الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الألقاب الدينية في مؤسسات الدولة العراقية

عماد الاخرس

2011 / 7 / 4
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ظاهره جديدة تغزو مؤسسات الدولة العراقية منذ التغيير عام 2003 وهى شيوع استخدام الألقاب الدينية وأعنى بها ( الحجى .. السيد .. الشيخ .. العلوية .. الخ ) وترافقها أحيانا كلمات غايتها الاستعباد والتسلط عند التعامل بها في غير أوساطها الحقيقية ومنها ما هو ديني مثل ( مولاي ) أو اجتماعي مثل ( عمى ) !!
ولا اعلم إن كان هذا التنوع والتعدد في الألقاب مرتبط بدستور النظام الديمقراطي الجديد الذي سمح بتعدد الأحزاب وجاءت لتحل محل كلمة ( الرفيق ) التي كانت وحيده في النظام الشمولي البائد الذي لا يسمح بذلك .
يبقى هناك فرق لابد من الإشارة له وهو إن الألقاب الجديدة دينيه مرتبطة بظهور أحزاب الإسلام السياسي بينما اللقب القديم لا ديني ومرتبط بحزب البعث العلماني !
وتبرز هذه الظاهرة بوضوح عند مراجعة المواطن للمؤسسات العراقية لغرض انجاز معاملة ما .. حيث يرشدك الموظفون بصيغه وأخرى على صاحب احد هذه الألقاب فيها .. وعلى سبيل المثال.. اذهب إلى السيد .. اتصل بالحجى .. السيد عند المدر العام .. الحجى عند الوزير .. الخ !
وطبعا من خلال حديثهم تظهر الإشارات الواضحة على انه الآمر الناهي الوحيد القادر على حل مشاكل المعاملات المستعصية ولا يمكن أن تُنْجَز إلا بمساعيه وتدخله !
أما مواصفات اغلب حاملي هذه الألقاب فهي .. يرتدى بدله من الموديلات القديمة ذات سروال قصير واغلب الأحيان سوداء .. لا يرتدى ربطة العنق .. لحيه غير منتظمة ومختلفة الطول من واحد لآخر .. يحمل سبحه طويلة مائه وواحد ذو الخرز الصغير وسوداء اللون .. يحرك شفاه بهدوء لكي يُشعر الناظر بأنه يحفظ ويقرا السور القرآنية بشكل مستمر ويذكر الخالق ( جل حلاله) .. الخ .
وإذا شاءت الأقدار وكنت سعيد الحظ وتمتعت بامتياز الوصول إلي واحد منهم والجلوس في غرفته فتجد القران الكريم على مقدمة مكتبه وخلفه لوحات لسور قرآنيه أما سجادة الصلاة فهي موجودة في مكان بارز وبجوارها عدة الوضوء.
وعن أهم التفسيرات لتفشى هذه الظاهرة فهي .. أولا .. الترويج لنزاهة الموظف الذي يحمل هذا اللقب والتأكيد على انه ليس فاسدا بل معصوما .. ثانيا .. لا يحمل اغلب أصحاب هذه الألقاب الشهادات الدراسية لذا فهم لا يحملون الألقاب المهنية والأكاديمية .. ثالثا.. محاولة البعض تعزيز هيمنته وتسلطه من خلال اللعب على الورقة الطائفية واختياره اللقب الذي يتناسب مع الهوية المذهبية للمسئول الأعلى أو أحزاب الإسلام السياسي المهيمنة على مؤسسته.. رابعا.. يحاول البعض درجها ضمن مشاريع اسلمة الدولة والإساءة للدولة العراقية المدنية الديمقراطية التي ينتمي العراقيون لها من كل الأديان .
وأقولها مزيدا من الاحترام والتقدير لجميع الألقاب الدينية مادام التعامل بها محصورا في الأوساط الإجتماعيه والدينية وبعيدا عن التفسيرات أعلاه .
لذا ولخطورة هذه الظاهرة والخوف من امتدادها لتدخل في المخاطبات والكتب الرسمية لمؤسسات الدولة نطالب الحكومة والبرلمان بضرورة إصدار التعليمات اللازمة للحد منها ومعاقبة كل من يروج لها واعتماد الألقاب المهنية والأكاديمية التي تُحَددها الشهادة الدراسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عدة الشــــــغل
كنعــان شـــماس ( 2011 / 7 / 5 - 11:16 )
تحية يا استاذ عماد الاخرس فعلا المنافقين بحاجة الى هذه الديكورات لتغطية القذارات التي تحت ملابســــهم لكن كيف فاتك يا استاذ عماد لقب فخـــــــــامة الوزير او الرئيس ان هولاء الصغار بحاجة الى قلع ديكوراتهم تحية

اخر الافلام

.. إسرائيل تحشد قواتها .. ومخاوف من اجتياح رفح |#غرفة_الأخبار


.. تساؤلات حول ما سيحمله الدور التركي كوسيط مستجد في مفاوضات وق




.. بعد تصعيد حزب الله غير المسبوق عبر الحدود.. هل يعمد الحزب لش


.. وزير المالية الإسرائيلي: أتمنى العمل على تعزيز المستوطنات في




.. سائح هولندي يرصد فرس نهر يتجول بأريحية في أحد شوارع جنوب أفر