الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة و اختياراتها الصعبة

فاطمه قاسم

2011 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


المصالحة و اختياراتها الصعبة
بعض كتاب الرأي في صحف المعارضة و مواقعها على الشبكة العنكبوتية قرءوا واقعة تأخير رواتب الموظفين هذا الشهر قراءات مختلفة، فبعد أن كانت قد وصلت رسائل SMS على الهواتف النقالة تفيد بأن رواتب الموظفين ستكون موجودة في الصراف الآلي التابع للبنوك يوم الثلاثاء، يوم أمس الأول، عاد الموضوع يتعقد أكثر، و أصبح تأخير الرواتب لهذا الشهر إلى أجل غير معلوم، الأمر الذي دفع بعض كتاب الرأي إلى استنتاجات متناقضة و بعضها يصل إلى حد الاتهام، على اعتبار أن الخطوة التي أقدمت عليها الأطراف الفلسطينية حين وقعت على اتفاق المصالحة في القاهرة، و ردة الفعل الإسرائيلية ضد هذا الانجاز كانت في دائرة التوقع، فلماذا لم يعمل حساب و لو بالحد الأدنى لها؟ و هل تأخير الرواتب حتى الآن له علاقة فعلاً بالإجراء الإسرائيلي بحجز نقود الجمارك المستحقة للسلطة و التي تقوم إسرائيل بتحصيلها، و هي أموال فلسطينية خالصة مئة بالمئة، و لا يحق لإسرائيل حجزها، ناهيكم عن أن يكون هذا الإجراء الإسرائيلي العدواني مرتبطاً بمصالحة أرادها الشعب الفلسطيني منذ اليوم الأول، مع العلم أننا لم نعترض يوماً على من يدخل في حكومات الائتلافات الإسرائيلية و من يخرج، مع أن بعض أطراف التحالف الحالي الذي يقوده نتنياهو لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني من الأساس، بل إن زعيم شاس الروحي عوفاديا يوسف دعا ربه أن يرسل الطاعون ليقضي على الشعب الفلسطيني، و مع ذلك فنحن لم نعترض على نتنياهو حين شكل حكومته الحالية من تحالف يشارك فيها هذا النوع من المتطرفين، فلماذا ردة الفعل هذه؟ و لماذا تبدأ ردود الفعل باحتجاز الأموال الفلسطينية؟ و قد ذهب بعض الكتاب بعيداً إلى حد أن تأخير صرف الرواتب هذا الشهر ربما يكون الهدف منه الضغط على الحكومة الإسرائيلية ضد تقيد هذه الأموال لأصحابه أي السلطة الوطنية الفلسطينية.
البعض الآخر، ذهب في التحليل إلى شطط كبير، إلى حد أنه وضع الدكتور سلام فياض رئيس الحكومة بين احتمالين، أولهما التأكيد على أهمية وجوده على رأس الحكومة لكي يستمر صرف الرواتب، أو أنه فاشل لأنه لم يعد للأمر عدته أو يحتاط للمأزق قبل وقوعه.
أردت أن أضرب هذا المثل في شطط التفكير السياسي عند البعض، لكي أذكر بأن بعض الناس في بلادنا، و منهم كتاب و مثقفون و أهل رأي و سياسيون قد بنوا حياتهم و مستقبلهم على أساس استمرارا الانقسام، و أصبح هؤلاء يعبدون الانقسام و يدافعون عنه كأنه الهيكل المقدس، فهم أحرقوا سفنهم مع شعبهم، و مع ضميرهم الوطني، و رتبوا أمورهم على أن الانقسام باق، و عندما أضاءت المصالحة بنورها الساطع، فإن أبصارهم عميت، و قلوبهم أظلمت، ، فراحوا يتباكون و يبحثون عن ألغام يفجرونها في الطريق.
وعلى العموم:
كنت أتمنى على المستوى الشخصي و الوطني، أن تتواصل فرحتنا بالمصالحة دون منغصات مثل تأخير و ارتباك صرف رواتب الموظفين الذين يعتمدون على هذه الرواتب في حياة عائلاتهم، و كنا نتمنى أن يضغط العالم على نتنياهو بطريقة أقوى و أوضح حتى لا ينحدر إلى هذا المستوى في التعامل مع شعب سيكون جاره في دولته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف بالنهاية، و لكن المصالحة بصفتها إرادة فلسطينية ، و مصلحة فلسطينية عليا مئة في المئة، و هزيمة لا شك فيها للعقل الإسرائيلي المنغلق الذي يحكم إسرائيل الآن، هذه المصالحة أمامها معيقات واختبارات حادة، و لدينا القرار المسبق، الإرادة ، و الثقة بالنفس، بأننا سننجح في كل هذه الاختبارات، أما من ضعفت قدرته على استيعاب ما يحدث ، أو المتدني انتمائه ، والقائم وجوده على التناقض الفلسطيني، والانقسام الفلسطيني ، فإما أن يعود إلى رشده ، أو يرحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن