الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تغير سيطرة المحبة على الانسان سلوكه؟

سهيل قبلان

2011 / 7 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


العلاقة هي ارتباط بين اثنين او شيئين، فتصافح غيمتين تكون نتيجة علاقة المصافحة البرق والرعد وبالتالي هطول الامطار، واما لماذا ابتدات كتابة مقالي هذا بهذا النوع من العلاقة والمصافحة وذلك لانه في العاشرة من صباح يوم الاثنين من هذا الاسبوع، تراكمت الغيوم في سماء قريتي بيت جن العامرة بأهلها والتصاقهم بأرضهم، وتساقط بعض الرذاذ الخفيف، فامتد بي الخيال الى امتزاج الغيوم بعضها ببعض وتصادمها معا في فصل الشتاء، بالذات، وما ينجم عن ذلك من برق ورعد وهطول الامطار لري البشر والارض وباقي الكائنات. وامتد بي الخيال الى ان علاقة الشخص بالخير والحب والقيم الانسانية الجميلة والنوايا الطيبة والعلم تكون نتائجها جيدة وجميلة، وعلاقة الانسان بالجمال في شتى المجالات، وخاصة جمال الحب والتفكير والسلوك والانتاج والبرمجة تكون النتائج طيبة وجميلة، وعلاقة الانسان بالظلم والجشع والجور والكذب والزور والبهتان والشر والانانية، وادارة الظهر للقيم الانسانية الجميلة وللمحبة الجميلة وللنوايا الاجمل، تشوه نفسيته وتدفعه الى الممارسات الضارة والبشعة والخطيرة والتي تنزع منه وعنه صفة ونزعة وسيماء الانسانية الجميلة، وبالتالي الاغراق فيها يهدد وجوده، وعندما تكون العلاقة مع اي شيء هذا يقول انه يعطيها الاهتمام لتحقيقها وترجمتها الى واقع، والواقع يكشف الكثير عن تلك العلاقات وفي كافة المجالات، والمحبة عندما تسيطر على الانسان تغير بحسب الاتجاه الذي تسير فيه، والمنطق يقول ان الرغبة في خدمة الخير العام والقيم الجميلة والنزعات الانسانية الجميلة وتوطيد وتعميق المشترك بين الناس يجب ان تصبح حاجة الروح وشرطا للهناء وللسعادة الشخصية والفرح وتعميق الايجابيات والجماليات، ففي نفس كل واحد وواحدة من بني البشر احساس هو انعكاس للوضع السياسي الاقتصادي الفني الثقافي القائم، فما هو الافضل ان يكون جميلا وراقيا ومفيدا وايجابيا وينتشر اكثر وبين اكثر ما يمكن من الناس، ام جعله سلبيا وحاقدا وبشعا، وللانسان وكما هو معروف قناعاته وهو يعتنق افكار ما وهناك من وضع بناء على ذلك القواعد والقوانين لتنظيم اعمال الناس في المجتمع وتنظيم شؤونهم في الحياة المشتركة في بلد او قرية او دولة في الكوكب الواحد، فالاخلاص لصوت الضمير الجميل والحي والقناعات الجميلة لتوطيد وترسيخ العلاقات الجميلة بين الناس، لا شك تكون نتائجها طيبة، ومن مظاهر التقاليد العريقة في اعتقادي ضفائر الزهور على الطاولة عندما يلتقي رئيس دولة ما برئيس آخر لدولة اخرى، فمتى يتخذ طعم الحوار بين الدول طعم الزهور ويرون بها شيئا اكبر من مجرد مظاهر وتقاليد وعادات ، منها في الهند على سبيل المثال وغيرها من دول، فالتعايش السلمي يعاني من محن خطيرة، في ظل اصرار الويلات المتحدة الامريكية على قيادة العالم وفق اهدافها ومخططاتها وبرامجها واحتكاراتها ومصالحها ومصانعها العسكرية، وانيابها السامة المنتشرة في العالم ومنها اسرائيل على سبيل المثال في الشرق الاوسط والتسلح يلتهم الموارد الضرورية جدا، يلتهم الاموال المطلوبة لمعالجة القضايا الحادة لحياة مئات الملايين من البشر، ولنأخذ اسرائيل على سبيل المثال كنموذج سيئ في المجالات كافة، ويكفي للدلالة على مدى استهتار حكامها ومن كافة الاحزاب بحياة الانسان وبالقضايا الاجتماعية، ما نشرته في الثالث والعشرين من حزيران الماضي جريدة : " يسرائيل هيوم "، وبالبنط العريض، خبرا تحت عنوان : " (1500) مريض ماتوا في العام الماضي بسبب الاوضاع المتردية في المستشفيات"، ومما جاء في الخبر ان لجنة مراقبة الدولة تداولت في قضية كثافة المرضى في المستشفيات التي تؤدي الى امراض تلوثية في المستشفيات وتبين مما قاله المسؤول رئيس النقابة الطبية د، ليونيد ادلمان، في اجتماع لجنة مراقبة الدولة البرلمانية التي تداولت في قضية كثافة المرضى في المستشفيات والنقص في الموارد الطبية العلاجية وغرف العلاج وفي عدد الاطباء، واكد الدكتور ادلمان قائلا:" الوضع في المستشفيات فوضوي فالمريض يضطر للانتظار ثلاث ساعات بالمتوسط، في غرفة استقبال وتصنيف المرضى حتى يأتي اليه الطبيب ليفحصه"! بينما يضطر المريض في مستشفى سوروكا في بئر السبع خمس ساعات، وفق ما قاله الدكتور جيل بن يعقوب، وهكذا فان عدد الذين ماتوا من المرضى في المستشفيات بسبب الاهمال والاستهتار والنواقص في عدد الاطباء والغرف الطبية والاسرة، اكثر من الذين قتلوا في حوادث الطرق المأساوية في العام الماضي بحوالي ثلاث مرات، فما الذي سيعمله قادة الدولة وخاصة من وزارة الصحة لتغيير الاوضاع التي تشكل وصمة عار في جبين الدولة وجهازها السيئ ونظامها الاسوأ الذي يصر على الاحتلال والقتل والهدم والاستيطان والجدران الشائكة وعسكرة الحياة واقامة وملء المخازن العسكرية بشتى مواد القتل والهدم والقصف ولتذهب حياة الناس وحقهم الاولي في العيش الانساني الصحي في ستين داهية!! وتقع المسؤولية في اعتقادي عن الاوضاع المزرية في المستشفيات وقبل كل شيء على وزارة الصحة بنائب وزيرها حيث لا يوجد وزير لهذه الوزارة، ومسؤوليها، فما الذي عملوه لتغيير الاوضاع الى الاحسن؟ وواضح ان رأس الافعى يتجسد في الحكومة ككل ووزارة المالية بالذات فالقضية في المستشفيات وخاصة النقص في الامور الضرورية والاولية معروفة، ونسمع ونقرأ عنها منذ سنوات طويلة خاصة النقص في الملاكات وعدد الاطباء والاسرة والاجهزة الطبية، وكل ذلك يثبت بما لا يقبل مجالا للشك مدى تحجر الحكومة بطاقمها الذي يدعي الانسانية ومن نتائج تحجرهم وقف وعرقلة الاهتمام بالجهاز الصحي وعدم الاهتمام بنواقصه وبالتالي بوفاة البشر، ومن الارقام المذهلة انه جرى في احد الاقسام الداخلية في احد المستشفيات وضع (65) مريضا فيما في القسم يوجد(35) سريرا فقط، اي وضع المرضى في الممرات وعلى الارض، هذا في دولة تتباهى انها دولة الرقي والتطور والتقدم الاولى في الشرق الاوسط ودولة شعب الله المختار، وبدلا من البرمجة والتخطيط لقواعد عسكرية جديدة وشراء طائرات حربية ودبابات ومدافع والغام وقنابل وصواريخ ورصاص بالمليارات من الدولارات، لماذا لا يبنون مستشفى جديدا واحدا على الاقل وتوفير الاجهزة الطبية وتأهيل الطواقم الطبية؟ ولو كانت حياة المواطنين وراحتهم واطمئنانهم وصحتهم الجيدة، تهم المسؤولين لسعوا وعملوا على حل المشكلة وسأسمح لنفسي بتوجيه السؤال الى المسؤولين، هل يدرون عن الاوضاع في المستشفيات والتي هي ليست عربية وهل نقلت اليهم تقارير عن الاوضاع السيئة في مجالات اخرى كالفقر والبطالة والطرقات ومراكز جماهيرية اخرى لتقدم الدليل على ان هذه الحكومة تتباهى باقترافها للجرائم ليس ضد السلام والفلسطينيين فقط وانما ضد شعبها وصحته وضد قدسيته وكرامة حياة الانسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ إسرائيلية -تفتت إلى أشلاء- أفراد عائلة فلسطينية كاملة


.. دوي انفجارات في إيران: -ضبابية- في التفاصيل.. لماذا؟




.. دعوات للتهدئة بين طهران وتل أبيب وتحذيرات من اتساع رقعة الصر


.. سفارة أمريكا في إسرائيل تمنع موظفيها وأسرهم من السفر خارج تل




.. قوات الاحتلال تعتدي على فلسطيني عند حاجز قلنديا