلام شهادة البكاليروس للطالب او الطالبة الا بعد اثبات كفائته المهنية من قبل مؤسسات اعلامية او خبراء في مجال الاعلام والصحافة

5- سن قانون لحماية الصحفي العراقي تتفق عليه الاسرة الصحفية يضمن عدم تعرض اي فرد من القوات الامنية للصحفي او الاعلامي اثناء تأدية عمله , ويعطي مساحة كبيرة من الحرية لممارسة العمل الصحفي وعدم التضييق

6- على الاعلام ان يسلط الضوء على الاحداث الداخلية للبلاد ومعالجة الازمات والمشاكل والقضايا التي تنظر الى الاعلام والصحافة بعين الامل , اكثر مما تسلط الضوء على الاحداث الخارجية

اتمنى من الجهات المعنية في نقابة الصحفيين وهيئة الاعلام والاتصالات ومرصد الحريات الصحفية ومركز التنمية الاعلامية , دراسة هذه المقرتحات والسعي لتطبيقها على ارض الواقع خدمة للاعلام الذي يستطيع ان يرفع مكانة العراقي في نظر العالم ويكون انموذجا للاعلام العربي والعالمي ويعيد امجادها

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالك مليء بالوطنية ولإخلاص
جيني حايك ( 2011 / 4 / 20 - 04:47 )
أتمنى من الحكومة العراقية أن تأخذ بعين الإعتبار كل مقترحاتك الفعالة
والتي هي لمصلحة الشعب العراقي أولا وآخرا
احترامي

اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي