الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد بعد المصالحة ..!!

أكرم الصوراني

2011 / 5 / 11
القضية الفلسطينية


هذا سؤالٌ لا يحاكي ما بعد بعد حيفا ، ولا ما بعد بعد عسقلان ، فتلك مسافاتٌ لم نعرف ما بعدها بقدر معرفتنا ما وراءها ، لكنه حديثٌ من الوراء عن الأمام ، وعن المسكوت عنه وعن المصالحة ،، وما بعد بعد المصالحة ..!!

قد يكون كافياً ما تناوله المحللون في كتاباتهم عن > لدرجةٍ تجعل الخوض بالكتابة في ، أو عن ، المخضوض فيه ، إضافةً لا نوعية لحدثٍ نوعيّ تكادُ تقترب من تحليلات الرأيّ والتنقيب الساعية لإيجاد رابط علاقة ، أو حلقة وصل ، بين تزامن تاريخ صُلح الرابع من مايو ، و ذكرى توقيع اتفاق "غزّة أريحا أولاً" المبرم في ذات الرابع ..!
وهنا لن استوقف كثيراً عند قليلٍ من تلك الشطحات ، لكن يُمتعني أكثر الوقوف مع لسان حال الشارع ، بعد رفع الحجر عن الكلام والتظاهر والحركة . فاليوم المشهد مختلف ، والحديث مختلف ، لدرجة أنني تناولت فطور الأمس بطريقة مختلفة ، فتّة مصريّة باللّحم ، مخللات فتحاوية ، زيت حمساوي حار ، خس وفجل وجرجيـر فصائلي لتزييّن السُّفرَة ..!
مذاق الوجبة جعلني أكتب هذه المرة بطعم مختلف . الوجبة تفتح شهية اليائسين ، كما فتح اتفاق <<صلح القاهرة>> شهية العامة لاشتمام روائح الديمقراطية ، وتعددية الرأي ، وحرية التعبير والكلام والاحتجاج والانتقاد والحركة ، واتخاذ موقف حتى من الطحين الذي يحدد سياسة كعكنا ورغيف خبـزنا ..!

أحد الشباب المتعطر بـ "سِبراي الحرية" ، احتفالاً بالمصالحة ، وقف وسط ميدان الجندي المجهول و (بَــخَّ) البيان التالي : "نبارك لشعبنا ، ولحركة فتح ، وحركة حماس ، وحركات المقاومة ، وحركات "ملهاش لازمه" ، حركة القاهرة في تحريكها أحجار الشطرنج ، حركة معلّـم ، "كش ملك" للانقسام .. ومن هنا نود التأكيد أن أيَّ حركة من حركاتنا ، أو حركات أصابعنا وأطرافنا ، لا تُحرّك عتاباً على أحد ، ولا تُحرك اتهاماً لأحد ، ولا تتحرك عن حركاتٍ سابقة حرّكت اتفاق السلام عام 94 ، وحرّكت مشاركتها في انتخابات العام 96 ، لتتحرك عام 2006 حركة إلى الأمام ، وحركتان للخلف . حركة أخرى اعتقدت أن "الحياة حركات" ، مع أن شعبنا ضاق ذرعاً بالحركات العبثية . بالمحصلة ، وحتى لا تُفهم حركاتنا بطريقة خاطئة نعتقد أن تلك الحركات قدّمت للقضية بقدر ما أخَّرتها وأعادتها عشرين حركة للـوراء ..!
المهم وبرغم أية عوامل أو تحفظات يمكن تسجيلها هنا أو هناك ، فإننا نتقدم بحركاتنا الحارة لما تمخّض عنه حراك القاهرة من تحركات هيّأت الأجواء لما بعد المصالحة ، على طريق ترتيب أولويات البيت الفلسطيني وصولاً لما بعد بعد المصالحـة ..!

في كل الحركات ، لا أرغب في الحديث عن صور متحركة ، ولكن أود الخوض في حديثٍ حول الـ<<ماذا ..؟>> ، والـ<<بعد ..؟>> ، لأترك لنفسي ولكم التفاكر في مشهد المستقبل وسيناريوهاته للمرحلة الجديدة التي تتجاوز بعد المصالحة ، وصولا لما بعد بعد المصالحة ، وما نرمي إليه هنا اجتياز الاختبار ، ومرور امتحان العام الانتقالي وصولاً إلى استحقاق انتخابات 2012 وما يستوجب ترتيبه عليها من أسئلة برسم <<صلح القاهرة>> :

1. هل ستلتزم حركتي <حماس> و<فتح> بعد توافقهما السياسي في <<صلح القاهرة>> على إجراء الانتخابات في أيـار 2012 ..!؟ أم أن شعور كل منهما بأزمته وتراجع شعبيته سيفرض عليهما "انتخاب" أعضاء المجلس الوطني بالتعيين مناصفة إعمالا لقاعدة <شركاء في الصلح .. شركاء بالمحاصصة> ، على أن يتم لاحقاً صرف جوائز/مقاعد ترضية لفصائل العمل الالكتروني ..؟
2. هل سيحترم المشاركون في العملية الانتخابية قواعد لعبة الديمقراطية ونتائجها ..؟
3. هل تُجرى الانتخابات ، في موعدها الأقصى أيار/2012 ، وبشرط دوريتها واحترام نتائجها ، على قاعدة أنَّ أياً من الأحزاب والفصائل الفلسطينية ولو تمتعت بشرعية "ثورية" سابقة ، فهي ليست قدراً على الشعب إلا بقدر حجمها الذي تستحصل عليه بموجب العقد الاجتماعي المحدد المدة ، المبرم بينها وبين مصدر السلطات ..؟
4. هل تبقى الديمقراطية والتعددية ناظما لعلاقات الاختلاف الوطني ..؟
5. هل ما جرى بالقاهرة يكفي لإقصاء عقلية الحسم ورفض الآخر ..؟
6. ماذا عن حرية الرأي والتعبير والتفكير ..؟
7. هل من ضرورة لأحزاب جديدة تشارك في بناء المرحلة الجديدة ، وهل يسدل الستار على القديم ..؟
8. ماذا عن برامج واستراتيجيات الفصائل للمرحلة الجديدة ..؟
9. هل يبقى احتكار التنافس بين فصائل الحرس القديم ، أم من فسيفساء حزبية/سياسية جديدة ..؟
10. ماذا عن حزب الشباب الوطني ..؟
11. ماذا عن قانون الأحزاب ، وسيادة القانون ، ومبدأ المواطنـة ، والسلطة/"الدولة" المدنيـة ، وهل من ضرورة لتأكيد صيغة نظام الحكم في فلسطين بوصفه نظام ديمقراطي نيابي يعتمد على التعددية السياسية والحزبية ، تتفسر بنيته على أساس اعتبار أية حكومة مستقبلية ، وبغض النظر عن خلفيتها الأيديولوجية ، حكومة بشرية ، أرضية ، تخطيء وتصيب ، ومن حق أي مواطن انتقادها ، بما يؤسس على أنه ليس لأحد حق ادعاء تمثيل السماء أو الحكم باسمها ، على قاعدة أن الدين لله والأرض والوطن للجميـع ..؟
12. ماذا عن "غزوة" صناديق م.ت.ف ، فيما لو اكتسحت حركتي حماس والجهاد الإسلامي ومعها الجبهة الشعبية و"قوى المعارضة" مقاعد اللجنة التنفيذية ..؟ ما مصير الاتفاقات الفلسطينية-الإسرائيلية ، هل من مواجهة جديدة تعاود فتح أبواب الصراع المفتوح ..؟ أم هدنة طويلة الأمد مع بقاء الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر الدعاء على "إسرائيل" ..؟ أم مفاوضات مؤمنة يغفر الله بها ما تقدم من ذنوب المناضلين ..؟
13. ماذا عن ميثاق حماس الذي جاء فيه ".. مع تقديرنا لمنظمة التحريـر الفلسطينيـة -وما يمكن أن تتطور إليه- وعدم التقليل من دورها في الصراع العربي الإسرائيلي، لا يمكننا أن نستبدل إسلامية فلسطين الحالية والمستقبلية لنتبنى الفكرة العلمانية ، ويوم تتبنى منظمة التحرير الفلسطينية الإسلام كمنهج حياة ، فنحن جنودها ووقود نارها التي تحرق الأعداء . فإلى أن يتم ذلك -ونسأل الله أن يكون قريبًا- فموقف حركة المقاومة الإسلامية من منظمة التحرير الفلسطينية هو موقف الابن من أبيه ، والأخ من أخيه ، والقريب من قريبه ، يتألم لألمه إن أصابته شوكة ، ويشد أزره في مواجهة الأعداء ويتمنى له الهداية والرشاد .." ..؟
14. ماذا عن الواقعية في الرواية الفلسطينية ..؟ وماذا عن الواقعية السحرية ، والواقعية السياسية للأحزاب الراديكالية ، وسيلة لغاية ..؟ أم غاية لا تبرر الوسيلة ..؟ .
15. ماذا عن موقف حركات الإسلام السياسي لو كانت أقلية في م.ت.ف ..؟ أم تفرز الانتخابات صيغة إجبارية لتحالف الكل الوطني ..؟
16. هل من ضرورة لندوة استثنائية يعقدها عقل جمعي وطني شامل ترسم معالم فلسطين 2015 ..؟ ماذا عن فلسطين 2025 ..؟ ماذا عن المستقبل الفلسطيني ..؟
17. ماذا عن ما بعد سبتمبر ، وهل سيختلف عما بعد ديسمبـر ، وهل تقويم أشهر الرزنامة الفلسطينية دوماً غير اعتيادي ..؟
18. ومـاذا إذا وقعت الواقعـة ..!!؟
هذه الأسئلة ، لن تُترك من دون إجابة ، وقد آثرت وضع ثلاث خيارات لإجابة كل سؤال ، لأترك للقارئ العزيز اختيار الإجابة المناسبة من المتعدد ، لكن تبيّن لي لاحقاً أن نموذج الإجابة بحاجة لاستبيان ، والاستبيان بحاجة لدراسة ، والدراسة بحاجة لمؤسسة ، والمؤسسة تحتاج تمويل ، والتمويل عند المانح ، والمانح يريد موقف سياسي ، والموقف السياسي سأحاول الكتابة عن تداعياته وآثاره ارتباطا بالأزمة القلبية لرواتب موظفي السلطة وانعكاساتها على الوضع الراهن ، وحتى لا أخرج عن السياق ، أعتقد أن ترجمة حروف <<صلح القاهرة>> من لغة الحبر على الورق المصري ، إلى لغة الوحدة الجغرافية والسياسية والإدارية بين الضفة والقطاع مرهونة بتشكيل <<حكومة العام>> الانتقالية ، وبتثبيت وانطلاق قطار الوحدة المُعلَّق على تساؤلات سكّة حديد المصالحة ، وما بعد المصالحة ، وما بعد بعد المصالحـة ..!؟ .







مايو/أيار 2011 أكرم الصوراني
فلسطين المحتلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل