الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية بين الاسلام والمسيحية

محمد مختار قنديل

2011 / 6 / 19
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


لم يكن هذا من قبيل التحدث عن اشياء لمجرد الدعوة الي مذهب او نظام حكم بعينة ولكن كان من منطلق التحدث عن قضيو حيث قيل ان الديمقراطية مرتبطة دوما بالعلمانية والامر هذا لا ياتـي في وجهة نظري الا من منطلق واحد وهو فهم العلمانية خطأ وفهم الديمقراطية خطأ والان احاول ان اضع جزء بسيط يوضح مدي دعوة الديانات الي الديمقراطية كالتالي :
الديمقراطية في المسيحية :
ان الناظر الي الديمقراطية في النصوص الدينية المسيحية يستحيل ان يجد نصا بعينه يدعو الي نظام حكم او شكل تعامل الحكام للمحكومين وذلك حيث ان المسيحية دين روحاني وليس دين دنيوي ولكني احاول ان انظر الي بعض الكتب الدينية للمسيحية مستشهدا بما اتي فيها لتحليل ما جاء فيها عن الديمقراطية كالتالي :
" 27وَخَرَجَ بَعْدَ ذلِكَ فَرَأَى جَابِي ضَرَائِبَ، اسْمُهُ لاَوِي، جَالِساً فِي مَكْتَبِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: «اتْبَعْنِي!» 28فَقَامَ لاَوِي وَتَبِعَهُ تَارِكاً كُلَّ شَيْءٍ. 29وَأَقَامَ لَهُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً فِي بَيْتِهِ، وَكَانَ مُتَّكِئاً مَعَهُمْ جَمْعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْجُبَاةِ وَغَيْرِهِمْ. 30فَتَذَمَّرَ كَتَبَةُ الْيَهُودِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى تَلاَمِيذِهِ، قَائِلِينَ: «لِمَاذَا تَأْكُلُونَ وَتَشْرَبُونَ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخَاطِئِينَ؟» 31فَرَدَّ عَلَيْهِمْ يَسُوعُ قَائِلاً: «لَيْسَ الأَصِحَّاءُ هُمُ الْمُحْتَاجِينَ إِلَى الطَّبِيبِ، بَلِ الْمَرْضَى! 32مَا جِئْتُ لأَدْعُوَ إِلَى التَّوْبَةِ أَبْرَاراً بَلْ خَاطِئِينَ! "1
" وَأَمَّا لَكُمْ أَيُّهَا السَّامِعُونَ، فَأَقُولُ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ؛ أَحْسِنُوا مُعَامَلَةَ الَّذِينَ يُبْغِضُونَكُمْ؛ بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ؛ صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ. وَمَنْ ضَرَبَكَ عَلَى خَدِّكَ، فَاعْرِضْ لَهُ الْخَدَّ الآخَرَ أَيْضاً. "2
" عَلَى أَنَّنِي أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكُمْ بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ أَنْ يَكُونَ لِجَمِيعِكُمْ صَوْتٌ وَاحِدٌ وَأَنْ لاَ يَكُونَ بَيْنَكُمْ أَيُّ انْقِسَامٍ. وَإِنَّمَا كُونُوا جَمِيعاً مُوَحَّدِي الْفِكْرِ وَالرَّأْيِ " 3
جاءت هذه النصوص لتدعي المؤمنين في المسيحية لعدم الاختلاف وعدم الانقسام وتوحيد الرأي ومحاولة معالجة الظلم والقضاء عليه سلميا وان كانت المسيحية تنمي لدي المسيحي البعد عن الاختلاف وان كان هذا من ناحية المجتمع المسيحي فان ذلك يحمل ضمنيا مفهوم المواطنة والدعوة الي احترام الاخر ومقاومة الظلم ومن ثم نجد ان المسيحية ركزت علي البعد الاخلاقي في الديمقراطية
.
الديمقراطية في الاسلام :
الاسلام ظلم عندما قورن بالديمقراطية مرتين فمن ناحية لا يمكن القول بان الاسلام هو الديمقراطية لان هذا دين يحكم العديد من النقاط الاخري ومن الناحية الاخري هما ليسوا نقيضان ، وجاء هذا التناقض لما وقع من عملية نقل ووضع في مفهوم الديمقراطية الان فلا يقصد بها عند البعض الان انه نظام حكم قائم علي التعددية السياسية والحرية والمشاركة السياسية فقط وانماهي عبارة عن مشروع غربي ضد العرب والمسلمين ومن ثم فان رفض الاسلام ليس للديمقراطية ذاتها وانما رفض للمشروع الغربي لها(4)
والديمقراطية موجودة في الاسلام وهذا يظهر في الاعمدة السبعة(5) للدولة في الاسلام وهي :
1. الولاية للامة :
فالاسلام اشار الي ان الامة(6) هي صاحبة القرار ومن يقع علية اختيارها فهو المسئول وهو صاحب الشرعية ومن ثم فان الاسلام اقر بالسلطة المدنية المنتخبة والانتخاب هو احد دعائم النظام الديمقراطي الاساسي .
2. المجتمع مكلف ومسئول :
وهذا يدعي الي مشاركة الافراد في الحياة السياسية وذلك طبقا لقوله تعالي " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ، يأمرومن بالمعروف وينهون عن المنكر" زالامر بالمعروف هنا ممتد للحاكم والسلطة .
3. الحرية حق للجميع :
منذ بداية نزول الاسلام وهو يحث علي الحرية لكل فرد فقال تعالي "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " وايات اخري صحيح انها تحدثت عن الحرية في نطاق العقيدة ولكن اذا كان الانسان يطفي في عقول الناس الحرية من الناحية الدينية فهل من المعقول ان يحرم عليهم الحرية السياسية ومن هنا نري ان الاسلام شمل الحرية السياسية في مفهونا الان ضمنيا .
4. المساواة بين الناس في الاصول :
ويظهر هذا في العديد من النصوص الدينية الاسلامية سواء قرآن او سنة محمدية فيقول تعالي " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وقال نبي الله محمد ( ص ) " ألا وان ربكم واحد ، ألا وان اباكم واحد " ومن هنا نجد ان الاسلام لم يدعي قط للتفرقة علي اساس دين او عرق او نوع ودعي الي المساواة بين الناس .
5. احترام الاخر وشريعته :
فالاسلام دائما ماحث علي احترام اصحاب الديانات الاخري وعدم مساسهم بسوء وجعلهم اخوة في الخلق ويظهر ذلك في بعض مواقف نبي الله محمد ( ص ) حيث انه حينما وقف توقيرا لجنازة يهودي فتعجبوا الصحابة وقالوا انه يهودي فرد قائلا : اليست نفسا .
6. مقاومة الظلم والضغيان :
فقد حث الاسلام علي ضرورة مقاومة الطغيان والظلم ونهي عنهما ويظهر ذلك في قوله تعالي "لينذر الذين ظلموا وبشر الصابرين " وقوله ايضا "اذن للذين يقائلون بانهم ظلموا ،وإن الله علي نصرهم لقدير " ويقول نبي الله محمد ( ص ) " افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر " .
7. سيادة القانون علي الجميع :
حيث ان الاسلام جعل شرعية السلطة مستمدة من التزامها بالقوانين الاسلامي والذي ينظم العلاقة بين الفرد في الدولة كمحكوم وبين الحاكم كما جاء في الكتاب والسنة .

ولتحقيق تلك الديمقراطية اوجد الاسلام بعض الادوات لذلك _ اي اليات التحول الديمقراطي في الاسلام _ وهي :
• الشوري .
• مساءلة الحاكم .


(1 انظر : انجيل لوقا .
(2 ) انظر : المرجع السابق.
(3 ) انظر : الرسالة الاولي الي مؤمني كورنثوس " خلافات بين المؤمنين " .

(4) انظر: جون ل ، بسكاتوري ، الديمقراطية والاسلام ، (مجلة ميدل ايست : جورنال ) م 45، ع 3 ، عام 1991 .
(5 ) انظر : فهمي هويدي ، الاسلام والديمقراطية ، (القاهرة : مركز الاهرام للترجمة والنشر ) ط1 ، 1993.
(6 ) لمعرفة المزيد حول مفهوم الامة انظر : دراستنا ، بناء مفهوم الامة ، (القاهرة : المركز الديمقراطي العربي للدراسات والبحوث السياسية ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قبل عمليتها البرية المحتملة في رفح: إسرائيل تحشد وحدتين إضاف


.. -بيتزا المنسف- تثير سجالا بين الأردنيين




.. أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط


.. سفينة التجسس بهشاد كلمة السر لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر




.. صراع شامل بين إسرائيل وحزب الله على الأبواب.. من يملك مفاتيح