الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عار البشرية في يوم الطفل العالمي

سهيل قبلان

2011 / 6 / 5
حقوق الاطفال والشبيبة



صادف امس الاول الاربعاء، يوم الطفل العالمي، نعم، يوم الطفل العالمي، وليس الاوروبي او الاسترالي او الافريقي او الآسيوي او الامريكي، او الصيني او الروسي وانما يوم الطفل العالمي. والقاسم المشترك بين جميع الاطفال في العالم بغض النظر عن الانتماء القومي او اللغوي او الديني او الجنسي هو البراءة الطفولية والرضاعة من اثداء الامهات، الحليب ذاته، والدفء والحنان والحب ذاته، ليبداوا خطواتهم الاولى على درب الحياة، بالحبو والزحف، ورويدا رويدا يبدأون بمحاولات الوقوف على الأرجل والركض للامساك بلعبة ما، او غيرها، وهنا تبدأ الفوارق بما هو متوفر لهم، فالذي يعيش في الاكواخ والخيام والبراكيات ليس كالذي يعيش في البيوت والقصور المختلفة، نعم وبناء على الواقع، ابتداء من القرية التي يعيش فيها الواحد او المدينة او الدولة وامتدادا الى العالم الشاسع كله . هناك اطفال، ابتداءً من الذين لم يستوفوا الشهر من اعمارهم والى الذين قاربوا على جيل المراهقة، ملامح وجوههم واعمارهم واوضاعهم، تدل على انهم لا يعرفون الا الحرمان والمآسي والتسكع وخبت وانطفأت امانيهم واحلامهم ورغباتهم بلعبة او بلقمة او بثوب او بدفتر او برحلة، او بقلم او بدراجة، وذلك وبناء على الواقع، لان الحقوق والبسمات والبراءة الخاصة بالاطفال بالنسبة للمسؤولين تلقى في سلال المهملات . فاذا كانت اوضاع اطفال شعبهم من الفقراء لا تثيرهم، فكيف باوضاع اطفال ابناء الاقليات ومن قوميات وديانات اخرى؟ هناك اطفال في كل دولة ودولة، ينامون على اسرّة المخمل والحرير والصوف وسط الالعاب المختلفة وينعمون بالفرح والمرح والبهجة وشتى اصناف المأكولات، وهناك من ينامون على الارض وعلى اسرّة الحرمان والآسى والآلام والبرد في الشتاء والحر اللاهب في الصيف ويتضورون جوعا . هناك من يلهون في الملاعب والملاهي والحدائق وعلى العشب الاخضر وفي برك السباحة وفي المدارس الراقية والعصرية ويستمتعون باصوات الاطيار والآلات الموسيقية والزمامير ويلهون بالبالونات، وهناك من يعانون بأسمال وعلى التراب وفي الشوارع والاكواخ ووسط الذباب والحشرات والصراصير وعيونهم وملامحهم تطلب الحب والرعاية والالتفات اليهم ومدهم بمتطلبات الاطفال الاولية، تطلب الرعاية من غير كلام، تطلب الاطمئنان والسلام والرأفة واحترام براءة وقدسية وجمالية الطفولة. نعم، اطفال حرموا من ابسط الامور ومن الرعاية، بينما الكلاب في بيوت وقصور ومراتع المتمكنين والاغنياء والاثرياء، متخمة وتتمتع بالرفاه والسعادة والعناية والحنان، نعم، ان اوضاع الاطفال الفقراء في كل العالم تهتف مع هتافات الضمائر الحية والقلوب الرؤومة ومشاعر الامهات والآباء، وبالذات في يوم الطفل العالمي، ابعدوا الموت والحقد والظلم والقسوة عن الفراخ الرائعة في كل مكان، واضمنوا لها ان تكبر في اجواء النقاء والحب والعطف والحنان لكي تغرد كلها للحب والسلام والتآخي والثمار الطيبة والرأفة واللهو والمرح لينتصر تغريدها الرائع على النعيق والعواء والفحيح، فكم من طفل مسلوب البراءة وفرح الطفولة في كل مكان، لان الحكام غمسوها بالقار والجوع والحرمان والاوساخ، وشنقوا الطفولة عنوة واعدموها، وكم من دولة فيها حياة الطفولة مقرونة بالانين وازيز الرصاص وهدير الطائرات والدبابات والحرمان، فمتى يكون للرحمة والرأفة والنزعة الانسانية الجميلة سبيلها الى قلوب ونفوس الاثرياء ليصغوا جيدا الى انين الفقراء ويعملوا على ايقافه وتغيير الاوضاع الى الاحسن. وبحساب بسيط رغم انه وهم، ولكن اسمح لنفسي بطرحه، ففي العالم هناك حشد كبير من الاثرياء الذين يملك الواحد منهم المليارات نقدا، غير الاملاك المختلفة، والبطن مهما كان صاحبها شرها لا تتسع لاكثر من كمية معينة من الاطعمة والمشروبات، وعلى سبيل المثال ماذا يضير الذي يملك عشرات الملايين من الدولارات او عشرات المليارات او مئات المليارات وهكذا، لو تبرع كل واحد منهم (ب1%) من امواله في كل دولة، وبالذات في يوم الطفل العالمي لمسح احزان ومآسي وآلام الاطفال؟ الا يساهم ذلك في تغيير اوضاعهم ولو بشكل طفيف؟ الا يساهم ذلك في مسح دموع البؤس والفاقة والالم والحزن والجوع؟ اليس من العار على البشرية، انه في عصر انشطار الذرة وغزو الفضاء والجوال والانترنت والابراج الشامخة، وجود بشر، من الطفل حتى الكهل، يتضورون جوعا ويعيشون في الاكواخ الحقيرة وبين القبور وفي العراء وعلى جنبات الشوارع وفي الخيام، يعانون من الحرمان والظلم والشدة والقسوة والظروف التي لا تليق بالجرذان والحيوانات والحشرات. فالاطفال في كل مكان لم يأتوا الى هذا العالم ليموتوا جوعا او للمعاناة او للتسكع او للحرمان من متطلبات الحياة الاولية وهي المرح واللهو والاكل. اطفال يئنون جوعا ويعانون من الحرمان والامراض والجهل واللامبالاة ومنهم من مات ويئن تحت ضربات الموت بين سمع الناس، خاصة من المسؤولين والاغنياء، وبصرهم يقدمون الدليل القائل: ما اقسى قلب الانسان وما ابعد الرأفة والرحمة والعاطفة الدافئة من فؤاده وخلوه كليا منها، خاصة الذي لا يبالي بمشاهد البؤس وحالات الشقاء والجوع وخاصة الذي يخلق عمدا تلك المشاهد كحكام اسرائيل في غزة على سبيل المثال لا الحصر، وحكام الويلات المتحدة الامريكية في العراق وغيره . لا يبالي الاثرياء بتلك المشاهد المؤلمة وفي البنوك يكدسون الاطنان من الدولارات والذهب والفضة، وتقول الحقيقة ان القلب من لحم ودم وينبض ويحب ويعشق ولكن الواقع يشير وفي كل دولة الى ان هناك قلوبا من حديد وصلب وصوان ومشاعر تحنطت وتفولذت، فيا للعار، فكم من طفل في العالم مصاب بفقر الدم والامراض ، لان المسؤولين مصابون بفقر الاخلاق الجميلة والعاطفة الانسانية الجميلة وبفقر المحبة الدافئة . وكم من ثري وغني وخاصة من الملوك والامراء والرؤساء والضباط واصحاب الشركات الكبرى،، ينعف آلاف الدولارات على ساعة في حضن زانية، والملايين في ليلة واحدة في الملاهي والبارات، ولا يفطن بطفل جائع او عار او مشرد او بأسمال من شعبه، فيا للعار. والجريمة التي لا تغتفر وتنطلي على البسطاء والمتزمتين من الناس، ان من هؤلاء المتحجرين بعواطفهم وقلوبهم يصلّون ويذهبون الى الكنائس والمساجد ويسبحون بحمده، لينالوا تأييد الجماهير وان عارضت نهجهم فهي كافرة. نعم، لقد احرقوا ولوثوا براءة وربيع وفرح وروعة واريج الطفولة، فمتى تنهض الضمائر وتقدس براءة الطفولة؟
متى يكون يوم الطفل العالمي بمثابة فجر تشرق شمسه بكل النور في القلوب والعقول والمشاعر، بلا انين وبلا مرارة وبلا حرمان، والطفل في كل مكان هو تردد الالحان العذبة في اذن ومسامع وقلب والديه، فمتى يكون هكذا في عيون وآذان وقلوب ومشاعر المسؤولين والاغنياء والاثرياء؟ متى يكون يوم الطفل العالمي، وحق الطفل في الهناء والمرح والعناية والرأفة والمحبة، صولة عالمية شاملة تنزع الشرور والحرمان والتعاسة والبؤس من القلوب وتكون الارض لهم جميعا البيت الذي يفيض بالمحبة والرأفة والعناية والتآخي والفرح . واروع شعور في يوم الطفل العالمي بالذات هو التعامل مع الطفل والطفلة بنفس الشعور والمسؤولية فمثلما خلق الطفل ابن تسعة اشهر قضاها في الرحم هكذا ايضا الطفلة، جاءا من الرحم والبسمة على الوجهين ذاتها وصرختهما لدى خروجهما من الرحم ذاتها، متى يعاملان بالمعاملة ذاتها في كل مكان وليس وأد احلام الطفلة لانها انثى. فمثلما احتضن الرحم الذكر احتضن الانثى، ومثلما عانت الأم اثناء ولادة الذكر عانت المعاناة ذاتها اثناء ولادة الانثى، ومثلما للدوري نغمة هكذا للحمامة وهكذا الانف والشرايين والدماء. وفي يوم الطفل العالمي، وفي كل مكان،هناك من سيرقص فرحا بلعبة او بقبلة وهناك من سيركض طربا وبهجة بكلبة منزلية صغيرة وبلعبة وببدلة وكعكة وهناك من لهم يوم الطفل العالمي يوم جفاف واوراق ذابلة يوم جفاف المشاعر والضمائر والافكار والنوايا الحسنة والجميلة، جفافها المأساوي من الرأفة والحنان وتقديرهم. وفي يوم الطفل العالمي بالذات، اول ما يتبادر الى الذهن احلام الطفولة واوضاع الاطفال في كل مكان، ومدى تحقق احلامهم وما هي فالطفل في كل مكان في العالم هو طفل لكن حياته تختلف من مكان لاخر، بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، فكم من طفلة هي ضحية العقلية التي تراها سلعة. هناك اطفال في كل مكان وخاصة الاناث منهم، يعانقون الحياة وفرحها وسعادتها واطمئنانها وهناك من يحضنهم الموت احياء، موت احلامهم وطموحاتهم وامانيهم. ومتى يكون يوم الطفل العالمي منهلا للالهام الابداعي ودافعا عند البشر كلهم كابناء تسعة ومثالا على التفاني في خدمة قضية نبيلة تتجسد في تربية الاطفال بروح المحبة الجميلة والاممية والاروع وبمناسبة يوم الطفل العالمي وكل يوم اقولها:

ما اروع الاطفال حين يضحكون
سطرت في عمري كلاما واضحا
يدعو الى المحبةِ
الى السلام عابقا وصادحا
يكشف رؤيتي
ورغبتي
في خدمة الخيرِ
وجعل كل الناس في حضن السعادة
يوطدون بينهم
اواصر المحبةِ
عرى الصداقة
انشودة الحياة عابقة
بالصدق والجمال والحنان
وبالطيوب دافقة
بالصدق في العقول
في الفعل والسلوك والشعور
للارض والانام
هذا انا
سعادتي
برؤية الاطفال ضاحكين
وفي الرياض لاعبين
برؤية الارض
بلا قواعد السلاح
بلا انين الجائعين
بلا سياط الظالمين
بلا جنون الحاقدين
بلا سموم الادمغة
بلا حديد الافئدة
بلا تصلب الشرايينِ
والكل للكل
كالأم للجنين
هذي رغائبي
كانت ولم تزل
اجمل حاجة
للروح والسعادة الشخصيةِ
للناس اجمعين
ونبعها الزُلال للابد
فكر الشيوعية
روض التآخي والوئام
والحب للسلام
اجمل حضن للطفولة
حديقة الحياة
وطيرها يقول:
ما اروع الاطفال حين يضحكون
للثدي يحضنون
باروع الثغور
يَحْبُون فوق المصطبة
ويلعبون في الحواكيرِ
على الاراجيح
يُلاحِقُون قطة
دجاجة
وطابة
في المياه يغطسون
وفي عيونهم
على وجوههم
وفي قلوبهم
تشرق بسمة الفرح
ونشوة المرح
بلعبة
بكعكة
بلمسة دافئة
وضمة رائعة
ببدلة جديدة
يداعبون وردة
وَدُمْيَة
يعانقون دفترا
مسطرة
يُخربِشون بالقلم
مشاهد البراءة
تدفعني للقول دائما
في ضوء هذه المناظرِ
مناظر البراءة
والحب للمرح
اليس افظع الجرائمِ
تفجيرهم
تشويههم
تعذيبهم
ومنعهم من الفرح
حرمانهم من الحنان
والعطف والامان
والحب والريحان
ان يتحجر الضمير
ازاء حقهم
بان يكونوا سعداء؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر


.. اعتقال مصور قناة -فوكس 7- الأميركية أثناء تغطيته مظاهرات مؤي




.. برنامج الأغذية العالمي: معايير المجاعة الثلاثة ستتحقق خلال 6