الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عباس الحسيني - مقدمة بقلم رجل ميت

عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي

(Abbas Alhusainy)

2011 / 4 / 24
الادب والفن


مقدمة بقلم رجل ميت

بقلم - عباس الحسيني

كتب الناقد البريطانــي: الســـير جون دوفر ويلسون في مقدمته عن دراسة شخصية هاملت في المسرحية التي تعد من أهم ما كتب الشاعر الانكليزي الراحل وليم شكسبير، وقام بترجمتها الى العربية جبرا إبراهـــيم جبرا: من ان البطل المأساوي، هو البطل الذي لا ينتصر، لكنه البطل الذي يمجد، وهو بطل كوني يشار اليه ولا يؤخذ بما يذهب اليه. ويكاد إنموذج البطل المأساوي يتكرر لا بل ليغدو هوية للشعوب العربية في عالم اليوم والتي شعرت انها تحررت من الغــرب ومن الاستعمار، حتى وجدت نفسها في براثن استعمار اخطر واكبر، وهو استعمار بني جلدتهم لهم، واستعبادهم من قبل اخوتهم، وقد يذهب الامر احيانا الى من حمل السلاح معهم في التحرر كما حدث ذلك حين قضى صدام على جميع اعضاء حزب البعث وشعراءه وكتابه ومؤسســيه من رفاق دربه، وفعل كذلك حافظ اسد بتصفيته لجميع رفاقه، وارتكب مجازر حمص وحماه التي لا تقل ترويعا عن مجازر صبرا وشاتيلا، وهي شبيهة بمجازر الجنوب العراقي ابان الانتفاضة الشعبية في التسعينات، وهو ما يقوم به الان معمر القذافي من دفن الناس وهم احيـــاء، وكذلك هواية اليمني من اهل الكهوف علي عبد الله صالح في قنص المتظاهرين من شبابيك العاصمة صنعاء، وقد وصل الامر بقوات الامن السورية ان تسير على جثث المتظاهرين في بانياس، لتقول للعالم: اذهبــوا انتم وقوانينكم وتشريعاتكم ومجلس امنكم وجامعتكم العربية الى الجحيم. وهو ما قامت وتقــوم به ايران التي تدعي احتضان الاسلام !! من ابادة شاملة لسكان الاحواز وفي المحمرة، وما من صوت يرفع للتنكيل بالجرائم التي ترتكب مرة باسم العروبة والقومية العربية ، وتارة باسم الاسلام والمذهبية كما في البحرين. فلم أصبح الشعب العربي رهنـــاً لهوية البطل الموؤود او المكتم عليه، او المأساوي، فكم من الضحايا ينبغي ان نقدم وكم من الارامل والايتام والذكــريات الموحشة؟ ولم يستفيد الغرب بدفعنا له فواتير الاسلحة والنفي والاقامة والهجرة والتهجير والطيران؟ هذا بالإضافة الى سمعتنا وهويتنا كعرب وكمسلمين التي اصبحت تشوه كل يوم، فعلنا ام لم نفعل شيئاً، قبلنا ام رفضنا مالنا من محيص، صورة البطل الماساوي تذكرتها قبل ايام وانا اغطي نشاطا عبر قناة السي ان ان - حين اقدمت مجموعة على حرق معدات لبناء جامع في ناشفيل - تنسي - وقاموا يتهديد امام المسجد هناك، وقد قام امام المسجد بتحليل الحاجة الى بناء مسجد، لا معتقل وليس حاضنة للارهاب ولا البغضاء، لكن الامر تظور الى مساجلة قضائية اراد المدعون فيها اثبات ان الله هو نفسه الرب الذي يعبده المسيح - اي ان الله يجب ان يكون نفسه - The God ولم تحدث محاكمة تأريخية على الكرة الارضية بمثل هذا التباين من الفكر الضحل والطرح الساذج، لان البوذيين والسيخ وغيرهم من ملحدين ولا منتمين فكريا لا يحاسبون على اي تجمع او بناء مادي يجمع بين عقائدهم، وهو ماذكرني بحقيقة البطل المأساوي ، البطل الذي يتكلم صامتا ويتعبد خائفا ويعشق ميتا ويكتب وهو في قبره ما يلي: الى من يهمه الامر: اني الميت المقتول اود ان اشرح لكم اني لم افعل شيئا ولم اقتل مخلوقا قط ولم اكذب دجالا قط، ولم احصل على شئ قط، وان قومي يكرهوني واهل الاخرة لا يعرفوني، واني اقيم في قبري كما كنت اقيم في دار الدنيا مجهول الهوية والارادة منزوع القدرة والتفائل، منقطع عن التأصل والتواصل، واني اخاطبكم بضمير المفرد دومـــا لاني لم اعرف ضميرا غيره....

شاعر وناقد
اريزونا

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و