الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا فشل الغرب في احتواء الاصولية الاسلامية

فدوى فاضل

2011 / 7 / 8
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


عرض كتاب

صدر الشهر الماضي عن مؤسسة أوثرهاوس كتاب "معاقل المجاهدين الجديد.. لماذا فشل الغرب في احتواء الاصولية الاسلامية" للكاتب والمحلل السياسي غابريل طبراني.
ربما يرى البعض ان توقيت صدور الكتاب جاء (صدفة) منسجما مع مقتل زعيم القاعدة على ايدي القوات الامريكية ومارافق مقتله من أمل ببداية نهاية عهد ارهاب القاعدة. لكن الكاتب لا يربط الاعمال الارهابية التي قام بها الأصوليون الاسلاميون في العقدين الأخيرين في انحاء العالم بشخص ابن لادن نفسه، بقدر ما يحاول ان يشرح بوضوح وذكاء شديدين للعقل الغربي،خصوصا، كيفية ظهور ونشأة التيار الاصولي في الشرق الأوسط وامتداده الى الغرب. فهو مثلا يعيد صياغة السؤال التقليدي الذي يُطرح بعد كل عملية ارهابية "ماذا تريد القاعدة؟" الى سؤال أكثر شمولية وعمقا وهو "لماذا تؤمن القاعدة بوجوب الجهاد وبهذه الطريقة؟" والجواب من وجهة نظر القاعدة انه "ليس ثمة خيار اخر". فقائمة المآخذ والاتهامات للانتهاكات الغربية لـ"عالم الاصوليين" طويلة.
فغطرسة الغرب وسيطرته المباشرة او غير المباشرة على مفاصل الحياة في المحتمعات الاسلامية واستغلال ثرواتها هي المحرك الاساسي للعنف في الحركات الاسلامية وليس من ذات الاسلام. وان هذا الحهاد ضد الغرب لن يتوقف مالم يغير الغرب سياسته تجاه شعوب المنطقة ويقوم بتصحيح اخطاء الماضي. وهنا يناقش الكاتب كثير من المفكرين والاكاديميين الغربيين حول مدى انسجام الاسلام مع تعاليم الحضارة الغربية. فبينما يرى برنارد لويس ان الاسلام كـ"دين" لا يتساوق وليبرالية الغرب، يأتي طبراني بدراسة اكاديمية حديثة (2008) للبروفيسور مات باريتو وبروفيسور كرم من جامعة واشنطن تقول بعدم وجود هذا "اللاتساوق" بين الدين الاسلامي وليبرالية الغرب.
يلخص الكاتب في الفصل السابع "القاعدة..الأساس للأرهاب الجديد" مبادئ القاعدة واسبابها بعد ان يكون قد شرح تفاصيل ومعالم واسباب وتطور عوامل ظهور الحركة في الفصول السابقة في عدة بلدان، كل على حدة. بدءا من مصر وظهور حركة الاخوان المسلمين في العشرينات من القرن الماضي التي استخدمت قضايا القومية كالاحتلال الانجليزي لمصر وتهويد فلسطين لاستنهاض مفهوم الجهاد لدي الشباب وتغلغل الحركة في صفوف المؤسسة العسكرية وتسييس الدين من جهة والمطالبة بتديين الدولة، الى محاولة الالتفاف على حركة أمين الحسيني الجهادية. ثم ينتقل الى الحركة الوهابية التي استُخدمت لتقوية وتثبيت شرعية الدولة السعودية في البداية، لتنقلب على الاصلاحات ومشاريع التحديث التي كانت تجري في المملكة بعد ظهور البترول. فالفكر الوهابي السلفي الذي يحرم كل الوسائل والتقنيات الحديثة التي لم توجد في عهد الرسول محمد سوف لن يقبل التلفزيون والتليفون والسيارة التي بدأت تغزو المملكة. وعلى ذلك فالمملكة التي ساهم عبد الوهاب في تأسيسها بدأت تبتعد عن الخط الوهابي الأصلي. ورغم صلات الملك فيصل الوطيدة (وعلاقة النسب) بعائلة عبدالوهاب فان جهوده لاعادة التوازن بين الدين والدولة الحديثة لم تنجح بلجم جماح الحركة ولا حتى قليلا.
بعد ذلك يعرض الكاتب تاريخ الاصولية وامتدادها الى افغانستان، باكستان، اليمن، الصومال، الشام والمغرب. ثم ينتقل الى الولايات المتحدة، اوروبا وروسيا.
خصص الكاتب فصلا لكل دولة يستطرد فيه بسرد وتحليل تفاصيل دقيقة لنقاط انفجار محتملة على المستويات الاجتماعية (القبلية خصوصا) والاقتصادية والسياسية. تلك النقاط التي استفادت في توظيفها الحركات الاصولية لشن هحومها على الغرب الكافر في معاقله وغفل عنها كبار محللي الغرب كما تقول مادلين اولبرايت في مذكراتها الصادرة عام .2006

يقع الكتاب في اكثر من 450 صفحة وخمسة عشر فصلاَ تبدأ بتاريخ الحركات والاحزاب الاسلامية في المنطقة، نموها انتشارها وتقلباتها. ثم يناقش جدية الصراع الثقافي بين الاسلام والغرب وماذا فعل الغرب لاحتواء الخطر الاسلامي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الى الوقت الحالي. فهو يحلل مواطن الفشل ويقترح بدايات جديدة، جديرة بالاهتمام والدرس والمناقشة..

ورغم ان الكتاب صادر باللغة الانجليزية وهو موجه اساسا للغرب، لكنه يحوي الكثير من المعلومات والوثائق غير المتاحة حتى للقارئ العربي. فالكاتب يرفق قائمة بما يقارب الثمانمائة مرجع بلغات مختلفة ومن مصادر متعددة. وبذلك فالكتاب يرأيي يأتي اضافة نوعية لدراسة وتحليل علاقة الأصولية بالعالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا فشل الغرب في احتواء الاصولية الاسلامية
Fadwa Fadel ( 2011 / 9 / 19 - 17:09 )
الاستاذ الفاضل. برأيي، ان الغرب لا يزرع، بل يحصد ما تثمره بذور العصبية القبلية في الشرق الأوسط. البذور تلك موجودة من قبل الاسلام وبعده. نعم دول اخرى ذات مطامع تقوم برعايتها .. وهذا لا يقتصر على الغرب فقط، فتركيا وايران ايضا تلعبان لعبة قذرة في هذا المجال.
بالنسبة للكتاب، فهو لايغفل نقطتك هذه بل يدعمها ويتهم الغرب بالتحريض المباشر وغير المباشر على عدم الاستقرار في المنطقة وفي خارجها. الكتاب ايضا، يضع اللوم الاكبر في العنف الديني على الاخوان المسلمين الذين أثروا سلبا على تحويل حتى الحركة الوهابية الى العنف عندما بدأت المملكة السعودية باستقدام المدرسين وذوي الحرف الأخرى من مصر .. فكان المتقدمون معظمهم من الاخوان المسلمين الذين وجدوا في عروض العمل تلك فرصة ذهبية للفرار من مصر التقدمية حينها والتوسع في نشر فكرهم المتطرف في المنطقة.

اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط