الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصهيونية (7) .. وليدة الإمبريالية

خالد أبو شرخ

2011 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كانت التحولات الاجتماعية والتي شهدتها أوروبا منذ عصر النهضه, علاوةً على طبيعة الوجود اليهودي في القارة, مسؤولتان عن ظهور المسألة اليهودية, وقد طرحت عدة حلول لحل هذه المسألة. من ضمنها إندماج اليهود في مجتمعاتهم, ولكن الواقع الاوروبي وطبيعة الوجود اليهودي به, حال دون إكتمال نجاح هذا الحل, وعادت المسألة اليهودية لتطرح نفسها مجددا على القارة الأوروبية, لذا كان هناك حلولا أخرى تم طرحها, ومنها ما كان يسمى قومية الدياسبورا (أي الشتات) التي إعتمدت على فكرة تقسيم القوميات الى ثلاث نماذج, النموذج القومي الملتصق في الأرض والطبيعة, والنموذج الإقليمي الأقل التصاقا بالارض, وأكثر ارتباطا بالدولة, والنموذج الروحي, وهو مستقل عن الأرض والطبيعة, وبستند بوجوده الى الوعي بالذات التاريخية, وحسب المؤرخ الروسي سيمون دوفنوف, فإن اليهود ينتمون إلى النموذج الثالث, حيث دعا اليهود لتقبل الوجود في الشتات, مع الحفاظ على التراث اليهودي وتطويره, وقد إفترض دوفنوف وجود وحدة بين الأقليات الدينية اليهودية المنتشرة في العالم, وأن الحضارات اليهودية المنتشرة في العالم, لا بد من وجود مركز متنقل لها, فهو تارة في بابل وتارة في الأندلس, وتارة في روسيا, والبلد الذي تزدهر به الحضارة اليهودية تنتقل له القيادة الفكرية .
وبالمقابل كان هناك الطرح الصهيوني, وبالمقارنة ما بين الطرح الصهيوني لحل المسألة اليهودية وطرح دوفنوف, نجدهما يتطابقان في عدة نقاط حيث أنهما يفترضان :
• تميز اليهود إن لم يكون تفوقهما على الأغيار, وأن لهم وصفا فريداً وشاذاً عن باقي الامم.
• إن الجيتو هو الحقيقة الأساسية في حياة اليهود .
• يرفض الطرفان الحل الإندماجي .
• يتفق الطرفان على ضرورة إعادة توطين اليهود خارج روسيا .
ولكنهما أيضا يختلفان في كثير من الوجوه, فدوفنوف إنطلق من تقبل المعطيات التاريخية المحسوسة, بينما إنطلقت الصهيونية من مجموعة أساطير وتصورات لا وجود لها على أرض الواقع, في الوقت الذي إنطلق دوفنوف من حاضره التاريخي المحسوس, النقطة التي يلتقي بها الماضي مع المستقبل, إنطلقت الصهيونية من بداية التاريخ التوراتي اليهودي, حيث كان اليهود رعاة وغزاة ومحاربين, ومن نهاية الرواية التوراتية حيث يعود اليهود إلى أرض الميعاد, أي إنطلقت من الماضي والمستقبل, دون أن تعيير إنتباه للحاضر.
لم يرَ دوفنوف في الشتات اليهودي إنحرافا عن مسار التاريخ, وآمن بوجود وحدة حضارية لهم, لا تلغي تنوعهم, بينما رأت الصهيونية أن لاحضارة يهودية في المنفى.
لكن يبقى السؤال المشروع , لماذا بقيت الصهيونية هي الحل الوحيد أمام اليهود؟ دون باقي الحلول التي طرحت لحل المسالة اليهودية من الاندماج وحتى قومية الدياسبورا؟ على الرغم من معارضة اليهود لها في البداية.
لايمكن فهم نشوء الصهيونية وإنتشارها, بين الأقليات اليهودية, بالعودة للإيقاعات الوهمية للتاريخ التوراتي اليهودي الوهمي, ولكن بالعودة إلى المعطيات الحقيقية لتاريخ أوروبا, حيث نشأت الحركة الصهيونية, وخاصة في القرن التاسع عشر, قرن إنتقال الرأسمالية من مرحلة المنافسة الحرة, الى الإمبريالية, مرحلة الإنتقال من إستعمار الرأسمالية التجارية, في نصف الكره الغربي والجزر الإستوائية (العالم الجديد), والذي كان الهدف منه زيادة قوة الدولة, وثروتها والحصول على المواد الخام, وتحويل التجارة الدولية ليد الأوروبيين, وحيث لم يكن الإستيطان أحد الأهداف الرئيسية فكانت الهجرة للأقليات القومية والدينية ولنفي المجرمين, إلى إستعمار الرأسمالية الإحتكارية حيث كان هدف الإستعمار خدمة بعض الطبقات في المجتمع, عبر تزويدهم بالأسواق والبضائع وفرص إستثمار لرأسمالهم الفائض, وإنتقال الإستيطان إلى قارتي آسيا وإفريقيا, لإستيعاب الفائض السكاني في القارة العجوز, وبعدا إستراتيجيا للدولة, أي أن الإستعمار في المرحلة الأولى (رأسمالية المنافسة الحرة) كان إستعمارا إسكانيا , أما في المرحلة الثانية ( الرأسمالية الإحتكارية ) فقد كان إستعمارا إستغلاليا.
رغم أن الإستعماران كانا إستيطانيان, إلا أن إستعمار رأسمالية المنافسة الحرة (الرأسمالية التجارية) لم يتسبب في تغيير النظم الإجتماعية في البلدان المستعمرة, ولإنها مجتمعات تقليدية ساكنه, لم تكن تشكل سوقا جيدا للبضائع, كما أنها لم تمتلك المرونه الكافية, لتواكب التطور أو على الأقل إنتاج غلات زراعية ومعادن, تغطي حاجة القارة الأوروبية.
أما المرحلة الثانية في إستعمار الرأسمالية الإحتكارية ( الرأسمالية الصناعية أو الإمبريالية ) فقد تغيرت البنية الإجتماعية, لكافة سكان المستعمرات, تغير نظام الملكية الزراعية, وتم إغتصاب الأراضي لصالح البيض, ونشأت طبقة من العمل المأجورين, وبدأ تحصيل الجمارك على الأراضي الزراعية نقداً, وتم القضاء على الصناعات المنزلية, وإذا كان المجتمع يمتلك صناعة متقدمة, تم القضاء عليها.
إرتبط هذين النوعين من الإستعمار بانقلابين إنتاجيين كبيرين, الإنقلاب التجاري, أدى إلى كشف عالم جديد إستعمرته أوروبا, وإنقلاب صناعي خلق عالم جديد, هو عالم الآلة, التي سيطر بواسطتها الإنسان على الطبيعة, وخلقت إقتصاداً مفتوح الشهية, وما أتت به الثورة الصناعية من علوم وطب ووسائل صحية, جعلت الظروف مناسبة ومعقولة وملائمه, للسكن والتوطن في المستعمرات.
هذه الإنطلاقة للإمبريالية, وحاجة دول أوروبا للأسواق, أفادت الحركة الصهيونية أيما فائدة, في ظل تنافس بين الدول الأوروبية لإحتكار الأسواق, كانت مصر وفلسطين هما المدخل لهذا المسرح الجديد, وساعد على الإنتباه عليها الإنهيار التدريجي للإمبراطورية العثمانية, وكانت فلسطين بمكانتها الدينية وأهميتها الإستراتيجية, تقع في قلب الإمبراطورية.
ما ذكرناه أعلاه الخلفية التاريخية, التي جعلت الفرصة موآتية أمام الصهيونية, ويمكن القول بدايةً إذا كانت الصهيونية, مدينة للإمبريالية بتحولها من مجرد فكرة, إلى منظمة مهيمنة على اليهود في العالم, ثم إلى دولة ذات قوة عسكرية ضخمة, فإنها أيضا مدينة بوجودها, حتى كمجرد فكرة للمناخ الحضاري, وللأفكار المسيحية الإسترجاعية التي سادت أوروبا منذ القرن السادس عشر.
فقبل ظهور فكرة الشعب اليهودي, والدولة اليهودية بالمعنى السياسي, وكحل للمسألة اليهودية, ظهر ضربٌ من الصهيونية غير اليهودية, أو الصهيونية المسيحية, وهي حركة الإسترجاع المسيحية, التي كانت تطالب بعودة اليهود إلى أرض الميعاد, للإسراع في هدايتهم للمسيحية, حيث أن تنصير اليهود شرطاً لحلول العصر الألفي ( ألف عام عام سيحكم بها المسيح العالم )
ولأن الأفكار الدينية لا توجد بمعزل عن التحولات الإجتماعية, فإن الحركات الإسترجاعية إنتعشت في القرنين ال16م و 17م, عصر الإكتشافات والإستعمار الإستيطاني, ثم وصلت الذروة في اقرن التاسع عشر, في عصر الإمبريالية, بسبب عودة المسألة اليهودية بشكل واضح, ومسألة أخرى هي المسألة الشرقية, ومطامع الدول الأوروبية في ميراث الإمبراطورية العثمانية, رجل أوروبا المريض, وبدأ رجال السياسة الأوربيين ينظرون إلى عودة اليهود إلى صهيون, على إنها الوسيلة الوحيدة لطرد الأتراك من دول الشرق الأوسط.
على الرغم أن دعاة الفكر الإسترجاعي كانوا لا يشكلون قوة سياسية, فإنهم ساهموا في تحديد معالم الفكر السياسي لغير اليهود واليهود, وبما أن الأسطورة الدينية, تتكيف مع الواقع الإقتصادي والإجتماعي والتاريخي, فإنها تتحول من فكرة دينية, داعية لعودة اليهود إلى صهيون, لتحقيق النبوءة الإنجيلية, لتصبح برنامجاً إستعمارياً يؤكد على عودة اليهود الإستيطانية, لفتح الأسواق وتؤمن طريق الهند لبريطانيا العظمى, فالأسطورة إرتدت ثوبا دينيا مثاليا لها بعدها السياسي الكامل.
تتداخل الأبعاد الدينية في الأبعاد السياسية, يظهر في واقعة زيارة هرتزل إلى فلسطين عام 1898م لإكتشاف إمكانية الإستيطان الصهيوني هناك, ولمقابلة إمبراطور ألمانيا ويلهلم الثاني, حيث إعتقد اليهود هناك, أنه ليس سوى مبشر مسيحي, يحاول تنصيرهم بتوطينهم في فلسطين, وحتى يومنا هذا لا يزال التشابك ين الأمور الدينية والسياسية قائما, إذ لا يزال الكثير من الساسة, وخاصة في البلدان البروتستانتية, ومنهم رؤساء للولايات المتحدة الأمريكية, يتحدثون عن الإستيطان في فلسطين بعبارات دينية سياسية.

بالرغم من أن إنجلترا البروتستانتية كانت مرتعا للأفكار الإسترجاعية, إلا أن من أول الدعوات لتوطين اليهود في فلسطين, قد نادى بها نابليون بونبارت عام 1799م, أثناء حصار عكا, حين حث يهود أسيا وإفريقيا للسير وراء القيادة الفرنسية, لإستعادة العظمة لبيت المقدس, ووعد أنه سيعيد اليهود إلى الأراضي المقدسة, إذا ساعدوا قواته, ويمكن إعتبار نداء نابليون بأول نداء إسترجاعي إستعماري ( أول وعد بلفوري )

لكن إنجلترا البروتستانتية, أكبر قوة إستعمارية كانت أكبر مرتعاً للأفكار الإسترجاعية كما ذكرنا ولعل أهم الصهاينة الغير يهود الكولونيل جورج داولر (1796م-1869م) والذي كان ينادي بإعادة إستيطان اليهود في فلسطين, لحماية خطوط الإتصال بين أنحاء الإمبراطورية, ويعتبر أن العناية الإلهية وضعت سوريا الكبرى ومصر في طريق إنحلترا, وإن نفوذ بريطانيا كما إمتد إلى مصر يجب أن يمتد إلى سوريا, عن طريق إستيطان أطفال الأرض الحقيقين أبناء إسرائيل.
وقبل ظهور الصهيونية وجه الصهيوني غير اليهودي, وزير خاريجة بريطانيا اللورد بالمرستون (1784-1856), رسالة إلى الإمبراطور العثماني عام 1840م تتضمن " إذا عاد أفراد الشعب اليهودي إلى فلسطين, تحت حماية السلطان العثماني وبناءاً على دعوة منه, فأنهم سيقومون بكبح جماح, أي مخططات شريرة قد يديرها محمد على, أو من سيخلفه في المستقبل " ونلاحظ هنا أن محمد على بالرغم من أنه لم يكن عربيا, إلا أنه قاد عملية التحديث في مصر والعالم العربي, لذا فأنه يشكل تهديدا لإنجلترا أو غيرها من القوى الإستعمارية الأخرى, فقد كان تعبيرا مبكرا عن القوة النامية في المنطقة العربية, وتوضح رسالة بالمرستون الدور الذي يجب ان تلعبه الدولة اليهودية في المنطقة.
من أشهر الصهاينة غير اليهود ويليا هكلر (1845-1931), والذي كان صديقا حميماً لهرتزل ودعا إلى عودة اليهود إلى فلسطين, وفقا لتنبؤات العد القديم .
ومنهم أيضا لورنس أوليفانت (1829-1888), الذي زار فلسطين لإجراء دراسة عملية, تتعلق بفكرة الإستيطان المقترح, وقد إنتهى إلى ان خطة إنشاء الدولة اليهودية, في هذه المنطقة يضمن تغلغل بريطانيا الإقتصادي والسياسي في فلسطين, ونشر كتابا عام 1880م نادى به بالإستيطان اليهودي, وفي عام 1882م إستقر أوليفانت في فلسطين, ومعه سكرتيره اليهودي نافتالي هيرامبير مؤلف نشيد الهاتكفا ( الامل), الذي أصبح النشيد الوطني الصهيوني ثم النشيد الوطني الإسرائيلي.
من أغرب الشخصيات الصهيونية غير اليهودية, الكولونيل ج. ب. ويدجورد (1872-1943) الذي طالب بتوطين أبناء موسى والانبياء في فلسطين, لتستفيد منهم الإمبراطورية البريطانية, سياسيا وإقتصاديا, وقد روج لفكرة الصلات الأساسية بين البريطانيين واليهود, فالشعبان حسب رأيه يعملان بالربا, ويتجولون بين الشعوب, ويحتقرون غيرهم, ولا يتمتعون بمحبة الآخرين, والشعبان على إستعداد لإستخدام كتبهم المقدسه, لتبرير كل ما يحتاجونه في علاقاتهم مع الآخرين.
ومن الصهاينة غير اليهود أورد وينجيت (1903-1944), والذي خدم في الجيش البريطاني, ورحل إلى فلسطين عام 1936, حيث عمل ضابطا للمخابرات, وأقام صلات مع المستوطنين الصهاينة, وقد ساهم في تطوير التاكتيكات العسكرية, التي إستخدمها الصهاينة في حملاتهم الإرهابية ضد الفلاحيين الفلسطينين, ووضع أسس جيش صهيون على حد تعبيره .
ويمكن للمرء أن يجد الملامح الأساسية للفكر الصهيوني, بوصفه فكرا إستعماريا إستيطانيا, في كتابات الصهاينة غير اليهود, وقد استفاد الصهاينة اليهود منها, في كتاباتهم حيث استشهدوا بها وإقتبسوا منها, وإستفادوا منها في مناوراتهم السياسية, للحصول على وعود رسمية وغير رسمية .

وحيث أن الصهيونية قد صقلت فكرتها داخل الإطار الإمبريالي, فمن الطبيعي أن تفكر بلغة الإمبريالية, ومن أهم سمات الإمبريالية الغربية, أنها كانت تهدف إلى حل مشاكل مجتمعاتها, عن طريق تصديرها إلى آسيا وإفريقيا, ومنها مشكلة الفائض البشري, كما كانوا يسمونها, وجزء كبير منه اليهود, وإذا كان الإستعمار التقليدي هو الحل المطروح, لمشكلة المواد الخام وتكدس البضائع, فالإستعمار الإستيطاني هو الجواب على مشكلة تكدس السكان.
والإقتراح الصهيونية لحل المسألة اليهودية, يتفق تماما مع الصيغة الإستعمارية الأوروبية, فقد كتب أوسكار ترابينوفتش ملخصا لسياسة هرتزل وتكتيكاته, على أنه محاولة لتحويل تيار المهاجرين اليهود من إنجلترا إلى إفريقيا وآسيا, وخلق موقعا هاما للأمبراطورية البريطانية, وطرقها عن طريق إنشاء مركز يهودي مستقل, وقد فكر الزعماء الصهاينة بهذه الطريقة الإستعمارية, حين طرحوا عدة أماكن للإستيطان اليهودي ( شبه جزيرة سيناء, منطقة العريش, أوغندا, قبرص, الكونغو البلجيكي, موزمبيق, العراق, ليبيا, ثم فلسطين).
وبسبب إدراك هرتزل التام للطبيعة الإستعمارية للمشروع الصهيوني, نجده يعدد في مذكراته ( بتاريخ 23 سبتمبر 1902م) أسماء بعض الشخصيات الإستعمارية التي يخاطبها وكانت ( سيسل رودس, تيودور روزفلت, ملك إنجلترا, ملك إيطاليا, قيصر روسيا).
وقد كتب إلى السير سيسل رودس, الذي يرى أن الإستعار الإستيطاني هو ترياق الثورة الإجتماعية في أوروبا, يعرض مساعدته في صنع التاريخ, بالإشتراك في شيئ إستعماري, إن توجه هرتزل إلى رودس لم يكن من باب المصادفة, بل أن رودس كان أشهر شخصية إستعمارية, والتوجه إليه يعطي شرعية إستعمارية للمشروع الصهيوني.
وتتضح رؤى هرتزل الإستعمارية في خطابه لماكس توردو, عن مشروع شرق إفريقيا, حيث كان يهدف لتوطين اليهود, حيث قال في خطابه " أن اليهود ينبغي عليهم أيضا أن ينتهزوا الفرصة المواتية ليصبحوا إنجلترا صغيرة... لنبدأ بالحصول على مستعمراتنا أولا وبقوة هذه المستعمرات سنقوم بغزو وطننا, ولتكن الأرض التي تقع بين الكليمنجارو ووكينيا أول مستعمرات اسرائيل وليكن هذا الأساس الذي تقف عليه صهيون"
وقد إستحسن توردو الفكرة, ووصف هو الآخر مشروع شرق إفريقيا, بمجرد مأوى ليلي أو مجرد أساس إستعماري يتكيء عليه الصهاينة, لبناء صهيون الجديدة.
وبسبب عدم التفاف اليهود بدايةً حول الحركة الصهيونية, وعدم وجود قاعدة إقليمية تعمل من خلالها, كانت الصهيونية بأشد الحاجة إلى الدعم والتأييد من قوة إستعمارية, أوروبية تمدهم بغطاء سياسي وعسكري وإقتصادي, لبناء مستعمراتهم, وقد ذكر هرتزل العديد من القوى التي يسعى لكسب ودها, حين كتب " ولسوف تحذو دول أخرى حذو إنجلترا ولسوف ننشئ مراكز جديدة في موزمبيق والكونغو وطرابلس ( ليبيا) بمساعدة البرتغاليين والبلجيك والايطاليين).
كان هرتزل على إستعداد لبيع خدماته لأي قوة إستعمارية, وبيع الكيان الطامح له لأي مشتر,ٍ حيث يقول " وينبغي علينا بوصفنا دولة محايدة ان نبقى على إتصال بكل أوروبا التي يجب أن تضمن بقائنا " ولكن عن أي حياد يتحدث هرتزل؟ ... الحياد مع الدول الإستعمارية فقط.
عرض هرتزل مشروعه الخاص " توجيه الفائض من الهجرة اليهودية إلى ليبيا" على "فيكتور إيمانويل الثالث " ملك إيطاليا ولكنه لم يجد تجاوبا, حيت إعتبر الملك ذلك " البناء في منزل شخصٍ آخر" ولكن الزعيم الفاشي موسوليني, أظهر خلال إجتماعاته المتكرره مع وايزمان وناحوم جولدمان, تعاطفا وتفهما لفكرة الدولة الصهيونية, بل أن موسوليني وصف نفسه بأنه " صهيوني غير يهودي " .
وفي إطار بحثه الدائب عن قوة إمبريالية, يستند إليها ويقوم بخدمتها توجه هرتزل إلى الإمبراطورية العثمانية, متعهدا بانه إذا وافق السلطان على إعطاءه قطعة أرض ...." فإننا بالمقابل سنقوم بترتيب منزله وسنصلح موارده المالية ونقومها وسنؤثر على الرأي العام العالمي بما يتفق مع مصالحه, وسيكون لهذه العلاقة مزايا أخرى مثل إنشاء جامعة في إستنبول حتى لا يسافر الطلبة الأتراك إلى أوروبا فيتعرضوا لتأثير الأفكار الديمقراطية والثورية الضارة", في الحقيقة أمام هذه الكلمات لا يشعر المرء إلا بالإستغراب من مقدار رجعية وإنتهازية هذا المفكر الصهيوني .
عرف عن هرتزل إعجابه الشديد بالحضارة الألمانية, والعسكرية البروسية, وكان يفكر بأنشاء دولته اليهودية كمحمية ألمانية, وكان القيصر ويلهلم الثاني يدرك المزايا الكامنة, لألمانيا إذا ما تبنت المشروع الصهيوني, من حيث الإستفادة من الرأسمال اليهودي, ومن عرفان اليهود بالجميل لألمانيا, وكان بسمارك أيضا يفكر في توطين اليهود في المنطقة المحاذية لخط بغداد برلين, ليصبحوا أقلية تجارية, تصطدم بالسكان المحليين (العرب والكرد والأتراك), وتعتمد على المانيا في حمايتها, فيكونوا خير ممثلين للأستعمار هناك, وأبدى النازين إهتماما كبيرا بالمشروع الصهيوني, وتعاونوا في وضع هذا المخطط, موضع التنفيذ ثلاث خطط أخرى, لتوطين اليهود في سوريا والإكوادور ومدغشقر, ولكن الطموح الألماني اصطدم بالرفض العثماني لمشروع الدولة اليهودية كما ان ألمانيا إنحسر إهتمامها في المستوطنين الألمان في فلسطين, فكان على الزعيم الصهيوني الإتجاه إلى طريق آخر.
رغم الجهود الحثيثة التي بذلها هرتزل في تحسس طريقة لإيجاد قوة إستعمارية تتبنى مشروعه, إلى انه كان يتجه بناظريه إلى بريطانيا, لإدراكه أن أسس الإستعمار البريطاني أكثر ثباتا من الإستعمار الفرنسي أو البلجيكي أو الألماني, وفي خطابٍ ألقاه في لندن عام 1899م قال " الإنجليز هم أول من أعترفوا بضرورة التوسع الإستعماري في العالم الحديث ولذلك فإن علم بريطانيا العظمى يرفرف عبر البحار ".
وقد حاول هرتزل طيلة حياته, أن يظهر الفوائد التي ستعود على الإمبراطورية البريطانية, من إقامة الدولة الصهيونية, حيث كتب قبل وفاته بعامين, إلى اللورد روتشيلد في إنجلترا يخبره أن المشروع الصهيوني, سيدعم النفوذ البريطاني في شرق المتوسط, بواسطة إنشاء مستعمرة كبيرة تضم أفراد شعبنا اليهودي, وتقع عند نقطة إلتقاء المصالح المصرية بالمصالح الهندية / الفارسية, وفي نصٍ آخر يشير إلى الدولة الصهيونية, ستضيف إلى الإمبراطورية مستعمرة أخرى غنية.
الإدراك أن الدولة اليهودية مجرد رأس حربه للإمبريالية, هو الصفة المميزة لجميع المدراس الصهيونية, سواء كانت يمينية أم عمالية أو غير ذلك.
فنوردو صرح في خطاب له في لندن عام 1920م, بأنه يرى أن الدولة اليهودية ستكون تحت وصاية بريطانيا العظمى, وأن اليهود سيقفون على الطريق, الذي تحفه المخاطر عبر الشرقين الادنى والأوسط, حتى حدود الهند .
ووصف ريتشارد كروسمان العضو العمالي في البرلمان البريطاني وايزمان بأنه كان من المؤمنين إيمانا عميقا بمزايا الغمبراطورية وانه يرى الغستيطان اليهودي في فلسطين ضمان أكيد لسلامة إنجلترا ولا سيما فيما يتعلق بقناة السويس.
وقد ذكر وايزمان في رسالة أرسلها لتشرشل عام 1920م, ما أسماه بالمصالح المشتركه, والتحالف الطبيعي بين الإمبراطورية والحبيب الصهيوني, هذه المصالح التي كانت واضحة لبن غوريون, الذي أعلن في المؤتمر الصهيوني التاسع عشر 1935م, أن خيانة بريطانيا العظمى هي خيانة للحركة الصهيونية وتحدث في أماكن أخرى عن الجيب الصهيوني بوصفه قاعدة دفاعية للإمبراطورية في البر والبحر.
التعاون بين الحركة الصهيونية والإستعمار الغربي, من اول اكثر الموضوعات إلحاحاً في الأدبيات الصهيونية, وعلى سبيل المثال ففي كتاب المفكر الصهيوني موسى هس, الذي دعا إلى إنشاء مستعمرات يهودية, من السويس حتى القدس, ومن خلف ضفتي نهر الأردن, حتى المتوسط تحت رعاية فرنسا, ويؤكد ذلك فيقول " ستكون فرنسا الحبيبة المخلص الذي سيعيد لشعبنا مكانته في العالم "
وبعد قيام دولة إسرائيل نشرت صحيفة هآرتس في 30 ديسمبر 1951م, إن إسرائيل قد تم تعيينها لتقوم بدور الحارس, الذي يمكن الإعتماد عليه في معاقبة, دولة أو عدة دول, من جيرانها العرب الذين قد يتجاوز سلوكهم تجاه الغرب, الحدود المسموح بها.
وحروب إسرائيل المتكررة لا يمكن فهمها فهماً كاملاً, إلا بوصفها داخل إطار المصالح والتحركات الإمبريالية, في الشرق الأوسط, وتاخذ شكلا واضحا,ً كما هو الحال في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م, وحرب حزيران عام 1967م, أو شكلاً مستتراً, كما هو الحال في إجتياح لبنان عام 1982م, وحرب تموز عام 2006م .

يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حسب نفس المنطق
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 6 / 28 - 08:48 )
حسب نفس المنطق الذي يسير عليه السيد خالد ابو شرخ ودون ان نناقش صحة الحقائق التاريخية التي يذكرها يمكننا القول ان الحركة القومية العربية هي وليدة الأمبريالية لأن بريطانيا العظمى (عندما كانت عظمى) هي التي مولت ومدت بالسلاح الثورة العربية الكبرى.
اضافة الى ذلك ان اكثر ما نشاهده اليوم في العالم وكثير من مظاهر الحضارة البشرية اليوم هو وليد الأمبريالية


2 - المسألة اليهودية
نعيم إيليا ( 2011 / 6 / 28 - 11:37 )
تحياتي للأستاذ الكاتب خالد أبو شرخ
المسألة اليهودية قديمة جداً، بدأت بعد تدمير الرومان للدولة اليهودية القديمة. ولن ينفع ربطها بالامبريالية والتحولات الدولية والاجتماعية في القرن التاسع عشر والعشرين.
اليهود قومية سامية لها وجود حضاري في الشرق، سبق وجود الحضارة العربية، وتزامن مع وجود الحضارات القديمة كالفرعونية والكلدانية والآشورية والآرامية.
فإذا كان للدول العربية حق الوجود على أساس إرثها الحضاري القديم، فمن حقّ اليهود أيضاً أن يكون لهم وجود على أساس إرثهم الحضاري القديم.
هذه هي المسألة، وهي قائمة على المنطق والعدل الإنساني، ولا يجوز أن تقوم على التعصب القومي والديني وما يستتبعه هذا التعصب من نفي حقوق الآخرين


3 - إلى يعقوب إبراهامي
خالد أبو شرخ ( 2011 / 6 / 28 - 21:59 )
بعد التحية
لم نقرأ ولم نسمع أن الحركة القومية العربية قد فكرت بعقلية الإستعمار الإستيطاني, فلم تتبنى فكرة الإستيطان في أراضي الغير, ولم تطرح نفسها شريكا وأداة للإستعمار في نهب البلدان الأخرى, ولم تعتبر نفسها جزءا من هذا الإستعمار ان كان الهاشمين قد طلبوا مساعدة بريطانيا العظمى في ذلك الوقت فمن اجل نيل الإستقلال وليس الشراكة بالإستعمار وعندما خدعت بريطانيا العرب , مجمل قوى الحركة القومية العربية وقفت ضدها وناضلت ضد وجودها في المنطقة .
فرق شاسع بين علاقة الهاشميين ببريطانيا وعلاقة الصهيونية بالإمبريالية


4 - السيد نعيم إيليا
خالد أبو شرخ ( 2011 / 6 / 28 - 22:10 )
بعد التحية
بالنسبة لتاريخ المسالة اليهودية: نحن لم نربط تاريخ المسالة اليهودية بالتحولات في اوروبا في القرن ال19 , فيما يبدو انك لم تتابع مقالاتي السابقة حول المسالة اليهودية , هذا هو المبحث السابع عد الى المباحث السابقة التي تؤرخ المسالة اليهودية منذ بدء الشتات اليهودي حتى تفجر المسالة في اوروبا في القرن ال19 وبعد ذلك اطلق احكامك , يمكنك ايجاد المقالات على يمين هذه الصفحة.
بالنسبة لنفي حقوق الاخرين : اعتقد الوقائع على الارض توضح بشكل ساطع ان الصهيونية هي من نفتوما زالت تنفي حقوق الشعب الفلسطيني.
بالنسبة لليهودية وحقها في فلسطين مثل حق العرب في اراضيهم: ان هذا الجدال التاريخ لن ينته فالصهيونية تعتمد على الرواية التوراتية في اثبات حقها في فلسطين, وهذه الرواية قد اثبتت الابحاث الاركيولوجية في فلسطين بطلانها وزيفها, فاليهودية ديانة ظهرت في فلسطين بعد النفي البابلي وهى تعتمد على تراث الديانات الكنعانية , وبنو اسرائيل لم يكونوا سوى قبائل كنعانية رعوية تعيش بين المدن الكنعانية الزراعية , وبالتالي هي ليست بقومية ولم تكن حضارة مستقلة بحد ذاتها , على اي حال هذا الموضع سنقدم به بحث بعد الصهيونية


5 - إلى الأخ الكاتب
نعيم إيليا ( 2011 / 6 / 28 - 22:59 )
تحية لك طيبة.
ألست تقول في مستهل مقالتك هذه:
((كانت التحولات الاجتماعية والتي شهدتها أوروبا منذ عصر النهضه, علاوةً على طبيعة الوجود اليهودي في القارة, مسؤولتان عن ظهور المسألة اليهودية))
ثم إذا كان التاريخ المدون في التوراة والأناجيل والقرآن - أقول التاريخ وليس النصوص اللاهوتية والخزعبلات العقدية - وتاريخ يوسيفوس والطبري وغيرهما من المؤرخين، وحائط المبكى والمسجد الأقصى الذي بني على أنقاض الهيكل، وعشرات المواقع والحفريات، وأشواق اليهود في آدابهم، لا يقنعك، فهل سيقنعك العثور على جثة الملك داود أو سليمان؟
من هم اليهود الذين تشبثوا بفلسطين، ولم يغادروها إلى المهاجر؟
من هم يهود دمشق؟ من هم يهود يثرب والأندلس والمغرب واليمن والعراق وروسيا وأوروبا؟ لماذا لم يذوبوا في هذه الشعوب؟
لو كانت اليهودية ديناً فحسب، فلماذا التصقت باليهود ولم تمتد إلى غيرهم من الشعوب السامية على الأقل؟


6 - إسطوانة مشروخة مللنا سماعها!
ضياء العيسى ( 2011 / 6 / 29 - 07:39 )
قصص قديمة لا تستأهل التعليق عليها.


7 - قصص قديمة لا تستأهل التعليق عليها!
ضياء العيسى ( 2011 / 6 / 29 - 18:46 )
هذا مجمل ما قلته في تعليقي (رقم 6). لا أدري ماهية القاعدة التي خالفها هذا الكلام!؟

طبعا مع بالغ تقديري وإحترامي للسيدين المعلقين يعقوب إبراهيمي ونعيم إيليا فلم أقصدهما بتعليقي.

كلامي موجه إلى الكاتب المحترم ، فلقد سئمنا هذه القصص و سماع الشعارات الديماغوجية الفارغة.

تحياتي للجميع.


8 - السيد نعيم إيليا
خالد أبو شرخ ( 2011 / 6 / 29 - 20:48 )
بعد التحية
عزيزي : الاحظ انك ما زلت تصر على التعليق دون العودة للمقالات السابقة, المسالة اليهودية جذورها بدات من بداية عهد الشتات اليهودي, ولكنها ظهرت كمسالة بحاجة لحل مع بداية عصر النهضة حين بدا المجتمع الاقطاعي بالتفكك وظهور البرجوازيات وارهاصات المجتمع الراسمالي فقبل عصر النهضة لم تقرا ولم نسمع عن محاولات لحل المسالة اليهودية حيث ان اليهود عاشو في مسامات المجتمع الاقطاعي, مرة اخرى ادعوك لقراءة المقالات السابقة, اما اقتطاع جمله سياق تسليل النص في المقالات فهذا اسلوب تصيد واصطناع ثغرات وتاويل الجمل حسب موقفك من الدراسه بمجملها وهو اسلوب السلفيين. المرفوض جملة وتفصيلا
اما بالنسبه : للوجود اليهودي في فلسطين قبل الميلاد فاكرر لك الدعوة لمتابعة الدراسة التي ساطرحها بعد الانتهاء من هذه الدراسة , لان هذا الموضوع ليس موضوعنا الان ولا ادري ما سبب اصرارك على حرف النقاش عن الصهيونية الى موضوع الوجود اليهودي قبل الميلاد
بالنسبة لعدم انتشار اليهودية فذلك يعود لانها ديانه غير تبشيرية من ناحية ولانها جزء من
تراث الديانات الكنعانية المندثرة وبقيت لانها عبرت عن مشروع سياسي لا اكثر ولا اقل


9 - السيد ضياء العيسى
خالد أبو شرخ ( 2011 / 6 / 29 - 20:56 )
بعد التحية
مؤسسة الحوار المتمدن عي من قامت بحذف التعليق وكل الاحترام لها على هذا , فمن لا يرى اهمية للدراسات التاريخية وتاثيرها على واقعنا الحاضر لا يستحق ان ينشر له تعليق .
ما تراه انت اسطوانه مشروخه يراه البعض الاخر ذو اهمية قصوى, واعتقد ان الدراسه لا تحمل شعارات ديماغوجية بل تحليل ودراسة نشوء ظاهرة سياسية لا تزال شعوبنا العربية وخاصة الفلسطني يعاني منها الا اذا كنت غير قادر على التمييز بين الشعارات والدراسات
حسب تعليقك اخشى عليك ان تصل الى يوم تسأم به سماع نشيد دولتك الوطني او تسام من سيادة دولتك على ارضها او تسام من النضال من اجل الديمقراطية والعلمانية في وطنك
ولك تحياتي


10 - الى خالد أبو شرخ 9: تشويه
يعقوب ابراهامي ( 2011 / 7 / 6 - 07:12 )
انت تشوه ما قاله السيد ضياء العيسى. السيد ضياء العيسى لم يقل ان لا أهمية للدراسات التاريخية. قال: لا أهمية لدراسات تاريخية مخترعة لأغراض سياسية من أمثال الدراسات التي تتحفنا بها. تشويهك لأقوال السيد ضياء العيسى خير دليل على ذلك.
وبالمناسبة في ردودك على المشاركين أغلاط لغوية أدلك عليها إن تشاء. حري بخبير بتاريخ شعبه ان يحرص على سلامة لغته القومية


11 - إلى يعقوب إبراهامي
خالد أبو شرخ ( 2011 / 7 / 7 - 01:04 )
بعد التحية
بدايةً أقتيس من مداخلتك هذه الجملة -دراسات تاريخية مخترعة لأغراض سياسية من أمثال الدراسات التي تتحفنا بها. - إذا كانت دراستي التاريخية مخترعة كما تقول فتفضل وقدم ما يدحض ما أقدمه , فأنا لم أفترِ على أيٍ من مؤسسي الحركة الصهيونية بشيء , وإذا أثبت العكس يا سيد يعقوب , فإنني سأرفع قبعتي وأنحني إحتراماً للحقيقة التاريخية
بالنسبة للغة العربية لا تجعلني أجلس وأصطاد لك أخطاؤك النحوية وهي كثيرة.
ولك أمنياتي بالإستمتاع في رحلتك إلى اليونان

اخر الافلام

.. حزب الله ينتقم لمقتل 3 من قادته وإسرائيل تحشد ألوية عسكرية ع


.. التصعيد الإسرائيلي الإيراني يسحب اهتمام الغرب من حرب غزة




.. الأردن يؤكد أن اعتراضه للمقذوفات الإيرانية دفاعا عن سيادته و


.. رئيس وزراء قطر: محادثات وقف إطلاق نار بغزة تمر بمرحلة حساسة




.. تساؤلات حول أهلية -المنظومة الإسرائيلية الحالية- في اتخاذ قر