الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات اولية حول تنفيذ برنامج الخصخصة - نموذج روسيا الاتحادية

نجم الدليمي

2004 / 10 / 28
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


الدكتور نجم عبد الحسن
خطة الدراسة
اولا ــ المؤسسات المالية الدولية ــ تناقضات بين النظرية والتطبيق .

ثانياــ لماذا ولمصلحة من يتم تنفيذ برنامج الخصخخصة .

ثالثا ــ البلد الغني يتحول الى بلد فقير ،
بعض الادلة والبراهين : ــ
1ـ بعض المنجزات الاشتراكية .

2ـ بعض (( منجزات )) (( الاصلاحيين ــ الديمقراطيين )) الروس .

رابعا ــ ستالين ــ حذر من المخاطر ..... ولكن ؟ ؟ !!!!

خامسا ـــ وجهة نظر ـــ ما هو المخرج ؟ ؟ ؟

سادسا ــ مصادر البحث .









المقدمة : ــ
تعتير المؤسسات المالية الدولية احدى الادوات الاقتصادية والسياسية التي تم ويتم استخدامها لتحقيق اهداف ايديولوجية ذات مضامين سياسية اقتصادية اجتماعية ,من قبل دول الغرب مرتبطة بطبيعتها الراسمالية الامبريالية المتوحشة ، وان توجهات ووصفات صندوق النقد والبنك الدوليين ،وسياساتهما وعملياتهما ،الحالة الاكثر وضوحا وبروزا في هذا الاطار ، للوصول الى هدف اساسي يتمثل في اضعاف دور الدولة والقطاع االعام ،ولصالح القطاع الخاص الراسمالي في كافة الميادين ،ولذلك
احتل برنامج الخصخصة موقعا هاما ومركزيا ومحوريا في كل ماسبق ،واتساقا مع
طبيعة النظام الراسمالي الامبريالي .
ان برنامج الخصخصة وكما يتحقق على ارض الواقع في الوقت الحاضر ما هوالا
بيع مؤسسات المجتمع الانتاجية والخدمية( مؤسسات الدولة ،القطاع العام ،القطاع
التعاوني) الى القطاع الخاص المحلي والاجنبي بثمن بخس جدا ، وهذا يعني

استحواذ وسيطرة فئات محدودة جدا على ثروة المجتمع لاتشكل في احسن الاحوال 2ــ 5 % من السكان ،واطلق على هذه الفئات تسميات عديدة منها (( القطط السمان ،الاغنياء الجدد ،
الاوليغارشية الطفيلية )) وغيرها من التسميات .
ان الخصخصة تحمل مفهوما ايديولجيا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مرتبط
بطبيعة النظام الراسمالي ،ولهذا فانها
مفهوم مناقض تماما للتاميم الاشتراكي ، وقد تم الاخذ بالخصخصة وتطبيقها تحت تسميات عديدة منها ((سياسة
الباب المفتوح ،سياسة العلاج بالصدمة ،سياسة اقتصاد السوق ))وغيرها من التسميات , ورغم تعدد التسميات هذه الا ان جوهرها يبقى واحدا .
ولهذا فان هذه الدراسة تتناول دور المؤسسات المالية في تطبيق برنامج الخصخصة , متخذة توضيح تجربة الاتحاد السوفيتي سابقا , وروسيا الاتحادية حاليا كنموذج لذلك.
وتستهدف الدراسة الاجابة على عدة تساؤلات وهي :
1 – لماذا , ولمصلحة من يتم تنفيذ برنامج الخصخصة .
2 – ماهي المنجزات التي تحققت قبل الاخذ بالخصخصة وتطبيقها .
3 – ما الذي تحقق بعد الاخذ بها .
4 – الوصول من خلال الاجابة على هذه التساؤلات الى الكيفية التي يتم من خلالها التعامل مع هذه الحالة.
وقد تم تقسيم الدراسة من خلال خطتها ارتباطا بهدفها في محاولة الاجابة على التساؤلات التي يتضمنها هدف هذه الدراسة .

أولاً :- المؤسسات المالية والأقتصاديه الدولية – تناقضات بين النظرية والتطبيق
وكما هو معروف، وخلال النصف الثاني من القرن الماضي ( القرن العشرين)، ظهر عدداً من المنظمات المالية والاقتصادية والعسكرية والتجارية ... الدولية ومنها على سبيل المثال صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي،و حلف الناتو، ومنظمة "الغات" والتي تعرف اليوم بأسم منظمة التجارة العالمية وغيرها من المؤسسات الدولية، وأستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها هذه المؤسسات كأدوات ضغط سياسة و اقتصادية وعسكرية ضد المعسكر الاشتراكي وخاصة ضد الاتحاد السوفيتي، وكذلك بالضد من غالبية بلدان اسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينية التي ناهظت ولا تزال تناهض سياسة هذه المؤسسات الدولية، من أجل تحقيق أهدافها التوسعية والمتمثلة بالأستحواذ اللامشروع على خيرات وثروات هذه الشعوب وبهدف معالجة أزمتها العامة وترميم وأطالة عمر النظام الراسمالي عالمياً.

تشير بعض وثائق تأسيس هذه المنظمات الدولية ومنها على سبيل المثال صندوق النقد والبنك الدوليين، ان هدفها الرئيس هو تقديم الدعم المادي والنصح والإرشاد في الميدان المالي والاقتصادي لاعضاء هذه المؤسسات الدولية !! والعمل الحثيث والجاد على معالجة الخلل في الميزان التجاري، وميزان المدفوعات، و الميزانية الحكومية، وتقديم القروض قصيرة الأجل ومتوسطة الأجل ...، وكذلك تقديم " المساعدات" المالية للاعضاء!!

لقد كانت سياسة تقديم القروض وما يسمى بالمساعدات المالية تتم وفق شروط سياسية واقتصادية قاسية، اذ يتم تكبيد البلد وأرهاق إقتصاده وربطه بعجلة الاقتصاد الرأسمالي، وكما يلاحظ ايضاً فإن هذه المؤسسات الدولية قد أعطت لنفسها " الحق" في التدخل المباشر في الشؤون السياسية والاقتصادية – الاجتماعية لهذه البلدان من خلال توجيه الأستثمارات المالية نحو القطاعات الأستخراجية و الخدمية والتي تخدم مصالح الشركات المتعددة الجنسية بالدرجة الأولى وحلفائها في هذه البلدان، وكما أن سياسة هذه المؤسسات الدولية لا تهدف على تطوير القطاعات الانتاجية المادية وخاصة القطاع الصناعي، والقطاع الزراعي، وان سياسة القروض لهذه المؤسسات الدولية تعتمد على تقديم القروض قصيرة الأجل ومتوسطة الأجل بهدف تعظيم الأرباح خلال فترة قصيرة وتجنب المخاطر التي يمكن ان تحدث، وكما يثبت واقع الحياة الفعلية والعملية ، ان هدف هذه المؤسسات الدولية هو خلق و " تطوير القطاع الخاص الرأسمالي المتوحش" وربطه بالاقتصاد الرأسمالي، والعمل على إضعاف وشل دور ومكانة الدولة في الميدان الاجتماعي- الاقتصادي عبر وسائل متعددة.


2

لقد أثبتت الحياة بما لا يقبل الدحض والشك بوجود هوةً كبيرةً بين ما هو
مكتوب في وثائق تأسيس هذه المؤسسات الدولية،وبين ممارستها الفعلية والمباشرة مع اقتصاديات الدول الاعضاء فأصبحت هذه المؤسسات عاجزةً عن معالجة العجوزات المالية في البلدان الرأسمالية المتطورة والمتمثلة بالعجز في الميزان التجاري, وميزان المدفوعات، والميزانية الحكومية، وتنامي المديونية الداخلية والخارجية، فعلى سبيل المثال بلغت المديونية الداخلية والخارجية للولايات المتحدة الامريكية حتى عام 2003 بأكثر من 30 تريليون دولار، وبلغ العجز في الميزانية الحكومية لعام 2004 ما يقارب من 500 مليار دولار"1"؟!، فكيف يمكن ان يصدق السياسي او المواطن البسيط بأن هذه المؤسسات الدولية هي قادرة على معالجة العجوزات المالية المتمثلة بالميزان التجاري وميزان المدفوعات والميزانية الحكومية للدول الاعضاء من البلدان النامية؟!.

وكما نعتقد ، ان صندوق النقد والبنك الدوليين وحلف الناتو ...، ما هي إلا ادوات اقتصادية وعسكرية تقاد وتوجه من قبل امريكا، ويعود ذلك الى الدور الكبير المالي العسكري لأمريكا في هذه المؤسسات منذ تأسيسها ولغاية اليوم، وبالتالي يمكن القول ان غالبية قرارات هذه المؤسسات الدولية من حيث طبيعتها وهدفهاهي تخدم مصالح امريكا بالدرجة الاولى، وان هذه المؤسسات الدولية من حيث الشكل والمضمون هي مؤسسات امريكية دولية.

وكما هو معروف، وخلال ما يسمى بالحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي والمعسكر الاشتراكي والتي إمتدت من عام 1946 حتى عام 1991، اذ لعب المعسكر الاشتراكي وخاصة الاتحاد السوفيتي دوراً كبيراً في الحد من نشاط المؤسسات الرأسمالية الدولية وافشال جزء من مخططاتها التوسعية، معتمداً على مؤسساته الدولية ومنها على سبيل المثال مجلس التعاضد الاشتراكي ( الكيميكون )، وحلف وارسو، وكان لهذه المؤسسات حضوراً ودوراً هاماً وملموساً في تقديم الدعم المالي والاقتصادي والعسكري لغالبية البلدان النامية من اجل تحقيق استقلالها السياسي وتحررها الاقتصادي.

لقد لعب الاتحاد السوفيتي دوراً كبيراُ في تقديم الدعم النزيه المالي الاقتصادي والعسكري للبلدان النامية ذات التوجه الوطني والتقدمي وكانت قروضه ومساعداته غير المشروطة وطويلة الأجل وبفائدة سنوية تتراوح بين 3 - 5 بالمئة سنوياً، وأغلب الأحيان يتم تسديد القروض مع الفوائد بالسلع الاستهلاكية، ولم يتمكن الشعب السوفيتي من استرجاع قروضه التي قدمها للبلدان النامية...، والبالغة 145 مليار دولار، واصبحت ديونه شبه معدومة أو في خبر كان كما يقال؟! [علماً ان

3
المؤسسات الدولية الغربية تقدم قروضها بشروط وبفائدة سنوية تتراوح ما بين 15
الى 20 بالمئة] وكانت هذه القروض والمساعدات يتم إستثمارها نحو تطوير القطاعات الانتاجية المادية، ومنذ الستينات وحتى عام 1985 قام الاتحاد السوفيتي ببناء (5500) مصنع ومعمل في بلدان أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، وكما تم بناء أكثر من ( 300 ) مشروع زراعي في افريقيا، وكما قام الاتحاد السوفيتي بأعداد الكوادر العلمية والمهنية للبلدان النامية وخلال الفترة 1960-1990 تخرج 3.000.000 مليون كادر علمي ومهني، اي بمعدل سنوي (100) ألف طالب وطالبه"2". فما هي الكلفة المادية لهؤلاء الكوادر العلمية والمهنية التي تحملها الشعب السوفيتي؟ّ! ناهيك عن اعداد الكوادر العسكرية لهذه البلدان.

لقد كان وجود المعسكر الاشتراكي وخاصة الاتحاد السوفيتي يمثل الخيار والبديل والسند السياسي والاقتصادي والعسكري للبلدان النامية وخاصة الوطنية والتقدمية منها، ناهيك عن وجود التوازن والأستقرار على الصعيد الدولي لصالح البشرية جمعاء. ان وجود الاتحاد السوفيتي وحلفاءه ساعد على تحديد نشاط المؤسسات الغربية الدولية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وإن هذا وغيره قد شكل جزءاً من الصراع الايديولوجي والاقتصادي- الاجتماعي والعسكري بين المعسكر الرأسمالي والاشتراكي، بين الرأسمالية والاشتراكية، وبين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.

ثانياً :- لماذا ولمصلحة من يتم تنفيذ برنامج الخصخصة؟

ليس من باب الصدفة ان يتم اغتيال الاتحاد السوفيتي من قبل قوى الثالوث العالمي والتي أنفقت على عملية الاغتيال مبلغاً فلكياً يتراوح ما بين 13 الى 15 تريليون دولار"3", ومن خلال التعاون والتنسيق مع خونه الشعب والفكر من امثال غورباتشوف، وياكوفلييف، وشفرنادزه،ويلتسين، وبريماكوف، وفولسكي، وكرافجوك، وأرباتوف، وأفاناسييف ...، اذا تمت عملية الاغتيال تحت غطاء ما يسمى بالبيريسترويكا التي خططت لها قوى الثالوث العالمي، ونفذها "قادة البيريسترويكا" الصفراء، وبسبب حقدهم الواعي والعلني، وخلال الفترة 1985-1991، مارس هؤلاء " القادة"اساليب المكر و الخداع والتظليل للشعب والحزب وتبنوا شعارات كاذبةً ووهميةً ومنها على سبيل المثال " سياسة التفكير الجديد " و " التجديد، والعلنية، وحقوق الانسان ... " !!، اذ تم استخدام هذه الشعارات البراقه بالضد من الشعب والحزب ودولتهم العظمى – الاتحاد السوفيتي، وأصبح هؤلاء " القادة" الأداة الطيعة والمنفذة وبثمن بخس من اجل تنفيذ مخطط قوى الثالوث العالمي بهدف تقويض دولتهم العظمى، والأكثر من ذلك فأن فأن هؤلاء " القادة" قد

4
اختصرو زمن تقويض الاتحاد السوفيتي، اذ تم اغتياله في عام 1991، في حين كان مخطط الحكومة العالمية السرية، ان يتحقق ذلك وفقاً لخطتهم في عام 2000؟!, فمثل هذه الخيانة الجماعية التي حدثت في ظل ما يسمى بالبيريسترويكا لم يشهد لها التاريخ المعاصر.

ان قادة "البيريسترويكا" لم يكونوا في يوم شيوعين مبدئيين، ومخلصين حقيقيين لا لحزبهم ولا لشعبهم ولا لفكرهم، فكان هدفهم الرئيسي هو تقويض النظام الاشتراكي ومنجزاته في الميادين السياسية والاقتصادية-الاجتماعية و الثقافية والعسكرية!!.
يؤكد غورباتشوف ان " هدفي في الحياة هو القضاء على الشيوعية"4".. اما يوريس يلتسين اذ يقول " أنا سأعمل على تفكيك الاتحاد السوفيتي، هذا النظام البلشفي الأحمر... أنا سأمنع نشاط الحزب الشيوعي ... أنا سألغي الساحة الحمراء، وسوف يتم حرق الملايين من البطاقات الحزبية فيها، وسأخرج لنين من ضريحه، وسأحرق هذه " الدمية" [المقصود بها لينين]، وسأقوم بنزع النجمة الحمراء من الكرملين، أخرب العلم السوفيتي...، وسوف أهدم القاعدة الصناعية السوفيتية... وسوف أقضي على الثقافة والأدب السوفيتي بالكامل والمتمثلة بالسينما والموسيقى...، وسوف أقلع الشيوعية من فكر وأيمان المواطن حتى لو تطلب ذلك ان اقلص عدد سكان الاتحاد السوفيتي مرتين [كان عدد سكان الاتحاد السوفيتي 300 مليون نسمة]، وسوف يتم بناء الملايين من الكنائس محل المصانع والمعامل والمزارع"5".

ان هؤلاء " القادة" اليوم هم رؤساء دول مستقله !! من أمثال يلتسين، وشفرنادزه، ونور سلطان نزرياييف، وكرافجوك، وكوجما، وغايدارعالييف، وأسلام كريموف، وأسكار أكاييف ...، وهم اليوم يتجولون في " العالم الحر" متباهين في " إنجازاتهم" في بناء رأسمالية متوحشة شكلاً ومضموناً، وفي ظل النطام الجديد، فقدت رابطة الدول المستقلة [ جمهوريات الاتحاد السوفيتي] استقلالها السياسي والاقتصادي والغذائي والأمني، وأصبحت هذ الدول" المستقلة" شبه محميات من قبل الغرب الرأسمالي، وبالتالي يمكن القول ان " قادة البيريسترويكا" قد نفذوا وبالمجان ما عجز عن تنفيذه كل من هتلر وترومان، وان " انجازات" هؤلاء " القادة" قد صبت لصالح الماسونية والصهيونية والأمبريالية العالمية.

وبعد غياب الاتحاد السوفيتي في عام 1991، أصبح الباب مفتوحاً امام قوى الثالوث العالمي وأدواته العالمية بهدف تقويض البلدان الرافظة لما يسمى بالعولمة الأمبريالية المتوحشة ويتم تحقيق ذلك إما عن طريق التدخل العسكري المباشر لهذا النظام وتحت مبررات واهية ومنها على سبيل المثال " غياب حقوق الانسان،
5
والديمقراطية، والعلنية..." اما الموضة الجديدة وهي " مكافحة الأرهاب الدولي والتطرف" و " تصفية اسلحة الدمار الشامل ... " !! وهذه الحجج تشبه " قميص عثمان" فهي سيفا مسلطا على رقاب الشعوب وقواها السياسية المخلصة الرافضة لهيمنة القطب الواحد، ويتم استخدام هذه الحجج من قبل " الديمقراطيات الكبرى " ووفقا لمعيارها المعروف الا وهو معيار الكيل بمكيالين، وان ما حدث للشعب اليوغسلافي ونظامه الشرعي ما هو إلا دليل على ذلك، ولا يستعيد من تكرار سيناريو تقويض الرئيس اليوغسلافي سلوبودان أو تعديل هذا السيناريو وفقاُ للمتغيرات الدولية بهدف تقويض هذا النظام أو ذاك، والاكثر غرابة في ظل " عولمة حقوق الانسان والديمقراطية..." وعلى النمط الغربي فأن كاسترو، والأكسندر لوكاشينكا، وعرفات و سلوبودان هم" أرهابين" و غير " ديمقراطين" في حين ان كول،و شارون, ريغان , وبوش الاب / الابن ... هم " مناظلين" من أجل حقوق الانسان والديمقراطية... " !!
وتمارس قوى الثالوث العالمي سياستها الواعية في إبادة الشعوب وافقارها وإذلالها، وما حدث ويحدث اليوم للشعب اليوغسلافي والشعب السوفيتي والشعب الفلسطيني وشعوب اوروبا الشرقية وغيرها من الشعوب ما هو إلا دليل قاطع على همجية وعدوانية الأمبريالية العالمية بهدف تصريف أزمتها العامة ولصالح ما يسمى " بالمليار الذهبي" ويستهلك اليوم 75 بالمئة من الطاقة العالمية و 85 بالمئة من الاخشاب في العالم، و 79 بالمئة من الوقود، و 72 بالمئة من الفولاذ في العالم، وان كل فرد من " المليار الذهبي" يستهلك من الموارد الطبيعية بالمتوسط أكثر من(20) مرة مما يتهلكه الفرد في البلدان النامية ، وكما يلاحظ ان " المليار الذهبي يسيطر على تجارةالتكنولوجيا المتقدمة بنسبة 85 بالمئة من الانتاج العالمي ويسيطر على 90 بالمئة من تصدير رأس المال العالمي"6".

ومن هنا ينبع السؤال أو الأسئلة المشروعة : ما هو الهدف الرئيسي من تنفيذ الخصخصة؟ ولمصلحة من؟ ولماذا تمارس المؤسسات الدولية ضغوطها المختلفة على الدول المستقلة من اجل تطبيق هذه الوصفة؟ وما هي أهم ميادين تطبيق هذه الوصفة؟

1- الميدان السياسي:-
ان الهدف الرئيسي هو تقويض البلدان الاشتراكية والبلدان الرافضة لسياسة وهيمنة القطب الواحد في البلدان النامية ويتم ذلك تحت مبررات ووسائل متعددة وواهية، والعمل على إفساد وتخريب النشاط السياسي النظيف، وخلق الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي – الاجتماعي من خلال تأسيس " دكاكين سياسية" لا تعد ولا تحصى ويصعب على السياسي والمواطن البسيط في آن واحد من معرفة هذه " الاحزاب" بالأضافة الى ذلك تتم عملية شراء الذمم والأختراق السياسي سواء
6
للحزب الحاكم او لبقية الأحزاب السياسية، والعمل على ايجاد " اصدقاء" و " حلفاء" لها في السلطة التنفيذية والتشريعية، والعمل على تأسيس عشرات، بل والمئات من الصناديق والجمعيات والروابط ... وتحت مسميات متعددة وحصولها على شرعية العمل والنشاط، وأن غالبية هذه الروابط والمراكز، الصناديق، الجمعيات ... يتم إدارتها وتوجيهها سياسياً وأيديولوجياً وثقافياً... من مركز واحد سواء كان هذا المركز داخل البلد أو خارجه،و خير دليل على ما يحدث في روسيا الأتحادية اليوم.

2- الميدان الاقتصادي :-
ان الهدف الرئيسى لوصفة صندوق النقد والبنك الدوليين يكمن في إضعاف دور ومكانة الدولة في الميدان الاجتماعي والاقتصادي، والعمل على إضعاف دور ومكانة القطاع العام في البلدان الاشتراكية، وكما تهدف الوصفة ايضاً الى اضعاف دور ومكانة قطاع الدولة في البلدان النامية، ويتم تحقيق كل ذلك عبر وسائل مزيفة وغير عملية منها: غياب الجدوى الاقتصادية لهذا القطاع أو ذاك...، وكما تعمل المؤسسات الدولية ومن خلال تواجد " اصدقاؤها " و " حلفاؤها" في السلطتين التنفيذية والتشريعية من اجل اصدار القوانين الخاصة التي تحقق أهدافهم ويتم تنفيذهــا " بسرعـة وأبداع " !! وكما يسعى هؤلاء " الحلفاء – الاصدقاء" وبأستمرار على نخر وتخريب وافشال القطاع العام ومن الداخل، والعمل على إفساد العاملين فيه من خلال تفشي الرشوة والتسيب في العمل وضعف المراقبة و الحساب على نشاط المؤسسات الأنتاجية والخدمية، والعمل على زيادة الأنفاق الأداري وبشكل مرعب ... وبالنتيجة يتم تحويل القطاع العام الى بقره حلوبة للبرجوازية الأدارية والبيروقراطين والطفيلين والمافيا، وان هؤلاء وغيرهم قد شكلوا النواة السياسية – الاجتماعية لقوى الردة وهم النواة الرئيسية للرأسمالية المتوحشة المتمثلة بالقطاع الخاص الرأسمالي المتوحش.

ان ما حدث في الاتحاد السوفيتي خلال الفترة (1985-1991 ) المتمثلة بنهج " البيريسترويكا " وتحت شعارات واهية منها " التجديد، التعجيل، وحقوق الانسان..." تم بشكل واعي ومخطط بهدف تخريب القطاع العام ومن داخله واضعاف دوره الاجتماعي – والاقتصادي، وكما أضعف دور ومكانة الحزب والسلطة التشريعية عن ممارسة دورهما ووظائفهما الرئيسية وظهرقطاع لصوصي تحت تسمية " القطاع التعاوني" وبدأ هذا القطاع بسرقة منتجات القطاع العام والمتاجرة بها بالسوق السوداء وأحياناً تم دفن اللحوم ومشتقاتها وسلع غذائية ضرورية أخرى في الغابات المحيطة بمدينة موسكو وغيرها من المدن السوفيتية الاخرى، بهدف إفراغ المخازن الحكومية من السلع الاستهلاكية والكمالية والمعمرة وبالنتيجة تم إفتعال " أزمة" سياسية واقتصادية – اجتماعية في المجتمع السوفيتي من أجل إثارة حقد وكراهية
7
ونقمة المواطنين السوفيت البسطاء ضد الحزب الشيوعي السوفيتي كحزب حاكم وضد الاشتراكية كنظام اجتماعي – اقتصادي قائم.

لقد تم كل ذلك وغيره بشكل مخطط وواعي داخل الاتحاد السوفيتي وخاصة داخل روسيا السوفيتية، وكان يقف وراء كل هذه الأساليب اللاشرعية واللا أخلاقية و الاإنسانية، قوى متعددة محلية واجنبية , اذ تحالفت قوى "اقتصاد الظل" مع " قادة البيريسترويكا " المتمثلة بغارباتشوف وفريقه و " الحركة الديمقراطية" الروسية بزعامة بوريس يلتسين و فريقه، وقامت هذه القوى الثلاث بتنسيق نشاطها السياسي و الاجتماعي – الاقتصادي مع حلفاؤهم في الغرب الأمبريالي بهدف تقويض الاتحاد السوفيتي.

ان من اهم ملامح هذه " الأزمة" هو ظهور نظام البطاقات التموينية للسلع الغذائية وغيرها ...، وخلال الفترة (1989-1991 ) أختفى الملح والخبز والكبريت... من الأسواق الحكومية، وبدأ تجار السوق السوداء من " البيريسترويكين– الاصلاحيين" السوفيت – الروس يتاجرون بقوت شعبهم وهذا لم يحدث حتى خلال الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)، وبسبب ذلك وغيره فقد اعضاء الحزب والطبقة العاملة و المواطنين البسطاء الثقة بالحزب وقيادته الحاكمة مما ادى ذلك الى خلق كل المقدمات السياسية والاقتصادية – الاجتماعية و الفكرية وحتى النفسية من اجل تقويض الدولة العظمى. الاتحاد السوفيتي(7). بدليل لم تخرج لا الشغيلة السوفيتية ولا اعضاء الحزب البالغ عددهم (18) مليون عضواً لمقاومة وافشال الانقلاب الحكومي الذي اعدّ له يلتسين – غورباتشوف وفريقهما في أب عام 1991.

ان ما حدث في الجزء الهام من المعسكر الاشتراكي [ المقصود الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية ] ما هو إلا جزءاً من مخطط واعي وهادف أعدته قوى الثالوث العالمي، وبدأ تنفيذ هذا المخطط في الثمانينات من القرن الماضي، اذ تم تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين في هذه البلدان وتم ذلك تحت مسميات متعددة ومنها على سبيل المثال "البيريسترويكا" و " سياسة العلاج بالصدمة ؟؟" وسياسة " الباب المفتوح" وكما اطلق على هذه البلدان تسميات كثيرة ومنها " بلدان اقتصاد السوق" و " بلدان اقتصاد التحول" !!

أهم محاور الوصفة
1- ليبيرالية الأسعار.
2- ليبرالية التجارة.
3- تنفيذ برنامج الخصخصة.
4- العمل على اضعاف دور الدولة الاجتماعي – الاقتصادي والغاء دور القطاع العام. 8
5- تخلي الدولة عن سياسة الدعم للقطاعات الأنتاجية والخدمية.
6- العمل على إلغاء مجانية التعليم والعلاج والسكن والتخلي عن ضمان توفير العمل.
7- العمل على تنشيط دور ومكانة القطاع الخاص المحلي والاجنبي في جميع القطاعات الاقتصادية.

لقد تم تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين في عدد كبير من بلدان العالم سواء في رابطة الدول المستقلة ودول أوروبا الشرقية وكذلك في البلدان النامية ومنها الارجنتين، والمكسيك، والبرازيل، ومصر، و المغرب، وتونس،...، فما هي أهم السمات والنتائج السياسية والاقتصادية والاجتماعية المشتركة للبلدان التي طبقت هذه الوصفة؟

1- في الميدان السياسي :- يتم العمل على تأسيس حزب سياسي رئيس و " احزاب" سياسية ثانوية المكانة والدور، ويكون دورها ونشاطها مكملاً لدور ونشاط الحزب الحاكم وفي الميادين المختلفة، وتقوم المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية بتقديم كل وسائل الدعم الضرورية للحزب الحاكم من اجل البقاء والأستمرار في قيادة السلطة وتحت مبررات عديدة بهدف تطبيق الوصفة الاقتصادية، وبالتدريج يتحول الحزب الحاكم الى حزب يمثل المصالح السياسية والاقتصادية – الاجتماعية والأيديولوجية للأوليغارشية والبيروقراطين والطفيليين والمافيا، ومن خلال تطبيق هذه الوصفة تتشابك المصالح الاقتصادية والأيديولوجية للنظام الدكتاتوري الأوليغارشي مع مصالح رأس المالي العالمي، وبنفس الوقت يقوم الحزب الحاكم اما بتقنين الديمقراطية البرجوازية مع المعارضة السياسية، او يسمح لها بالنشاط وفقاً للحدود التي يتم رسمها أي بمعنى أخر يقوم الحزب الحاكم بوضع الخط الأحمر لنشاط المعارضة السياسية، ولن يسمح لها بتجاوز ذلك الخط المرسوم، وكل ذلك يتم تحت غطاء " الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان ..."!!
2- في الميدان الاقتصادي :- يتم العمل على الألغاء التدريجي لدور الدولة الاجتماعي – الاقتصادي، وهذا يعني الغاء دور القطاع العام، مقابل ذلك يتم العمل الجاد والحثيث من اجل فتح الباب واسعاً امام نشاط ودور القطاع الخاص الرأسمالي ويتم ربطه بالاقتصاد الرأسمالي، وكما هو ملاحظ وبسبب تطبيق هذه الوصفة يتم تحويل هذه البلدان الى أسواق لتصريف " الفائض" من مختلف البضائع والسلع الاستهلاكية و الكمالية و المعمرة القادمة من الغرب الأمبريالي والتي أكثر من نصفها تخلو من المواصفات والشروط الاقتصادية والصحية...، وبنفس الوقت تتحول هذه البلدان المطبقة لهذه
9
الوصفة الى بلدانا مصدرة لمواد الخام الاولية والكفاءات العلمية وبثمن بخس، وكل هذا يصب لصالح تصريف أزمة الاقتصاد الرأسمالي، وكما تتميز هذه الوصفة ايضاً بغياب التكافؤ في العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية وخاصة فيما يخص الأسعار سواء اسعار السلع المصدرة من الغرب الامبريالي الى البلدان النامية او أسعار السلع المصدرة من البلدان النامية الى البلدان الراسمالية ، وكما تتميز جميع البلدان التي طبقت هذه الوصفة بتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي، وهبوط مستمر للأنتاج المادي وهبوط الدخول الحقيقية للغالبية العظمى من المواطنين بسبب زيادة معدل التضخم النقدي وبالنتيجة انحطاط المستوى المعاشي، وظهور البطالة والفقر والتشرد والقلق المشروع من غياب المستقبل المضمون لهؤلاء المواطنين، وتنامي معدل المديونية الداخلية والخارجية، اذ بلغت المديونية الخارجية للبلدان النامية حتى عام 2000بـ 2.5تريليون دولار، وبالتالي يمكن القول ان البلدان النامية قد أوقعت وبشكل واعي وهادف في فخ المديونية وليس بمقدورها اليوم ان تسدد هذه المديونية الفلكية وفوائد ها حتى لو باعت شعبها وأرضها للمؤسسات الدولية وللبلدان الرأسمالية، وكما ساعدت هذه الوصفة على ظهور " الاقتصاد اللصوصي" في جميع البلدان المطبقة لهذه الوصفة، وأخذت المافيا المحلية تلعب دوراً رئيسياً في الهيمنة على اهم فروع الاقتصاد الوطني الانتاجية والخدمية، وكما أصبحت هذه البلدان شبه محمية وتابعة سياسياً واقتصادياً للبلدان الرأسمالية الصناعية المتطورة، وبسبب تطبيق هذ الوصفة فقدت هذه البلدان أمنها الغذائي والاقتصادي وقرارها السياسي والاقتصادي وأصبحت تستورد السلع الغذائية وغير الغذائية بنسبة تتراوح ما بين 50-70 بالمئة، وكما يلاحظ ايضاً وجود ظاهرة خطيرة الا وهي هروب رؤوس الأموال من هذه الدول الى الخارج، علماً ان رأس المال هذا جاء من خلال النصب والاحتيال والسرقة وليس عن طريق الجهد والعمل النظيف والمشروع، وان اهم مصدر للرأسمال الاجرامي يأتي من خلال تنفيذ برنامج الخصخصة، اي بيع مؤسسات الدولة الأنتاجية والخدمية بثمن بخس جداً " للقطط السمان" أو ما يسمى بالاغنياء الجدد الذين يحتلون اهم المراكز في السلطتين التنفيذية والتشريعية وفي قيادة الحزب الحاكم ...؟!

3- في الميدان الاجتماعي:- يلاحظ ان من اهم النتائج الاجتماعية لوصفة صندوق النقد والبنك الدوليين تزايد وتعمق الهوة الاجتماعية – الاقتصادية في المجتمع لصالح الفئة الحاكمة والمتنفذة في كل بلد طبق هذه الوصفة، ومن أهم سمات هذه الوصفة هي ظهور المليونيرية والمليارديرية المفاجئ، وهم يشكلون الفئة الطفيلية الخطيرة في المجتمع وان هدفهم الأول والأخير هو الحصول على المال ثم المال ثم المال بغض النظر عن الطريقة و اسلوب جمع المال، وبنفس الوقت، يلاحظ ان هذه الفئة الطفيلية قد جمعت في يدها
10
المال والاعلام والسلطة، مقابل ذلك ظهور جيش كبير من الفقراء الجدد الذين لا يستطيعون تحقيق الحد الادنى من الأشباع الكامل من السلع الغذائية الضرورية ومنها الخبز والبطاطا ...، ويستحوذ " الاغنياء الجدد " على حصة الأسد من الدخل القومي، وكما يلاحظ ايضاً تفشي الجريمة والسرقة وأنتشار المخدرات والدعارة في المجتمع وخاصة وسط الشباب مما يؤدي ذلك الى تفسخ البناء الاجتماعي للمجتمع وخاصة بناء الأسرة، وكما يرافق تطبيق هذه الوصفة تفشي الامراض وعودة الأمية من جديد وخاصة وسط الشباب، والعمل على نقل نمط الثقافة الغربية لهذه المجتمعات عبر وسائل الاعلام المختلفة ومنها الفضائيات والتلفزيون والصحف وافلام السينما الغربية رخيصة الشكل والمضمون.

ان الهدف الرئيسي من كل ذلك وغيره هو قتل الثقافة الوطنية والقومية الانسانية لهذه الشعوب واحلال ثقافة التفسخ والتخريب وخاصة لدى الشباب، اذ يتم غسل عقولهم من أجل نسيان حضارتهم وثقافتهم وتاريخهم المجيد، والعمل على نسف وتخريب كل القيم والعادات والتقاليد الانسانية الحميدة في المجتمع واحلال محلها ثقافة لا إنسانية ولا أخلاقية، وتحويل المجتمع الى مجتمع تسوده علاقات الجريمة والنصب والأحتيال والسرقة والأبتذال الاخلاقي، والعمل على تخريب وعي وافكار الغالبية من السكان وخاصة الشباب ووضعهم أمام الأمر الواقع والقبول بهذا الواقع؟! هذ هي بعض سمات ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي التي طبقت ولا تزال تطبق في كثير من دول العالم!!


ثالثاً :- البلد الغني يتحول الى بلد فقير.
بعض الادلة والبراهين
أ?- بعض منجزات الاشتراكية:
وكما هو معروف، كان الاتحاد السوفيتي، حقاً دولةً عظمى اقتصادياً وعلمياً وعسكرياً...، وتم تحقيق ذلك خلال فترة قصيرة جداً، بعد ان الحق الشعب السوفيتي الهزيمة الكبرى بالفاشية الألمانية وكان ثمن هذا النصر الكبير هو فقدان ما بين 27 الى 30 مليون مواطن سوفيتي، وهذا النصر أنقذ شعوب العالم كافة من خطر هذا الطاعون الأسود.

لقد تم تحويل الاتحاد السوفيتي بعد ثورة اكتوبرالاشتراكية عام 1917 من دولة زراعية متخلفة تملك المحراث الخشبي الى دولة صناعية امتلكت القنبلة الذرية والنووية ...، واصبحت قوة اقتصادية عظمى، اذ زاد الدخل القومي [ بالاسعار الثابتة وبمليارات الروبلات ] من 145 في عام 1960 الى(289.9) في عام 1970


11
، ومن (462.2) في عام 1980 الى 569.6 في عام 1984، وفي روسيا السوفيتية زادت قيمة الناتج المحلي الاجمالي من 965 مليار دولار في عام 1987 الى 1022 مليار دولار في عام 1989، اما في ظل سلطة " الاصلاحيين – الديمقراطيين " الى 300 مليار دولار عام 2001 !!

وتشير الاحصاءات الرسمية خلال الفترة من عام 1919 ولغاية عام 1989 الى ان الأنتاج الصناعي في الاتحاد السوفيتي زاد ب(155) مرة والانتاج الزراعي ب(4.5) مرات، وزادت انتاجية العمل في القطاعات الصناعية ما بين (25 -26) مرة وفي القطاع الزراعي ب(6) مرات للفترة نفسها.

لقد ازداد متوسط عمر الفرد خلال سنوات السلطة السوفيتية من 32 عاماً الى 72 عاماً، ويعمل في الاتحاد السوفيتي ثلث مجموع الأطباء في العالم، كما بلغت دخول العمال الفعلية عام 1979 القدر الذي يفوق مستواها في عام 1913 ب(10.5) مرة، ودخول الفلاحين(15.8) مرات. وأزداد عدد المساكن في مدن الاتحاد السوفيتي من عام 1922وحتى عام 1981ب(11.4) مرة، وكان ينتقل سنوياً ما يناهز 15 مليون من المواطنين السوفيت الى المساكن الجديدة، وأزداد عدد سكان الاتحاد السوفيتي من(194.1) مليون نسمة عام 1940 الى(276.3) مليون نسمة عام 1985.

أما متوسط الأجر الشهري فقد ارتفع من (33.1) روبل في عام 1940 الى (290) روبل عام 1991، كما زاد عدد الباحثين العلميين وحاملي الشهادات العلمية بدرجة برفسور ودكتور ومرشح علوم...، من (354.2) ألف شخص في عام 1960 الى(1462.4) ألف شخص في عام 1984، ولم تكن جميع المكتبات العامة في روسيا ما قبل ثورة اكتوبر تضم سوى (9) ملايين نسخة من الكتب، اما في ظل الاشتراكية وخلال الفترة من عام 1919 وحتى عام 1984 فكان في حوزة المكتبات ما يزيد عن (7.4) مليارات كتاب"9".

لقد شغل الاتحاد السوفيتي المرتبة الاولى في العالم من حيث انتاج انواع هامة من المنتوجات الصناعية مثل حديد الزهر والصلب وأستخراج الكروم وخام المنغنيز والنفط والأسمدة المعدنية واحتل الاتحاد السوفيتي مكان الصدارة من حيث انتاج الصوف والمنسوجات وصيد الأسماك والأليات والسكر...، لقد حققت الاشتراكية قوة عسكرية، ومن خلال ذلك تم تحقيق التوازن العسكري مع الغرب الأمبريالي وخاصة مع الولايات المتحدة، وبلغ تعداد الجيش السوفيتي نحو(4) ملايين عسكري، وكان لدى الجيش السوفيتي (64000) دبابة [مرتان اكثر مما يملكه الناتو]، و (67000) مدفع هاون [ مرتان أكثر مما لدى حلف الناتو] و (76000 ) مصفحة مدرعة، و
12
(12000) طائرو ومروحيةعسكرية مقاتلة [1.2 مرة أكثر مما كان في حوزة الناتو]، و (437) سفينة حربية من الدرجة الاولى والثانية، وأكثر من (300 ) غواصة حربية، وكان لدى الجيش السوفيتي (25) صاروخ عابراً للقارات ويحمل (10) رؤوس نووية قابلة للأنشطار"10".

ان هذه المنجزات الكبيرة التي حققت في الميدان الاجتماعي والاقتصادي والعلمي والعسكري قد أثارت حقد قوى الثالوث العالمي مما دفعها للعمل والتأمر علىالاتحاد السوفيتي وخصصت لهاذا الغرض ما بين (13-15) تريليون دولار، وبنفس الوقت أدركت قوى الثالوث العالمي ومؤسساتها الدولية إنه لا يمكن تقويض الاتحاد السوفيتي لا بالحصار الاقتصادي ولا بالحرب، فالحرب تعني في واقع الحال نهاية شبه حتمية للطرفين بسبب إمتلاكهما للسلاح النووي والذري والكيماوي ... وبالتالي إختارت هذه المؤسسات الدولية على ان "أفضل" وسيلة لتحقيق هدفهم القاضي بتقويض الاتحاد السوفيتي هو من الداخل وإختراق قيادة وكوادر الحزب الحاكم، فوجدوا ضالتهم في غورباتشوف، وباكوفلييف، وشفرنادزه، ويلتسين، وبريماكوف، وفولسكي، وأرباتوف، وأفاناسييف، وشاخ نازاروف، وكرافجوك وغيرهم من اعداء الشعب والفكر، وعمل هؤلاء "القادة" مع حلفاؤهم في الغرب الأمبريالي وتحت غطاء ما يسمى البيريسترويكا كمرحلة أولى بهدف تنفيذ مخطط قوى الثالوث العالمي، وفيما بعد بتنفيذ سياسة ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي، ومما يؤسف له، ان هؤلاء القادة" وحلفاؤهم قد "نجحوا" في تنفيذ مخططهم الأسود، وتم تقويض الاتحاد السوفيتي ولاسباب عديدة منها ,الخيانة العظمى في قيادة الحزب الحاكم، وتحول الحزب الى جهاز بيروقراطي اداري نفعي، وغياب الديمقراطية الشعبية، وغياب دور الطبقة العاملة في صنع القرار السياسي والاقتصادي وغير ذلك من الأسباب، وفي عام 1991 إختفى الأتحاد السوفيتي من الخارطة السياسية وظهرت 15 دولة مستقلة!! وأخيراً تحقق حلّم وهدف الحكومة العالمية الخفية؟!

ب?- بعض " منجزات " " الاصلاحين – الديمقراطين" الروس
منذ عام 1992 ولغاية اليوم طبقت روسيا ولا تزال مستمرة في تطبيق وصفة صندوق النقد والبنك الدوليين، ومن اجل الأسراع في تطبيق هذه الوصفة إستعانت روسيا "الاصلاحية" بخبراء من المؤسسات الدولية ومن امريكا بالدرجة الاولى، وعمل أكثر من خبير اقتصادي امريكي كمستشار اقتصادي خاص للرئيس بوريس يلتسين خلال الفترة من عام 1992-1999، وكما عمل في الجهاز الاداري الروسي (30) ألف خبيراً أجنبياً ونصف هؤلاء عملوا في الجهاز التنفيذي لدى أناتولي تشوبايس كوزير للخصخصة "11"، ومنذ عام 1992 ولغاية اليوم تم تحويل الملكية العامة لوسائل الانتاج الى ملكية خاصة طفيلية، اذ تبلغ نسبة الملكية العامة في روسيا اليوم ما بين (15-20) بالمئة"12"، ونعتقد قريباً سوف يتم نقل كل شيئ للقطاع
13
الخاص الرأسمالي الطفيلي، وان سياسة الرئيس فلاديمير بوتن ما هي إلا أمتداد طبيعي شكلاً ومضموناُ لسياسة الرئيس السابق بوريس يلتسين، فكل شيئ تم خصخصته تقريبا وحتى يدور الحديث اليوم عن خصخصة الماء؟! ولم يبقى سوى الهواء لم يتم خصخصته ولا يستبعد في المستقبل القريب – طبعاً – اذا أراد "الاصلاحيين – الديمقراطين" الروس من خصخصة ذلك؟!

وكما يمكن القول ان تنفيذ برنامج الخصخصة في روسيا خلال الفترة 1992-2000 لم يكن شرعياً ولا قانونياً حيث لم يصدر أي تشريع من قبل البرلمان خلال تلك الفترة بهدف تنفيذ هذا البرنامج ولم تتم الموافقه عليه من قبل السلطة التشريعية، حيث تم تنفيذ برنامج الخصخصة عبر مراسيم رئاسية اصدرها يليتسين وفريقه فقط، ومع ذلك يدعون أنهم ديمقراطيون؟!
نورد بعض أهم " المنجزات" التي حققتها روسيا من خلال تطبيق برنامج الخصخصة خلال الفترة من عام 1992 وحتى عام 2002:
1- هبوط مستمر للأنتاج المادي اذ بلغ أكثر من 50 بالمئة، وانخفض الانتاج الزراعي ب (2) مرة، والأستثمارات ب(10) مرات بالمقارنة مع عام 1990، وخلال الفترة من عام 1992 وحتى عام 1995، كما يشير الاكاديمي لفوف، إنخفاض الدخل القومي بنسبة (63) بالمئة، والأنتاجي الصناعي بنسبة 81 بالمئة وتوقف عن العمل أكثر من 300 ألف مصنع ومعمل منها (4000) مصنع كبير، وبلغت الخسائر المادية لروسيا خلال الفترة (1992-1995) بـ(3.2) تريليون دولار، وهذه الخسارة لم يشهد لها اي بلد من بلدان العالم(13). وكما يؤكد الاكاديمي الروسي غينادي ميسايس , وبافتراض ان روسيا سوف تحقق معدل نمو سنوي للناتج المحلي الاجمالي بنسبة 8% , ان اميركا تحقق معدل نمو سنوي للناتج المحلي الاجمالي بنسبة 1% لنفس الفترة فهذا يعني ان روسيا تحتاج الى 236 سنة من اجل ان تصبح بمستوى القوة الاقتصادية لاميركا "14" , علما ان الاتحاد السوفييتي قد احتل المرتبة الثانية ـ الثالثة في القوى الاقتصادية عالميا.

2- تنامي المديونية الداخلية والخارجية خلال فترة ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي، اذ بلغت حتى 2001 بـ(240) مليار دولار، وبالمقابل فأن عملية هروب رؤوس الاموال من روسيا الى الخارج كانت ولا تزال تشكل ظاهرة خطيرة على الاقتصاد والمجتمع الروسي، وبهذا الخصوص يشير مدير معهد البحوث السياسية والاجتماعية، وعضو الاكاديمية الروسية الاكاديمي غينادي اوسيبوف الى انه بلغت الاموال المهربة خلال الفترة(1992-2002) بما يقارب من (4) تريليون دولار، وتعمل هذه الأموال لصالح الاقتصاد الرأسمالي الغربي بالدرجة الاولى"15". وتأتي روسيا في عملية غسيل الأموال بعد غواتيمالا ونيجيريا ومصر، وتنامي العجوزات المستمرة للميزانية الحكومية خلال الفترة (1992-1999)، فعلى سبيل المثال بلغت
14
الميزانية الحكومية لروسيا " الاصلاحية" (20) مليار دولار لعام 1999، في حين بلغت الميزانية لروسيا السوفيتية (618) مليار دولار في عام 1989.

3- انحطاط المستوى المعيشي للغالبية العظمى من المواطنين الروس، وان (85) بالمئة من السكان يعيشون في حالة فقر وجوع دائم، وان متوسط الأجر الشهري أقل من الحد الأدنى الضروري للعيش ما بين (2-4) مرات، وكما يلاحظ ان 50 بالمائة من العوائل التي لديها طفل واحد تعيش في حالة فقر، وان 65بالمئة من العوائل التي لديها طفلين تعيش في حالة فقر مزمن، وان 85بالمئة من العوائل التي لديها (3) أطفال تعيش في حالة فقر مدقع، وتقلص عدد السعرات الحرارية في اليوم الواحد من (3340) سعرة في عام 1989 الى (2200) سعرة حرارية في اليوم في عام 1999، في حين من المفروض ان يحصل الفرد الواحد ما بين (2500-3000) سعرة حرارية في اليوم "16".

ومن أخطر النتائج الاجتماعية لبرنامج الخصخصة هي تنامي معدل البطالة و الجريمة في المجتمع وخاصة وسط الشباب، اذ يوجد أكثر من (20) مليون عاطل عن العمل وهم بأعمار تتراوح ما بين (20-45) سنة، وكما يوجد (20) مليون باحث ومهندس و مدرس...، لا يعملون في اختصاصاتهم العلمية، بل يمارسون عملية بيع وشراء السلع الغذائية والكمالية أو حسب ما يطلق عليهم " بتجار الشنطة" وتفيد الدراسات العلمية في حالة دخول روسيا لمنظمة التجارة العالمية (WTO)، فأن معدل البطالة سيتضاعف وسوف تفقد روسيا (20) مليون فرصة عمل"17".

وكما يلاحظ ايضاً تنامي معدل الجريمة بسبب سياسة " الاصلاح الاقتصادي" حيث يحدث في روسيا سنويا ما بين (10-11) مليون جريمة "18"، في حين في الاتحاد السوفيتي وخلال الفرة من 1955-1985 حدثت مليون و800 ألف جريمة "19"، وكان الاتحاد السوفيتي يشكل سدس مساحة العالم؟! وحسب تقديرات الداخلية الروسية يوجد في روسيا (10000) منظمة إجرامية تظم (300000) عضواً، وخلال (10) سنوات من " الاصلاح الاقتصادي" قتل (300) ألف شخص من قبل المافيا الاجرامية، وان (300) ألف شخص مصيرهم مجهول "20"؟!. وكما يوجد(30) مليون مواطن يتعاطون المخدرات، وتبلغ قيمة المبيعات السنوية للمخدرات في السوق الروسية ما بين (10-12) مليار دولار "21".

4- وبسبب تطبيق برنامج الخصخصة وخلال الفترة 1992-2002 فقدت روسيا ما بين (13-15) مليون انسان "22"، و خلال نفس الفترة بلغ عدد حالات الانتحار بـ(500) ألف حالة، وتقلص عمر الرجال بـ(8) سنوات، والنساء بـ(4) سنوات"23"، وخلال نفس الفترة فقدت روسيا (300) ألف شخص بسبب حوادث 15
السيارات، وتفقد روسيا سنوياُ ما بين (30-40) ألف شخص بسبب تعاطي الكحول المسممة، وان 60 بالمئة من الكحول في السوق الروسية غير صالحة للاستعمال "24"، وان ما بين(40-60) بالمئة من السلع الغذائية والدوائية غير صالحة الاستعمال، وان (4) مليون طفل لم يدخلوا المدارس، وحسب تقديرات وزارة الدفاع الروسية فأن 25 بالمئة من الشباب اللتحقين بالخدمة الألزامية من الريف هم أميين، وخلال عام 2002 فقد تم أغلاق أكثر من (13000) مدرسة ومعهد تكنيكي في الريف الروسي، وكما يوجد اليوم في روسيا (10) مليون أمي، ويوجد (800) ألف طفل مشرد "25", وهذا الرقم لم يحدث حتى في ظل الحرب العاليمة الثانية، وتقلص عدد الاطفال في روسيا من (40) مليون طفل عام 1990 الى (30) مليون طفل عام 2003 وهناك تقديرات تؤكد سيصل عدد الاطفال في روسيا في عام 2010 الى (25) مليون طفل "26"!! وخلال فترة ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي( 1992-2002) تم بيع (35000) طفل للخارج "27"، وخلال نفس الفترة هاجر من روسيا الى الخارج (2.5) مليون شخص"28" ولأسباب اقتصادية بالدرجة الاولى، وسنوياً يهاجر من روسيا (100) ألف عالم وباحث "29" ...، الى اسرائيل وامريكا والمانيا...، فكم هي خسارة روسيا المادية من ذلك؟! وهل تم ويتم هذا عن طريق الصدفة؟!

وكما يوجد في روسيا اليوم (10) مليون معوق منهم (600) ألف طفل وهم يعانون البطالة والمرض والجوع...، وكما يوجد (4) مليون متقاعد يحصلون على الحد الأدنى للتقاعد وهو (660) روبل اي ما يعادل(22) دولار في حين الحد الادنى الضروري للفرد هو(200) دولار في الشهر "30"؟!

5- ان أسوء ما احرزه تطبيق برنامج الخصخصة هو تفشي الرشوة في المجتمع الروسي واصبحت تشكل ظاهرة اجتماعية واقتصادية خطيرة تهدد بخراب وتهديم كيان المجتمع والدولة على السواء، فعلى سبيل المثال لا يمكن انجاز اي معاملة قانونية إلا من خلال دفع رشوة يحددها المسؤول في السلطة التنفيذية او ما ينوب عنه ( المافيا) ، ولا يمكن القبول في المعاهد والجامعات الروسية، ولا يمكن تقديم الأمتحانات حتى لو كنت أنشتاين إلا من خلال دفع الرشوة التي حددتها قوى السوق فالمعروف اليوم في روسيا " التعليم المجاني ولكن بالدولار الامريكي" وكما لا يمكن ان تحصل على العلاج الطبي إلا من خلال دفع الرشوة المحددة لكل نوع من الدواء أو العملية، ولا يمكن أن تفتح أي مشروع انتاجي أو خدمي، لا من خلال دفع رشوة الى المسؤول في السلطة التنفيذية بدليل تبلغ الرشوة السنوية في روسيا ما بين (37-40) مليار دولار "31"؟!

6- وبسبب تطبيق سياسة ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي التي اعدتها المؤسسات الدولية ومنها صندوق النقد والبنك الدوليين، ومنذ عام 1992 ولغاية اليوم فأن روسيا تحتل المرتبة الاولى في العالم في عملية القتل والثانية في عملية الأنتحار، والثالثة في العالم في تهريب( سرقة) الاطفال اذ يصل سعر بيع الطفل الواحد ما بين (10-20) ألف دولار، وهناك منظمات مافوية تمارس هذه الأنشطة اللامشروعة واللاإنسانية، ناهيك عن تفشي ظاهرة التلوث الاجتماعي وتجارة " السلع الحية" في الخارج، وكما تحتل روسيا المرتبة الثانية في العالم في عدد السجناء بعدما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الاولى في ذلك "32"!!

7-الجدول رقم(1) يوضح لنا مقارنة للقطاعين الصناعي والزراعي في ظل الاقتصاد الاشتراكي لعام 1989 وفي ظل الاقتصاد الرأسمالي لعام 2001، وان الجدول يعكس الحقيقة الموضوعية لدور ومكانة الاقتصاد الروسي بسبب التحول من الاشتراكية الى الرأسمالية المتوحشة من خلال تطبيق برنامج الخصخصة منذ عام 1992 ولغاية اليوم، فالجدول ليس بحاجة الى تعليق فالأرقام هي التي تعكس الواقع الموضوعي.

ان تنفيذ برنامج الخصخصة في روسيا قد أرجع إنتاج القطاع الصناعي الى مستوى الثلاثينيات- والأربعينيات وحتى أكثر من ذلك!! من القرن الماضي، وفي بعض أنواع الانتاج الصناعي وهي على سبيل المثال الصناعات الصوفية أرجعت الى مستوى إنتاج عام 1880، ومستوى إنتاج صناعة الأحذية الى مستوى انتاج عام 1900، وصناعة إنتاج السيارات الى مستوى إنتاج 1937، ومستوى انتاج صناعة التراكتر الى مستوى إنتاج عام 1931، وإنتاج الراديو الى مستوى إنتاج عام 1947، وصناعة الاخشاب الى مستوى إنتاج عام 1929، وصناعة القماش بكل أصنافه الى مستوى إنتاج عام 1910.

اما بالنسبة للقطاع الزراعي فالوضع فيه كارثي ومأساوي، فأن "الاصلاحين- الديمقراطين" الروس قد خربوا والغوا تقريبا كل الكلخوزات والسفخوزات، مما ادى بروسيا " الاصلاحية" ان تستورد ما بين (60-70) بالمئة من السلع الغذائية من الخارج، وتنفق سنوياً على استيراد السلع الغذائية أكثر من (12) مليار دولار، فعلى سبيل المثال فأنتاج اللحوم في عام 2001 أرجع الى مستوى إنتاج عام 1953، وأرجع إنتاج تربية المواشي الى مستوى انتاج عام 1885، وأرجع إنتاج تربية الغنم والماعز الى مستوى عام 1750 "33" !!هذا ما يحصل ويحصل اليوم في روسيا " الاصلاحية" البلد الغني في موارده الطبيعية والبشرية، اذ تحتل روسيا المرتبة الاولى – الثانية عالمياً في انتاج النفط والغاز والألمنيوم والغابات...، وقدرت خسارة الشعب السوفييتي ـ الروسي من جراء تنفيذ برنامج البرسترويكا الخصخصة بأكثر من (14) مرة مما خسره الاتحاد السوفيتي في حربه العادلة ضد الفاشية الألمانية"34"، وحسب تقديرات البنك الدولي فأن أكثر من (42) مليون مواطن روسي يعيشون تحت خط الفقر، واقع الحال هو أكثر بكثير من ذلك. فماذا حصلت وستحصل شعوب بلدان أسيا وافريقيا
16
وامريكا اللاتينية الفقيرة في مواردها الطبيعية والبشرية من خلال تطبيقها لأسوء برنامج عرفه التاريخ الحديث الا وهو برنامج الخصخصة؟!




(جدول رقم 1)
مقارنة للأنتاج الصناعي والزراعي في ظل التخطيط الاقتصادي المركزي وبرنامج الخصخصة "35" ,

نوع الأنتاج وحدة القياس السنوات اي مستوى من الأنتاج يطابق انتاج عام 2001
1989 2001
أ- الأنتاج في القطاع الصناعي
النفط مليون طن 552 337 1972
الفحم مليون طن 410 269 1957
الأنابيب الفولاذية بالألف وحدة 12510 5404 1965
العربات وحدة 28000 7385 1910
ماكنة قطع المعادن وحدة 27000 1290 1931
سيارات النقل (لوري) بالألف وحدة 697 173 1937
ماكنة كبس الحديد وحدة 27800 1290 1933
تراكتر بالألف وحدة 235 15.2 1931
ماكنة الحصاد وحدة 62200 9063 1933
جهاز الراديو بالألف وحدة 5561 273 1947
تلفزيون بالألف وحدة 4465 1004 1958
كبريت الكالسيوم بالألف طن 3546 2334 1968
الأخشاب مليون متر مكعب 351 87.2 1929
الأخشاب المنشورة مليون متر مكعب 83 17.3 1930
الورق بالألف طن 5344 3415 1969
الاسمنت مليون طن 84.5 35.1 1962
صناعةالطوب
(الطابوق ) مليار وحدة 24.1 10.5 1953
القماش بكل اصنافه مليون متر مكعب 8707 2617 1910
الصوف مليون متر مربع 471 56.4 1880
الاحذية مليون زوج 377.7 32.2 1900

19
نوع الأنتاج وحدة القياس السنوات اي مستوى من الأنتاج يطابق انتاج عام 2001
1989 2001
أ- الأنتاج في القطاع الزراعي
اللحوم بالألف طن 6621 1233 1953
الألبان بالألف طن 20800 6734 1963
الزبدة الحيوانية بالألف طن 820 269 1956
الحليب مليون طن 55.7 32.9 1958
الماشية مليون رأس 58.8 27.1 1885
الخنازير مليون رأس 40 15.5 1936
الغنم والماعز مليون رأس 61.3 15.3 1750

























20
رابعاً :- ستالين – حذر من الخطر...ولكن؟!

لقد حذر يوسف ستالين بأحتمال ظهور وعودة قوى الثورة المضادة في داخل الاتحاد السوفيتي من خلال حصولهم على الدعم المادي والمعنوي من قبل الأمبريالية العالمية وحلفائها إذ أشار الى: "أن المهمة الرئيسية لاعداء الشعب السوفيتي هي إسقاط النظام السوفيتي وإقامة الرأسمالية وسلطة البرجوازية في الاتحاد السوفيتي، ومن خلال ذلك فسوف تتحول البلاد الى ملحقاً للغرب، بلداً مصدراً للمواد الخام الاولية، وان الشعب السوفيتي سيتحول الى عبيداً للأمبريالية العالمية يرثى لحاله!!

ان المكانة الهامة في خطط اعدء الشعب السوفيتي تكمن بالدرجة الاولى في تقويض القوة الاقتصادية والعسكرية للأتحاد السوفيتي والتهيئة العسكرية من اجل إلحاق الهزيمة العسكرية بالأتحاد السوفيتي والاستيلاء على السلطة واقامة نظام بونابارتي في البلاد بالأستناد على القوة العسكرية و على عناصرمن الأوباش والمجرمين والمنسلخين من طبقتهم والذين يمثلون قوى الثورة المضادة. ان هؤلاء الحقراء والخونة والأذلاء عازمين قبل كل شيئ التخلي عن الملكية الاشتراكية وبيعها، وتحويل الملكية العامة لوسائل الانتاج الى ملكية خاصة رأسمالية، على إعتبارها عنصر مهم في العلاقات الاقتصادية لأقتصادنا الوطني، وتحت حجة غياب الجدوى الاقتصادية سوف يتم تصفية السفخوزات ( مزارع الدولة) وحلّ الكلخوزات ( المزارع التعاونية)، وبيع المكائن والالات الزراعية الى شركائهم في الرأي او ما يسمون بالمزارعين من اجل انبعاث ( ظهور) نظام الكولاك في الريف السوفيتي، وأخضاع البلاد للأجانب عن طريق الحصول على القروض واعطاء منح وأمتيازات هامة للدول الأمبريالية من أجل الاستحواذ على مشاريعنا الصناعية، واعادة منطقة ساخالين النفطية الى اليابان"36"....

لقد جاء هذا التحذير في أيار من عام 1941اي قبل نصف قرن من عملية اغتيال الاتحاد السوفيتي والتي تمت في عام 1991 وتحت غطاء ما يسمى بالبيريسترويكا وشعاراتها الواهية والمتمثلة بـ" سياسة التفكير الجديد، والتعجيل، والتطوير، وحقوق الانسان..."!!

لقد حذر يوسف ستالين من مخطط قوى الثالوث العالمي وأدواتها الدولية التي كانت تهدف الى تقويض الاتحاد السوفيتي، وفعلاً تحقق ذلك من خلال التنسيق الكامل مع الانتهازيين والتحريفيين من "الرفاق قادة وكوادر" الحزب الحاكم، هذه "القيادة" التي نفذت بما يسمى بالبيريسترويكا، وهذه "القيادة والكوادر" التي لا تزال تسير بنفس الاتجاه ولكن تحت غطاء جديد الا وهو ما يسمى بسياسة الاصلاح الاقتصادي، فالاتحاد السوفيتي لم يعد موجوداً اليوم، واصبحت روسيا دو
دولة مصدرة

21
لأهم الموارد الطبيعية للغرب الأمبريالي من النفط والغاز والحديد...وسوقاً لتصريف "الفائض" من الأنتاج الرأسمالي المتمثل بالسلع الاستهلاكية والغذائية والكمالية والمعمرة، وان روسيا اليوم محاطة بقواعد عسكرية لحلف الناتو متواجدة في جمهوريات اسيا الوسطى...، وان جمهوريات البلطيق ودول أوربا الشرقية قد دخلت حلف الناتو، ولا يستبعد من ان تدخل غالبية رابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة )الى حلف الناتو ، وكما لا يستبعد من تكرار سيناريو تفكك الاتحاد السوفيتي على روسيا الاتحادية.

نعتقد، ان المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي وتحت "قيادة" خروشوف كان نقطة البداية والأرتداد الحقيقية والتي خلقت كل المقدمات السياسية والفكرية من أجل الأبتعاد وبشكل تدريجي عن النظرية الماركسية – اللينينية ومبادؤها وعدم السماح بتطويرها واغناؤها وفقاً للظروف والمستجدات السياسية والاقتصادية- الأجتماعية والثقافية على الصعيدين الداخلي والخارجي.
لقد عملت قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي منذ المؤتمر العشرين وحتى عام 1984 سواء بشكل مقصود او غير مقصود على تجميد وتأليه النظرية الماركسية – اللينينية اذ تم تحويلها الى شيئ مقدس وكأنها للعبادة فقط، وهذا مخالف لجوهر وطبيعة النظرية، وكما نعتقد، ان المسؤولين عن كل ذلك، وعن عملية إغتيال الاتحاد السوفيتي في عام 1991، هم هؤلاء "القادة" الذين حذر منهم يوسف ستالين، وهم هؤلاء الذين نفذوا مخطط قوىالثالوث العالمي، وأخيراً فالحزب هو المسؤول عن ذلك.

ان سياسة ما يسمى بالاصلاح الاقتصادي والتي تحمل طابعاً اقتصادياً-اجتماعيا وأيدولوجياً، ويشكل برنامج الخصخصة الجزء الهام في هذه الوصفة. ان المؤسسات الاقتصادية والمالية الدولية هي التي كانت وراء هذه الوصفة، وهي تهدف الى تطبيقها وفرضها على الشعوب والدول، وتبين تجربة البلدان النامية ودول أوروبا الشرقية ورابطة الدول المستقلة التي طبقت هذه الوصفة اذ أدخلت شعوب هذه الدول في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي – الاجتماعي، وبسبب تطبيق هذه الوصفة تفشت كل الامراض الخبيثة وفي مقدمتها البطالة وتفشي الجريمة والمخدرات وتنامي معدل المديونية الداخلية والخارجية، وان ما حدث في شمال افريقيا" بثورة الجياع أو الخبز" إلا دليل حيّ على ذلك. وكما ساعدت هذه الوصفة على صعود قوى اليمين المتطرف وفي قلب أوربا ومنها هولندا، السويد، استراليا، الدنمرك، النرويج، بلجيكا...، ناهيك عما حدث ويحدث اليوم في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق.


22

نعتقد، في حال إستمرار تطبيق هذ الوصفة، فأن العالم سيدخل في أزمة عامة وشاملة وفي دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار أكثر عمقا وأكثر تناقضاً مما هو عليه اليوم، وما حدث في الأرجنتين من مأسي وجرائم بسبب تطبيق هذه الوصفة إلا دليل وبرهان على بعض نتائج ما يسمى بسياسة الاصلاح الاقتصادي، ولا يستبعد من أن يتحول العالم بسبب هذه السياسة اللامنطقية الى أرجنتين عالمية وستكون النتائج وخيمة على الصعيدين المحلي والعالمي.
خامساً :- وجهة نظر: ما هو المخرج؟

نعتقد، من اجل التجنب في وقوع الكارثة وبكل أبعادها المأساوية في المستقبل سواء على صعيد كل دولة اوعلى الصعيد العالمي، نقترح الاتي:
أولاً:- العمل على تعزيز الدور الاجتماعي والاقتصادي للدولة، وتعزيز دور ومكانة قطاع الدولة من خلال تأميم كافة الموارد الطبيعية الاستراتيجية ومنها ( النفط، الغاز، الغابات، الحديد...) وبهذا الاجراء سوف يتم تركيز العوائد المالية في يد الدولة وبالتالي تستطيع الدولة ان تتصرف بهذه العوائد المالية وفقاً لخطة مدروسة ومعدة مسبقاً لصالح الشعب، وليس كما يحدث في ظل ما يسمى بسياسة الاصلاح الاقتصادي فالمستفيد الأول من عوائد هذه الموارد هم الاوليغارشية والبيروقراطية والطفيلين والمافيا، وان بناء ما خربته حروب الطاغية صدام حسين – على سبيل المثال – لا يمكن إلا من خلال تدخل الدولة بشكل مباشر في الميادين الاقتصادية والاجتماعية...،

ثانياً:- العمل على تأميم المشاريع الصناعية والزراعية الاستراتيجية وكذلك تأميم التجارة الخارجية والمشروبات الكحولية وأنتاج الدخان، وان تصبح الدولة هي المسؤولة المباشرة عن هذه الانشطة لما فيها من منافع اقتصادية واجتماعية وصحية وحماية أمن وسلامة المواطنين، وبهذا الخصوص – على سبيل المثال – فأن (85-90) بالمئة من الشعب الروسي يؤيد ذلك، في حين أن الرئيس بوتين وفريقة الحاكم يعارضون رغبة وأرادة شعبهم، ومع ذلك يدعون إنهم ديمقراطيون؟!

ثالثاً :- العمل على مجانية التعليم والعلاج وحق العمل والسكن وضمان حق المواطن في الراحة والشيخوخة وفق دستور، هذه هي اهم الحقوق الانسانية للمواطن، وليس "حق" الثرثرة الاعلامية او " حق" الدعارة والتلوث الاجتماعي، والمخدرات...؟!

رابعاً:- من الضروري إعادة النظر بالمؤسسات الحكومية الأنتاجية والخدمية التي تمت خصخصتها اي بيعها للقطاع الخاص الطفيلي، حيث تم بيع مؤسسات الدولة بسعر (2) بالمئة من قيمتها الفعلية فعلى سبيل المثال تم بيع (500) مؤسسة إنتاجية في روسيا بـ(7) مليار دولار، في حين قيمتها الحقيقية هي (200) مليار دولار،

23
وهناك تقدير أخر يؤكد على ان قيمة هذه المؤسسات هي (900) مليار دولار. وضرورة التحقق عن اسلوب البيع واسلوب التقيم لهذه المؤسسات المخصخصة، وبالتالي يساعد كل ذلك على معرفة الاسباب الحقيقية لتراكم رؤوس الاموال لدى " القطط السمان" الروس وغيرهم، وبهذا الخصوص يؤكد فلاديمير بوتين على انه لن يسمح بأعادة النظر في تطبيق برنامج الخصخصة في روسيا؟ والسؤال المطروح وفي حالة ان كل ذلك تم خرقاً للقانون؟ ومع ذلك يدعون انهم دولة العدالة والقانون؟!

خامساً :- عدم السماح للقطاع الخاص من ان يمارس نشاطه في ميدان قطاع التعليم ولجميع مراحله، لأن هذا القطاع الهام والحيوي لا يحتمل الخطأ والتجريبية، " فمبدأ" التجريبية يعني أرجاع البلد الى الوراء أكثر من 30 سنة، وكما أثبتت الحياة وبالملموس ان القطاع الخاص هدفه الأول والأخير هو الربح، ثم الربح، ثم الربح، وليس اعداد الكوادر العلمية والمهنية للأقتصاد الوطني، فاغلبية البلدان التي طبقت وتطبق اليوم سياسة " الاصلاح الاقتصادي" فأن قطاع التعليم فيها يخرج الالاف، بل الملايين اشباه الأميين، فهم يشكلون عبئ علىالاقتصاد والمجتمع، ان " مبدأ" القطاع الخاص هو " نقود- دبلوم" وما ينطبق على قطاع التعليم ينطبق على قطاع الصحة.

سادساً :- السماح للقطاع الخاص ووفق القانون في أن يمارس نشاطه في بعض الانشطة الانتاجية والخدمية ومنها على سبيل المثال في مجال الصناعات الخفيفة، وفي الزراعة، وفي بعض انشطة النقل الداخلي وفي الفندقية والسياحية...، ولكن بشرط ان تخضع جميع هذه الانشطة لرقابة السلطةالتنفيذية، وهذه السلطة يجب أن تعتمد علىالقوانين التي يتم تشريعها من قبل السلطة التشريعية ( البرلمان) وبشكل مباشر من حيث تحديد اسعار بيع المنتجات واسعار الخدمات، ومن الضروري ان تتولى الدولة وبشكل مباشر الرقابة على نوعية وجودة الأنتاج...، علماً ان الطبقة البرجوازية ترفض كل انواع الرقابة والحساب على جميع نشاطاتها، ولكن مصلحة الشعب وأمن الدولة فوق اي اعتبار وفوق مصلحة الفئة التي تشكل الأقلية في المجتمع، هذا هو قانون المجتمع العادل والديمقراطي. وأخيراً احذروا من تطبيق برنامج الخصخصة ؟؟؟.

سادساً :- مصادر البحث
1- جريدة روسيا السوفيتيية 25/ 3 / 2002 باللغة الروسية , والجريدة المستقلة 29/7/2004 باللغة الروسية .
2- انظر جورج كيم , ثورة اكتوبر ومصائر شعوب اسيا وافريقيا وامريكا الاتينية , موسكو 1987 ص 34 , وجريدة قاسيون العدد 185 , 7/11/2002.
3- مجلة الشيوعي العدد الاول , كانون الثاني ـ شباط السنة 2004 ص 94 باللغة الروسية.
4- مجلة المواطن , العدد الثاني السنة 2000 ص 72 باللغة الروسية , جريدة قاسيون العدد 154 , 12 /7 /2001 .
5- مجلة الشيوعي العدد الاول , مصدر سابق ص 93.
6- جريدة باتريوت العدد 25 حزيران السنة 2002 باللغة الروسية.
7- انظر مجلة المستقبل العربي العدد الاول , بيروت السنة 1996 ص 44ـ46.
8- جريدة قاسيون العدد 176 , 30/5/2002.
9- الاتحاد السوفييتي بالارقام , السنة 1984 , ص 84 باللغة الروسية . .
10- انظر جريدة قاسيون العدد 185 , 7/11/2002.
11- جريدة قاسيون العدد 206 , 2/10/2003.
12- جريدة روسيا السوفيتية ,18/3/2003 , 27/12/2003, جريدة البرافدا 26ـ 29 /9/2003 باللغة الروسية .
13- مجلة الاقتصاد والمجتمع العدد 9 , السنة 2001 ص 61 باللغة الروسية .
14- انظر الجريدة المستقلة ,24/12/2003 .
15- جريدة فيرسيا العدد 42 , 3ـ10 /11/2001 ,ص 10 باللغة الروسية , جريدة روسيا السوفيتيية 19/6 /2000 .
16- جريدة البرافدا 19/2/2004 , وجريدة روسيا السوفيتية 20/5/2004, جريدة البرافدا 8ـ9 /6/2004
17- جريدة روسيا السوفيتيية 24/3/200, 17/11/2001 , وجريدة باتريوت العدد 22 , حزيران /2002 .
18- جريدة روسيا السوفيتيية 15/11/194, و27/4/1995 , وجريدة زافترا ( الغد ) العدد 43 , تشرين الثاني ألسنة 1994 , باللغة الروسية.
19- جريدة البرافدا 2/2/1993.
20- جريدة برافدا روسيا , العدد 34 , 27/ 8ـ2/9/2003 باللغة الروسية , وجريدة روسيا السوفيتيية 9/9/2003 .
21- جريدة روسيا السوفيتيية 24/7/2003 , 9/9/2003 , 11/3/2004 .
22- جريدة البرافدا 19/2/2004.
23- جريدة برافدا روسيا العدد34 , 27/8ـ2/9/2003 , الجريدة الاقتصادية العدد 25 حزيران السنة 2004 , بالغة الروسية .
24- جريدة البرافدا 19/2/2004 , وجريدة روسيا السوفيتيية 19/6/2004 ,
25- جريدة دوسيه 2 , السنة 2002 , باللغة الروسية , جريدة روسيا السوفيتيية 15/3/2003 , 30/10/2003 , 11/3/2004 ,8/5/2004 , 26/6/2004 , وجريدة برافدا روسيا العدد 34(مصدر سابق ) وجريدة باتريوت العدد9ـ 10 اذار /2004 , التلفزيون الروسي 27/12/2003.
26- مجلة الشيوعي العدد الرابع , تموز 2003 , ص 116 , باللغة الروسية , وجريدة روسيا السوفيتيية 8/5/2004 , وجريدة روسيا الكادحة رقم 15 السنة 2003 , باللغة الروسية .
27- جريدة برافدا روسيا العدد 34 , مصدر سابق .
28- جريدة البرافدا 23ـ 24/3/2004.

29- جريدة باتريوت العدد 7 ,شباط 2003 , وجريدة روسيا السوفيتية 9/9/2003.
30- جريدة برافدا روسيا العدد6, 11/2/2004, وجريدة روسيا السوفيتيية 8/5/2004, وجريدة برافدا روسيا العدد 25 ,7ـ13 7/2004.
31- جريدة سفيرشينايا سيكريتنايا ( سري للغاية ) العدد 3 , اذار 2004 , باللغة الروسية , وجريدة العمل , 21/11/2002 ,باللغة الروسية .
32- جريدة باتريوت , العدد 29 , تموز /2003 , وجريدة باتريوت العدد 37 /ايلول 2003 , والجريدة المستقلة 11/8/2003 , وجريدة روسيا السوفيتيية , 2/9/2004 .
33- جريدة روسيا السوفيتيية ’ 22/6/2001 , 30/5/2002 , وجريدة البرافدا 11ـ 13 /6/2002 .
34- جريدة مير زا ميرو ( العالم من اجل السلام ) العدد 21ـ ايآر /2004, باللغة الروسية .
35- مجلة الحوار العدد الثامن ـ آب /2002, ص 31 , باللغة الروسية , وجريدة روسيا السوفيتيية 6/4/2002 , 30/5/2002, وجريدة البرافدا 11ـ 13/6/2002 .
36- يوسف ستالين , المؤلفات الكاملة , المجلد 15 , صفحة 33,34 , باللغة الروسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد