الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسية هي نقيض الصهيونية

هشام غصيب

2012 / 8 / 18
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


يدعي بعض المثقفين والسياسيين أن أكثر المثقفين العرب ميلا إلى التطبيع مع العدو الصهيوني هم الماركسيون. ويحاولون تبرير ذلك بالاستناد إلى الطابع الأممي للماركسية. ولبيان تهافت هذه الادعاءات، فإني أورد الملاحظات الآتية:
ليس كل من يسمي نفسه يساريا أو شيوعيا هو ماركسي. فالماركسي هو من يعتمد التراث الفكري الماركسي الكلاسيكي (ماركس وإنغلز تحديداً) مرجعية له في الفكر والعمل. وأعني بذلك أنه لا يعتمد هذه المرجعية صنما، مجرد صنم، للتقديس والتبجيل، وإنما أساساً وقاعدة للمنهجية التي يتبعها في التحليل والتفكير والممارسة. وبهذا المعنى، فإن كثيراً من اليساريين والشيوعيين يخرجون من إطار الماركسية ولا يرتقون إليه. ذلك أن كثيراً من الشيوعيين اعتمدوا الدبلوماسية السوفييتية واعتبارات عملية أخرى مرجعية لهم. أما التراث الفكري الماركسي فكان مجرد زينة يتحلون بها تعبيراً عن ولائهم للمركز السوفييتي، ولم يكن مرجعية يستمدون منها المواقف والممارسات. وبعد تفكيك الاتحاد السوفييتي، رأى أولئك الشيوعيون أن مصلحتهم الفئوية الضيقة تقضي تغيير مرجعيتهم من الدبلوماسية السوفييتية إلى الاشتراكية الديموقراطية الأوروبية المتواطئة مع الإمبريالية بخطابها الليبرالي الزائف. فإذا أدركنا هذا التمييز الضروري بين “اليساريين” والماركسيين، تبين لنا مدى تهافت الادعاءات المشار إليها آنفاً بصدد الماركسيين. فالخلط بين الماركسيين والذين سموا ويسمون أنفسهم يساريين هو الأداة التزويرية التي تسخر من أجل إلصاق تهمة لا تقل بشاعة عن الخيانة بالماركسيين. ذلك أن عدداَ ملموساً من “اليساريين” المزعومين، أمثال إميل حبيبي، انخرطوا بالفعل في عملية التطبيع الخيانية مع العدو الصهيوني، مع أن عدداً كبيرا آخر رفض ذلك على أساس ماضيهم النضالي المجيد وبرغم آيديولوجيتهم الليبرالية المتهافتة. أما الماركسيون، فهم، بالضرورة وبحكم مرجعيتهم، في طليعة المناهضين للتطبيع وللكيان الصهيوني. فلا مناص من مناهضة الماركسي الجدير بالاسم للصهيونية وادعاءاتها.
إن الماركسي يسعى إلى أن يكون في طليعة الحركة المناهضة للرأسمالية والإمبريالية، تلك الحركة التي تهدف إلى تدمير الدولة الإمبريالية الرأسمالية وتحويل المجتمع العالمي إلى الاشتراكية فالشيوعية. ووفق التحليل الماركسي، فإن الصهيونية هي حركة استعمارية استيطانية عنصرية تنفذ المشروع الإمبريالي في المنطقة العربية عبر تنفيذها المشروع الصهيوني. بذلك، فإنها تؤدي دوراً رئيسيا في تفتيت الأمة العربية، ولجم قوى الإنتاج العربية، والحيلولة دون تشكل الأمة العربية على أساس قوى الإنتاج الحديثة، أي دون تشكل الذات العربية الحديثة، وضرب حركة التحرر القومي العربية ومنعها من استكمال تشكيلها ومن تحقيق أهدافها المتمثلة في الوحدة القومية وتحرير الموارد العربية من الهيمنة الإمبريالية لصالح الجماهير العربية (الاشتراكية والديموقراطية)، وضرب أي قوة عربية استقلالية صاعدة، ومساندة الإمبريالية الغربية في نهب الوطن العربي. وعليه، فإن الصهيونية وإسرائيل هي آلية أساسية من آليات الهيمنة الإمبريالية على الأمة العربية وإعادة إنتاج حالة الشلل والوهن والتفتت التي تعاني منها أمتنا. بذلك يرى الماركسيون أن الكيان الصهيوني ليس مجتمعاً طبيعيا نشأ تاريخيا نشوءاً طبيعيا على أرض محددة، وإنما هو كيان مصطنع ركبته الإمبريالية والصهيونية لأداء أغراض عدوانية معينة، ومن ثم فهو يتحدد كليا بوظائفه الإمبريالية. إنه جزء لا يتجزأ من أجهزة العنف الإمبريالية التي يسعى الماركسيون إلى تدميرها. وعليه، فإن تحقيق الأهداف الماركسية في المنطقة العربية يستلزم بالضرورة تفكيك الكيان الصهيوني وإزالته من الوجود. كما إن إدراك الماركسيين لجوهر الكيان الصهيوني يمنعهم من التعامل مع هذا الكيان وقواه بصورة طبيعية، أي كما يتعاملون مع المجتمعات الأخرى (التركية والإيرانية واليونانية والإسبانية والهندية وما إلى ذلك)، وإنما يحتم عليهم ألا يطبعوا مع هذا الكيان وأن يناهضوا هذا الكيان العدواني بشتى الطرق المتاحة.
إن الماركسي يسعى إلى تفكيك الكيان الصهيوني في سياق سعيه إلى تحطيم الإمبريالية والرأسمالية وإعادة بناء الأمة العربية على أسس ديموقراطية واشتراكية موحدة. فكيف يعقل أن يقبل الماركسي على التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو يسعى إلى نسف قاعدة هذا الكيان وأساسه؟ لذلك، فإنه يمكن القول إن الموقف من الكيان الصهيوني ومن التطبيع معه هو محك من محكات الماركسية واختبار لماركسية المرء. وأعني بذلك أن هناك تناقضا منطقيا في القول بأن الماركسيين هم أكثر من يقبلون على التطبيع. ذلك أن رفض الكيان الصهيوني ورفض التطبيع معه هو نتيجة ضرورية لمقدّمات الماركسية. لذلك فإن قبول التطبيع يعني بالضرورة الخروج عن الماركسية. فاليساري أو الشيوعي الذي يقبل بالتطبيع لا يمكن أن يكون ماركسيا من حيث المبدأ. فإذا كان هناك عدد من العرب ادعوا في يوم من الأيام أنهم ماركسيون، مثل المتصهين إميل حبيبي، لأنهم رأوا في ذلك مصلحة لهم، فإن هذا لا يعني مطلقاً أن الماركسيين هم أكثر من يقبلون على التطبيع مع العدو الصهيوني. إن المصالح الذاتية هي التي دفعت أمثال المتصهين إميل حبيبي من تخوم اليسار إلى تخوم السلطة الصهيونية.
إن أي تحليل علمي منصف للماركسية لا بدّ وأن يقود إلى النتيجة بأن الماركسية هي النقيض الشامل والحقيقي للصهيونية. ولا يمكن للماركسي أن يعترف بحق إسرائيل واليهود في أرض فلسطين، ليس فقط لأن مثل هذا الاعتراف يعني القبول بالغزو والعدوان على شعب عريق آمن، ولكن أيضاً لأنه يعني الاعتراف بخرافات اليهود العنصرية (أرض الميعاد، شعب الله المختار، وما إلى ذلك)، تلك الخرافات التي ترفضها العقلانية الماركسية جملة وتفصيلا. فليس هناك فكر يعارض الصهيونية كما تعارضها الماركسية. إن الماركسية تعارض الصهيونية في الجوهر والصميم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القومي المتمركس
فارس مقدادي ( 2011 / 5 / 19 - 11:08 )
السيد غصيب يدعي بأن العرب هم أمة واحدة فككها الإستعمار والصهيونية
أنا أتحدى غصيب وسائر المؤرخين القومجيين أن يثبتوا أن الشعوب الناطقة بالعربية كانت يوماً أمة واحدة. تداول الحكم على الشعوب العربية منذ 945 م وحتى 1919 الفرس والسلاجقة والمماليك والعثمانيون وظل العرب يحكمهم الأجنبي لألف عام حتى جاء الإنجليز والفرنسيون وحرروهم وأقاموا لهم دولا عربية، فعن أي أمة يتحدث هؤلاء القومجيون دون أن يخجلوا ويلطخوا اسم ماركس وانجلس بتخرصات ممجوجة. كيف لأمة حقيقية أن ترضخ للأجنبي لألف عام !؟؟
ليبقى هؤلاء بحدود قومجيتهم الجوفاء ولا يتجاوزونها إلى الماركسية


2 - مفهوم الماركسية ذاتويا وعاطفيا
حميد خنجي ( 2011 / 5 / 19 - 13:00 )
عندما المحتُ عنوان هذا المقال..قلتُ في نفسي ان المقال كالكتاب يُقرأ من عنوانه، ولا داعي-في الواقع- لقراءة المقال! إلا ان الفضول اجبرني على القراءة السريعة للمتن، الامر الذي لم يغير من انطباعي الاول، على اية حال! فهل يا أخي الكريم الاستاذ هشام غصيب: صحيحٌ ان الماركسية اصبحت ضئيلة الى هذه الدرجة وممكن اختصارها كنقيض للصهيونية؟!؟ فقط هكذا؟! لأننا نحنُ العرب نكره الصهيونية تماما كاليهودي القومي (الصهيوني) الذي يكره العروبة! أي ان الماركسية بالنسبة له ممكن اختزالها الى نقيض للعروبة، او التطرف القومي العربي!؟ فبئس النظرة الذاتوية في الحالتين
الشرط الاول لادراك الماركسية هو التخلص من الرغبات والاماني والافكار المسبقة، فالنفس امارة بالسوء


3 - الثرثار
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 5 / 19 - 15:01 )
انا احسد القراء الذين استطاعوا ان يفهموا شيئاً مما يقوله هذا الثرثار. قزم يحاول ان يتطاول على عملاق


4 - رد على الأستاذ حميد
هشام غصيب ( 2011 / 5 / 20 - 17:23 )
لا أدري لماذا أثارت هذه المقالة حفيظة بعض القراء الى هذا الحد الجنوني، الأمر الذي ألجأهم الى الشتم والسباب، بدلا من أن يناقشوا طروحات المقالة بهدوء وعقلانية. لقد كتبت هذه المقالة منذ أكثر من عقد من الزمان في سياق مجابهة التطبيع مع الكيان الصهيوني، والذي كان وما زال سياسة رسمية للدولة الأردنية. وكان الواجب الوطني يقضي التصدي لهذه السياسة بشجاعة، حتى لو عرضتنا للملاحقة والاضطهاد. ولا تفهم أهمية المقالة الا في هذا السياق. ثم اني لم أزعم أن الماركسية تختزل الى كونها نقيضا للصهيونية. كل ما قلته هو أنها تناقض الصهيونية في الصميم. وكان هناك آنذاك نفر من الأصوليين والرجعيين يزعمون أن الماركسية متصالحة تماما مع الصهيونية. فكان لزاما علي أن أتصدى لتلك المزاعم المتهافتة. ويبدو أن بعض المثقفين العرب صهاينة أكثر من الصهاينة، كهذا المدعو يعقوب.


5 - تهافت المعلقين
أمير خليل علي ( 2011 / 5 / 20 - 18:44 )
أ هشام غصيب .. كتاباتك أغني من أن يقيمها أمثال يعقوب.. أو يفهمها أمثال حميد خنجي أو فارس مقدادي أعلاه .. وأحسبك تضيع من وقتك الثمين في الرد على هكذا تعليقات تعبر عن الهشاشة الفكرية لأصحابها.
فالسيد فارس مقدادي يظن خاطئاً أن الأمة كي تكون فلابد من أن تتأسس أولا كدولة حكم .. ويتحدى نثبت له أن العرب كانوا يوما أمة واحدة .. وهو التحدي الذي يعبر عن عدم فهمه لمسارات التاريخ التي تتطور أولا من الجماعات والقبائل في التشكلات التاريخية الاجتماعية القديمة التي لم تبدأ دولة أصلا .. ثم بعد ذلك يتم توحيد هذه الجماعات في النهاية المعاصرة في شكل دولة قومية لتحقيق أهداف توحيد السوق وتوسيعه لخدمة أهداف طبقة برجوازية متشكلة حديثا .. إذاً أ مقدادي الدولة بحكمها وسلطتها تتكون في نهاية المسار كذروة وبعد تكون طبقة برجوازية قادرة على توحيد الجماعات فوق اراضيها وفق قوانين المادية التاريخية والتشكلات الاجتماعية .. ولذا فما تقوله عن العرب كأمة ودولة وحكم هو محض -قلب- وعكس للفهم الماركسي .. وهو ما يشي بأن بضاعتك في هذه المسألة ضئيلة للغاية.


6 - رد على حميد خنجي
أمير خليل علي ( 2011 / 5 / 20 - 19:00 )
بالنسبة للملاحظة الفذة التي أدلى بها أ حميد خنجي .. فالرد بسيط: عندما نقول الله محبة .. فمن المفهوم عند من هم أقل منك علما أننا لا نختزل الله في المحبة .. وفي هذا السياق يجب فهم عنوان مقال هشام غصيب .. والذي كان يمكن أن يتضح لك لو أنت كلفت نفسك عناء قراءته .. ناهيك عن فهم معناه .. لكن يبدو أنك لم تقرأ مقال غصيب كما تعترف أنت في تعليقك .. أو أن قراءتك وقفت عند ما فهمته أنت من -حرفية- العنوان وحده .. وهو ما يشي بقراءة فيتشية سلفية للنصوص .. ك حيث تعترف أنت أيضا بأنك اعتدت فهم الكتاب من عنوانه .. ولذا يبدو أنك تمتلك كتاب عنوانه الماركسية وبناء على قراءتك لعنوان الكتاب وحده ظننت أنك -تفهم- الماركسية .. لأنك تمتلك مقدرة فذة على قراءة مجمل الكتاب من مجرد عنوانه .. وبصراحة أنا أحسدك على هذه القدرة وأتمنى أن تسجلها باسمك .. لأن من قرأ كتاب واحد في حياته يعرف بالتأكيد أن مقولة الكتاب يقرأ من عنوانه هي مقولة يرددها المستسهلين ممن لا يعرفون القراءة .. ناهيك عن الكتابة التي تحاول أن تمارسها هنا .. تحية


7 - توضيح واعتذار
أمير خليل علي ( 2011 / 5 / 20 - 19:42 )
اعتذر عن اللهجة الحادة التي كتبت بها الردود السابقة على تعليقات وجدتها غريبة الطابع تماما وتشي بثقافة استئصالية لم أفهم - ولا زلت - أسبابها. فقد كتبت بكل تجرد ولكني أخطأت في الانسياق للمشاعر .. فأنا لا أعرف شخصيا لا الكاتب ولا المعلقين .. ولكن هالني نمط التعليقات ولهجتها الغريبة .. إلى أن أكتشفت أن بعض الأسماء لها مقالات بالفعل -قيمّة- في موقع الحوار المتمدن .. وهذا ما دفعني للتوضيح الذي يصل لدرجة الاعتذار .. لكن تبقى دهشتي واستغرابي على طريقة الحوار .. والتي أعترف أني أيضا سقطت في ممارستها .. لكن إن كان يشفع لي -جهلي- بشخصيات المتحاورين وتركيزي فقط على أفكارهم .. فما الذي يشفع للمعلقين والذين يبدو أنهم يعرفون بعضهم؟؟؟
سؤال لا أجد عنه أي إجابة .. سوى أنه ربما هناك مسائل شخصية .. ولذا لا أريد أن أحسب على هذه الجهة أو تلك .. فقد كتبت ما كتبت ليس دفاعا عن أشخاص بل عن أفكار وعن طريقة حوار .. واعتذر عن رسوبي أنا أيضا في طريقة الحوار .. فأرجو قبول اعتذاري


8 - رد على الأستاذ أمير
هشام غصيب ( 2011 / 5 / 20 - 20:43 )
شكرا على ردودك الثاقبة يا أستاذ أمير. ولا حاجة البتة لأن تعتذر عن لهجتك. فهي لا تقارن في حدتها مع تعليقاتهم الجوفاء الجاهلة. وأؤكد لك أني لا أعرفهم شخصيا وليس بيننا أي خلافات شخصية مسبقة. كل ما هناك أن أفكار المقالة استفزتهم وذخيرتهم اللاعقلانية.


9 - اعتذار ونقاش
أمير خليل علي ( 2011 / 5 / 21 - 07:05 )
بالفعل أ هشام غصيب .. هناك حاجة للإعتذار .. لأني انسقت وراء مشاعر الإحساس بالغبن على الأفكار الواردة في مقالك من طرف المعلقين فأردت ليس فقط أن أجيب على أخطائهم الفكرية بل أيضا على أسلوبهم في طرح الأفكار .. وهنا الفخ الذي سقطت فيه وأعترف به وأعتذر عنه .. فقد سقطت أنا فيما كنت ألومهم عليه. فأرجو أن يقبلوا اعتذاري في هذا الجانب - فاعتذاري هو عن الأسلوب وليس عن الأفكار.
وأرجو فتح حوار ايجابي.
فعندما يقول أ فارس مقدادي: كيف لأمة حقيقية أن ترضخ للأجنبي لألف عام !؟؟ فأرجو أن يطرح نفس السؤال حول اسرائيل نفسها التي ترضخت وتشتتت لأكثر من هذا الزمن ثم نعرف الباقي؟؟ بل إن هذا كان حال كافة الأمم قبل أن تتوحد في دولة. فالدولة-الأمة إذن بطبيعة تعريفها وتكونها التاريخي هي لاحقة ونتيجة لتطور تاريخي وليست مقدمة ولا سابقة على التاريخ كما يشي سؤال أ مقدادي.
لكن إصراري على صحة نقدي لفكرته المعروضة في تعليقه لا يقلل من اعتذاري عن خطأي في أسلوب نقاشي معه .


10 - بعد الاعتذار لحميد خنجي
أمير خليل علي ( 2011 / 5 / 21 - 07:20 )
اعتذر أيضا لحميد خنجي عن أسلوبي .. لكن اناقش تصوره الجوهراني حول الماركسية التي يبدو أنه يراها كأنها مجموعة أفكار موضوعية منفصلة عن أصحابها ويرى: الشرط الاول لادراك الماركسية هو التخلص من الرغبات والاماني والافكار المسبقة، فالنفس امارة بالسوء
وهنا أختلف معه تماما في الخلط بين -موضوعية- الماركسية وبين فهمه هو للموضوعية باعتبارها انفصال الماركسية - أو غيرها من استراتيجيات التفكير -عن نفوس أصحابها وأغراضهم ومصالحهم وطموحاتهم.
فالماركسية ليست مذهب أو قالب فكري يستلب داخله الإنسان فكريا ويتنازل داخله عن نفسه ومشاعره وتطلعاته .. وإلا فقدت طاقتها التحررية وأصبحت مجرد آلية من آليات الاستلاب الفكري المضاف إلى آليات الاستلاب التي جاءت أساسا لتقضي عليها .. وهنا تثار قضية خطيرة للغاية وهي السبب الاساس وراء تحول المناهج الفكرية كالماركسية والأديان إلى عقائد جامدة تعيد صياغة أفكار أصحابها لتسجنهم داخلها ويصبحوا عبيد لها .. وبهذا يتحول المنهج الفكري إلى مذهب جامد ايديولوجي .. فيصبح الإنسان ماركسياً قبل أن يكون إنسانا
علينا أن نميز بين العلم والأيديولوجيا والفلسفة بدقة لكن ليس للدرجة الألتوسيرية


11 - يا لبئس ماركسية القومية العربية التي طرحتها
سيلوس العراقي ( 2012 / 8 / 18 - 10:13 )
السادة الماركسيون في هذا الموقع
لا يمكن للماركسي أن يعترف بحق إسرائيل واليهود في أرض فلسطين
العبارة اعلاه هي من خطاب السيد غصيب رضي الله عنه، هل انها تتلاءم مع الفكر الماركسي؟ هل انها ماركسية جديدة ؟ هل فكر ماركسي يولد من جديد ليجعل من ماركس عنصريا وفاشيا ؟ الا تعتقدون ان هذا الخطاب هو اكثر قربا لفكر الولي الفقيه ولخطابات امين حزب الله العنصرية الفاشية او لفكر ميشيل عفلق وصدام حسين ؟ وهل مجرد أن تكون عدوا للاستعمار والامبريالية وللغرب تكون ماركسيا ً؟ ما الفرق بين ماركس وحسن نصرالله؟ لماذا يرى الماركسي ضرورة النضال القومي العربي في خط الماركسية ولا يرى نضال الحركة القومية الصهيونية في خط الماركسية نفسها ؟ فقط لأن كون الكاتب عربي القومية يحق له التلاعب بالماركسية ليحقق هدفه؟ هل هدف ماركس هو انتصار حركات التحرر القومي العربي او الفارسي ودحر حركات تحرر قومية اخرى ؟ ماذا سيبقى من فرق بين الفاشية والماركسية التي جاءت في هذا الخطاب العنصري المعادي للشعب اليهودي وحقوقه في بلاده وارضه التاريخية المغتصبة ؟ هل يريد الكاتب أن يصف ماركس بعدم الانسانية وبالعنصرية ؟


12 - الامة
الان ( 2012 / 8 / 18 - 10:27 )
اسمح لي يا استاذ ان اختلف معك في تعريف الماركسية فالماركسية عندي هي فكر علمي وثقافة انسانية تقدمية لمساعدة المجتمع واخراجه من التخلف وهذه المهمة لا يمكن تحقيقها في مجتماعتنا دون المرور بالرأسمالية وقيام البرجوازية بتحطيم العلاقات الاقطاعية والقبلية البدوية والماركسية تعلمنا بان البرجوازية هي التي تقوم بتحويل المجتمع القبلي الاقطاعي الى امة ولا يمكن بناء امة دونها لذلك لو كنت فاهما للماركسية لعلمت ان اسرائيل امة ولكن العرب لم يصلوا الى مستوى امة بعد لانهم لازالوا قبائل وعشائر اي في مرحلة ماقبل القومية.


13 - !!!!!!!
عبد الله خلف ( 2012 / 8 / 18 - 15:35 )
نحن قوماً لن نُعز إلا بالإسلام , و هذا الدين و الفكر الحق , و ليس كما تقول ماركس و الماركسيّه , الماركسيّه و الشيوعيّه لو كان بها من الخير شيء ؛ لوجدت دولها قائمة حتى الآن , أنظر إلى الاتحاد السوفياتي لم يدم إلا 73 عام فقط , و السبب هو فساد الفكر الشيوعي الماركسي الملحد لله رب العالمين .
الملحدين أو الماركسيين أو الشيوعيون , هؤلاء هم ورثة فرعون موسى .


14 - الفراغ ثانية
Almousawi A. S ( 2012 / 8 / 18 - 16:13 )
عمل النظام البعثي وبشكل مبرمج وسياسة همجية لتدمير كل ارث نضالي واخلاقي عراقي وافرز ولزمن طويل روح الانانية والشعارت والمفاهيم التي لاتمت للواقع الا فيما يضمن مصالح فردية مذلة وزائلة وغيبت حقائق تحت مسميات زائفة ولم تعد الشمس اجمل في بلادي من سواها ولا حتى الظلام هناك اجمل فهو يحتضن العراق حتى اصبحت اللة بالخير مدعاة سخرية لقدم متداولها وهناك في اسيا وافريقيا من شعوب تجاوزت مثل مرحلة الانتقال هذة بوقت وثمن اقل ودون حاجة للهروب عن المواجة او المصارحة مع الذات على اقل تقدير ودون الامتطاء لصهوة ما يسمى اللبرالية الجديدة هربا وتسمية الاشياء والناس بغير اسمائهم ولا تغني قائمة المصادر عن نبل الالتزام والاحساس باهداف تخدم الناس والوطن وغير ذلك لهو وعزف نشاز في وقت عسير وصعب
جميل جدا ان يتخذ جهدك استاذنا المبدع مكانة الطبيعي في الحوار المتمدن مع اعتذاري للتكرار
الجزيل الاحترام


15 - الاستاذ هشام المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 8 / 19 - 20:29 )
تحيه وتقدير
يعقوب ابراهامي يبدو انه متفق مع ما قلته لكنه يعترض ربما على ما قلته عن رفيقه اميل حبيبي ولكن الملفت ان يعقوب يؤمن بان الصهيونيه هي حركه قوميه للشعب اليهودي والتي سعت ونجحت في انجاز وطن قومي لهم
وانت وصفت حبيبي بانه صهيوني اي في تفسير يعقوب انه قومي محب للشعب اليهودي وهنا استغرابي لزعله وتشنجه وهذا الرد البعيد عن العقل والتنوير الذي يدعو له هو وشلة التنوير والعقل التي يقودها
اكرر التحية لك