الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(سهيلا ) .. الهدنة المستحيلة !!

محمد حسين الداغستاني
صحفي وشاعر وناقد

2011 / 5 / 4
الادب والفن


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحرية لا تترسب في القاع ولا تطفو على السطح وكذلك الحياة والحب ..
جبريل مارسيل / طريق القمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هكذا بلا مقدمات ، يشرأبُ البصر عبر كل تلك النضارة المتفجرة نحو ذلك الدغل الفسيح الممتد الى الأفق البعيد ، فينبثق الفرح وتتالق العفوية في أرجاء المكان ، وتلين قناة الصمت ولو قليلاً من الوقت ، وتتمدد الروح بإسترخاء كاذب على مساحة الزمن المغدور ، فأشفق على نفسي وهي تتطلع الى حضورها البهي بريبة ووجل .
من يجرؤ على مسك تلابيب الصمت المستيقظ من غيبوبته ؟
من يدرك أن اللحظة تمتشق نصلها الحاد من غمدها الصدئ فتفرض معادلتها الجديدة على كل ما حولها ؟
إنها ساعة الصفر إذن ، إنه زمن القلب الرؤوم وهو يتثاءب بهدوء ساحر ليلتفت الى الجهات الأربع ليتغلغل عميقاً في دخيلتها ، فينطلق الإعصار عاتياً كجنّي ضاق صدره فإنطلق من قمقمه ، بل أنه الرفض المستميت لكل هذا القسر المتلبس بالسواد فينكفئ الحزن نحو زوايا سوق تبريز المزدانة بالزحام ، بعد أن عقد هدنته القصيرة مع الخوف الغارق في مكابداته ، حينذا ك تسكن راحتيها على جرح العصر الغافي على تراتيل المعابد البعيدة ...
آه ... دعوني أمتص بعضاً من الهواء الجائع للنور ، المتسلل عبر الطحلب المسود بفعل الظلام .
آه .. لو أظمك أيتها الحرية بين أضلعي ولو لمرة .. مرّة واحدة فقط ، فأسمد بتؤدة الأمهات فؤادك الطري المتطلع الى المهادنة ، وأطرح من فوق روحي قارة الوجع التي تزهق أنفاسي وتلك السنين العجاف !
ياويلي ، كم هي قصيرة فسحة الأمل المستقطعة من جحيم المدججين باللامبالاة ؟ ، لكنني أعلم أنك أيها القادم الينا من خلف الجبال والوديان والأسيجة الشائكة ، إنك مجرد حلم قصير ، مجرد ترنيمة تنبعث شاردة من وترها ، مضمخة بعبير البخور من معبد ٍ مهجور لا يؤمه عابد !
ياصغيرتي ... لقد ملأ الحرش الدخيل هذا الحقل القديم ولاجدوى من التلفت المذعور ، هذا الإلتباس المؤقت سيزول حتماً ، ويعود التوق للحرية يملأ السماء بضجته المعهودة وأكون أنا بإنتظارك في الضفة المقابلة !
إيران / تبريز ــ 18/ 8 / 2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد