الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثانية حول موقف فهد من الصهيونية

صادق البلادي

2011 / 5 / 9
القضية الفلسطينية


ثانية حول موقف فهد من الصهيونية
صادق البلادي/ حمدان يوسف*

نشرت في يوم 26.03 مقالة عن فهد والقضية الفلسطينية ، تذكيرا بعيد ميلاده العاشر بعد المائة ، وهي مقالة سبق وأن نشرت في مجلة " الثقافة الجديدة"، وكانت قد كتبت في الأساس في الذكرى المئوية لميلاد الرفيق فهد. وفي يوم 25.4 نشر الأخ يعقوب أبراهامي ملاحظات نقدية عليها يدعو فيها الى قراءة فهد بروح إنتقادية، ويذكر لنا أن النظرة الآنتقادية لا تعني الإنتقاص، ولا ألاستهزاء.والأخ ابراهامي في ملاحظاته هذه لا يأتي بجديد حول مواقف فهد من القضية الفلسطينية، وهي جوهر مقالتي، التأكيد على عدم تهاون فهد في مكافحة الصهيونية.ووضوح موقف الحزب الشيوعي العراقي من القضية الفلسطينية قبل قيام دولة أسرائيل. .
بيني وبين كاتب الملاحظات ما يجمعنا، ففي أرض العراق مولدنا، هو في بغداد وأنا في البصرة، وعلى فكر فهد تفتح وعينا ونشأ، وبالذات على موقف فهد من الصهيونية، فهويذكر أنه شارك في مظاهرة 28 حزيران 46، التي نظمها حزب التحرر الوطني غير المجاز، وعصبة مكافحة الصهيونية تضامنا مع الشعب الفلسطيني ، ضد الصهيونية. ولكنه لا يشير الى أنه سقط في هذه المظاهرة أول شهيد شيوعي بعد الحرب العالمية الثانية هو الطالب اليهودي شاؤول طويق ، ولا بد أنه يعرفه. وأنا تفتح وعيي على شعار الحزب الشيوعي ، حزب فهد ، على شعار " نحن إخوان اليهود وأعداء الصهيونية" ، وكلانا عمل في الصحافة الحزبية، هو في صحافة حزب ميكونيس ، بعد الإنشقاق والإفتراق عن النهج الماركسي وتبني موقف قوماني، وأنا في صحافة الحزب الشيوعي، " طريق الشعب " العلنية، وفي مجلة "الثقافة الجديدة ". كما ويجمعنا أمر آخر هو إقترابنا من الأجل المحتوم، فكلانا قد تجاوز الخامسة والسبعين، وعلينا التطلع الى الحقيقة ونشرها من أجل أن يتحقق الوئام والسلام بين البشر ، وبالطبع بين العرب و اليهود، وهذا لن يكون مع بقاءالإمبريالية في المنطقة مع حلفائها من العنصريين والرجعيين.
لكننا ، حتى وإن كانت دوافعنا لتبني فكر فهد آنذاك غير متباينة، فإن سيرورتنا اللاحقة جعلتنا في الموقفين المتعارضين في القضية القومية، الموقفين الذين حددهما ماركس/ انجلز في البيان الشيوعي عهد صعود الرأسمالية، والذين بينهما لينين عهد الأمبريالية: هذا الموقفان المتضادان في المسالة القومية هما الموقف البروليتاري الأممي، و الموقف البرجوازي القوماني.
الأخ ابراهامي يؤكد في مقالته أنه لم يقلل أبدا من موقف فهد، بل ويوضح ما تميز به الرفيق فهد من موقف خال من كل شائبة شوفينية، أو معادية لليهود فيقول أبراهيمي : " انا لم "اقلل" ابداً من موقف الرفيق فهد تجاه الصهيونية . ان الذي ميز الرفيق فهد في كل ما يتعلق بـ "القضية الفلسطينية" وبالموقف من الصهيونية لم يكن تهاونه في الكفاح ضد الصهيونية بل ان الذي ميزه هو ان موقفه من الصهيونية كان خالياً من كل شائبة شوفينية او معادية لليهود. مواقف قومانية (يعجبني اقتراح حمدان يوسف بهذا الخصوص) كانت غريبة عن الرفيق فهد."
الموضوع الرئيسي الذي عرضته في مقالتي هو موقف الرفيق فهد تجاه القضية الفلسطينية في منتصف القرن العشرين ، وحول قرار التقسيم الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبل تشكيل دولة أسرائيل في عام النكبة. وهو الموقف الذي لا تهاون فيه في الكفاح ضد الصهيونية ، والخالي من كل شائبة شوفينية أو معادية لليهود ، أي الموقف الخالي من القومانية، المفهوم البرجوازي للموقف القومي. وأبراهامي لا يعارض هذا الموقف ، أي أنه متفق معي حول موقف فهد من الصهيونية. وأطرى موقف الرفيق فهد فــ "هو الذي أقام "عصبة مكافحة الصهيونية" ووضع على رأسها قادة يهود، وحزب الرفيق فهد هو الذي أوجد شعار "نحن اخوان اليهود واعداء الصهيونية". يمكننا القول ان تاريخ الحركة الشيوعية العربية لم يشهد حتى الآن قائداً يضاهي الرفيق فهد في هذا الخصوص." فإذا كان حقا لحد الآن هذا هو رأيه من موقف فهد من الصهيونية ، فلماذا تخلى عنه، ولماذا لم تقنعه كل سياسة حكومات أسرائيل منذ تأسيسها الى استمرار الحصار على غزة على تبني مواقف الماركسيين في الدعوة الى إتباع سياسة الوقوف مع الشعوب العربية ضد الإمبريالية، وليس العكس : مع الأمبريالية وأعوانهم من الحكام العرب ذد الشعوب العربية؟.
ولكنه، وهو على حق ، يطلب أن تكون دراسة موقف فهد في القضية ["القضية الفلسطينية" ومن الصهيونية يجب ان تكون دراسة نقدية إذا كنا نريد ان نستفيد من اخطاء (ونجاحات) الماضي من اجل ان نجد حلولاً عملية للمشاكل التي يفرضها الواقع اليوم. دراسة نقدية لمواقف الرفيق فهد ليس معناها، باي شكل من الأشكال، الأساءة الى الرفيق فهد أو الأنتقاص من دوره التاريخي ومن مكانته في تاريخ العراق. سأحاول ان اثبت فيما يلي ان السيد حمدان يوسف هو الذي اساء الى الرفيق فهد.]
ويشرح ما تعنيه الدراسة النقدية في هذه المسألة هو بالإجابة قدر الإمكان على ألأسئلة التي يطرحها مثل :
هل كل ما قاله وكتبه الرفيق فهد (عن "القضية الفلسطينية" وعن الصهيونية) كان صحيحاً؟
هل كل ما كان صحيحاً عندما قاله او كتبه الرفيق فهد (في النصف الأول من القرن الماضي) لا زال صحيحاً (في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين)؟
هل ان التاريخ سار وفقاً لما توقعه الرفيق فهد ام ان الرياح جرت احياناً بما لا تشتهي السفن؟
إذا كانت الأحداث (او بعضها) قد جرت خلافاً لما توقعه الرفيق فهد، ألا يلزمنا ذلك اعادة النظر في بعض المواقف والسياسات؟
هل علينا ان نتمسك بشعارات ومواقف ربما كانت صحيحة في حينها عندما رفعها الرفيق فهد ولكنها فقدت صحتها او ان الأحداث اثبتت بطلانها او ان الواقع يرغمنا على التخلي عنها؟ ]
ولا أعتقد أن من يكتب ويحترم نفسه ينسى القراءة النقدية ، وخاصة إن كان ماركسيا حقا، وليس من أولئك الذين يعبدون النص،كما لو أنهم يعبدون الله على حرف. فإن كان يُضمر في طلبه وجوب القراءة النقدية، توجيه الإتهام بتقديس فهد، كما كانت عبادة ستالين سائدة يومها، فهو مخطئ في هذا الظن، مثلما هم مخطئون من علقوا مؤيدين رأيه في المقالة. فبالنسبة لي كنت منذ أن ارتبطت بالحزب، أوصم حزبيا باللبرالية، وهي تهمة كبيرة أيام زمان كما تعرف، وعندما تصدح فيروز ، شادية " أن العصمة لا تكون إلا لنبي " أردد : " أن العصمة لا تكون حتى لنبي"، والفرق هنا واضح بين " إلا " و " حتى ". وقصص الأنبياء في القرآن تكشف عن أن الأنبياء أيضاغير معصومين.
ومثل هذه الدراسة النقدية لمواقف فهد قام بها الدكتوران كاظم حبيب و زهدي الداودي في كتابهما المشترك ( فهد والحركة الوطنية في العراق – إلتفاتة نقدية الى الوراء من أجل مستقبل أفضل – في الذكرى المئوية لميلاد فهد )، الصادر عام 2002 ، و فيما يخص مكافحة الصهيونية جاء تقييمهما : " أن موقف عصبة مكافحة الصهيونية و نشاطها ضد الصحيونية كان صائبا وصادقا في آن واحد " (ص 347)
لكن الأخ ابراهامي لم يف في مقالته بما وعد به من أنه سيجيب على الأسئلة التي طرحها، وتركها هكذا للإيهام بأنه على صواب في أن مواقف فهد حتى وإن كانت صائبة يومها فهي غيرصحيحة اليوم.، حتى ودون أن يحاول تبيان هل ينطبق هذا على كل مواقف فهد أو بعضها. ولكنه محق تماما في تساؤله فيما إذا كانت الأحداث ( أو بعضها ) قد جرت خلافا لما توقعه الرفيق فهد، و ألا يلزمنا ذلك إعادة النظر في بعض المواقف والسياسات؟.
إن طرح موقف فهد ،اليوم ، من القضية الفلسطينية الصائب في حينه، ليس من أجل الدعوة للتمسك به كحل للمشكلة الأن وإنما لتوضيح الموقف الذي شوهته القوى الرجعية والقومية، ولعب ذاك التشويه دورا كبيرا في تأجيج النزاعات و المعارك في العراق بين القوميين والشيوعيين وأدت الى ضياع ثورة تموز، وما جر ذلك على العراق من مأسي ونكبات خلال أكثر من نصف قرن. ومن الضروري توضيح مواقف الشيوعيين من مختلف القضايا التي قد يستفاد من التشويهات الشائعة و المنتشرة عنها، أو غير الواضحة تماما في تعميق الخلافات وتضليل جماهير القوى الأخرى لتأليبها ضد الحركة الشيوعية، وبالتالي ضد الحركة الديمقراطية.وهذا يتطلب توضيح المواقف التاريخية، دون أن يعني هذا التمسك بالمواقف التي لم تبق ممكنة التطبيق بسبب تغير الطروف تغيرا كبيرا.
ولأن الأحداث قد جرت خلافا لما توقعه الرفيق فهد، فإن ذلك ليس أمرا يوجب فقط علينا نحن الأن " إعادة النظر في بعض المواقف والسياسات" كما يطرح محقا الأخ أبراهامي ، بل أن فهد نفسه و الحركة الشيوعية العربية قد قاموا بإعادة النظر هذه، وبتأثير موقف الأتحاد السوفييتي من قيام دولة إسرائيل، وجرى هذا التغيير قبل أكثر من ستين سنة.
فمن المعروف أن الأحزاب الشيوعية العربية في كل من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين قد إجتمعت أجتماعا مشتركا في تشرين الثاني عام 1948 أي قبل أكثر من ستين عاما، وكان الرفيق فهد مازال سجينا بعد ، بضعة أشهر قبل أن تقوم الرجعية الملكية بإعدامه ورفاقه ، و نحن نعلم أنه عند صدور قرار التقسيم من الهيئة العامة للأمم المتحدة وبـتاييد من الأتحاد السوفييتي طلب الرفيق فهد وهو في السجن من قيادة الحزب الإتصال بالأشقاء العرب واتخاذ موقف موحد. وقد عقد هذا الإجتماع بعيد حرب النكبة وصدر بيان مشترك في نوفمبر( تشرين ثاني) 1948 يحلل الآوضاع الى أدت الى صدور قرار التقسيم من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة وقيام دولة إسرائيل ، ويدعو الى إقامة دولة فلسطينية وفق قرار التقسيم.
ولكن هذا لم يتحقق ، فالقرار بقي كما كان منذ بداية الهجرة الصهيونية من أوربا الى فلسطين ، بيد قيادة في الجانبين تركض وراء حل ديني أو قوماني، لا يراعي وجود الطرف الأخر ومطالبه وخاصة من الجانب الصهيوني، المرتبط بالغرب كليا،ويرى نفسه جزءا من الغرب ، وحتى عندما وافقت القيادة الفلسطينية على إتفاقيات أوسلو ، ووافقت الدول العربية على حل الآرض مقابل السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 67 الى جانب إسرائيل، فإن إسرائيل إستمرت بعدوانيتها ضد الشعب الفلسطيني، وضد الشعب اللبناني، وأعاقت إقامة الدولة الفلسطينية رغم مرور ما يقرب من أربعين عام تقريبا على إتقاقية أوسلو، وقد يكون هذا راجعا أيضا الى الأيديولوجيا الصهيونية التى لا ترى في فلسطين إلا أرضا لها وحدها، فالذي يوحد كل أصناف الصهاينة كما يقول أبراهامي هو : " إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وهذا الوطن لا يمكن ان يكون إلا الوطن التاريخي القديم لليهود - هذا هو المبدأ الوحيد الذي يتفق عليه كل الذين ينضوون تحت لواء "الصهيونية"، وهل من خارطة لدى إسرائيل تبين حدود الوطن التاريخي القديم لليهود، أم أن حدود عام 67 ، التي ستعلن عليها دولة فلسطين هي ضمن هذه الحدود، وبسبب هذا يريد نتانياهو أن يبذل كل جهده لمنع الدول الغربية من الإعتراف بدولة فلسطينية؟
ويعلق كثيرا على قول فهد أن الفاشية والصهيونية توأمان لبغي واحدة، فيتهم بـالسذاجة وعدم الفهم و الخبث و سوء النية كل من يقول ان الصهيونية هي "حركة عنصرية"، اوانها "فكرة فاشية"، او انها "اداة للأمبريالية" وغير ذلك من النعوت، وهو قد لا يعلم أن فهد ليس هو الوحيد الذي استخدم هذا " الوصف الإنشائي "، ويبدو أنه لم يطلع على الرسالة المفتوحة التي نشرها عالم الذرة ، اليهودي الأصل ،آينشتاين عام 1948 ، في جريدة نيويورك تايمز، ولم يقرأ ترجمتي لها المنشورة في الحوار المتمدن - العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10، حيث اعتبر أن حزب مناحيم بيغن، الذي لا يُشك في أصالته الصهيونية ،" حزب من حيث بنيته التنظيمية، و أساليبه، وفلسفته السياسية، وجاذبيته الإجتماعية يرتبط بآصرة قرابة وثيقة مع الأحزاب الإشتراكية القومية *، والأحزاب الفاشية. إنه يتكون من أعضاء ومؤازرين في منظمة أرغون، زفاي ليومي سابقا، المنظمة الإرهابية، اليمينية المتطرفة، والشوفينية في فلسطين.".
و لا يدري أن عدد المناهضين للفاشية من اليهود الألمان، والشيوعيين منهم خاصة، الذين أختاروا فلسطين منفى لهم ، أثناء حكم الفاشية الهتلرية، هو العدد الأقل بالنسبة الى الذين دهبوا الى شنغهاي ، أو الأمريكيتين، وأن الغالبية العظمى منهم، عادوا الى ألمانيا بعد الحرب. وكثير منهم اعتبروا الصهيونية تشابه الهتلرية، مثلا فويتفاغنر وصف القومانية الدينية – السياسية لبعض التجمعات الصهيونية بأنها هتلرية يهودية، وأن الروائي آرنولد زفايغ، الذي هاجر الى فلسطين عام 1933 وغادرها في تموز 1948، قافلا الى ألمانيا الديمقراطية كان قد كتب عن تقارير لطلاب ألمان يهود، قياديين في التنظيم الطلابي الصهيوني، مكتوبة أواسط الثلاثينات تعتبر هتلرأعظم شخصية تاريخية خلال عشرات القرون الماضية، فهو يرى " أن حل المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل من قبل الصهيونية ،بل فقط في الاشتراكية "، كما ورد في تحية الشاعر الشيوعي الألماني، لويس فورنبيرغ ،اليهودي الأصل أيضا ، والذي ناضل في فلسطين حتى عام 1946 . وهذا الشاعر قال أيضا في إحدى قصائده ، وهو في فلسطين يشاهد الجرائم التي ترتكبها العصابات الصهيونية ليس فقط ضد العرب، بل أيضا ضد اليهود المناهضين للفاشية ،الذين لم يقبلوا التخلي عن ألمانيتهم و التصهين، فجرت محاولة أعتداء ضده وضد آرنولد تسفايغ، الذي كان يصر على الكتابة بالألمانية دون العبرية، قال لويس فورنبيرغ :
" إن نجمة داود تتلوى كأفعوان لتصير مثل صليب معقوف "، ولا أظن أن تشبيها كهذا يمكن أن يقوله يهودي مناهض للفاشية دون ان يشعر بشعور من الألم والوجع.
وإذا كان يعقوب أبراهامي ما يزال يعتبر نفسه يساريا بعد، فلماذا هذا التعجب من إمكانية كون الصهيونية فاشية خاصة وهو ، كما يقول، أنه بعد احتلال براغ على أيدي القوات الروسية في كانون الثاني من عام 1968 ، قد وصل " إلى قناعة أن اليسار، إذا تجرد من محتواه الإنساني، يتحول إلى فاشية، وإن اشتراكية بلا ديمقراطية وبلا احترام كرامة الإنسان وحقوقه وبدون حرية الرأي والكلام هي نسخة من نازية قومية." ،الأمر الذي قاده الى القطيعة مع الستالينية يومذاك، أم أنه يرى في توفر حرية الرأي والكلام ما يُجًوِّزُ إنتهاك كرامة الإنسان ودوس حقوقه ، خاصة إن كان من قومية أخرى.
أما وثيقة "الأستقلال من الأحتلال" التي وقعتها نخبة من كبار رجال العلم والفن والثقافة في اسرائيل، ترحيباً بالأعلان المرتقب عن دولة فلسطين المستقلة، والتي إفتتح بها " ملاحظاته النقدية " فهي ليست وثيقة من الحكومة الآسرائلية، أو الأحزاب والقوى الصهيونية ذات التأثير في سياسة دولة إسرائيل ، بل هي نداء من نخبة من المثقفين العرب و اليهود يدعون فيه " انصار السلام والحرية وكل الشعوب الى الترحيب بإعلان استقلال فلسطين والى العمل من اجل تشجيع مواطني كلا الدولتين على ترسيخ عرى السلام بينهما على اساس حدود عام 67 مع تعديلات متفق عليها. "ان الأنهاء التام للأحتلال هو شرط اساسي لتحرر كلا الشعبين. وإن استقلال كل واحد من الشعبين يعزّز استقلال الشعب الآخر".
وكثير من هذه النخبة هم من حزب راكاح ومن الجبهة الديمقراطية للسلام والديمقراطية، الذين تخلى عنهم يعقوب أبراهامي منذ اواسط الستينات من القرن الماضي ، و كثير من الموقعين على النداء يرون "أن مصلحة الشعب اليهودي الحقيقية هي في الانعتاق من الصهيونية والعيش كجزء من المنطقة وحركة شعوبها، لا معاداة هذه الشعوب، كما هو اليوم." كما كتب الأخ أيمن عودة سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. جميل أن يؤيد أبراهامي ما يدعو له من كان لهم بالأمس خصم . ولعل إقامة الدولتين والانعتاق من الصهيونية والقومانية العربية والنظرة الدينية المتعصبة يحقق رؤيا آرنولد تسفايغ في تحول ارض قلسطين الى أندلس جديدة يتعايش فيها العرب واليهود، ويسهمون بإغناء الحضارة المتوسطية، و الحضارة العالمية في ظل سلام وطيد.
( للموضوع صلة )
*في ظروف العمل في عراق البعث في السبعينات إقترح الحزب علي إختيار إسم مستعار للكتابة الصحفية، لكوني شيوعيا غير معروف لدى أجهزة الأمن آنذاك ، فاخترت إسم حمدان يوسف، تقديرا وإكراما واقتداءا، لا تشبها، بحمدان القرمطي ويوسف سلمان فهد، فعرفت بهذا الإسم ، حتى صار لي علما، وبهذا الإسم حاورت العلامة علي جليل الوردي ، وتناقشت معه في طريق الشعب. ويبدو أن من قدم أسماء اعضاء المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي الى الأمن ظن أن هذا هوإسمي الحقيقي فنُشر هكذا في الجزء الخامس من "أضواء على الحركة الشيوعية في العراق" ص 224، أو لعله تستر على الإسم الحقيقي لبقاء ذرة من قطرة الحياء.وكنت قد تناقشت مع بعض الذين علقوا على الملاحظات النقدية حول موضوع على صلة بالموقف من الصهيونية، وأنشر في الفترة الأخيرة بأسمي إرتأيت، وقد بلغت الخامسة والسبعين الشهر الماضي، عدم الكتابة بعد بإسم حمدان يوسف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز ابو ياسر
مصطفى محمد غريب ( 2011 / 5 / 9 - 09:51 )
العزيز ابو ياسر
رد جيد فيه وضوح لمواقف الشيوعيين العراقيين من القضية الفلسطينية.. لكن ارجو تصحيح ما جاء في المقالة - رغم مرور ما يقرب من اربعين عام تقريباً على اتفاقية اوسلو- وهو ليس كذلك
الاتفاقية المذكورة وقعت بتاريخ 1993 ثم اعقبتها اتفاقية سلام عام 1994 بين اسرائيل والاردن للعلم مر على ىالاتفاقية حوالي 18 عاماً
مع الود


2 - اليسار بحاجة الى موقف جريء وواضح-1
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 5 / 9 - 12:04 )
اولاً كلمة شخصية لصادق البلادي: تقول: (بيني وبين كاتب الملاحظات ما يجمعنا) وانا اقول بعد ان فوجئت بقراءة المقال: ان بيني وبينك لا ما بل الكثير مما يجمعنا، بل كدت اقول: انا لا ارى ما يمكن ان يفرقنا. لا شك انني اعرفك رغم ان ذاكرتي (لأسباب أشرت انت اليها) لا تسعفني. ترى هل التقينا في احد السجون؟

سأحاول ان ارد على مقالك باقتضاب وردي سيكون بلا رحمة:

1. انا عرفت حقاً شاؤول طويق، أول شهيد شيوعي في تاريخ العراق، ولكنك تعتدي علي عندما ترمز الى انني أخفيت حقيقة انه كان يهودياً. لماذا اخفي ذلك؟ على العكس من ذلك انا افتخر انه كان يهودياً واعتقد انني أشرت الى ذلك في عدة مقالات.
2. تقول: (الأيديولوجيا الصهيونية لا ترى في فلسطين إلا أرضا لها وحدها).
هذا غير صحيح. الصهيونية ليست اديولوجيا بل حركة قومية. وفي صفوف هذه الحركة القومية هناك من يعتقد ان فلسطين هي وطن لليهود فقط وهناك من يقول ان فلسطين هي وطن لشعبين: الشعب اليهودي والشعب العربي الفلسطيني. انا من الذين يقولون ان فلسطين هي وطن للشعبين رغم عملي في (صحافة حزب ميكونيس بعد الإنشقاق والإفتراق عن النهج الماركسي وتبني موقف قوماني).
يتبع


3 - اليسار بحاجة الى موقف جريء وواضح-2
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 5 / 9 - 12:39 )
وبالمناسبة ماذا تعرف عن الأنشقاق؟ هل تعرف المواضيع التي دار حولها النقاش؟ لماذا تتكلم عن (الإفتراق عن النهج الماركسي وتبني موقف قوماني)؟ هل قرأت ما كتبته انا في جريدة صوت الشعب؟
3. انا لم ادع الى (قراءة فهد بروح إنتقادية). دعوت الى قراءة فهد قراءة نقدية وانت تعرف دون شك (كمن عمل ويعمل في الصحافة) ان هناك فرق بين (انتقادية) و(نقدية).
4. لا اعرف كيف فهمت من (الرسالة المفتوحة التي نشرها عالم الذرة، اليهودي الأصل، آينشتاين عام 1948) ان آينشتاين كان يقول ان الصهيونية هي حركة فاشية وعنصرية وما الى ذلك من النعوت. انا فهمت من ذلك العكس تماماً.
في أكثر من مقالة كتبت ان الحركة الصهيونية، كحركة قومية تلف اديولوجيات مختلفة، تضم عناصر واحزاب فاشية لكن الصهيونية نفسها ليست حركة فاشية. الصهيونية تضم عناصر واحزاب عنصرية ولكن الحركة الصهيونية نفسها ليست حركة عنصرية. أينشتاين يتكلم في رسالته عن هذه العناصر والأحزاب العنصرية والفاشية لا عن الصهيونية.
نضيف فقط لمن لا يعرف ان آينشتاين كان من مؤيدي الصهيونية، ساهم في اقامة الجامعة العبرية وكان مرشحاً لرئاسة دولة اسرائيل (آينشتين رفض ذلك).
يتبع


4 - شكر
عمران ملوحي ( 2011 / 5 / 9 - 21:12 )
شكراً لك أيها الرفيق صادق.. لقد زدت تقديري لمعلمنا ونبراسنا الرفيق بمعلومات تزيد من إيماننا بمن ضحوا بحياتهم في سبيل إرساء الحقيقة والفكر النيّر.. ولكي أعرفك بنفسي ولا أبقى مجهولاً أمام القراء.. أنا مواطن من مدينة تتوسط سورية.. في السبعين من عمري.. صفتي: شيوعي ماركسي لينيني ستاليتي.. ملتزم... وما كتبته عن الرفيق فهد يستحق التقدير.. ويستحق وصفه بالنزاهة... وأتذكر نبوءة الرفيق ستالين قوله وهو حي: -كثير من القاذورات سوف تلقى فوق قبري..
شكراً لك مرة أخرى أيها الرفيق النزيه..


5 - مقال قيم يستحق كاتبه الثناء والتقدير
خالد الحيدر ( 2011 / 5 / 10 - 07:19 )
شكراً للمناضل الأستاذ صادق البلادي، حمدان يوسف، على هذه المعلومات القيمة بخصوص القضية الفلسطينية مسلطاً الضوء على جزء من تاريخ نضال الحزب الشيوعي العراقي المجيد وقيادته ومناصرته لهذه القضية، والتي لا يمكن أن يمحيها أبداً تراث وتاريخ ونضال الحزب وتوثيقاته ومعهم أشراف العالم
وما أحوجنا اليوم لمثل هكذا كتابات تكشف مدى حقيقة وحجم ما أولاه حزب الشهداء العتيد بشأن الموضوع الفلسطيني وإلتباساته المعقدة منذ عقود، وهو الذي كان الأحوج لمن يسانده بنضاله الوطني الشريف ذلك الحين ضد الرجعية وغدر الأحزاب القومية ومنها فكروحزب البعث الفاشي


6 - سجال وحقائق
كريم سهراب فاضل ( 2011 / 5 / 12 - 08:35 )
الصادق,د صادق البلادي
ان مثل هكذا,سجالات منورة,سوف تكشف الحقيقة للذين,بصيرتهم قصيرة,او تعمدوا لها,كل حسب موقعه.
الحوار البناء تولد افكار جديدة في هذا العالم المقيت.
هل يفهم الجالسون على كراسيهم الهشة؟
لقد نورتنا على افكار وطروحات نحن بحاجةاليه.
مع تقديري

اخر الافلام

.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت


.. لماذا تخشى إسرائيل -النووية- من تهديدات وجودية؟.. محلل سياسي




.. ??شهداء برصاص جيش الاحتلال داخل منزل في مخيم نور شمس شرق طول